كتب- محمد شاكر:
شهد عمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حفلا فنيا لفرقة الأنفوشي للإيقاعات الشرقية، بالنادي الاجتماعي بمطروح، ضمن عروض المبادرة الصيفية "ثقافتنا في إجازتنا"، بحضور أحمد درويش رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، ومحمد حمدي مدير عام فرع ثقافة مطروح.

ووسط إقبال وتفاعل كبيرين من الجمهور، قدمت الفرقة بقيادة المايسترو عزت بسيوني مجموعة متميزة من الفقرات منها "آه يا لا لالي، إسكندراني يا مدلع، وحشتني، إن كنت ليا وانا ليك" وغيرها ضمن فعاليات البرنامج المقدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.

كما تفقد رئيس الهيئة الورش الفنية المقامة ضمن الليالي ومنها ورشة الكروشيه على الخشب، مشيدا بالفنيات العالية لمنتجاتها، ومعرض كتب وإصدارات قصور الثقافة المقدم لأبناء مطروح وضيوفها خلال فترة المبادرة.

وتشهد العروض الفنية التي تقدمها الهيئة بعدة محافظات ساحلية ضمن مبادرة وزارة الثقافة "ثقافتنا في إجازتنا"، إقبالا جماهيريا كبيرا بالعريش وبورسعيد ومطروح والإسكندرية ودمياط ورأس البر، ضمن برنامج حافل بالأنشطة والفعاليات الصيفية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: تنسيق الجامعات فانتازي الموجة الحارة انقطاع الكهرباء سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة هيئة قصور الثقافة فرقة الأنفوشي عمرو البسيوني النادي الاجتماعي مطروح

إقرأ أيضاً:

لكم سخافتكم ولنا ثقافتنا

سؤال أساسي يغلب فـي حالِ التقلُّب التي نحياها اليوم، وفـي لهيب التحوّلات المعرفـيّة والاقتصادية والإقليميّة، وفـي وَهج إعادة توزيع عناصر الكون، سؤال دومًا يُطرَحُ كلّما عصفت بالواقع متغيّراتٌ تهزّ ثوابته، وهو البحث عن المثقّف، أين هو المثقَّف الذي يُفتَرَضُ أنّه ضمير الأمم وبصيرتها، وأنّه المُبشِّرُ والنذير؟ هل يعيش داخل الصّراع التاريخيّ؟ أو هو يُقيم أنانيَّةً يحيا بها، ويقتاتُ من فتات النرجسيّة والتعالي على سخافة الشّعوب؟ لقد أظْهرَ التاريخُ أنّ كلَّ مُثَقَّف ينسحبُ من متغيَّرات تلحق العالم، ويدسُّ رأسه فـي التراب، ينتهي إلى الإهمال وعدم الذكر، المثقَّف هو مواقف ورؤيةٌ، ولا يُمكن أن يُعزَل عمَّا يدور حوله. ولقد انبنت فلسفاتٌ ونقود هامَّة على بيان دور المثقّف وعلى بيان ماهيته ووظيفته وأدواره، غير أنّنا نرى فـي هذا الزَّمن الذي لا نُدرِكُ له جوْهَرًا ولا وجْهًا انحسَارًا لإيمان العامَّة والخاصّة برأي المثقَّف، نظرًا إلى تراكمٍ همَّش من أدائه، وسفَّه من آرائه، وحطَّ من منزلته. المثقَّف اليوم ليس قُدوةً، وليس ممثِّلاً لسبيل يرومه النَّاس ويقتدي به الشّبابُ والشِّيبُ. أصبح المُثَقَّف صُورةً من الفقْرِ وعدم المزامنة والخروج عن حركيَّة التّاريخ.

أصبح المعلِّم صورة عن الأمل الذي يجب تفاديه، أصبح كابوسًا، يبتعد عنه الحالمون حتّى فـي كوابيسهم. لا أعرف هل هذا جيِّدٌ أو هو داخلٌ فـي منطق التاريخ المتحوِّل، النّماذج القدوة اليوم، هي النماذج التي إن زارت عرضًا أو مَعرضًا أو مطعمًا تكدَّس عليها الخلْق، وإن قالت كلامًا شُوهِدت بالملايين، هي التجلِّي المنطقيِّ لما سمَّاه آلان دونو بنظام التفاهة، نظام التفاهة الذي لحق كلّ سبيلٍ فـي الكوْن، والعجيب الغريب أنّ أغلب النَّاس يُقرُّون بفساد هذا النّظام، ولكنّهم منخرطون فـيه سرًّا وعلانيّة.

مؤخَّرًا تساءلت صُحف عديدة عن دور الجامعيين فـي الغرب فـي ظلّ الاعتداءات الصَّارخة على الطلبة المُناصرين للقضيّة الفلسطينيّة، وأساتذَتُهم فـي صمتٍ مبينٍ، أو هم فـي ردودِ فعلٍ محتشمة، يُنادُون بعدم التعدّي على مكتسبات الحريّة والتعبير عن الرأي. لم يعد هنالك ثباتٌ فـي جحيم اختمار المتحوِّل العالمي، ولم تعد هنالكٌ قيمٌ متَّفَق عليها، وإنّما كلٌّ يدعو إلى مراعاة مصلحته، ومصلحة بلده التي يضعها فوق جثث الضعفاء.

ما يحدثُ اليوم فـي غزَّة مقرونًا بما فرضه ساخرا هازئا رأسُ الولايات المتَّحدة الأمريكيّة من ضرائب على بقيَّة الأقوام، هو التجلّي الفعلي لنظام الفَتْونة وهيمنة القويّ على الضّعيف، فما رأي المثقّف فـي أشلاء جثث الأطفال المبعثرة، وفـي احتراق العباد وهم أحياءُ، وفـي منع النّاس من مائهم فـي القرن الحادي والعشرين، يُمنَع النّاس من الماء والدواء، يُمنَع النّاسُ من الصُّراخ، ومن دفن موتاهم، يُمنَع النّاس من الموت دون دماء وسماء تُدَكُّ فوق رؤوسهم، أيّ تاريخ سيغفر لنا صمتنا وجبننا ودهشتنا؟ المثقَّف اليوم لا صوتَ له ولا حول له ولا بأس، هو العجز المُطلَق حتّى على الكتابة، لم نسمع أغنيةً مبكيةً، مزلزلة، ولا بيتًا من الشِّعر مُعبِّرًا عن هذا القتْل البائس اليائس لبغْلٍ هائجٍ يُباركه عتاةُ الكون، صمت الكلام، صمت الفنّ، خرس المثقّف، وإن نطق نطق كُفْرًا، أو نطق دون أذن صاخية، هو الفشل فـي نظامٍ كونيّ، متغيِّر كلَّ حينٍ، لا وجه فـيه للإنسانيَّة التي دافعنَا عنها مدى بقائنا، هو عالمٌ من سُلالة مصّاصي الدّماء ومجرمي رعاة البقر وقبائل أكَلة لحوم البشر، ودبيب عناكب سامّة، تلبيس براغيث همجيّة هائجة، يغيب المثقَّف عن هذا العالم، عن هذا النظام العالمي الذي تقدُّ الأدمغة فـيه والأهواء والأخلاق تقلُّبات عالمٍ افتراضيّ تكمن خلفه أدمغةٌ متوجّهة لقتْلِ البشر والبشريّة وإحياء «نظام التفاهة».

لا صوتَ يُسْمَع للفـيلسوف ولا للشّاعر ولا للمسرحيّ ولا للرسّام ولا للروائيّ ولا للجامعيّ ولا للعالم، وإنَّما هو ثُغاء البشر، وبقاءُ الزَّبد، ودوام رغوة الفقاع. ما يُؤلمنا فـي هذا العالم الجديد، ليس قتْل النّاس، يُذَبَّحون على هيكل سليمان، ولا أصوات العربيّات المسلمات النائحات عن معتصَم لم يُوجَد، ولا كوابيس الأطفال، وهم يمدّون الأيادي المكلومة، من بين أشلاء البشر المخلوطة بالإسمنت والحجارة وأجزاء الأسقف السّاقطة فوقهم، المضرَّجة بدماء العجز والمقت والهزيمة، ولا موت الشيخ على قارعة طريقٍ مهزوزٍ بقنابل أنْفقت عليها آلاف الأوراق النقديّة، لتمزِّق هدْأة الكوْن، وهو يستغيثُ شربةَ ماءٍ ولا يُغَاثُ، ولا بذاءة الإسرائيليّ الشّارب لدماء ثور يلحق به شبيهه فـي قريبٍ عاجل، ما يؤلمني حقًّا، أنّني أشهد نهاية الإنسانيَّة، وأنّي وجيلي، بذلْنا من العمر جميله فـي حلمٍ عشناه، أن تسود العدالة، أن يَغلِبَ الإنسانُ الحيوانَ، فإذا فـي الإنسانُ ما لا حيوان اجتباه ولا وحش أتاه، فـيه الرَّغبة فـي شُرب الدّماء دون علَّة أو سببٍ، وإذا ذلك فـي الإنسان مغروس مركوز، منذ أوَّل البشر، منذ قتَّل قابيل هابيل، وقد يصبح القاتل مقتولاً فـي الصياغة الإسرائيليّة للعلاقات العدائيَّة والحربيّة، وقد يتحوّل صاحب الدّار إلى نكرةٍ يجب أن يُطرَد. المُخيف فـي هذا العالم أنّ الفلسفة تخلّت عن نظريّة الإنسان الأسمى، أو الإنسان الأقوى، غير أنَّ أصحاب المال والنفوذ تلقّفوا الفكرة، وهاهم يُجسّدونها، ولا يعنيهم فـي الكون إلاّ الأقوياء، أمَّا الضِّعاف، فالعجْنُ أولى بهم، هل ما زلتم تتحدّثون عن نظرةٍ إباديَّة، نازيّة، عنصريّة، آريَّة لهتلر؟! خلاصَةُ هذا التكسُّر الذي يعيشه المثقَّف الكونيّ لا العربيّ (العربيّ أشدُّ وطْأةَ التّابع) فحسب، أنّ ثقافةً هزيلةً بديلة قد تطمس الثقافة التقليديّة، مسْرَحًا وقصصًا وموسيقى ووعْيًا بمشاغل الإنسان، إلى ثقافةٍ قائمة على عارضين افتراضيين فـي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، هي القُدوة لأجيالٍ قادمة، الأجيال القادمة متذبذبة بين سطوتنا المُفقرة وترسانة القِيَم التي نُريد أن ننقلها إلى جيلٍ له ثقافته ووسائل حلمه، ورغوة الزَّبد التي تَعِد بالثروة والإجلال والتقدير. سيفٌ يخز صدري عندما أرى الفاعلات والفاعلين عبر مواقع التواصل يُحتَفى بهم فـي معارض الكتاب، ويقولون قولاً فـي العلم والفنّ، فأرجوكم، دعونا، ودعوا لنا مقابرنَا، وكتبنا، وهرِّجوا مع جيلكم عبر مواقعكم، فلكم سخافتكم ولنا ثقافتنا.

محمد زرّوق ناقد وأكاديمي تونسي

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يبحث تعزيز الفرص الاستثمارية مع رئيس الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي
  • الزراعة تبحث سبل تعزيز التعاون مع رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي
  • رئيس مياه القناة يتفقد الإدارات الفنية والورشة الميكانيكية بالسويس
  • وزير الثقافة يعقد اجتماعًا موسعًا مع الهيئة العربية للمسرح
  • رئيس الوزراء يلتقي رئيس هيئة الرقابة المالية لاستعراض عدد من ملفات الهيئة
  • لكم سخافتكم ولنا ثقافتنا
  • الخميس المقبل.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها
  • قصور الثقافة تصدر العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة حول الذكاء الاصطناعي
  • غدا.. قصور الثقافة تطلق الملتقى الثالث لأطلس المأثورات الشعبية سوهاج.. الهوية والاستدامة
  • قصور الثقافة تقدم أنشطة متنوعة للأطفال بالمناطق الجديدة الآمنة بالإسكندرية