روايات من أعماق التاريخ.. "القصير" مهد الحضارات وشاهد على العصور
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقع مدينة القصير المصرية على ساحل البحر الأحمر، حاملة بين أحضانها كنوزًا أثرية تعود إلى عصور سحيقة. ومن أبرز هذه الكنوز، القرية الرومانية التي تحمل في طياتها قصصًا وحكايات عن حياة الرومان في هذه المنطقة الاستراتيجية.
تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين
تدل الاكتشافات الأثرية على أن منطقة القصير كانت مأهولة بالسكان منذ العصور الفرعونية، حيث كانت بمثابة محطة مهمة على طريق التجارة بين مصر وبلاد بونت.
تتميز القرية الرومانية بالقصير بمعمارها الفريد الذي يعكس تطور الحضارة الرومانية. فالمباني مبنية من الحجر الجيري والطوب اللبن، وتتميز بأعمدتها وأقواسها التي تعكس ذوقًا فنيًا رفيعًا. كما عثر الأثريون على العديد من القطع الأثرية التي تدل على الحياة اليومية للرومان في هذه المنطقة، مثل الفخار والأواني الزجاجية والعملات المعدنية والحلي.
لا يزال هناك الكثير مما لم يتم اكتشافه في القرية الرومانية بالقصير. فالأعمال الأثرية مستمرة، وكشف كل موسم جديد عن كنوز جديدة تزيد من أهمية هذا الموقع الأثري. ومن المتوقع أن تكشف الحفريات المستقبلية عن المزيد من الأسرار حول الحياة في هذه القرية الرومانية.
تعد القرية الرومانية بالقصير وجهة سياحية مهمة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. فزوار هذه القرية يمكنهم التعرف على تاريخ المنطقة وحضاراتها المتعاقبة، والاستمتاع بمشاهدة الآثار والمعالم الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني. كما يمكنهم الاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تحيط بالقرية، والقيام بالعديد من الأنشطة السياحية الأخرى.
على الرغم من أهمية القرية الرومانية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تهدد بقائها. فالتغيرات المناخية والتلوث وعمليات البناء العشوائي تهدد المباني الأثرية وتتسبب في تدهورها. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص التمويل اللازم لأعمال الصيانة والترميم يمثل تحديًا كبيرًا.
يجب على الجميع العمل معًا للحفاظ على القرية الرومانية بالقصير، فهذا التراث الإنساني الثمين يجب أن يورث للأجيال القادمة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة الوعي بأهمية هذا الموقع الأثري، وتوفير التمويل اللازم لأعمال الصيانة والترميم، وتشديد الرقابة على عمليات البناء في المنطقة المحيطة بالقرية.
تعتبر القرية الرومانية بالقصير كنزا أثريا لا يقدر بثمن، وهي شهادة على عظمة الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة. ومن الضروري الحفاظ على هذا التراث الثمين للأجيال القادمة، حتى يتمكنوا من التعرف على تاريخهم وحضارتهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاكتشافات الاثرية العصور الفرعونية العملات المعدنية جذب السياح ساحل البحر الاحمر مباني سكنية مدينة القصير وجهة سياحية
إقرأ أيضاً:
قريباً.. بناء مساكن للعيش في أعماق البحار
بعد 24 عاماً على توفير "محطة الفضاء الدولية" العمل للبشر في الفضاء، أعلنت شركة بريطانية عن غزو قاع المحيطات قريباً، كاشفة عن التحضير لتوفر السكن في الأعماق بحلول عام 2027.
أعلنت شركة تكنولوجيا المحيطات البريطانية "ديب" قبل أيام عن نجاح خططها التجريبية الأولية للعيش في الأعماق، من خلال بناء نموذج موئل بشري يدعى "سانتينل".
وفقاً لشبكة "سي أن أن"، أشارت الشركة إلى أن "سانتينل" سيسمح للبشر مستقبلاً بالعيش على عمق 200 متر تحت سطح البحر لمدة شهر كامل، دون أي حاجة للصعود إلى السطح أبداً.
يتكون "سانتينل" من وحدات سكنية مترابطة مع بعضها البعض، يمكن استخدامها لأغراض تتراوح بين جمع البيانات حول كيمياء المحيطات إلى التنقيب عن حطام السفن التاريخية.
يتسع النموذج الأولي من النظام لـ3 أشخاص، بطول 12 متراً وعرض 7.5 أمتار، ويمكنه الإقامة فيه أسبوعاً كاملاً، لكن العمل جاري لتطويره بأشكال مختلفة، ما يجعله مناسباً لمهمة من 6 أشخاص، وصولاً إلى "محطة أبحاث" تضم 50 شخصاً.
وأوضحت "ديب" في بيان أن النموذج الأولى سيكون جاهزاً للاستخدام مطلع عام 2025، بينما النماذج الأخرى من المتوقع الانتهاء منها منتصف 2027، وبدء مرحلة جديدة من الحياة تحت الماء.
أهميتها في حالات الغرق
قال رئيس الشركة شون وولبرت: "لو كان "سانتينل" جاهزاً، لتمكن من إنقاذ عدد كبير من ضحايا غرق اليخت الفاخر قابلة جزيرة صقلية خلال أغسطس (آب) الماضي".
وذكر أنه مع غرق السفينة على عمق 50 متراً، لم يتمكن الغواصون من البقاء تحت الماء إلا لمدة 12 دقيقة قبل الصعود للسطح، لكن "سانتينل" سيشكل قاعدة للغواصين قريبة من الحطام، فيمد لهم المساعدة.
ولفت إلى أنه في الزمن الحالي لا يوجد سوى مختبر أبحاث واحد يعمل تحت سطح البحر في العالم، تديره جامعة فلوريدا الدولية، يستخدمه الباحثون الذين يدرسون الشعاب المرجانية، إضافة إلى رواد فضاء "ناسا" الذين يخضعون لتدريب في البيئة القاسية.
طابعة ثلاثية الأبعاد
كشف أن بناء "سانتينل" سيتم بطباعة وحدات ثلاثية الأبعاد بواسطة مجموعة من 6 روبوتات تستخدم الفولاذ المقوى بسبيكة فائقة من معدن "النيكل" يمكنها تحمل الظروف القاسية، وسبق استخدامها في بناء مكوكات الفضاء وصواريخ "سبايس إكس".
كما سيتم تجهيز عوامة دعم على السطح بأجهزة اتصالات، بحيث توفر الطاقة البلدية للمساكن تحت الماء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية على السطح.