جلسة حوارية بالنادي الثقافي تؤكد أهمية تطوير الدراسات البيئية للتكيف مع التغير المناخي
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أكدت جلسة حوارية في النادي الثقافي على أهمية تطوير الدراسات البيئية في مواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية وتطوير إستراتيجيات للتكيف معها، تطرق المشاركون في الجلسة التي حملت عنوان «الدراسات البيئية في سلطنة عمان: الاتجاهات الحالية والمسارات المستقبلية» إلى التحديات البيئية المختلفة التي تواجه سلطنة عُمان خاصة في ظل تلك التغيرات المناخية المستمرة.
وناقش الدكتور مالك الوردي، مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس، التأثيرات السلبية لتغير المناخ على القطاعات المختلفة، مشيرا إلى أهمية الدراسات في تطوير إستراتيجيات فعالة للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، مما يسهم في حماية البيئة العمانية.
وأشار الدكتور مالك الوردي إلى وجود ازدواجية بين الدول المتقدمة والدول النامية فيما يتعلق بالانبعاثات الغازية التي تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي هذا المجال يوجد به قطاعان، القطاع السياسي والقطاع العلمي اللذان يحاولان التكيف مع التغيرات المناخية في الوقت الحالي. كما تناول تأثير الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، مشيرًا إلى أن الحروب والأحداث السياسية لا تعفي الدول من مسؤولية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، مبينا أن الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون حدثت قبل أكثر من 50 سنة وبدأ تأثيرها في الوقت الحالي ويجب على الجهات العلمية والبحثية والسياسية التي تُعنى بتغير المناخ أن تتبنى إستراتيجيات للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مضيفًا، في محاور إيجابية نتائج المؤتمرات، أن الدول الغنية مثل ألمانيا وبريطانيا تدعم بشكل كبير المشروعات التي يمكن أن تستخدمها الدول الفقيرة في شِق التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع التغيرات المناخية.
وأوضح أن سلطنة عمان استفادت من بعض المنح الدولية مثل صندوق المناخ الأخضر، والذي أسهم في تنفيذ مشروعات تهدف إلى التكيف مع التغير المناخي.
بدوره، استعرض الدكتور راشد اليحيائي، أستاذ علوم النبات بجامعة السلطان قابوس الوضع الحالي للدراسات البيئية في عمان، مشيرًا إلى أهمية رؤية «عمان 2040» التي وضعت الاستدامة البيئية في قلب أهدافها، مؤكدا على ضرورة تعزيز استخدام الموارد المتجددة وتقليل الاعتماد على الموارد غير المتجددة.
كما تطرق إلى أهمية الجانب الزراعي في المنظومة البيئية، حيث إن بعض المحاصيل مثل الرمان والخوخ والزيتون بدأت تتراجع في الإنتاج بسبب تغير المناخ، وهنا يستدعي نشر الوعي البيئي بين الأفراد حول كيفية تقليل الانبعاثات من خلال الزراعة المستدامة كما أن الدراسات البيئية التي تشمل التنوع الحيوي، المتمثل في النباتات والحيوانات البرية، تشير إلى أن سلطنة عمان يتوفر فيها أكثر من 1400 نوع مستوطن نباتي، وهذه الأنواع تكون موجودة أحيانًا في مواقع هشة معرضة للانقراض بسبب التغير المناخي.
كما تناولت الجلسة محور الأفلاج العمانية وأبحاث المياه، وقال المكرم الدكتور عبدالله الغافري، أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: إن الأفلاج تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغير المناخي والضغط البشري وذلك في ورقة عمل بعنوان «الأفلاج العمانية وأبحاث المياه: تراث بيئي ومستقبل مستدام في ظل التغير المناخي، وأشار الدكتور الغافري إلى أن المشروعات الدولية التي تركز على دراسة النباتات في بيئة الأفلاج يمكن أن تسهم في الحفاظ عليها، حيث إن أكثر من 240 نبتة تعيش في بيئات الأفلاج بسلطنة عمان».
وأوضح أن الدراسات الأولى التي تركز على الجانب الهندسي والتقني للأفلاج كانت محدودة مكانيًا، مقارنة بالواقع الحالي على الرغم من وجود إنجازات منها توثيق نظم الأفلاج، مشيرا إلى أن البحوث اليوم تشمل جوانب بيئية واستعمال تقنيات الكمنجة الرقمية وتطبيقات الاستشعار عن بعد والتعامل مع بيانات ضخمة، والتوسع في الحدود المكانية، مؤكدا وجود تحديات مناخية مرتبطة مثل الجفاف المتزايد وتراجع الأمطار، إضافة إلى التحديات المالية والتكنولوجية التي تواجه أبحاث الأفلاج.
وفي سياق آخر قدم الدكتور حمود الدغيشي، أستاذ الأدب القديم والميثولوجيا العربية، محاضرة بعنوان «صانع المطر: قراءة في ميثولوجيا الوعل» حيث تطرق إلى دور الأساطير في تشكيل المفاهيم الثقافية، مستعرضًا النظريات المتعلقة بهذا الجانب، كالنظرية الثقافية الأنثروبولوجية ونظرية انتشار الثقافة، بالإضافة إلى المدارس النقدية المختلفة التي تناولت هذه الموضوعات. وأضاف: إن هذه النظريات والمدارس جاءت لتفسير ثقافة الإنسان، ومن أين تشكلت هذه الثقافة، مبينا أن الوعل كان له مكانة خاصة في الموروث الثقافي العربي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة الدراسات البیئیة التغیر المناخی سلطنة عمان البیئیة فی مع التغیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
شراكة مغربية-روسية استراتيجية لتعزيز الابتكار الزراعي ومواجهة التحديات المناخية
في إطار السعي المستمر لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تهدد القطاع الزراعي، تشهد العلاقات الاقتصادية بين روسيا والمغرب تطورًا ملحوظًا، حيث تجري مباحثات بين شركات روسية ونظيراتها المغربية لتطوير مشاريع تكنولوجية مبتكرة في القطاع الفلاحي.
وأكدت صحيفة “إزفيستيا” الروسية، نقلًا عن سفارة موسكو في الرباط، أن التعاون بين الشركات الروسية والمغربية في مجال التكنولوجيا الزراعية قد بدأ فعليًا، مع التركيز على استصلاح الأراضي، وأنظمة الري الحديثة، ورقمنة الزراعة.
ويأتي هذا التعاون في وقت حرج يواجه فيه قطاع الزراعة تحديات بيئية ومناخية تهدد الإنتاج الزراعي في العديد من دول العالم، بما في ذلك المغرب وروسيا.
وأوضح المصدر ذاته أن عددًا من الشركات الروسية قد دخلت بالفعل في شراكات مع الشركات المغربية لتمويل وتطوير مشاريع تكنولوجية في مجال الزراعة.
ومن بين هذه المشاريع، يتم دراسة استخدام تقنيات الري الذكية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتحسين استهلاك المياه في الزراعة، وهي إحدى القضايا الحيوية في المغرب، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية والتقلبات التي تشهدها مناطق عدة من المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، يتم البحث في استخدام أنظمة الاستشعار عن بعد والتكنولوجيا الرقمية لتحليل بيانات الأراضي الزراعية بشكل أكثر دقة، مما يساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وتقليل الفاقد.
كما يتم النظر في مشاريع تتعلق بتحسين الأراضي الصحراوية وزيادة إنتاجيتها عبر تقنيات استصلاح الأراضي التي تعتمد على أساليب علمية متقدمة.
وقد أكد ممثل السفارة الروسية في الرباط أن التعاون بين الطرفين يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز القدرات الزراعية في المنطقة، وهو سيسهم في تحسين الأمن الغذائي وتقليل آثار التغيرات المناخية.
كما أشار إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الحكومة الروسية بدعم هذه المبادرات التي تعكس التزام البلدين بتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية.