نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا قالت فيه إن حكومة العمال في بريطانيا تخشى أن تطلب منها المحكمة الجنائية الدولية التوقيع على مذكرة اعتقال لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.

وقالت إن دعم بريطانيا لمذكرة الاعتقال يأتي في وقت لم تصنف فيه بريطانيا الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

وهناك مخاوف في وزارة الخارجية بمدى قدرة هذا الموقف من الحرس الثوري على الاستمرار سياسيا.

وتقول الصحيفة إن مقر الحكومة، 10 دوانينغ ستريت يعيش حالة تأهب منذ أكثر من أسبوع بشأن بيان وشيك من المحكمة الجنائية الدولية مفاده أن قضاة  الغرفة التمهيدية قد قبلوا طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وصدر طلب إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت في 20 أيار/مايو إلى جانب مذكرات اعتقال ضد زعيم حماس يحيى السنوار وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في نهاية تموز/يوليو أثناء زيارته لطهران ومحمد الضيف الزعيم العسكري لحماس.

وباختصار، فما يثير قلق 10 دوانينغ ستريت هي التداعيات السياسية المتفجرة لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال نتنياهو، وبخاصة في ظل التوتر المتصاعد حاليا في الشرق الأوسط.

وأخبر خان قضاة الغرفة التمهيدية  قبل شهر أن موضوع إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو هو أمر مهم جدا. ولكن قضاة الغرفة قضوا وقتا أطول بكثير من ثلاثة أسابيع استغرقتها لقبول طلب خان بإصدار مذكرة اعتقال بحق فلاديمير بوتين، الزعيم الروسي، بسبب دوره في تدبير اختطاف الأطفال من أوكرانيا.

وقد حدث هذا التأخير بسبب اضطرار القضاة إلى تقييم العديد من الملاحظات التي قدمتها الدول والمنظمات الدولية وممثلي الضحايا وجماعات حقوق الإنسان.

وسحبت حكومة حزب العمال الدعوى التي قدمها المحافظون والتي تفيد بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ليس له اختصاص قضائي على فلسطين.

وقدم خان رده على المذكرات في 23 آب/أغسطس قائلا إن القضية "ذات أهمية قصوى"، وأشار إلى الوضع الكارثي في غزة وزعم أن فلسطين طرف في المحكمة الجنائية الدولية وأن أي جرائم ترتكب على أراضيها تخضع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية.


وأضافت الصحيفة أن القلق في الدوائر الدبلوماسية البريطانية هو أن تتهم مجموعة الضغط البرلمانية المناهضة لإيران ردا مفاده من أن بريطانيا تدعم أولويات خاطئة، حالة دعمها اعتقال زعيم دولة ديمقراطية في وقت لا يزال فيه الحرس الثوري الإيراني غير محظور.

وتقول الحكومة البريطانية إنها تراجع وضع الحرس الثوري الإيراني في بريطانيا، ضمن مراجعة أوسع للقوانين التي تحكم الإرهاب الذي ترعاه الدول.

كما قالت وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية (أم أي فايف) إن داعمي إيران مسؤولون عن 15 هجوما نفذت على التراب البريطاني.

وفرضت وزارة الخارجية البريطانية عقوبات ضد عناصر في الحرس الثوري الإيراني، لكنها عارضت حظر الحرس بالكامل لخوفها من قطع إيران العلاقات الدبلوماسية، بشكل يترك بريطانيا بدون سفير في طهران.

وفي طلبه مذكرات اعتقال، اتهم خان نتنياهو وغالانت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية "كجزء من هجوم منظم ضد السكان المدنيين وكسياسة دولة".

وسعى خان وبحذر للحصول على دعم مؤسسة حقوق الإنسان ببريطانيا في الوقت الذي دعا فيه لاعتقال نتنياهو، حيث ناقش وبشكل محدد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يحاسب على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين.  وفي إشارة للتوتر المتزايد، زادت المنظمات غير الحكومية من الضغوط على الحكومة لحملها على بذل المزيد من الجهود بشأن التزامات بريطانيا بتطبيق القانون الدولي المتعلق بغزة.

وأصدرت مجموعة من 15 منظمة غير حكومية بيانا أعربت فيه عن "خيبة أملها العميقة" بسبب امتناع بريطانيا عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار المحكمة الدولية الكبرى الأخرى، محكمة العدل الدولية، الذي صدر في يوليو/تموز الماضي، والذي يقضي بإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة في غضون 12 شهرا. ومرر القرار يوم الأربعاء في الجمعية العامة بأغلبية 124 صوتا مقابل 14 صوتا، لكن بريطانيا كانت من بين 45 دولة امتنعت عن التصويت.

وذكّرت المنظمات غير الحكومية بريطانيا بأن حكم محكمة العدل الدولية يجبر جميع الدول بعدم تقديم المساعدة أو دعم الوضع الذي خلقه وجود إسرائيل.


وتقول بريطانيا إنها دعمت قرار محكمة العدل الدولية بشأن الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولكنها لا تعتقد أن مشروع القرار الأخير سيخدم قضية السلام.

وفي الوقت نفسه، كتبت منظمتان غير حكوميتين، هما شبكة العمل القانوني العالمي ومؤسسة الحق، اللتان تخوضان معركة قضائية طويلة الأمد مع الحكومة بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل، إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، محذرة إياه من المسؤولية الجنائية عن الاستمرار في بيع أجزاء من طائرات إف-35 التي يمكن لإسرائيل استخدامها في حرب غزة. كما وكتبت مجموعة ثالثة إلى وزير التجارة جوناثان رينولدز، تحثه على تعليق اتفاقية التجارة الحالية بين بريطانيا وإسرائيل وإعادة النظر في خططها لتوقيع اتفاقية جديدة. ويقولون إن هذه الخطوة ضرورية في ضوء أمر محكمة العدل
الدولية لجميع الدول بعدم مساعدة الاحتلال الإسرائيلي أو دعمه.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الغارديان الاحتلال نتنياهو فلسطين فلسطين نتنياهو الاحتلال الغارديان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة الحرس الثوری الإیرانی مذکرة اعتقال محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي (صور)

التقى الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق جورجيوس تسيتسيكوستاس قائد الحرس الوطني القبرصي، والوفد المرافق له، الذي يزور مصر حاليا في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، وأجريت له مراسم استقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطني لكلا البلدين.

تناول اللقاء سبل تعزيز أوجه التعاون والشراكة بين القوات المسلحة لكلا البلدين الصديقين في مختلف المجالات.

الفريق أحمد خليفة يلتقى قائد الحرس الوطني القبرصي الفريق أحمد خليفة يلتقى قائد الحرس الوطني القبرصي

وأعرب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، عن اعتزازه بالعلاقات الممتدة بين القوات المسلحة المصرية والقبرصية، مشيرا إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز آفاق التعاون العسكري بما يحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

الفريق أحمد خليفة يلتقى قائد الحرس الوطني القبرصي

من جانبه أكد قائد الحرس الوطني القبرصي، حرص بلاده على دعم العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين خلال المرحلة المقبلة.

الفريق أحمد خليفة يلتقى قائد الحرس الوطني القبرصي

حضر اللقاء عدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين.

اقرأ أيضاًالقوات المسلحة تهدي وزارة الداخلية أغنية «عايشين الحياة مع بعض» بمناسبة عيد الشرطة

القوات المسلحة تنظم زيارة لوفد من الإعلاميين وطلبة الجامعات لقيادة قوات الصاعقة

مقالات مشابهة

  • بعد صدور مذكرتي توقيف بحقه.. هل يحاكم بشار الأسد على جرائمه بحق السوريين؟.. تقارير حقوقية توثق العثور على مقابر جماعية لنحو 100 ألف جثة بدمشق.. أبرز المسارات لمثول قادة النظام أمام الجنائية الدولية
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي
  • رئيس الأركان يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي (صور)
  • تطور كبير.. والد جندي إسرائيلي أسير يجتمع مع مدعي المحكمة الجنائية الدولية
  • محور الجزائر-بريطانيا..نحو استثمارت في قطاعات حيوية
  • تمديد اعتقال رئيس كوريا الجنوبية ومؤيدوه يقتحمون المحكمة
  • منظمة بدر تطالب السوداني بتشكيل لجنة للاهتمام بعوائل الحرس الثوري وقرينه الحشد الشعبي
  • أول تعليق من "الحرس الثوري الإيراني" على بدء سريان وقف إطلاق النار بغزة
  • بعثة تقصي الحقائق بالسودان توصي بتوسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية
  • بتهمة التجويع والإبادة في غزة.. دعوى أمام الجنائية الدولية ضد مسؤولين إسرائيليين