رواق البلقاء.. فضاء ثقافي فني في الفحيص الأردنية
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
عمّان - العمانية: تنحدر الطريق من جبال السلط المكلّلة بالأشجار الحرجية على امتداد البصر، لتصل إلى بلدة «الفحيص» بطابعها الخاص الذي يتجلّى من خلال طرقاتها الضيقة المتعرجة والمشتبكة مع الطبيعة بنباتاتها وصخورها وترابها، وكذلك من خلال بيوتها الأثرية المتجاورة المبنية وفق طراز معماري يسمى «العقْد»، والتي تتسم بالأفنية الواسعة وكثرة الأقواس والقباب.
على طول الشارع المفضي للبلدة تنتشر الكنائس التاريخية القديمة لتقود في النهاية إلى البيوت القديمة التي رُمّمت قبل سنوات وأصبحت مواقعَ أثرية وُظّفت لاستخدامات جديدة، إذ يؤمّها الزوار الراغبون بالاطلاع على تراث الأجداد، والتعرف على نمط العمارة وطبيعة الحياة التي كانت شائعة فيما مضى.
ومن أبرز ما تضمّه البلدة مجمع من البيوت قام بترميمها التشكيلي الأردني خلدون الداود وأطلق عليها اسم «حارة الرواق»، وفي عام 1992 افتتح الداود فيها «مؤسسة رواق البلقاء» المعنية بنشر الثقافة الفنية، حيث التمازج بين القديم من خلال البيوت الأثرية وطرزها المعمارية القديمة، وبين الحديث من خلال الأعمال الفنية المعاصرة التي تتوزع على جدران الرواق.
وشهدت صالة العرض الرئيسة في الرواق -وهو عبارة عن بهو واسع ذي سقف مقبب، ببوابة مفتوحة ونوافذ واسعة تعلوها الأقواس عند المدخل- إقامة معارض لفنانين عرب وأجانب مثل: حسين بيكار، وبهجت عثمان، وألفرد حتمل، وجورج بهجوري، وفرغلي عبد الحفيظ، ويوسف عبدلكي، ومنى السعودي، وعلي طالب.
وشكلت تلك المعارض التي تُعقَد في العادة ندوات متخصصة حولها، ما يشبه ملتقى فنيا للمهتمين، لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الفنية والتقنيات الحديثة في الفن، كما تمثل فرصة للفنانين العرب للاطلاع على تاريخ البلدة وقيمتها التاريخية والحضارة، وجماليات الطبيعة فيها، حيث أقام عدد من الفنانين في الرواق، وأنجزوا أعمالا مستوحاة من المكان وتاريخه والطبيعة فيه.
واستوعب الرواق عبر مبانيه المتعددة والمتشابكة معا، محاضرات وندوات ثقافية وفكرية، وأمسيات شعرية، وفعاليات موسيقية، وعروضا مسرحية، بالإضافة إلى عرض التحف والإبداعات الخزفية والكتب الفنية المتخصصة.
وتعزيزا لمشروعها، قامت مؤسسة الرواق بإصدار كتب فنية (كتالوجات) ملونة تُعرِّف بتجارب فنية وأدبية عربية وعالمية، مثل: جورج بهجوري، وفرغلي عبد الحفيظ، وسناء كيالي، وعماد حجاج، وأمجد ناصر. كما أنتجت المؤسسة أفلاما وثائقية، منها: «سيرة قرية» للمخرج معتز جانخوت، و«لص اللحظة» للمخرجة راما كيالي، إلى جانب تصوير لقاءات ثقافية مع العديد من الأدباء والفنانين مثل أدونيس وأنطوان كرباج.
ويجد الزائر لتجمُّع البيوت التي تشكل اليوم رواقَ البلقاء نفسه، ومنذ لحظة دخوله هذا الفضاء العتيق، محاطا بأجواء الفن والثقافة والأدب، يشعر بالسكينة التي هي طابع بلدة الفحيص الغافية بين أحضان الجبال بطمأنينة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
الفلكية الأردنية: رؤية هلال شوال يوم 29 رمضان غي ممكنة
#سواليف
أكدت الجمعية الفلكية الأردنية أن رؤية هلال شهر شوال لعام 1446 هـ بعد غروب شمس يوم السبت 29 آذار الحالي “غير ممكنة بالعين المجردة أو باستخدام الأجهزة البصرية مثل التلسكوبات والنواظير” سواء في الأردن أو في المنطقة المحيطة وكامل العالم الإسلامي، استنادًا إلى الحسابات الفلكية الدقيقة والمعايير العلمية المتبعة في هذا المجال.
وقال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي إن الحسابات الفلكية تشير إلى أن الاقتران (المحاق) سيحدث عند الساعة 1:58 من بعد ظهر يوم السبت 29 آذار.
وأوضح أن ارتفاع الهلال فوق الأفق سيكون لحظة غروب الشمس 1.4 درجة فقط، واستطالته عن الشمس 2.2 درجة، مع مكث قدره 10 دقائق فقط وعمر لا يتجاوز 4 ساعات و56 دقيقة، ودرجة إضاءته 0.1%، وهي معطيات تجعل رؤية الهلال غير ممكنة علميًا، سواء بالعين المجردة أو باستخدام الأدوات الفلكية.
مقالات ذات صلةوأشار السكجي إلى أن تحديد بداية الشهور الهجرية هو من اختصاص سماحة مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية ومجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، باعتبارهم المرجعية الرسمية للإعلان عن بدايات الأشهر الهجرية في المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدًا أن دور الجمعية الفلكية الأردنية يقتصر على تقديم البيانات والمعطيات الفلكية العلمية المتعلقة برصد الأهلة.
وأوضح السكجي أن المعطيات الفلكية الخاصة بهلال شوال تستند إلى ثلاثة جوانب رئيسية، أولها الحسابات الفلكية النظرية التي تؤكد أن القيم المسجلة تجعل رؤية الهلال غير ممكنة وفق الأسس العلمية الدقيقة.
أما الجانب الثاني فهو التحليل الإحصائي والاحتمالي المستند إلى معايير تجريبية، حيث أظهرت قواعد البيانات الفلكية المعتمدة، بما فيها أكثر من 3000 رصد موثق في المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة، أن الظروف الفلكية المرتبطة بهلال شوال لا تحقق أيا من شروط إمكانية الرؤية.
وبحسب معيار عودة، الذي يعتمد على قاعدة بيانات تشمل 737 رصدًا موثقًا، فقد أثبتت مئات الأرصاد العالمية اللاحقة أن رؤية الهلال غير ممكنة بعد غروب شمس يوم السبت، لا في الأردن ولا في أي من الدول المحيطة أو حتى في العالم الإسلامي عمومًا، سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات.
أما الجانب الثالث فهو التجربة الرصدية؛ إذ تعتمد المعايير الفلكية على تقديم أدلة موثقة لأي ادعاء برؤية الهلال، تشمل التصوير الفلكي والوصف الدقيق للأجهزة المستخدمة، مع توضيح إحداثيات موقع الراصد، والظروف الجوية، والمعايير الفلكية المعتمدة.
وأكد السكجي أن أي ادعاء برؤية الهلال مساء السبت 29 آذار يجب أن يكون مدعومًا بأدلة علمية موثوقة؛ لضمان الموثوقية والدقة العلمية في هذا المجال.