لهيب وراء النوافذ الموصدة.. رضيع يُفارق الدنيا على يد الاستهتار
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
لفظ رضيع أنفاسه الأخيرة بسبب فوهة نار وُضع فيها باستهتار، لم ينطق الصغير سوى بأنينٍ مكتوم، فلم يكن لسانه قد اشتد بعد ليُطلق زفرات الشكوى والتذمر.
رحل الرضيع إلى دار الحق، ولكنه ترك شعور المرارة يُلاحق أمه المُستهترة إلى الأبد، فإهمالها هو من دون بحروفٍ غليظة كِلمة الختام في رحلته القصيرة للغاية مع الدُنيا.
اقرأ أيضاً: أم تُنهي حياة ابنيها وتختلق قصة وهمية للنجاة من القصاص
أم تُنهي حياة ابنيها وتختلق قصة وهمية للنجاة من القصاص دماء طفل تُلطخ يدي والده.. تفاصيل صادمةتأتينا القصة البشعة من ولاية إلينوي الأمريكية التي ألقت فيها الشرطة يوم 16 سبتمبر الجاري القبض على الشابة أندريا لونكسفورد – 25 سنة بعد أن وُجه لها الاتهام بالتسبب في وفاة رضيعها.
الإهمال والجفاف يفتكان بضحية الأم المُستهترةوبحسب تقارير محلية فإن المُتهمة تركت ابنها الرضيع جايسون لونكسفورد الذي كان يبلغ من العُمر شهراً واحداً وحيداً داخل سيارة مُوصدة النوافذ والأبواب دون تهوية أو تكييف لفترة ليست بالقصيرة.
وذكرت مجلة بيبول الأمريكية أن الطفل فارق الدُنيا بعد أن حاصرته درجة الحرارة المُرتفعة، وتسببت الأجواء في مُعاناته من جفافٍ حاد.
وفي يوم الواقعة تلقت الشرطة بلاغاً بشأن وجود حالة وفاة لرضيعٍ، وحينما وصل رجال السلطة العامة لمكان البلاغ أبصروا الرضيع بعد أن فقد القدرة على التنفس.
وأكد جِد الطفل أنه لا يعرف كم الوقت الذي مكثه الرضيع المسكين داخل السيارة الحارة دون طعام أو شراب، ولا يعلم بالضبط توقيت الوفاة.
وألقت الشرطة القبض على الأم المُتهمة بالإهمال، وتم نقلها لمقر الاحتجاز تمهيداً لعرضها على المحكمة.
الطفل الرضيع مع جِده وجِدتهعقار الكوكايين يصنع المأساةونقل تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية تصريحاً لجد الطفل (والد الأم) أكد فيه أن تتبع مسار ابنته، وساهم ذلك في العثور على حفيده بعد أن توقف عن التنفس.
وحينما وصل المُسعفون إلى مكان البلاغ شاهدوا الطفل مُلقى على الأرض العشبية، وحاولوا إنعاشه وإعادته للحياة، قبل أن يرفعوا الراية البيضاء ويُعلنوا وفاته.
وأكد التقرير أن رجال الشرطة عند وصولهم لمكان البلاغ شاهدوا الأم وهي تتصرف بهيستيرية، وخضعت لفحص تعاطي المُخدرات، وخرجت النتائج إيجابية بخصوص تعاطي مُخدر الكوكايين.
وقال الجِد أندرو أن ابنته تجاهلت رسائله في اليوم الذي سبق إخبارها إياه بأن رضيعها توقف عن التنفس
الرضيع في حضن جدته تونياالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ولاية إلينوي الأمريكية الشرطة الجفاف جريمة إنهاء الحياة جريمة قتل سيارة بعد أن
إقرأ أيضاً:
صمت الغربة.. مغربي يودع الدنيا في وحدة تامة داخل شقة بالإيجار بسوهاج
لم يكن يعلم "هشام مستمد"، المغربي الذي تجاوز الخمسين من عمره، أن غربته في شقة صغيرة بالطابق الرابع من أحد عقارات مركز دار السلام بسوهاج، ستكون آخر محطاته في الحياة.
كان هشام يعيش وحيدًا، بلا زوجة تؤنسه، ولا أولاد يسندونه، ولا أهل يطرقون بابه، كل ما كان يملكه هو سرير بسيط، وموتور مروحة في الزاوية، وذكريات يحملها من وطنه البعيد.
صاحب المنزل، "عاطف"، كان يزوره من حين لآخر ليطمئن عليه، ويملأ عليه فراغ الوحدة بكلمة طيبة، يقول: "كنت بدخل عليه ألاقيه ساكت.. دايمًا ساكت.. بيضحك من قلبه لما يشوفني، كأنه نسي الدنيا كلها في اللحظة دي".
وفي ساعات مبكرة من صباح اليوم، لم يرد هشام على طرقات الباب، ولم يُسمع له صوت، فتح عاطف الباب، ودخل، ليجد هشام راقدًا بلا حراك، وجهه هادئ كأنه نائم، لكن قلبه كان قد توقف إلى الأبد.
السرير الذي اعتاد أن يسند عليه جسده المتعب، كان شاهده الأخير، لا آثار مقاومة، ولا علامات ألم، فقط هدوء الموت وصمت الوحدة.
جاء تقرير مفتش الصحة ليؤكد أن الوفاة طبيعية، نتيجة أزمة قلبية حادة، لكن ما لا تقوله التقارير هو أن هشام لم يمت بأزمة في القلب فقط، بل مات وحيدًا بلا يد تمسك يده، ولا دعاء يهمس له في اللحظات الأخيرة.
تم نقل الجثمان إلى المشرحة في صمت، كأن الحياة نفسها تحترم هذه النهاية الصامتة لرجل عاش ومات دون ضجيج.