تزاحم الذباب !! من كتاب الحيونسانية ..
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
طنين طنين طنين .. بصورة لم تكن معهودة من قبل ، أغرقت مسامعنا منذ الفجر بأصوات طنين لم نعرف مصدره ، وقد زاد الظلام المشهد غبشاً وحلكاً.
لم نتلمس شيئاً على أرض الواقع ، لكن الصوت اقتحم المدارك ، لم يترك وتراً حساساً إلا وأزعجه ، انتفض الناس من مضاجعهم يتلمسون ذلك الطنين المزعج حد القلق ، لم يكن ينبئ بشيء ، ولم يستنبؤوا منه رؤية ما إلا أن دويه صارخ متخم حد الاختناق .
اصطدمت الجموع ببعضها ، جُرحت رؤوسُ آخرين ، تصاعدت وتيرة الحس العصبي حداً لم يعد بمقدوره الاصطبار على جهالة المصدر، و تحرك البعض خارج المساحات ، هربوا نحو الغابات والصحراء ، جلسوا على شواطئ البحار ومنابع الأنهار .. بعضهم شهق ارتفاعات الجبال ، حاجّاً للقمم يبحث عن صمت ذهبي يزيح ذلك الكابوس ، فيما فضل آخرون دفن مسامعهم في وديان النسيان، لعلهم يتخلصون من أوجاعه وصداه الكاتمَين للأنفس .
في اليوم التالي – وبعد أن هدأت العاصفة الذبابية – أخذ الناس يهمسون بإشاعات ما ، يقول بعضها : إن السلطات توظف المكننة لصناعة الهوس ومن اليوم الذي دارت فيه رحى العجلات لن يهدأ لكم بال ، فلَوحة الشيطان الوهمية غدت حقيقية ، وها هي ذي تتجسد على واقع ذبابي مقيت .
أخذت أكثرية الطبقات الشعبية تعد العدة لأيام ذبابية عصيبة ، تسرح وتمرح ، وربما لا تتوقف بحدود الفجر ، وقد تتغلغل بجسد النهار ، وتسكن بواطن الغسق ، مما لا يتيح فرصة للتفكير والخلاص بعد اليوم ؛ لذا صعد منبر الخطابة حكيم المدينة محذراً من موج ذبابي لا يهدأ على طريق تذبيب الأفكار ، وتدبيب الأجساد ، وتوجيع الضمائر حتى موتها ، وتلبّسها وصنعها وفقاً لمنطق الطنين الخاوي من أية قيم أخلاقية ، سوى ما تشبهه بذباب المطابخ وذبذبات المسالخ .
اتسعت حلقات الردع الذبابي ، وطرحت بعض الوجوه إمكانية شراء البحوث ، والاهتداء إلى وسائل جديرة بإمكانها صد موج الذباب ، ووقف صدى الطنين وحصره في أماكن معينة بدلاً من أن يدخل قداسات المدينة المحفوظة منذ القدم ويدنسها .
تقدم أحد الشبان على أنغام تقديم القرابين ، وحينما استفهموا منه قال : سأسلخ جلدي ، وأضع نفسي ضحية أولى لخداع الكتل الذبابية ، سآخذها إلى مكان بعيد أحمي في ذلك أهلي وناسي .
احتج قائد الجمع مقترحاً بدلاً من ذلك إمكانية صيد الذباب وسلخه ، وإطعام بعضه لكله ، أي العلاج بالطريقة التي كانت هي الداء ، فرحوا بهذا التطور الفكري ، لكن ثمة إشكالية طرأت على المشهد .. حيث ذكرهم أحدهم بلعنة الذباب ، وإمكانية هيجانه بصورة لا تتيح لهم التصرف المزاجي ، وبما يحبون ويستهدفون ، فجموع الذباب – لاسيما الهجين منها – لا يمكن لها أن تركن وتستكين بحدود معينة ؛ ما يتيح قدراً أكبر من الحرية لمجاميعها بالتغلغل في أجساد لم تكن معهودة ، وتعبث بمحرمات ومقدسات كانتا طوال التاريخ محفوظتان . ظلوا على حيرة من أمرهم جراء هذا الهراء والجيثوم الجارح للضمير ، وربما عدوه تحذيراً في محله ، وتصور إمكانية حدوثه في ظل انعدام قيم الذباب .
بينما رفع البعض رايات بيضاء معلناً الاستسلام حت طنَّ أحدهم بما يشبه طنين الذباب ، بل أكثر إزعاجاً منه قائلاً : أفضل ألف مرة أن ألتهم عبر الذباب ، وأعلن التطنين ضده .. على أن أصبح مجرد رقم هامشي على خارطة الوحي الذبابي . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين يصل إلى لبنان.. إعلام عبري: هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى تسوية
لبنان – أفاد مراسل RT في لبنان الثلاثاء بوصول الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان، لاستكمال مفاوضات وقف النار مع إسرائيل، فيما قال إعلام عبري إن هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى تسوية.
وقال موقع “واينت” إن زيارة هوكشتاين إلى بيروت من المتوقع أن تكون “رحلة مصيرية تتعلق بالتسوية مع لبنان”، لافتا إلى أنه بحسب التقييم الأمريكي للوضع فإن هناك احتمالا يزيد عن 50% للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف الموقع العبري بأن هوكشتاين لم يكن ليأتي إلى بيروت لو كان قد رأى أنه لا توجد فرصة. وقد تلقى ردود فعل إيجابية من لبنان جعلته يعتقد أن بإمكانه القدوم إلى المنطقة.
ولفت “واينت” إن “هوكشتاين جاء في الواقع، لإغلاق الحدود وليس لجولة أخرى من المفاوضات. لقد تم إنجاز الكثير من العمل خلف الكواليس ولم تكن هناك فجوات كبيرة”.
ومن المرتقب أن يلتقي الموفد الأمريكي برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على أن يتوجه إلى إسرائيل يوم الأربعاء أو الخميس.
وقال الموقع إن “وصول هوكشتاين إلى لبنان يعني أن الاتفاقيات أصبحت قريبة، ويمكن الإعلان عن ذلك خلال وقت قصير نسبيا – لكن ليس من الواضح ما إذا كان هوكشتاين سيعلن وقف إطلاق النار من لبنان أم من إسرائيل. التقدير في إسرائيل هو أن إيران أعطت الضوء الأخضر لحركة اللفصائل اللبنانية للموافقة على وقف إطلاق النار، ربما لإرسال رسالة إيجابية إلى رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب”.
واعتبر “واينت” أنه “إذا نجح هوكشتاين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن المغزى من ذلك سيكون بعيد المدى: هناك بالفعل فصل بين لبنان وغزة للمرة الأولى. وحتى الآن، اشترطت الفصائل اللبنانية وقف إطلاق النار بوقف الحرب في غزة. وهنا يبدو أن الفصائل اللبنانية تتخلى عن مطلبها الأساسي”، وأضاف أن “إسرائيل تريد الاستفادة من وقف إطلاق النار في لبنان لتوجيه رسالة إلى الفصائل الفلسطينية: أنتم آخر من تبقى من الفلسطينيين ـ والآن هو الوقت المناسب لصفقة الرهائن. وتأمل إسرائيل أن يؤدي هذا إلى دفع الفصائل الفلسطينية إلى التوصل إلى اتفاق، بحيث تنقلب العلاقة ـ فوقف إطلاق النار في لبنان من شأنه أن يعزز وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن في غزة”.
المصدر: واينت+ RT