طهران - العمانية: تحظى اللغة العربية باهتمام كبير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ إذ تعد اللغة العربية حاليا إحدى التخصصات الأكاديمية البارزة في إيران ويتم تدريسها في درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، فضلا عن تدريسها في المدارس المتوسطة والثانوية ومعاهد اللغات.

وجاء هذا الاهتمام واضحًا عبر المادة السادسة عشرة من الدستور الإيراني ونصها: «بما أن لغة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية هي باللغة العربية، والأدب الفارسي ممزوج بها، يجب تدريس هذه اللغة في جميع الصفوف وفي جميع التخصصات من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية».

وفي حوار مع وكالة الأنباء العمانية، قال علي رضا محمدي أستاذ اللغة العربية في معهد طهران للغات: إن أقسام اللغة العربية وآدابها منتشرة في الجامعات الصغيرة والكبيرة بأنحاء إيران، إضافة إلى أنه في نظام التعليم العام في البلاد بمراحل ما قبل الجامعة تحظى اللغة العربية أيضا بمكانة خاصة.

وأضاف أن بعض المواد التعليمية العامة يتم تدريسها للطلبة في المدارس والجامعات ليس باللغة الفارسية بل باللغة العربية ويتم توفير الكتب والكرّاسات للطلبة بهذه اللغة. وأوضح محمدي أن اللغة العربية تُدرّس كمادة أساسية في المدارس الإيرانية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، مؤكدا أنه بالرغم من صعوبة قواعد النحو في اللغة العربية بالنسبة للإيرانيين، إلا أن العديد منهم يرى أن تأثر اللغة الفارسية بالعربية واحتواءها على كم هائل من مفرداتها وحروفها، واشتراكهما بالخط والأبجدية، يسهّل الأمر على الراغبين بالتعلم.

وأشار أستاذ اللغة العربية في معهد طهران للغات إلى أن من أبرز أوجه الاهتمام باللغة العربية في إيران هو ملاحظة الاهتمام الجاد بالعربية في وسائل الإعلام، قائلا: إن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الإيرانية - سواء كانت حكومية أو غير حكومية مرئية أو سمعية - لديها قسم خاص باللغة العربية.

وحول الإقبال الشعبي للغة العربية في إيران قال محمدي: إن الإيرانيين لم يتعاملوا مع اللغة العربية كأي لغة تخص شعوبا أخرى بوصفها أداة التواصل الإنساني الأولى، فقد دخلت اللغة العربية عليهم واكتشفوها بحكم الجوار الجغرافي وما فرضه ذلك من عوامل التواصل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي.

وبيّن علي رضا محمدي أن الإيرانيين ضمّنوا العربية كجزء من شخصيتهم الثقافية والدينية وقد ارتكزوا في ذلك على إرث واضح، يحفظ لهم إسهاماتهم التاريخية في العِلم والفلسفة والأدب في التفاعل الحضاري بين شعوب المنطقة؛ فمن هنا ظلت اللغة العربية قالبا للثقافة والإنتاج الفكري كونها تختزن تراث الشعوب الشفاهية والكتابية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللغة العربیة فی باللغة العربیة فی إیران

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية ذاكرة الحضارات في أبوظبي الدولي للكتاب

عزز معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مكانة اللغة العربية كمنصة رائدة لإنتاج المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي، من خلال تسليط الضوء على مبادرات نوعية تبرز دورها في حفظ ذاكرة الحضارات وتقدير الإبداع الثقافي والفكري.

ويعد مشروع "كلمة" التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، أحد أبرز المبادرات التي أسهمت في تعزيز حركة الترجمة في العالم العربي، ودعمت حضور اللغة العربية وتأثيرها في المشهد الثقافي العالمي.

ومنذ انطلاقه، نجح مشروع "كلمة" في ترجمة أكثر من 1300 عنوان من 24 لغة، في أكثر من 10 تصنيفات معرفية، بالتعاون مع أكثر من 800 مترجم ونخبة من دور النشر العالمية.

وأكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن مشروع "كلمة" يجسد دور الترجمة كركيزة أساسية للتبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، مشيرًا إلى إستراتيجية المركز في دعم الترجمة، وتوثيق التجارب الثقافية، وتعزيز حضور المؤلفين العرب والعالميين.

 

ولفت إلى حرص المركز على دعم حركة النشر العالمية والاحتفاء بالمبدعين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نجح على مدار مسيرته في ترسيخ مكانته كمنصة معرفية وثقافية عالمية رائدة.

 

وتم إطلاق مشروع "كلمة" في عام 2007 بهدف إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، بما يساهم في تعزيز موقعها على خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية وثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية.

وتتم عمليات الاختيار والترجمة في مشروع "كلمة" على أيدي خبراء محترفين، حرصًا على جودة اللغة العربية المستخدمة في نقل نتاج ثقافات العالم، والاستفادة من جمالياتها ومعارفها.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للإعلام».. مشاركة فاعلة ومتميزة في «أبوظبي للكتاب» جناح «تريندز» في «أبوظبي للكتاب» يناقش الثقافة والذكاء الاصطناعي ويطلق كتابين

كما حرص المشروع على ترجمة نخبة من الأعمال الأدبية للكتاب العالميين، وصدرت عنه عدة كتب تسلط الضوء على سيرة عدد من الفائزين بجائزة نوبل ومنجزاتهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى حرص المركز من خلالها على إثراء المكتبة العربية وإطلاع القارئ على هذه الكنوز المعرفية.

ويطرح مركز أبوظبي للغة العربية خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعة متميزة من أهم وأحدث إصداراته، التي تشمل نتاج عدد من مشاريعه الرائدة، وفي مقدمتها مشروعات "كلمة"، و"إصدارات"، و"برنامج المنح البحثية".

ومن بين كتب مشروع "كلمة" التي تعرض في معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "فكرة محددة عن فرنسا: سيرة شارل ديغول"، و"الفتى القادم من بغداد"، و"صورة جِني"، و"رحلات الاكتشاف"، و"اللغة العالمية: الترجمة والهيمنة"، و"الشركة الناشئة الخضراء".

كما كرم مركز أبوظبي للغة العربية خلال المعرض، ستة دور نشر عربية عريقة، قضت ما مجموعه 520 عاماً في خدمة صناعة النشر، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "تكريم رواد صناعة النشر في العالم العربي".

ويُنظم المركز أكثر من 2000 فعالية ثقافية ضمن أجندة مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 34 ، من بينها 1700 نشاط إبداعي في إطار المرحلة الأولى للحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التي تم إطلاقها مؤخرًا.

وتغطي الفعاليات 14 مجالًا، وتشمل أندية قرائية، وجلسات حوارية، وورش كتابة إبداعية، ومحاضرات فكرية، وندوات فنية، وبرامج تعليمية ترفيهية، ودورات متخصصة، وقراءات شعرية، وقراءات قصصية، وبرامج إذاعية، ومسابقات ثقافية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإطلاق كتب جديدة.

ونجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ترسيخ مكانته نموذجا مميزا لمعارض الكتاب العربية، وأصبح يقود مسيرة تحول شملت ليس فقط العناوين المعروضة من الكتب، وإنما أيضًا المحتوى الفكري والثقافي والترفيهي، ليعيد صياغة مفهوم معارض الكتاب العربية نحو مزيد من القرب من المجتمع، لتصبح أحد أبرز أدوات التنمية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من إيران على العقوبات الأمريكية الجديدة
  • اللغة العربية ذاكرة الحضارات في أبوظبي الدولي للكتاب
  • رسميًا.. اليوم إجازة بجميع المدارس بمناسبة عيد العمال
  • جوجل تتيح إنشاء البودكاست باللغة العربية اعتمادا على الذكاء الاصطناعي
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو بتدمير مفاعلاتها النووية… عواقبه على إسرائيل لا يصدق
  • رابط تحميل النماذج الاسترشادية للثانوية العامة 2025 لمادة اللغة العربية
  • هندسة الانتصار الرمادي: صراع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل
  • إيران تقترح اجتماعا مع الترويكا الأوروبية في 2 مايو
  • إيران تتحدث عن مستقبل المفاوضات مع أميركا وتنتقد إسرائيل
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو: أي مغامرة ستواجه برد ساحق