السودان: وصول أول شحنة أدوية إلى النهود منذ اندلاع الحرب
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أوضح مدير فرع الصندوق القومي للتأمين الصحي بولاية غرب كردفان، أن وصول الدواء في ظل هذه الظروف يعد مكسبًا كبيرًا للمؤمن عليهم، ويساهم في تخفيف الضائقة الدوائية التي تعاني منها الولاية..
التغيير: الخرطوم
كشف مدير فرع الصندوق القومي للتأمين الصحي بولاية غرب كردفان، محمد حامد أبو فردة، عن وصول أول طلبية من الدواء منذ اندلاع الحرب إلى مدينة النهود.
الشحنة وصلت قادمة من رئاسة الصندوق القومي للتأمين الصحي الاتحادي، واستقبلها العاملون بالصندوق والمواطنون المستفيدون وفقا لوكالة السودان للأنباء.
وأوضح أبو فردة أن وصول الدواء في ظل هذه الظروف يعد مكسبًا كبيرًا للمؤمن عليهم، ويساهم في تخفيف الضائقة الدوائية التي تعاني منها الولاية.
وأكد أن الشحنة ستساعد في استقرار الإمداد الدوائي بعد فترة من النقص الحاد. كما أشار إلى أن خدمات التأمين الصحي باتت مستقرة ونالت رضا المواطنين بولاية غرب كردفان.
وأضاف أبو فردة أنه تم تكوين آلية خاصة لضمان توزيع الأدوية على المراكز الصحية الآمنة بمحليات الولاية، بهدف الحفاظ على هذه الأدوية وضبط صرفها وفقًا للضوابط المعمول بها.
في ذات السياق، دعا أبو فردة المواطنين إلى ترشيد استخدام الأدوية والالتزام بصرفها بشكل صحيح، مثنيًا على جهود الإدارة الأهلية وقيادات الولاية.
ودعا العاملين بالصندوق القومي للتأمين الصحي، بما فيهم الصيادلة والتقنيين، إلى مواصلة الجهود لضمان توزيع عادل للأدوية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتسببت في خسائر كبيرة في الأرواح ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.
وأدت الحرب إلى انهيار العديد من الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك انقطاع سلاسل الإمدادات الطبية وانهيار النظام الصحي في العديد من المناطق، مما جعل الأوضاع الإنسانية كارثية.
ومع استمرار القتال، تأثرت المستشفيات والمراكز الصحية في جميع أنحاء السودان بشكل حاد، لا سيما في المناطق المتضررة بشكل مباشر مثل ولاية غرب كردفان.
وتعاني المستشفيات من نقص شديد في الإمدادات الطبية والدوائية، بالإضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بالأمن والوصول إلى المرضى.
ويتفاقم الوضع مع زيادة أعداد الجرحى والمرضى، الأمر الذي دفع المستشفيات للعمل بأقل الإمكانيات المتاحة لمواجهة الأزمات الصحية المتصاعدة.
الوسومآثار الحرب بين الجيش والدعم السريع انهيار الوضع الصحي مدينة النهودالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: انهيار الوضع الصحي مدينة النهود القومی للتأمین الصحی غرب کردفان
إقرأ أيضاً:
الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
تحُدر الثامن من مارس- يوم المرأة العالمي- في الزمان و لم يفرغ علينا من رضابه..في زمن الحرب في السودان.تحول الناس الى أرقام حسب مرات النزوح و قبلته و حسب موقعهم من مقاييس الجوع التي تحددها المنظات الدولية قبل أن تعلن المجاعة و تناشد الشعوب علها تنقذ البلاد.و العباد..على أن الحرب قد شنت على اجساد النساء منذ اول يوم اندلاعها في العاصمة الخرطوم و على ذلك و ثقت أضابير مجلس الامن الدولي... في الأثناء، ما يزال السياسيون السودانيون يحاولون عقلنة موا قفهم تجاه الحرب بعضهم آثر الرجوع الى المدرسة الدينتولوجيكالية و بعضهم اعتمد على المدرسة التيليولوجيكالية "حتى يظهر كل طرف تفوقه الاخلاقي" كما ذكر د. بكري الجاك في مقاله "المأزق الاخلاقي الماحق في حروب السودان".
هل تمكن العسكريون من إيجاد الصيغة المثلى لتكتيكاتهم في استئصال شأفة الآخر؟ ربما فشلت "الالياذه" و استراتيجيات الحروب البيزنطية في تحقيق النصر الكاسح و استئصال (العدو) ..لكن البطولة و الخلود تاتي عبر السلام و إحياء الانفس و الحفاظ على وحدة البلاد..بيدهم.. لا بيد عمرو لو كانوا يعلمون!
في يوم المرأة العالم تتذكر شعوب الأرض الأعلام من النساء و كفاحهن و لعل من أروع ما خلد من أعمال عن مآسي الحروب وويلاتها ما كتبته نساء من روايات مثل "كوخ العم التوم" لهاريت بتشر ستو كما كتبت بيتى سميث و غيرهن.فابدعن..وفي السودان سيذكر التاريخ أبطالاً لنا..ست النفور و رفيقاتها..و رفاقها " آباؤهم نحن...اخوانهم نحن..اخواتهم نحن.. و نحن امهات الشهداء" ...و تستمر سير الكفاح ف ليس "كل شئ هادئ على الضفة الغربية".
و بعيداً عن المدارس الفلسفية لتبرير الحرب، تحولت النساء الى ارقام و حيوات مختفية قسرياً في احصائيات الحروب في السودان..و هي حروب لم تبدأ في ابريل 2023 م كما نعلم، و لا زالت النساء يعانين جراءها ... داخل البلاد في اماكن النزوح و في مضارب خارج البلاد منذ بداية الالفية..في دارفور وفي المناطق الثلاث ( جبال النوبة و النيل الأزرق و منطقة ابيي) حسب توصيف "اتفاقية نيفاشا" التي ظلت شاهداً على كيف تؤدي اتفاقيات السلام الى وأد السياسة في بلاد السودان.
من اماكن الايواء و الغابات الى المعسكرات و في المهاجر، تفضح أحوال النساء المفاهيم الكسلى و المعاقة لحماية المدنيين و حقوق الانسان ..و منابر التفاوض تتمطى و تتزمل وتتدثر "و تتوه لمن يجي الميعاد" ... فهي غير قادرة على ضبط البوصلة على الاحداثيات المطلوبة ... و الاتفاقيات بغير ضامن..تبحث عن الفضل بيننا ...فمن دخل دار ابي سفيان فهو أمن... أو كما قال.
حدثوا مارس عنا و الزمانا عندما كانت سماؤنا ذات رجع و ارضنا ذات صدع. ذات أحقاب..و اذا بالنساء بفعل الحروب ... ساجيات... تحت التطهير العرقي و الاسترقاق و الاختطاف اما الاغتصاب فاصبح مسرحاً للإذلال لادمية البشر برافعة القبلية ..كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها. و تسيًد الجوع و المتربة و ترويع الأطفال و قهر الرجال و اذلالهم و تعذيبهم و التصفية على الهوية ..مما يضاعف من ماساة الحرب ووقعها على المرأة اينما كانت.
..نسيت النساء في دارفور شواء المونساس و مشروب البركيب.. وطفقن يجمعن اوراق الاشجار لاطعام الصغار في مخيم ابو شوك و مخيم زمزم ...منصات الاملاق... حيث يموت الاطفال يومياً من المجاعة ... أفلت الهولاكيون من العقاب.. و ام قرقداً سايح الجمتها الكوارث فتركت الغناء و الشكر" و في الفاشر الكبير طلعوا الصايح...دقوا الجوز عديل اصلو العمر رايح".
يابنية مالكي ...زعلانة مالكي...الدمار... الحصار في كردفان..هربت "الكمبلة" من اقنعة القبيلة و هجر "المردوم" الساحات...و لم تجزعي .."خلوني يا خلايق حبل الصبر ممدود... للخير بجيك سايق"...و غد العدالة لناظره قريب.
يا لاجئة تتوه من مرفأ... لمرفأ..لك العتبى ف "لا أحد يترك و طنه اذا لم يكن قد اصبح فك سمكة قرش. يجب أن تفهم ان لا أحد يضع الاطفال على متن قارب الا أذا كان الماء اكثر أمناً من اليابسة"..(من قصيدة ورسان شاير التي اصبحت رمزاً للاجئين).
و يا سارية الجبال و الغابات...بتطلعي من وديان مع النسمة الصباحية و من صوت طفلة بتحفظ في كتاب الدين... و طفلة ..وسط اللمة منسية في معسكرات.اللاجئين . فاقدة للرعاية الاسرية... و فاقدة الهوية..قطعت الاميال في وهاد السافنا "شكت الالم من لمسات حجولا... ليه ببعادا الأيام عجولة"... و لم تكن الوحوش البشرية بارفق عليها من.الضباع..سنرجع يوماً الى أحيائنا و مدننا ...لكنها مع التايهين تفضل تعد...و تنسى العدد ...و يوم في الشتات بالف سنة مما تعدون.
يا نازحة...و" شوق لي نيلنا ..الاهل و الطيبة و باقي ذكرى حبيبة ..وين غسيل النيل و شر هدوم في رمالو وينو ماضي الحلة و ين و مين الشالو". انها حرب ضد الجميع وضد الذاكرة و التاريخ..و ضد الحياة..مدعاة للحزن و النحيب ".يا سواقي بلدنا..مالو صوتك مالو...وينو فارع مويتك غنى باسم حالو"...لعل السواقي فقدت صوتها بعبرات حرًى .سكبتها على من غابوا...اني خيرتك فاختاري ما بين ان نتاسف على الماضي اللي ما برجع...على الفرقة الزمانا طويل .. و بين أن نقبض على الامل و الذكرى كالقابض على الجمر...تودع لدى الامواج و الشطئان..فهي حاديها و دايماً...دليلا:
يا ترع حلتنا و حفير حلتنا و يا بحر حلتنا ...في رمالك ذكرى لا بتشيلها الموجة و لا بتفارق الفكرة..نلقاها يوم فرح البعيد العاد..و يا وطناً وقت اشتاق له برحل ليه من غير زاد:
غداً نعود...حتماً نعود.
و يا من على موازين العدالة...لا يجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا..اعدلوا هو اقرب للتقوى.
ايمان بلدو
eiman_hamza@hotmail.com