أكدت جلسة حوارية في النادي الثقافي على أهمية تطوير الدراسات البيئية في مواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية وتطوير إستراتيجيات للتكيف معها، تطرق المشاركون في الجلسة التي حملت عنوان «الدراسات البيئية في سلطنة عمان: الاتجاهات الحالية والمسارات المستقبلية» إلى التحديات البيئية المختلفة التي تواجه سلطنة عُمان خاصة في ظل تلك التغيرات المناخية المستمرة.

وناقش الدكتور مالك الوردي، مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس، التأثيرات السلبية لتغير المناخ على القطاعات المختلفة، مشيرا إلى أهمية الدراسات في تطوير إستراتيجيات فعالة للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، مما يسهم في حماية البيئة العمانية.

وأشار الدكتور مالك الوردي إلى وجود ازدواجية بين الدول المتقدمة والدول النامية فيما يتعلق بالانبعاثات الغازية التي تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي هذا المجال يوجد به قطاعان، القطاع السياسي والقطاع العلمي اللذان يحاولان التكيف مع التغيرات المناخية في الوقت الحالي. كما تناول تأثير الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، مشيرًا إلى أن الحروب والأحداث السياسية لا تعفي الدول من مسؤولية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، مبينا أن الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون حدثت قبل أكثر من 50 سنة وبدأ تأثيرها في الوقت الحالي ويجب على الجهات العلمية والبحثية والسياسية التي تُعنى بتغير المناخ أن تتبنى إستراتيجيات للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مضيفًا، في محاور إيجابية نتائج المؤتمرات، أن الدول الغنية مثل ألمانيا وبريطانيا تدعم بشكل كبير المشروعات التي يمكن أن تستخدمها الدول الفقيرة في شِق التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع التغيرات المناخية.

وأوضح أن سلطنة عمان استفادت من بعض المنح الدولية مثل صندوق المناخ الأخضر، والذي أسهم في تنفيذ مشروعات تهدف إلى التكيف مع التغير المناخي.

بدوره، استعرض الدكتور راشد اليحيائي، أستاذ علوم النبات بجامعة السلطان قابوس الوضع الحالي للدراسات البيئية في عمان، مشيرًا إلى أهمية رؤية «عمان 2040» التي وضعت الاستدامة البيئية في قلب أهدافها، مؤكدا على ضرورة تعزيز استخدام الموارد المتجددة وتقليل الاعتماد على الموارد غير المتجددة.

كما تطرق إلى أهمية الجانب الزراعي في المنظومة البيئية، حيث إن بعض المحاصيل مثل الرمان والخوخ والزيتون بدأت تتراجع في الإنتاج بسبب تغير المناخ، وهنا يستدعي نشر الوعي البيئي بين الأفراد حول كيفية تقليل الانبعاثات من خلال الزراعة المستدامة كما أن الدراسات البيئية التي تشمل التنوع الحيوي، المتمثل في النباتات والحيوانات البرية، تشير إلى أن سلطنة عمان يتوفر فيها أكثر من 1400 نوع مستوطن نباتي، وهذه الأنواع تكون موجودة أحيانًا في مواقع هشة معرضة للانقراض بسبب التغير المناخي.

كما تناولت الجلسة محور الأفلاج العمانية وأبحاث المياه، وقال المكرم الدكتور عبدالله الغافري، أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى: إن الأفلاج تواجه تحديات كبيرة نتيجة التغير المناخي والضغط البشري وذلك في ورقة عمل بعنوان «الأفلاج العمانية وأبحاث المياه: تراث بيئي ومستقبل مستدام في ظل التغير المناخي، وأشار الدكتور الغافري إلى أن المشروعات الدولية التي تركز على دراسة النباتات في بيئة الأفلاج يمكن أن تسهم في الحفاظ عليها، حيث إن أكثر من 240 نبتة تعيش في بيئات الأفلاج بسلطنة عمان».

وأوضح أن الدراسات الأولى التي تركز على الجانب الهندسي والتقني للأفلاج كانت محدودة مكانيًا، مقارنة بالواقع الحالي على الرغم من وجود إنجازات منها توثيق نظم الأفلاج، مشيرا إلى أن البحوث اليوم تشمل جوانب بيئية واستعمال تقنيات الكمنجة الرقمية وتطبيقات الاستشعار عن بعد والتعامل مع بيانات ضخمة، والتوسع في الحدود المكانية، مؤكدا وجود تحديات مناخية مرتبطة مثل الجفاف المتزايد وتراجع الأمطار، إضافة إلى التحديات المالية والتكنولوجية التي تواجه أبحاث الأفلاج.

وفي سياق آخر قدم الدكتور حمود الدغيشي، أستاذ الأدب القديم والميثولوجيا العربية، محاضرة بعنوان «صانع المطر: قراءة في ميثولوجيا الوعل» حيث تطرق إلى دور الأساطير في تشكيل المفاهيم الثقافية، مستعرضًا النظريات المتعلقة بهذا الجانب، كالنظرية الثقافية الأنثروبولوجية ونظرية انتشار الثقافة، بالإضافة إلى المدارس النقدية المختلفة التي تناولت هذه الموضوعات. وأضاف: إن هذه النظريات والمدارس جاءت لتفسير ثقافة الإنسان، ومن أين تشكلت هذه الثقافة، مبينا أن الوعل كان له مكانة خاصة في الموروث الثقافي العربي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة الدراسات البیئیة التغیر المناخی سلطنة عمان البیئیة فی مع التغیر إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الابتعاث بعيون أمنية» في جلسة حوارية بـ«شرطة أبوظبي»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الطاقة» و«الاتحاد للماء والكهرباء» تطلقان مبادرة أنظمة الطاقة الشمسية صقر غباش يبحث علاقات التعاون مع رئيسة الجمعية الوطنية في تنزانيا

نظمت ادارة البعثات بقطاع الموارد البشرية، بالتعاون مع مجلس شباب شرطة أبوظبي (رواد أمن المستقبل) جلسة نقاشية شبابية بعنوان: «الابتعاث بعيون أمنية»، ضمن جهود القيادة في تعزيز الدعم والإرشاد للطلاب المبتعثين تجسيداً لأولوية «الاستخدام الامثل للموارد»، وتحقيقاً للهدف الاستراتيجي «الاستثمار الامثل للموارد ورأس المال البشري».
وأوضح المقدم دكتور بخيت سالم العامري، رئيس قسم الإرشاد والمتابعة الأكاديمية، أن الجلسة النقاشية تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات والورش التي تنظمها إدارة البعثات ومجلس الشباب بهدف توفير الدعم المتكامل للطلاب المبتعثين، وتمكينهم من الاستمرار في النجاح في مسيرتهم الدراسية، والتمهيد لمسيرتهم المهنية.
وناقشت الورشة أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب المبتعثون، وتضمنت تقديم نصائح قيمة للطلاب الموجودين على مقاعد الدراسة، من خلال طرح أعضاء مجلس الشباب لتجاربهم السابقة، خلال مسيرتهم التعليمية وطرح التحديات والفرص المرتبطة بالمسيرة العملية في مختلف الوحدات التنظيمية التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بالإضافة الى مشاركة عدد من الخريجين الجدد لتجاربهم كمبتعثين سابقين.
وشهدت الجلسة تفاعلاً كبيراً من الحضور، وتبادلاً مثمراً للأفكار والخبرات، وعبّر المشاركون عن تقديرهم لجهود القيادة الرشيدة في تعزيز التواصل بين المنتسبين، من خلال في تنظيم الورش التفاعلية التي تسهم في توجيه الطلاب وتحضيرهم لانتهاز الفرص، ومواجهة التحديات خلال فترة الابتعاث.

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي يقدم تمويلا بـ42.6 مليار دولار لتخفيف آثار التغير المناخي
  • قراءة في ميثولوجيا الوعل بالنادي الثقافي
  • منظمة تحذّر من خطورة التغير المناخي في فرنسا
  • خبير: التغير المناخي يتسبب في زلازل لها تأثيرات عالمية
  • مفوضية الانتخابات تنظم جلسة حوارية في طبرق
  • 11 جلسة حوارية في انطلاق مبادرة "بداية جديدة" في دمياط
  • «وحدة الأوزون»: مبادرة «شارك في الحل» دعوة للمواطن للحد من التغير المناخي
  • هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • «الابتعاث بعيون أمنية» في جلسة حوارية بـ«شرطة أبوظبي»