ظل اليمن لفترات طويلة مجرد تابع أو حديقة خلفية لبعض القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها أمريكا والسعودية التي ظلت تشتري ولاءات الأنظمة المتعاقبة عبر ما يسمى باللجنة الخاصة وتمنح المرتبات والميزانيات للمشايخ والنافذين وتمكنهم من خيرات اليمن مقابل إضعاف الدولة ومؤسساتها وتحويلها إلى كيان تابع ومسلوب القرار السياسي والاقتصادي.

تجلت الهيمنة السعودية الأمريكية على اليمن بتدخلها المباشر في السياسات العامة للدولة والمناهج التعليمية والخطاب الإعلامي الرسمي والإرشادي حتى على مستوى المساجد التي كانت تسعى لتدجين الشعب اليمني وتكريس حالة الرضى والولاء لأمريكا وغيرها من أعداء الأمة وصولاً إلى التدخل في الجيش وتفكيكه واختراق الأجهزة الأمنية وزراعة العناصر الاستخباراتية والإرهابية في الكثير من المؤسسات الحكومية.

وفيما شهدت غالبية دول المنطقة والعالم نهضة اقتصادية وحضارية ظل اليمن يراوح مكانه نتيجة انشغال القوى المحلية العميلة بمصالحها الخاصة وتنفيذ أجندات الخارج الرامية لإبقاء البلد كما هو عليه من الفوضى والتبعية السياسية والاقتصادية للخارج، ما أدى إلى اندلاع المظاهرات الشعبية في العام 2011م. وبانضمام قوى الفساد والعمالة إلى ساحات الاعتصام والمظاهرات في العام 2011م فشلت ما سميت ثورة الشباب في فبراير من العام نفسه في تلبية طموحات الشعب اليمني الرامية إلى الخلاص من الوصاية والهيمنة الخارجية والنهوض باليمن وتحسين واقعه المعيشي المرير الناتج عن سوء الإدارة وفساد الأنظمة الحاكمة وارتهانها للخارج.

سارعت السعودية كعادتها إلى التدخل لحماية عملائها وإفشال الثورة من خلال طرح ما أسمتها "المبادرة الخليجية" لتوفير الحماية للقيادات العميلة لتضمن بقاءهم في المشهد السياسي، وغير ذلك من البنود الخطيرة التي تضمنتها المبادرة وكذا محاولة تقسيم اليمن إلى كيانات ضعيفة تحت مسمى الأقلمة، ليتسنى لأمريكا وحلفائها الاستمرار في تنفيذ مخططاتها وأطماعها في اليمن.

استمرت ما سميت آنذاك "حكومة الوفاق" أو بالأصح "المحاصصة" التي أفضت عنها المبادرة الخليجية نحو ثلاث سنوات تغلغل خلالها الفساد في مؤسسات الدولة والتهم كل مقدرات البلد وجعلها عاجزة عن القيام بوظائفها، حيث شهد اليمن خلال تلك السنوات الكثير من الأزمات الاقتصادية التي طاولت كل مجالات الحياة وأدت إلى ارتفاع الأسعار وتراجع المستوى المعيشي لغالبية المواطنين.

وخلال تلك الفترة كان السفير الأمريكي في صنعاء هو الحاكم الفعلي للبلد والمتحكم بكل مجريات الأمور بينما ظل قيادات الأحزاب يتلقون التوجيهات من السفارة الأمريكية ليمارسوا أدوارا مشبوهة تمس سيادة اليمن وتخدم المصالح الأمريكية، وهو ما أكدته أيضا اعترافات الخلية التجسسية الأمريكية الإسرائيلية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية مؤخرا.

تحول قيادات الدولة والأحزاب آنذاك إلى مخبرين وعملاء للسفيرين الأمريكي والسعودي في صنعاء اللذين ظلا يتحكمان في المشهد ويقودان البلد نحو الهاوية، ليكون فريسة سهلة يتسنى لهم السيطرة التامة عليه وتقاسمه.

آنذاك عاشت العاصمة صنعاء وكل المحافظات اليمنية أسابيع دامية شهدت خلالها الكثير من التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المساجد والمعسكرات والأماكن العامة، إلى جانب تزايد جرائم الاغتيالات للشخصيات السياسية والأكاديمية والنخب وضباط وجنود الأمن والجيش، وصولا إلى اقتحام مقر وزارة الدفاع (العرضي) وغير ذلك من الجرائم التي ارتكبتها العناصر الإرهابية في تلك الفترة.

كما شهد اليمن خلال تلك المرحلة إسقاط العديد من الطائرات المدنية والعسكرية وتدمير الأسلحة الاستراتيجية والصواريخ الدفاعية، وتعطيل منظومات الدفاع الجوي والسماح للطائرات الأمريكية بانتهاك الأجواء اليمنية، واستهداف الكثير من المناطق تحت مسمى محاربة الإرهاب الذي هو جزء لا يتجزأ من المؤامرة الأمريكية على اليمن.

انتهجت ما سميت "حكومة الوفاق" التي تشكلت في الأساس على مبدأ تقاسم المناصب بين شركاء الفساد ابتداء بالوظائف العليا وحتى المستويات الدنيا، سياسة الجرع السعرية المفروضة من البنك الدولي بنسب مرتفعة وجائرة، انعكست سلبا على الفئات الفقيرة ومتوسطة الدخل، خصوصا أنها تزامنت مع ظهور المزيد من الأزمات المعيشية والاقتصادية والخدماتية المفتعلة مثل استهداف الكهرباء وإخفاء المشتقات النفطية في سياق سياسة عقابية كان الهدف منها كسر إرادة الشعب اليمني الرافض للفساد والذي ظل يعبر عن طموحاته من خلال المسيرات السلمية وصولا إلى العام 2014م.

وفي منتصف شهر أغسطس 2014م ثار الشعب بشكل واسع في مختلف المحافظات تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي استطاع بحكمة واقتدار أن يقود ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر خطوة خطوة من أجل تحقيق أهدافها السامية المتمثلة في إسقاط الوصاية وقوى الفساد والعمالة، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها قبل أن يقوم الفار هادي بتعديلها تلبية لرغبة أمريكا رغم اعتراض أنصار الله عليها وخصوصا ما يتعلق بتجزئة اليمن إلى ستة أقاليم. وبنجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر تحقق لليمن وشعبه الكثير من المنجزات التي كان من أبرزها إسقاط مشروع تقسيم البلد إلى ستة أقاليم متناحرة، وتفويت الفرصة على أمريكا وحلفائها لاستغلال أحداث 2011م، لدعم الفساد والنهب وتغذية الكراهية والصراعات المذهبية ليتسنى لها السيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن ونهب ثرواته، كما يحدث الآن في المحافظات المحتلة.

حملت هذه الثورة الفتية على عاتقها تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي عجزت عن تحقيقها كل الثورات التي سبقتها، والتي من أهمها استعادة القرار السياسي المسلوب، والانحياز المطلق إلى الشعب، إلى جانب بناء جيش وطني قوي وفق أسس صحيحة لحماية البلد ومقدراته، ونصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وبالفعل نجحت الثورة في اقتلاع كل قوى الفساد وإنهاء النفوذ والتواجد الأمريكي والشروع في تحقيق الأهداف والمبادئ التي انطلقت منها الثورة، على الرغم من المخاطر والتحديات الكبيرة التي واجهتها بعد أشهر قليلة من قيامها، والتي كان على رأسها إعلان العدوان العسكري الأمريكي السعودي على اليمن منذ لحظة سقوط حكومة الفساد المرتبطة بالخارج، بهدف إجهاض هذه الثورة والقضاء عليها في مهدها.

واصلت قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ترجمة الأهداف والمبادئ التي انطلقت منها ثورة 21 سبتمبر إلى استراتيجيات وخطط عمل واقعية، وتبنت الكثير من الأهداف المهمة من أجل التأسيس لمرحلة جديدة من البناء والتنمية والنهوض بالبلد وفق خطط استراتيجية تواكب متطلبات التنمية وتحقق طموحات الشعب اليمني في قيام دولة قوية حرة ومستقلة.

تميزت ثورة 21 سبتمبر بنهجها السلمي والتسامح حتى مع من وقفوا ضدها وركزت على الحفاظ على مؤسسات الدولة وهو ما أكسبها تأييدا جماهيريا كبيرا كونها أول ثورة عربية حقيقية انطلقت بإرادة وطنية من أجل تصحيح مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما تلاها من أحداث حولها الخارج إلى ورقة لإعادة تشكيل البلد بنفس أذرعه الفاسدة ووفق رؤيته وأجنداته المشبوهة.

وحرصا من قيادة الثورة على تكريس الشراكة السياسية مع كل القوى الوطنية على الساحة نصت وثيقة السلم والشراكة عقب ثورة 21 سبتمبر على تشكيل حكومة كفاءات وشراكة وطنية، ومحاربة الفساد واستعادة موارد البلاد من أيدي العابثين والناهبين.

وعلى الرغم من توقيع كل القوى والأحزاب السياسية على وثيقة السلم والشراكة، وما حظيت به الوثيقة من تأييد أممي ودولي، إلا أن الدول الطامعة والمتسلطة على اليمن اعتبرت هذه الثورة التي أوصلت القوى الوطنية الحرة إلى السلطة، خطرا داهما على مصالحها فعملت على اختلاق ذرائع غير واقعية، لتعلن على إثرها العدوان العسكري على اليمن في مارس 2015م.

وبغض النظر عن العدوان والحصار والحرب الاقتصادية التي شنتها ولاتزال تشنها أمريكا وحلفاؤها على اليمن، إلا أن مسار التحول المرسوم ضمن أهداف ثورة 21 سبتمبر ظل مستمرا على كافة المستويات، بالتزامن مع مواجهة العدوان وتعزيز عوامل الصمود وتطوير قدرات اليمن العسكرية، وصولا إلى امتلاك أسلحة الردع الاستراتيجية التي مكنت اليمن من الرد على دول العدوان باستهداف عمقها ومنشآتها الاستراتيجية، ومضاعفة خسائرها الاقتصادية، والذي اضطرها لمراجعة حساباتها وإدراك حجم الورطة التي وصلت إليها نتيجة عدوانها غير المبرر على اليمن.

وتماشيا من التطور الملحوظ في الإنتاج والتصنيع الحربي وبناء القوات المسلحة وفق أسس صحيحة تقوم على الولاء لله والوطن، وحمل الروحية الجهادية، أُطلقت الكثير من الرؤى والاستراتيجيات والبرامج الوطنية التنفيذية للإنعاش والتعافي الاقتصادي والتي كان في طليعتها تشجيع الإنتاج المحلي في القطاعات الزراعية والصناعية والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي كترجمة واقعية لموجهات قيادة الثورة الهادفة إلى نقل اليمن إلى واقع جديد يلبي تطلعات وآمال كل أبناء الشعب اليمني.

ركزت الخطط على تحقيق حزمة من الأهداف والاستحقاقات الوطنية المهمة والضرورية للمرحلة وعلى رأسها تعزيز الصمود والتماسك الاقتصادي والاجتماعي كضرورة لمواجهة الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان والحصار خصوصا بعد أن تعمد العدوان تدمير مقدرات اليمن وبنيته التحتية متسببا بأزمات اقتصادية وإنسانية بالغة الخطورة.

كل ذلك ساهم في تحقيق استقرار اقتصادي وتصحيح الكثير من الاختلالات الهيكلية التي سادت العمل الحكومي طيلة عقود من الزمن، وجعلت من اليمن بلدا مستهلكا ومعتمدا على الاستيراد لتغطية كل احتياجاته.

وعليه.. شهد اليمن منذ العام 2014م الكثير من الإصلاحات التشريعية الخاصة بأداء المؤسسات بما يمكنها من مواكبة التطورات الحاصلة في مجال عملها، من خلال مراجعة كافة القوانين واقتراح التعديلات اللازمة للقيام بالمهام المطلوبة منها في خدمة المواطنين والتنمية المستدامة في البلاد.

وبإشراف ومتابعة مستمرة من قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى، دخلت مؤسسات الدولة في معتركات كثيرة لتلبية احتياجات المواطنين تشمل مجالات متعددة منها إصلاح المنظومة القضائية والسلطة المحلية ومكافحة الفساد، وغيرها من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية المرتبطة بأداء المؤسسات والتي قوبلت بارتياح كبير من المواطنين.

وبالتزامن مع ذلك تبنت الدولة والحكومة سياسات مالية واقتصادية فاعلة أسهمت بشكل مباشر في الحفاظ على سعر صرف العملة في المحافظات التي يديرها المجلس السياسي الأعلى، بينما واصل الريال الانهيار في المحافظات الجنوبية المحتلة متسببا في تراجع الوضع الاقتصادي واتساع دائرة المعاناة المعيشية والإنسانية للمواطنين في تلك المحافظات.

وانطلاقا من أهداف ثورة 21 سبتمبر حققت السياسات الاقتصادية والمالية الكثير من الإصلاحات الاقتصادية على الرغم من افتقارها للمصادر الإيرادية الأساسية المتمثلة بعائدات النفط والغاز والموانئ والمنافذ والثروة السمكية وغيرها التي ظلت حتى اليوم بيد العدوان ومرتزقته.

وبفضل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وصل اليمن إلى ما هو عليه اليوم من عزة ومكانة عظيمة، خصوصا بعد موقفه البطولي والمشرف بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة ضمن معركة طوفان الأقصى، والتي كشف اليمن خلالها عن أسلحة جديدة أكثر تطورا وأبعد مدى، مكنته من استهداف عمق العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: ثورة 21 سبتمبر الشعب الیمنی الکثیر من الیمن إلى على الیمن التی کان من خلال

إقرأ أيضاً:

ثورة ٢١ سبتمبر: مسار الإنقاذ والتحول الوطني

محافظ ذمار: أنجح ثورة لإنقاذ الأمة والحفاظ على تراثها وثرواتها الظلاميون أرادوها فوضى عارمة بقصد القضاء على بنيان الدولة النضال من أجل استعادة السيادة والاستقلال ضرورة ملحة مدير عام جامعة ذمار: ثورة شعب لها دلالاتها المتعددة

 

شكلت ثورة 21 من سبتمبر صناعة لمفردات المشهد اليمني بالعديد من الشواهد والمعطيات التي غيرت مجرى الأحداث في المشهد السياسي واستقلال قراره ونهاية زمن الوصاية .

ومثلت انطلاقة حقيقية ومفصلية في حياة اليمنيين نحو البناء والتنمية وتجسيداً لمشروع العزة والاستقلال وإسقاط مشاريع الوصاية التي ظلت عقوداً من الزمن تهيمن على الشأن اليمني وقراره السياسي.. وفي هذه المناسبة كان لـ «الثورة» عدد من اللقاءات مع بعض القيادات والشخصيات الاجتماعية بمحافظة ذمار..

رشاد الجمالي – ذمار

-الأخ / محمد ناصر البخيتي – محافظ محافظه ذمار :

جاءت ثورة 21 سبتمبر وثمارها الطيبة لتؤكد لنا أنها أنجح ثورة لإنقاذ الأمة والحفاظ على تراثها وثرواتها وهو ما جعل أعداء الأمة قبل الثورة يبذلون قصارى جهدهم لإيقاف مشروع الثورة والمسيرة القرآنية، فبعد فشل أدواتهم في الداخل اليمني الذين لفظهم الشعب الثائر تدخلت أمريكا مباشرة من خلال تحالف العدوان في تدمير الوطن والبنية التحية ولكن شعبنا اليمني وقيادته الحكيمة دافعوا عن الوطن ومكتسباته..

استعادة السيادة

وأشار المحافظ إلى أن ثورة الـ21 سبتمبر جاءت منطلقة المسيرة القرآنية وثقافتها الواسعة المتكاملة كمشروع إنقاذ الأمة.. موضحا أن الظلاميين أرادوها فوضى عارمة بقصد القضاء على بنيان الدولة ومؤسساتها للانقضاض على السلطة عبر تدمير الوطن تحطمت هذه المشاريع الصغيرة الحاقدة مع اشتعال ثورة 21 سبتمبر والحمد لله، لهذا فإن ترسيخ الأمن والقضاء على الظواهر التي تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا اليمنية التي نعتز بها ونفاخر بصورها المشرقة والمشرفة فجاءت الثورة لاستعادتها هذه الثورة التي انطلقت من مشروع عظيم هو المسيرة القرآنية والثقافة القرآنية هي من رسخت في النفوس والوجدان اليمني الاعتزاز والشموخ وضرورة النضال من أجل استعادة السيادة والاستقلال..

ثورة شعب

-الاستاذ الدكتور محمد محمد الحيفي رئيس جامعة ذمار:

مثل يوم 21 سبتمبر حدثاً تاريخياً مفصلياً وانطلاقة حقيقية لإقامة الدولة التي يتطلع إليها أبناء الشعب وفق نظام سياسي يخدم مصالحهم ويعبر عن طموحاتهم ويترجم إرادتهم وليس لترجمة مشاريع وأجندات خارجية.. الثورة منذ انطلاقتها أكبر من أن تقاس بمشروع تنموي واقتصادي ذي مسار ضيق، فهي ثورة شعب لها دلالاتها المتعددة حيث أنقذت اليمن من التقسيم والوصاية وأعادت له اعتباره ودولته المختطفة.

وتعتبر ثوره 21 سبتمبر ثورة شعب حقيقية لم تأت من فراغ بل قامت على أسس لتغيير الواقع المعاش لما عاشه الشعب اليمني من ظلم وفساد، واستندت الثورة إلى إرث الكرامة المتأصل في تاريخ الشعب اليمني رداً على التدخلات الخارجية التي تسعى لإضعاف وتجزئة اليمن وتحويله إلى غنيمة تتقاسمها دول استعمارية . جاءت هذه الثورة والتي مثلت في جوهرها وأبعادها انتصاراً وطنياً وسياسياً واستراتيجيا لليمن أرضاً وشعباً وأخرجته من الوصاية والتدخل الخارجي في سيادته وأعادت للشعب اليمني إرادته واستقلال قراره السياسي .

وكانت وما تزال أهم منجز سياسي وضرورة ليس لإنقاذ اليمن واليمنيين من الوصاية ومصادرة القرار السياسي والاقتصادي بل أيضاً لإنقاذ المنطقة من المخططات الأمريكية الصهيونية وإفشال المشاريع والأجندات التوسعية في اليمن والمنطقة العربية».

ومن هنا أشيد بجهود القيادة الحكيمة ودورها في إدارة شئون البلاد والتعاطي الإيجابي مع كل الملفات في ظل الصمود الأسطوري للشعب اليمني، وأيضا بما تحقق لليمن من إنجازات رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة

صوت الحرية

احمد علي الضوراني – وكيل محافظة ذمار :

أن ثورة 21 سبتمبر ستبقى محطة مفصلية في تاريخ اليمن كونها صوت الحرية والاستقلال من الوصاية فقد جاءت ثورة 21 سبتمبر التي فشل العدوان في إجهاضها ستغير مجريات الأحداث في المنطقة كونها تملك الإرادة والروح الثورية والإيمانية التي ترفض الظلم والطغيان والاستعباد والوصاية وتعشق الحرية والاستقلال ، كما أنها تمثل مشروع حق وتتحرك على أساسه في مواجهة الباطل وتحقق الكثير من الإنجازات والانتصارات. وتواصل مشوارها رغم التحديات التي تواجهها بل وتعمل على التغلب عليها لأنها تتمتع بقيادة حكيمة وأهداف وطنية سامية.

مؤكدا أن ثورة 21 سبتمبر قدمت نموذجاً راقيا لتصحيح وضع البلاد وجسدت النضال الحقيقي لتحرير اليمن من الهيمنة الخارجية، وانتصاراً حقيقياً لتطلعات الشعب في محاربة الفساد وبناء الدولة القائمة على العدالة والمساواة وسيادة القانون.. الكل يتذكر كيف كان وضع البلاد قبل اندلاع الثورة والفوضى التي سادت العاصمة صنعاء آنذاك وما تحقق في ظلها من مخططات قوى العدوان في اختراق نسيج وأمن المجتمع.

تحولات كبرى

– فيصل احمد الهطفيا مدير عام مكتب الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة ذمار : انتشلت ثورة ال٢١ من سبتمبر البلاد من أيادي العابثين والقوى المنتفعة والقضاء على بؤر الإرهاب التي ظلت تعبث بأمن البلاد على امتداد خارطتها الجغرافية، حيث تم تصحيح الاختلالات الأمنية وإسقاط دعاة الفتن والتكفير وفضح مشاريعهم التدميرية.. اخفق العدوان في كسر عنفوان الثورة وإعادة نفوذ السفارات رغم وحشية الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني، وقوبل الحصار والانتهاكات السافرة بصمود يمني أسطوري حطم مؤامرات وحقد النظام العالمي وأدواته.. جسدت لليمنيين اليوم وخلال سنواتها التسع إرادة لا تُقهر، وتحقيق تحولات كبرى في المشهد السياسي اليمني .

قطع الطريق

– محمد ريده – نائب مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظه ذمار :

رسمت ثورة 21 سبتمبر خارطة أهدافها التي تجلت واقعاً عملياً على الصعيد السياسي والعسكري والأمني وفي مختلف مجالات الحياة وكسرت كل الرهانات التي تبددت معها محاولات قوى الفساد والعمالة في تمرير مشاريع الفوضى وتقسيم اليمن وإعادة البلاد إلى مربع الوصاية من جديد .

وأوضح: لقد حملت الثورة مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير والتصنيع وبناء قدرات المؤسسة العسكرية والأمنية والتحول نحو النهوض بالقطاع الزراعي وأسقطت في زمن قياسي هوامير الفساد الذين أجهضوا تحقيق أهداف الثورات السابقة من اجل تحقيق مصالحهم الشخصية.. وأفرزت نجاحا حقيقيا خلال السنوات الماضية في ترجمة أهدافها بإنهاء التدخلات الخارجية وإرباك أوراق تحالف العدوان الأمريكي وعملائه والتصدي لكافة أشكال المؤامرات وقطع الطريق على العملاء والمرتزقة في اختراق النسيج المجتمعي..

وأضاف أن الثورة استطاعت أن تنتشل البلاد من أيادي العابثين والقوى المنتفعة والقضاء على بؤر الإرهاب التي ظلت تعبث بأمن البلاد على امتداد خارطتها الجغرافية، حيث تم تصحيح الاختلالات الأمنية وإسقاط دعاة الفتن وفضح مشاريعهم التدميرية .

عنفوان الثورة

فؤاد احمد القواس- مدير عام مكتب الاتصالات وتقنية المعلومات محافظه ذمار : منذ انطلاق ثوره 21 من سبتمبر أخفق تحالف العدوان في كسر عنفوان الثورة وإعادة نفوذ السفارات رغم وحشية الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني وقوبل الحصار والانتهاكات بصمود يمني أسطوري تحطمت عليه مؤامرات وحقد النظام العالمي وأدواته.. جسد اليمنيون بثورة 21 سبتمبر إرادة لا تقهر وتحققت تحولات كبرى في المشهد السياسي اليمني وانعكاساته على المستويين الإقليمي والدولي وانكشفت لشعوب العالم فصول من القبح والارتزاق والمتاجرة بدماء اليمنيين لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

واتجه اليمنيون للاعتماد على الذات وتصحيح المسار الثوري الصادح بمظلومية وينظر اليمنيون إلى ثورة 21 سبتمبر نقطة تحول في تاريخ اليمن، إذ أعادت للبلد سيادته واستقلاله وانتصرت لكل الأحرار الذين قدموا التضحيات في بناء الدولة اليمنية القوية واسترجاع مكانتها الطبيعية بين دول العالم.

نحو النهوض

العقيد/ عبدالكريم البخيتي – مدير عام فرع مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني بمحافظ ذمار : مثلت ثوره الحادي والعشرين من سبتمبر نقطة تحول في طريق الحرية والعزة والكرامة حيث مثلت نواة للثورات العربية التي سيشعل شرارتها الأحرار من أبناء الشعوب العربية والإسلامية وما حملته ثورة 21 من سبتمبر من قيم النضال الثوري ورفض التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لليمن.

وسعت الثورة إلى مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير والتصنيع وبناء قدرات المؤسسة العسكرية والأمنية والتحول نحو النهوض بالقطاع الزراعي وأسقطت في زمن قياسي العملاء والفاسدين والطامعين في اليمن لتحقيق مصالحهم الشخصية. إن التفاعل الشعبي الكبير مع ثورة 21 سبتمبر جعلها ثورة شعبية خالصة لم ترتهن للخارج ولم يحركها طرف سياسي انتهازي بقدر ما كانت تحمل معاناة أبناء الشعب وتعبر عن تطلعاتهم.

وترتكز مبادئ ثورة 21 سبتمبر على مناهضة العمالة وضد الأنظمة العميلة التي انخرطت في صف أعداء الأمة كما هو الحال بالنسبة للدول وثيقة السلم والشراكة التي عكست الروح العالية والسمو الأخلاقي والشعور الوطني .

الشعور الوطني

نبيل المتوكل – مدير منشأة الغاز بمحافظة ذمار : تختلف الآراء باختلاف الثقافات ولسنا هنا بصدد تفنيد الرأي المخالف ولكن ندعو إلى التجرد وقول الحق فيما نلمس من نجاح يتحقق على الواقع العملي كثمرة من ثمار هذه الثورة الشعبية المباركة التي قادها السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله بالتفاف شعبي حوله منقطع النظير في ثورة بيضاء حافظ فيها الثوار على الدماء والأموال والأعراض بل على البنية التحتية والمؤسسات المدنية والحكومية، كما دعا الثوار كل القوى السياسية على الساحة اليمنية إلى وثيقة السلم والشراكة التي عكست الروح العالية والسمو الأخلاقي والشعور الوطني الذي يتمتع به الثوار ومدى تطلعهم وحرصهم على قيام الدولة اليمنية القوية والحديثة التي لا مكان فيها للوصاية الإقليمية أو الدولية فقرارها مستقل وأرضها كاملة السيادة ومقدراتها وثرواتها لا بنائها بما يحقق لهم العيش الكريم والحياة الأمنة المستقرة وبحمد لله اصبح هذا واقعا ملموسا نعيشه اليوم في المحافظات الواقعة تحت حكم حكومة التغيير والبناء بصنعاء.

رموز الشر

الدكتور / عبدالإله احمد مجلي – مدير المحطة الإقليمية لبحوث المرتفعات الوسطى بذمار :

نستشعر النعمة العظيمة التي مَنَّ الله بها علينا كون الشعب اليمني قد تخلص من رموز الشر والفساد، من سعوا خلال فترة تواجدهم في اليمن إلى استغلال الشعب اليمني واستخدامه والعبث بمقدراته تلك المقدرات التي لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل لمصلحة البلد والشعب لكان الشعب من أغنى الشعوب لكن هؤلاء الفاسدين عملوا على استغلالها لمصالحهم الشخصية وتركوا الشعب يعاني وقد شاهدنا تلك المنازل والفلل الفارهة التي فر منها هؤلاء الفاسدون وشاهدنا مظاهر الفساد والترف الذي وصلوا إليه إلا أن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر كان لها الأثر الكبير في إزالة هؤلاء الطغاة.

يوم الحرية

جلال الجلال- مدير رقابة وجمارك في ذمار : إن ما أحدثته ثورة ٢١ سبتمبر من نقلة نوعية في محاربة الفساد وبناء الدولة وترسيخ مبدأ العدالة والمساواة وسياده القانون حيث كان لها الأثر البالغ في تعزيز حقوق الإنسان وكرامته وقيمه وأن على أي طاغ أو فاسد لا يمكن أن يستمر في إذلال الشعب وتركيعه وأن الشعب تواق للحرية والاستقرار وأن الدين الإسلامي الحنيف قد حفظ للإنسانية كرامتها وحقوقها يقول الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).. وإنه لشرف عظيم للشعب اليمني أن يحتفل بيوم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة..

إرادة الشعب

– عبد السلام عبد الله الصوراني – مدير عام مدرسة الثلايا للتكنولوجيا والعلوم التطبيقية : مثلت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة ثورة خالدة للأجيال القادمة والمستقبل لأن منهجها قرآني جاءت لاستعادة القرار والاستقلال اليمني- فهي ثورة نابعه من وجدان وعنفوان الشعب اليمني مستقلة عن التأثيرات الخارجية ودول الاستكبار العالمي حيث جاءت لانصاف المستضعفين في اليمن وفي العالم العربي والإسلامي واستعادة القرار اليمني المستقل عن الوصاية الخارجية الإقليمية والعالمية وعلى رأسها الوصاية – الأمريكية والسعودية وغيرهما من دول العالم- التي كانت تتحكم في القرار اليمني في كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية قبل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة .

لا شك أن ثورة 21من سبتمبر ثورة تصحيحة لمسار الثورات اليمنية السابقة سبتمبر وأكتوبر وترجمة حقيقة لتحقيق أهداف الثورات اليمنية وهي ثورة قضت على الفساد والاستبداد والظلم والمحسوبية و الأقصاء والتهميش حيث كانت البلاد تحت الهيمنة الأمريكية ومملكة بني سعود وهي ثورة لترجمة إرادة الشعب اليمني وحريته .

مقالات مشابهة

  • مدير المؤسسة الاقتصادية يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
  • استقلال القرار والتحرر من الوصاية وبناء جيش قوي.. منجزات بارزة لثورة 21 سبتمبر
  • نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
  • ثورة ٢١ سبتمبر: مسار الإنقاذ والتحول الوطني
  • المولَّد يطلع على تجهيزات إقامة المهرجان الكشفي لثورة ٢١ سبتمبر
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يقر الخطة الإعلامية للعيد الـ10 لثورة 21 سبتمبر
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يقر الخطة الإعلامية للعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
  • اقرار الخطة الإعلامية للعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
  • حكومة التغيير والبناء تقيم فعالية العيد الـ10 لثورة 21 سبتمبر المجيدة