آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء، آية الكرسي، تلك الآية العظيمة التي وردت في سورة البقرة، لها من الفضل والشرف ما يجعلها من أعظم آيات القرآن الكريم. 

حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها في مواضع مختلفة من اليوم، خاصة في الصباح والمساء، لما تحمل من معاني التوحيد وقوة الله المطلقة.

 

فيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية فضل قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء، وتأثيرها الروحي والنفسي على المسلم.

 الحماية من الأذى طوال اليوم

قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء تُعد درعًا واقيًا للمسلم من الأذى والشياطين. 

آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء

فهي تحفظه من الشرور التي قد تواجهه خلال يومه وليله، ويؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" (رواه النسائي).

 هذه الحماية الإلهية تشمل الجسد والنفس، وتوفر للمسلم أمانًا طيلة النهار والليل.

 طمأنينة النفس وراحة القلب

تكرار آية الكرسي في الصباح والمساء يُمنح المسلم شعورًا بالطمأنينة والسلام الداخلي. 

فالآية تُذكر المسلم بعظمة الله وقدرته المطلقة على كل شيء، مما يجعله يشعر بالراحة في مواجهة تحديات الحياة اليومية. 

تكرارها يوميًا يُساعد على تهدئة النفس وإزالة التوتر والقلق الذي قد يواجهه الإنسان في يومه.

تقوية الإيمان وزيادة اليقين

آية الكرسي تحمل في مضمونها معاني التوحيد الخالص، حيث تُمجد الله الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وتؤكد على علمه الشامل وسيطرته الكاملة على الكون.

 عندما يقرأ المسلم هذه الآية بانتظام، فإنه يُجدد إيمانه ويقوي يقينه بأن الله هو الحافظ والمدبر لكل الأمور، مما يعزز من ثقته في مواجهة التحديات.

دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان التخلص من الوساوس والهواجس

آية الكرسي تُعتبر من أقوى الوسائل للتخلص من الوساوس الشيطانية والهواجس النفسية.

 بقراءتها بانتظام في الصباح والمساء، يمكن للمسلم أن يحصن نفسه من أي تأثيرات سلبية أو أفكار مشوشة قد تؤثر على نفسيته.

 هذه الآية تُعتبر حماية قوية تضمن للمؤمن صفاء الذهن واستقرار القلب.

 تحصيل الأجر والثواب العظيم

فضل قراءة آية الكرسي يتعدى الحماية الجسدية والنفسية، ليصل إلى تحصيل الثواب العظيم من الله.

 فكلما داوم المسلم على قراءة هذه الآية المباركة، زادت حسناته وارتفع مقامه عند الله. إنها عبادة بسيطة تُقدم للمؤمن فرصًا لزيادة رصيده من الأعمال الصالحة والاقتراب من الجنة.

دعاء يوم الجمعة: وسيلة للتوبة والمغفرة فضل قراءة آية الكرسي

آية الكرسي ليست مجرد آية تحمل معاني التوحيد، بل هي درع قوي يحمي المسلم من الأذى، ويمنحه الطمأنينة والسكينة طوال اليوم. 

قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء تُعزز الإيمان، وتوفر الحماية من الوساوس والشرور، وتزيد من الأجر والثواب. 

لذا، يجب على كل مسلم أن يجعل من قراءتها عادة يومية، يستفتح بها صباحه ويختتم بها مساؤه، لينعم بحفظ الله ورعايته الدائمة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: آية الكرسي فضل قراءة آية الكرسي

إقرأ أيضاً:

العمدة المسلم في كنف الحرية والعلمانية

 

العمدة المسلم في كنف الحرية والعلمانية

خالد فضل

يعتنق الشاب الأمريكي محمود ممداني الدين الإسلامي كمعتقد روحي، وينحدر عرقياً من أسرة إفريقية يوغندية، وينتمي سياسياً إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، ويتبنى فكرياً مبادئ الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. تدعو تلك السيرة المختصرة إلى تأمل عميق، إذ تكشف بوضوح لا لبس فيه المكونات الإنسانية للفرد، وتناغمها لتجعل منه رمزاً لقاعدة واسعة من الجمهور، تمنحه ثقتها بحر إرادتها، وتضعه في موقع المسؤولية لرعاية مصالحها. يحمل منصب عمدة مدينة مثل نيويورك من الرمزية ما يجعله معياراً للبيئة الخصبة التي تزدهر فيها القيم الإنسانية الرفيعة، فهنا تنتصب معاني الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتجسيدها عملياً قبل أن ينتصب مجسماً بشعار الحرية كواحد من أبرز معالمها. هنا مقر الحكومة العالمية، الأمم المتحدة، عبارة موحية بالفعل، وتذكير دائم بوحدة الإنسانية في مواجهة واقع عيشها على بلدها المشترك، الأرض التي بسطها الخالق كما في اعتقاد الروحانيين أو أوجدتها الطبيعة كما يتصور الدهريون، وليس في اختلافهما أي مشكلة طالما سادت بينهم قيم الحرية والمساواة وقوانين وأحكام الديمقراطية المؤسسية وعلت مبادئ حقوق الإنسان كما هي في علوها على أي اختلاف بسبب العرق، النوع، الدين، الثقافة، اللون، المنحدر الاثني، إلخ.

لا غرو أن مارتن لوثر كنج رائد المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة قد كان لديه حلم منذ الستينات من القرن الماضي، وفي البيئة الصالحة المتطورة الناهضة المتطلعة للمستقبل، فاز أوباما بالمنصب الأول في بلد المساحات الشاسعة والشعوب المتعددة، ومنحدره من كينيا الإفريقية، ثم أتى ممداني ليفوز بعمودية المدينة العالمية ليؤكد صحة رؤيا كنج وسلامة بصيرته ودقة أحلامه. الإنسان بدون أحلام قطعة حطام.

يعتبر الدستور المنظم لحياة البشر في الولايات المتحدة الأمريكية دستوراً وضعياً، لم يدع واضعوه أنهم رسل الله أو خلفائه الموكلين بقيادة الناس إلى طريق الهداية وأبواب الجنان في يوم القيامة، لم يزعموا أنهم يجاهدون بالموت والفناء والإفناء ليحوزوا الطيبات من حور عين وولدان مخلدون وفاكهة وأباً وجداول عسل ولبن مما يشتهون. بل كانت غايتهم تنظيم وتيسير سبل العيش للإنسان من حيث هو إنسان فقط على الأرض من بداية تخلقه نطفة في رحم الأم وحتى مرقد جسده في مدفن يليق أو أي طقس يراه للتعامل مع موتاه دون تمييز ولو كان حرق الجثمان بأعواد الصندل أو ألواح الزان. المهم هنا يتوفر لكل طقس مكان، فالإنسان غاية الحكومات ومنتهى أمل السلطات، أما شؤون ما بعد الموت فليس لمن هم على الأرض عليها سلطان، تلك معادلة واضحة ظاهرة يتعامى عنها كثير من الناس فتراهم يسيرون في ركب من يبيعهم الأوهام وهم مصدقون، يقودهم للحتف وهم منقادون كالسوام لا يعقلون، ولو سأل سائل منهم سؤال بسيط لفك الطلسم المطروح، سيدي القائد هل لك أن تؤكد لنا حيازتك أنت شخصياً لمقعد صدق عند عزيز مقتدر كما تقول؟ نعم أنت تحوز الآن على مقعد الزعامة بوضع اليد أو الانتخاب سيان، لكن من يضمن لك المقعد في حيز آخر ليس فيه نحن الجمهور فننتخبك أو الجيوش فتنفذ عبرها الانقلاب؟ قبهت الذي ادعى وخاب.

تبرز هنا مدينة نيويورك، يقطنها ملايين البشر، من كل السحنات والمعتقدات، لكنهم رأوا فيما يطرحه ممداني سبيلاً لترقية أوجه حياتهم فاختبروه بالانتخاب وهم على نزعه من المنصب أصحاب الحق في الأجل المرقوم، هنا لم يك للدين اعتبار أو كونه أسود يوغندي من معنى، فهو اشتراكي ديمقراطي الفكر والتوجهات، وبالطبع علماني لا يزعم أنه نور الله أو وكيل الغيب. فهو مثل الملايين يطمح لتأمين السكن والمعاش والطرق والجسور ووسائل المواصلات والتوظيف، ليذهب من يشاء يوم الجمعة للمسجد أو السبت للكنيس وفي الأحد الكنيسة فذاك من حق الاختيار لمن يروم هدأة الروح ومن لم يختار فهو حر كما يشاء. ذاك ببساطة مفهوم العلمانية، البناء على مشتركات الحياة، والتعددية فيما وراء القبور. في هذه البيئة نشأ ممداني، تفتح وعيه، انخرط سياسياً، ونشط اجتماعياً، فحاز على الرضا والقبول والانتخاب. فهل من متدبر في هذا المسار، وهل لبني السودان فسحة للتأمل أم غاب عن أفقهم ضوء الصباح فباتوا رهائن لدي غلالات التضليل. نسأل الله السلامة.

الوسومالعلمانية العمدة المسلم الولايات المتحدة خالد فضل عمدة نيويورك كنف الحرية مارتن لوثر كينج محمود ممداني الدين

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح حصن المسلم.. رددها واحفظ نفسك من الشياطين
  • أذكار الصباح اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025
  • العمدة المسلم في كنف الحرية والعلمانية
  • أذكار الصباح مكتوبة.. رددها الآن وحصن نفسك
  • أذكار الصباح اليوم.. رفيق المسلم في يومه ومفتاح للطمأنينة والبركة
  • أذكار الصباح اليوم وفضلها في السُنة النبوية المطهرة
  • كيف كان النبي يبدأ يومه؟.. 3 أدعية داوم عليها الرسول
  • راح للي أحن مننا.. رسالة مؤثرة من نهال طايل بعد وفاة إسماعيل الليثي
  • هل الدعاء على الظالم يُعيد الحق؟.. أمينة الفتوى تُجيب