تين هاغ أسعد رجل في "أولد ترافورد"
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أبدى المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد، الهولندي إيريك تين هاغ، سعادته الكبيرة برؤية لاعبين مثل ماركوس راشفورد، يسجلون أهداف تمنح الثقة للفريق في وقت مبكر من الموسم.
تعافى الفريق من هزيمتين متتاليتين أمام برايتون وليفربول، من خلال الفوز على ساوثهامبتون 3-0 قبل اكتساح بارنسلي 7-0 في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة.
وسجل راشفورد هدفه الأول منذ مارس (آذار) الماضي في مباراة ساوثهامبتون، قبل أن يسجل هدفين في مباراة بارنسلي، ليرفع ثقته في نفسه بعدما عانى في الموسم الماضي.
وقال تين هاغ: "أمر رائع للغاية أن يسجل مهاجموك في بداية الموسم، أنا في قمة السعادة".
وأضاف: "يحتاج المهاجمون إلى الثقة، ونحن لدينا اثنان من المهاجمين في قائمة الهدافين".
وتابع: "أمر رائع بالنسبة للفريق، لأن ذلك يعزز ثقتهم، وسيحاولون فعل المزيد وتسجيل المزيد من الأهداف".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية راشفورد تين هاغ تين هاغ مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد
إقرأ أيضاً:
المنافقون بين الماضي والحاضر
#المنافقون بين الماضي والحاضر
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 12/4/2025
قد لا يعرف كثيرون أن صفتي (المنافق) و(المشرك) لم تكونا معروفتين قبل نزول القرآن الكريم، وقد تزداد الدهشة عندما يعرف هؤلاء أن الصفات الأربع التي تحدد موقع الإنسان من الدين وهي: المؤمن والكافر والمنافق والمشرك، قد وردت كل واحدة منها في عشرين آية من آيات القرآن الكريم.
النفاق في الاصطلاح الشرعي هو القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد، وهو مسمى إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة مشتق من النفق بمعنى الاختفاء تحت الأرض والاستتار عن الأعين، لذا فالمنافق هو الذي يستر كفره ويظهر الإيمان تقية، فلا بد وأن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق.
لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم جابه من المصاعب في بداية دعوته فوق ما يتحمله البشر، لكن ذلك الأمر معتاد لكل الأنبياء والمرسلين، فقد جاءوا بما يقوض مصالح الطبقة المتنفذة، والمتضررة من نشر مباديء العدالة والإنصاف والمساواة، لذلك ناصبوهم العداء الشديد، وأغروا الدهماء بهم، رغم أن لهم مصلحة بالتغيير، لكنهم لجهلهم وتبعيتهم لم يدركوا مصلحتهم.
كان الكفار والمشركين على رأس المعادين، لكن بعد أن أصبحت الدعوة الإسلامية أمرا واقعا لا قدرة لأحد على تحجيمها، أصبح المنافقون هم الأعداء الدائمون، وأصبح التحالف بين الأطراف الثلاثة حالة ثابتة فرضها تطابق المصالح فيما بين الكفار والمشركين والمنافقين للتصدي للمؤمنين.
لقد شاء الله تعالى أن لا يفرض الإيمان على البشر، بل أرادهم أن يختاروه بإرادتهم، لكنه رغّبهم به وشجعهم عليه، فجعل الله منزلة الإنسان عنده بناء على اختيار الإنسان ذاته، فأعلاهم منزلة هم المؤمنون، وهم من آمنوا به وصدقوا بما أنزله على رسله، وانعكس ذلك التصديق بالممارسة العملية خلال الحياة الدنيوية، فكانوا في كل أقوالهم وأفعالهم مطيعين لله متقين له، هؤلاء رضي عنهم فأرضاهم في الحياة الثانية، وكافأهم بالفوز العظيم.
وأما الفئات الثلاث الباقية فلكل جزاؤه الذي يستحقه بناء على ما اختاره لنفسه، وهم يشتركون في سوء المنقلب في الحياة الأخروية، لكن استحقاقهم سخطه وعذابه متفاوت، وذلك حسب فجور الشخص وعصيانه، إلا أن المنافق هو الأشد عذابا من بينهم، فقد توعده الله بالعقوبة ثلاث مرات، أعظمها أنه سيكون في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، وقبلها يعاقبه في الدنيا مرتين: “وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ” [التوبة:101].
أما العذاب الدنيوي المزدوج: فالأول منهما هو العائد الى العذاب النفسي الذي هو متمكن من نفوسهم طوال حياتهم، ويستشرى فيها كلما حقق المسلمون نصرا أو توسعت دار الإسلام أو علا شأن المسلمين، فالغيظ الذي يحسون به طوال الوقت هو حسد يخشون إظهاره يأكل نفوسهم من الداخل، ويحبط معنوياتهم.
أما الثاني فهو عذاب الخزي في الحياة جراء انكشاف عدائهم للمجتمع الذي يؤويهم ومناصرة أعدائه عليه، فيكون عقابهم بالإستئصال المهين.
إن الضرر الذي يحيقه المنافقون بأولياء الله المؤمنين، هو الأشد من بين الأصناف الثلاثة التي تناصب منهج الله العداء.
فالكافر ينكر ألوهية الله وأنعمه، فهو جاحد، ويود أن يكون الناس كلهم مثله في ذلك، فيحاول ثني المؤمنين عن إيمانهم حتى يكونوا مثله سواء.
أما المشرك فهو لا ينكر ألوهية الخالق ولا يجحد أفضاله، لكنه يشرك به إلها آخر فيتبعه بدل اتباعه الإله الحقيقي، فهو بذلك يظلم نفسه بإضلالها بعد إذ اهتدت، ويحرمها من رحمة الله فيكون من الهالكين، لذلك فأذاه لمن اتبع نهج الله القويم يتركز بمناصرة أعداء، ومعونتهم على الصد عن دينه.
فيما يكون ضرر المنافق أعظم من الإثنين، وذلك للأسباب التالية:
1 – فهو بتظاهره بالإيمان وإخفائه نواياه الخبيثة، يصعب اكتشافه، فيكون أذاه مموها مختلطا على الناس تمييز مقصده، لذلك يضعف الثقة بمجموع المؤمنين، فلا يُتبين من منهم يعمل المعروف على حقيقته ومن ينهى عن المنكر عن طاعة، لذلك فهم يفسدون المجتمعات ويلوثون الصفاء والنقاء.
2 – إن المجتمع الإسلامي كونه النموذج البشري الذي يمثل الصلاح والإستقامة، يفترض أن يكون قدوة للآخرين وحافزا للمجتمعات غير المؤمنة للإلتحاق بالمنهج الإلهي، لكن المنافقين يلحقون أذى كبيرا بهذه الصورة، كونهم يقولون ما لا يفعلون، ويتظاهرون بالصلاح والتقوى فيما هم فاسدون، فيجد المعادون الذريعة للتشكيك بالمنهج ككل وليس بأشخاص بذاتهم.
3 – المجتمع المؤمن مستهدف من قبل الأشرار الطامعين في النهب والإستحواذ، والذين هم بطبيعتهم يعتمدون على القوة في تثبيت سلطتهم على المجتمعات غير المؤمنة، لذلك فالعداء للمؤمنين قائم دائم كونه يهدد مصالحهم، وهم مشغولون طوال الوقت بالكيد له ومحاربته، ولما كان المنافق جزءا من المجتمع الإسلامي، فهو يشكل ثغرة في هذا المجتمع، تبقى نقطة ضعف ينفذ منها أولئك المعادون، ولعداء المنافق المزمن لمجتمعه المؤمن تحينه الفرصة للإيقاع به، فمن السهل شراءه وبالتالي خيانته لأمته.
وقد أثبتت أحداث التاريخ على مر العصور أنه ما أصاب الأمة من هوان يوما إلا إن أُتِيت من داخلها، وعبر هذه الثغرة، وليس عن ضعف في المسلمين ولا عن تقاعس منهم، والأمثلة كثيرة جدا، منها
في غزوة الأحزاب تحالف اليهود من قاطني المدينة مع المهاجمين من المشركين، رغم أنهم يفترض بهم أنهم مؤمنون بالله، والمسلمون أقرب لهم عقديا من المشركين والكفار، إلا أن النفاق أنساهم ذلك، ولولا نصر الله لقضي على الإسلام في مهده.
في غزو المغول لبغداد، كانت خيانة الوزير “ابن العلقمي” للأمة وتسليمهم الخليفة، بسبب عدائه لمنهج السّنة.
في الحملة الصليبية الأولى انضمت كنيسة انطاكيا الى الغزاة بدافع من التعصب الديني، كما تحالف الفاطميون الذين كانوا يحكمون مصر مع الغزاة ضد السلاجقة الذي كانوا يحكمون الشام، مقابل وعد بأن يتركوا لهم القدس، لكن كالعادة لم ينل المنافقون شيئا وقام الصليبيون بذبح حامية الفاطميين عندما احتلوا القدس.
في معركة ميسلون كان المجاهدون بقيادة يوسف العظمه قد أعدوا كمينا من المتفجرات ليوقعوا بالقوات الفرنسية عند تقدمها لدمشق، لكن العملاء من بعض الموارنة قطعوا الأسلاك فلم تنفجر ودخل الفرنسيون بأمان.
في معركة 67 قام المنافقون الذين يدّعون الوطنية بالتآمر لتدمير سلاح الجو المصري بلا مقاومة أرضية ولا جوية، لتبرير الانهزام وعدم القدرة على الدفاع عن القدس.
وفي الحملة الصليبية الأخيرة التي أعلنها “بوش” بدأت باحتلال العراق عام 2003 واستمرت اربعة عشر عاما بمسمى الحرب على الإرهاب، كان دور المنافقين الذين تعاظم عددهم هو الأعظم من كل ماسبق، ما أدى الى تمزيق الأمة وإنهاكها.
وفي آخرها كان العدوان على غزة بقصد استئصال المقاومة الجهادية التي تمثلها المقاومة الاسلامية، وفرض الاستسلام بالتطبيع على الأمة، كشفوا عن نواياهم، فناصروا العدو وحاصروا المجاهدين ..لكن هيهات فمن نصر الأمة على المنافقين أول مرة في غزوة الأحزاب، لن يتخلى عنها في معركة الطوفان.