تنفذ الهيئة القومية للأنفاق، حالياً، مشروع مترو الإسكندرية «أبوقير - محطة مصر»، في إطار خطة وزارة النقل بالتوسع في تنفيذ وسائل النقل الجماعي الأخضر صديق للبيئة بمحافظات الجمهورية، لا سيما مدينة الإسكندرية التى تعتبر ثاني المحافظات من حيث عدد السكان ولما لها من طبيعة سياحية خلابة تسهم في السياحة الخارجية والداخلية، وطبقا لتوصيات الخطة الاستراتيجية للنقل الحضري بالمحافظة التي أعدتها كبرى المكاتب الاستشارية العالمية.

مترو الإسكندرية

قال الدكتور طارق جويلي، رئيس الهيئة، إنه يتم تنفيذ مترو الإسكندرية كوسيلة نقل حضارية صديقة للبيئة بديل لخط سكك حديد أبو قير المتهالك لتجنب التأثير السلبي على الحياة اليومية للمواطنين وتيسير حركة المرور وإلغاء التقاطعات «المزلقانات»، وجارٍ العمل داخل المسار القديم لتجنب اختلاط معدات التنفيذ مع حركة المرور والجمهور.

وأضاف «جويلي» لـ «الوطن»، إن التطوير يهدف إلى تحقيق التشغيل الآمن للخط والمساهمة في تخفيض الاختناقات المرورية بالإسكندرية بعد التطوير واستيعاب حركة النقل وخفض استهلاك الوقود المدعم، حيث إن التشغيل يعتمد على الطاقة الكهربائية النظيفة، وسيتم زيادة الطاقة القصوى للركاب إلى 60 ألف راكب / ساعة / اتجاه وتقليل زمن الرحلة إلى 25 دقيقة وزيادة سرعة التشغيل إلى 100 كم/ساعة وتحقيق زمن أقصر للتقاطر 2.5 دقيقة.

نسب تنفيذ المشروع 

وأوضح الدكتور طارق جويلي، أنه يتم تنفيذ المشروع وفقاً لأحدث المواصفات والمعايير العالمية حيث يجرى تنفيذ أعمال البنية الأساسية والأنظمة والسكة للمشروع من خلال تحالف مصرى فرنسى وبلغت نسبة الإنجاز 7.6%، ويجرى أعمال الخوازيق والأعمدة بالمسار والمحطات وكذا أعمال التسوية بورشة كفر عبده والمحطات، كما جارٍ العمل بورشة المشروع لإنتاج الكمرات، وجارٍ الإعداد لتركيبها حتى يتمكن مواطنو الإسكندرية من رؤية جسر مترو الإسكندرية كما يجرى حالياً إعداد التصميمات لأنظمة المشروع، وجارٍ حاليا اتخاذ إجراءات الترسية والتعاقد لأعمال تصنيع الوحدات المتحركة للمشروع وستكون القطارات مكيفة بالكامل وتمت مراعاة جميع الفئات وكبار السن وذوي الهمم.

أهمية المشروع 

وأكد رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أن المشروع يتم تنفيذه بعد دراسة مكتملة شاملة الأبعاد، حيث إنه يمر بأكثر المناطق كثافة سكانية بالمحافظة من محطة سكة حديد أبو قير وحتى محطة مصر بالإسكندرية، ويمتد بطول 21.7 كم «سطحي بطول 6.5 كم من محطة مصر حتى ما قبل محطة الظاهرية ثم علوى بطول 15.2 كم حتى محطة أبو قير ويشمل 20 محطة» أي أن المسار سطحيا وعلوياً وليس نفقياً وهو الأنسب للطبيعة الجمالية بمحافظة الإسكندرية.

ونوه بأن طريقة التنفيذ توفر فى التكلفة والتشغيل والصيانة، ومن المخطط مد الخط إلى أبو قير الجديدة وربطه بالخط الرابع من شبكة القطار الكهربائى السريع في محطة تبادلية في أبوقير الجديدة، وسيتم تبادل الخدمة في محطتى مصر وسيدى جابر مع خط سكة حديد «القاهرة - الإسكندرية» وفي محطتى فيكتوريا وسيدي جابر مع ترام الرمل وفي محطة المعمورة مع خط سكة حديد رشيد.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مترو الإسكندرية الإسكندرية المحطات محطات المترو الركاب مترو الإسکندریة أبو قیر

إقرأ أيضاً:

أشجار الزيتون حول البحر المتوسط في خطر محدق

على مدار آلاف السنين، ظل زيت الزيتون رمزا للحياة المتوسطية، تجده على موائد الطعام، ويعد مصدر رزق لملايين البشر في حوض البحر الأبيض المتوسط.

لكنه اليوم، يقف على شفا أزمة وجودية، حيث حذرت دراسة علمية جديدة، نشرت في مجلة "كوميونيكشنز إيرث & إنفيرونمنت"، من تهديد مزدوج وغير مسبوق يواجه أشجار الزيتون: الإجهاد المائي المتزايد وتراجع النشاط الشمسي الطبيعي، وكلاهما نتيجة لتغيرات مناخية عميقة تخرج عن النطاق المألوف.

تبدو هذه التغيرات، في ظاهرها، بعيدة ومعقدة، لكنها في حقيقتها تترجم إلى شيء بسيط وحاسم: شجرة الزيتون التي اعتادت أن تقاوم الزمن والجفاف، قد لا تتمكن من الصمود في وجه المستقبل القريب إذا لم نتحرك بسرعة. شملت الدراسة بلدانا متوسطية مثل فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا وتركيا وقرص، وإيطاليا، وإسبانيا.

على مدار آلاف السنين ظل زيت الزيتون رمزا للحياة المتوسطية (بيكسابي) عندما تتحدث حبوب اللقاح

اعتمد فريق دولي من الباحثين على تحليل سجلات حبوب اللقاح الأحفورية لأشجار الزيتون، الممتدة على مدار 8 آلاف عام. من خلال هذا السجل النباتي الطبيعي، تمكن العلماء من تتبع إنتاجية الزيتون عبر العصور وربطها بالعوامل البيئية طويلة الأمد.

وفي تصريحات للجزيرة نت يقول المؤلف المشارك في الدراسة "ديفيد كانيويسكي" – الأستاذ المشارك في قسم الأحياء وعلوم الأرض، جامعة تولوز في فرنسا: "معظم الدراسات تركز على تقلبات الطقس القصيرة، مثل موجات الجفاف المفاجئة أو الحرارة المرتفعة الموسمية".

ويضيف: "لكن ما نعرضه هنا هو دليل على وجود دورات مناخية طويلة -تشمل النشاط الشمسي- أثّرت في إنتاج الزيتون لآلاف السنين، وهذه الدورات مهددة الآن بالخروج عن نظامها المعتاد".

إعلان

يشير الباحث إلى أن النتائج كانت واضحة: فترات الانخفاض في النشاط الشمسي تزامنت مع تقلص كبير في كمية حبوب اللقاح، وهو ما يعد مؤشرا مباشرا على ضعف الإزهار، وبالتالي تدني إنتاج الثمار. أصبحت هذه الأنماط التاريخية أساسا لفهم تأثير التغيرات المناخية الحديثة، وللتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل القريب.

حددت الدراسة 3 ركائز رئيسية تعتمد عليها أشجار الزيتون في إنتاجيتها: التمثيل الضوئي، وتوفر المياه، والإشعاع الشمسي. ومع تطور نماذج المناخ الحديثة، أصبح من المرجح أن يتأثر كل من هذه العوامل سلبا خلال العقود المقبلة، خاصة في مناطق البحر المتوسط الجافة وشبه الجافة مثل إسبانيا، اليونان، تونس، ومصر.

يعد الضوء الشمسي محركا رئيسيا لعملية التمثيل الضوئي، وهي الآلية التي تحول من خلالها الأشجار الطاقة الشمسية إلى غذاء يخزن في الأوراق والثمار. ومع احتمالية دخول الشمس في دورة انخفاض نشاط تعرف بـ"الحد الأدنى الشمسي العظيم"، وهو ما حدث سابقا خلال "عصر الجليد الصغير"، ستقل كميات الإشعاع الشمسي المتاحة للأشجار بشكل ملحوظ.

عصر الجليد الصغير هو فترة مناخية باردة نسبيًا استمرت تقريبًا من القرن الـ14 حتى منتصف القرن الـ19، وشهدت انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، خاصة في نصف الكرة الشمالي، ويعتقد فريق من العلماء أن انخفاض النشاط الشمسي ارتبط بذلك.

"أحد الاستنتاجات الأساسية من دراستنا هو أن الضوء مهم تماما مثل الماء" كما أوضح "كانيويسكي"، ويلفت إلى أنه مع انخفاض الإشعاع الشمسي، ستواجه أشجار الزيتون تحديات في الإزهار وتكوين الثمار. لا تتحدث الدراسة عن سيناريو مستقبلي بعيد، وإنما عن مشكلة بدأت تظهر تأثيراتها الآن بالفعل، وبشكل تدريجي لكنه ثابت.

التكيف ممكن لكنه ليس سهلا

يرى المؤلف المشارك في الدراسة "رشيد شدادي" -خبير المناخ في معهد علوم التطور في مونبلييه، جامعة مونبلييه في فرنسا- أن التكيف ممكن، لكنه ليس سهلا. ويوضح في تصريحات لـ"الجزيرة.نت" أن "استخدام الإضاءة الاصطناعية داخل البيوت الزجاجية غير واقعي على نطاق بساتين الزيتون المفتوحة، لأنها مكلفة للغاية. نحن نتحدث عن ملايين الهكتارات".

إعلان

لكنه يقترح حلا عمليا: "بدلا من ذلك، يمكن اعتماد تقنيات إدارة ذكية لمظلة الشجرة، مثل التقليم المدروس الذي يضمن وصول الضوء لأكبر قدر ممكن من أوراق وفروع الشجرة."

كما يشير "شدادي" إلى أهمية تطوير أصناف زيتون تتحمل ظروف الإضاءة المنخفضة، وهي إستراتيجية طويلة الأمد لكنها واعدة، إلى جانب استخدام التغطية العضوية لتحسين احتفاظ التربة بالرطوبة، والكمبوست الطبيعي لتعزيز بنية التربة، ويضيف "نحتاج أيضا إلى تدريب المزارعين على هذه الأساليب، والاستثمار في البحث الزراعي من قبل الحكومات".

لا يقتصر خطر انخفاض إنتاج الزيتون على الدول المتوسطية الكبرى مثل إسبانيا وإيطاليا، بل يمتد إلى الدول التي بدأت مؤخرا في توسيع رقعة زراعتها للزيتون، مثل مصر. ورغم أن مصر ليست ضمن أكبر المنتجين عالميا، فإنها تراهن على التوسع في زراعة الزيتون ضمن خطط الاستصلاح الزراعي في الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء.

لكن هذه الطموحات تواجه تحديات مناخية حقيقية، إذ إن الكثير من مزارع الزيتون الجديدة في مصر تقع في أراض هامشية، حيث المياه شحيحة، ونوعية التربة محدودة. إذا أصبح المناخ أكثر جفافا وانخفضت أشعة الشمس، فإن الإنتاج سيتأثر بشدة، وفقا لباحثين.

تهديد ثقافي واقتصادي

يلفت "كانيويسكي" إلى أن زيت الزيتون ليس مجرد محصول، لكنه تراث ثقافي، وأيقونة غذائية، ودعامة اقتصادية لنحو 6.7 ملايين عائلة في منطقة البحر المتوسط، وفقا للمجلس الدولي للزيتون. ومع تراجع الإنتاج، تتأثر سلاسل القيمة بأكملها، من المزارع إلى المعصرة، ومن المتجر إلى موائد المستهلكين.

في عام 2023، سجلت إسبانيا -أكبر منتج لزيت الزيتون عالميا- انخفاضا بنسبة 50% في إنتاجها بسبب الجفاف. وقد ترتب على ذلك ارتفاع الأسعار عالميا، وتضرر الصادرات، وزيادة الضغط على الأسواق المحلية في الدول المستهلكة. ويحذر الباحث المشارك في الدراسة من أن المستقبل قد يكون أكثر اضطرابا مما نتصور. "ما نحذر منه ليس خيالا علميا – نحن نشهد الآثار بالفعل. التغيرات في أنماط المطر، وموجات الحر، والانخفاض في الإنتاج كلها تحدث الآن".

إعلان

يختتم "كانيويسكي" تصريحاته برسالة موجهة إلى صناع القرار في الدول المتوسطية والعربية: "نموذجنا يظهر ما قد يحدث إذا تركت الأمور على حالها. لكنه لا يقول إن الكارثة حتمية. لدينا الفرصة للتدخل -من خلال السياسات الزراعية الذكية، وتدريب المزارعين، وتمويل البحث العلمي- لإنقاذ قطاع الزيتون من كارثة بطيئة لكن قاتلة".

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع مدينة رأس الحكمة
  • رئيس الوزراء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع مدينة "رأس الحكمة"
  • وكالة الموانئ تعيد إطلاق مشروع محطة السفن السياحية بأكادير
  • في ذكرى تحرير سيناء.. تنفيذ 13 مشروعاً لمعالجة المياه... استصلاح 285 ألف فدان عام 2024.. أكثر من 8000 حوض ضمن مشروعات الاستزراع السمكي
  • أبرز المعلومات حول مصنع الكمرات الخرسانية سابقة الصب لمشروع مترو الإسكندرية
  • القضاء الإداري يوقف تنفيذ قرار إزالة مصنع حديد بالمنوفية
  • 4 خطوط إنتاج.. كل ما تريد معرفته عن مصنع صب خرسانة مترو الإسكندرية
  • تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
  • السوداني يوجه بسرعة تنفيذ مشروع "المدينة الطبية المتكاملة" بالناصرية
  • أشجار الزيتون حول البحر المتوسط في خطر محدق