شبكة انباء العراق:
2024-09-20@15:46:16 GMT

تزاحم الذباب !! من كتاب الحيونسانية ..

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

طنين طنين طنين .. بصورة لم تكن معهودة من قبل ، أغرقت مسامعنا منذ الفجر بأصوات طنين لم نعرف مصدره ، وقد زاد الظلام المشهد غبشاً وحلكاً.
لم نتلمس شيئاً على أرض الواقع ، لكن الصوت اقتحم المدارك ، لم يترك وتراً حساساً إلا وأزعجه ، انتفض الناس من مضاجعهم يتلمسون ذلك الطنين المزعج حد القلق ، لم يكن ينبئ بشيء ، ولم يستنبؤوا منه رؤية ما إلا أن دويه صارخ متخم حد الاختناق .


اصطدمت الجموع ببعضها ، جُرحت رؤوسُ آخرين ، تصاعدت وتيرة الحس العصبي حداً لم يعد بمقدوره الاصطبار على جهالة المصدر، و تحرك البعض خارج المساحات ، هربوا نحو الغابات والصحراء ، جلسوا على شواطئ البحار ومنابع الأنهار .. بعضهم شهق ارتفاعات الجبال ، حاجّاً للقمم يبحث عن صمت ذهبي يزيح ذلك الكابوس ، فيما فضل آخرون دفن مسامعهم في وديان النسيان، لعلهم يتخلصون من أوجاعه وصداه الكاتمَين للأنفس .
في اليوم التالي – وبعد أن هدأت العاصفة الذبابية – أخذ الناس يهمسون بإشاعات ما ، يقول بعضها : إن السلطات توظف المكننة لصناعة الهوس ومن اليوم الذي دارت فيه رحى العجلات لن يهدأ لكم بال ، فلَوحة الشيطان الوهمية غدت حقيقية ، وها هي ذي تتجسد على واقع ذبابي مقيت .
أخذت أكثرية الطبقات الشعبية تعد العدة لأيام ذبابية عصيبة ، تسرح وتمرح ، وربما لا تتوقف بحدود الفجر ، وقد تتغلغل بجسد النهار ، وتسكن بواطن الغسق ، مما لا يتيح فرصة للتفكير والخلاص بعد اليوم ؛ لذا صعد منبر الخطابة حكيم المدينة محذراً من موج ذبابي لا يهدأ على طريق تذبيب الأفكار ، وتدبيب الأجساد ، وتوجيع الضمائر حتى موتها ، وتلبّسها وصنعها وفقاً لمنطق الطنين الخاوي من أية قيم أخلاقية ، سوى ما تشبهه بذباب المطابخ وذبذبات المسالخ .
اتسعت حلقات الردع الذبابي ، وطرحت بعض الوجوه إمكانية شراء البحوث ، والاهتداء إلى وسائل جديرة بإمكانها صد موج الذباب ، ووقف صدى الطنين وحصره في أماكن معينة بدلاً من أن يدخل قداسات المدينة المحفوظة منذ القدم ويدنسها .
تقدم أحد الشبان على أنغام تقديم القرابين ، وحينما استفهموا منه قال : سأسلخ جلدي ، وأضع نفسي ضحية أولى لخداع الكتل الذبابية ، سآخذها إلى مكان بعيد أحمي في ذلك أهلي وناسي .
احتج قائد الجمع مقترحاً بدلاً من ذلك إمكانية صيد الذباب وسلخه ، وإطعام بعضه لكله ، أي العلاج بالطريقة التي كانت هي الداء ، فرحوا بهذا التطور الفكري ، لكن ثمة إشكالية طرأت على المشهد .. حيث ذكرهم أحدهم بلعنة الذباب ، وإمكانية هيجانه بصورة لا تتيح لهم التصرف المزاجي ، وبما يحبون ويستهدفون ، فجموع الذباب – لاسيما الهجين منها – لا يمكن لها أن تركن وتستكين بحدود معينة ؛ ما يتيح قدراً أكبر من الحرية لمجاميعها بالتغلغل في أجساد لم تكن معهودة ، وتعبث بمحرمات ومقدسات كانتا طوال التاريخ محفوظتان . ظلوا على حيرة من أمرهم جراء هذا الهراء والجيثوم الجارح للضمير ، وربما عدوه تحذيراً في محله ، وتصور إمكانية حدوثه في ظل انعدام قيم الذباب .
بينما رفع البعض رايات بيضاء معلناً الاستسلام حت طنَّ أحدهم بما يشبه طنين الذباب ، بل أكثر إزعاجاً منه قائلاً : أفضل ألف مرة أن ألتهم عبر الذباب ، وأعلن التطنين ضده .. على أن أصبح مجرد رقم هامشي على خارطة الوحي الذبابي .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

"الجارديان": شكوك حول إمكانية التوصل لتسوية سياسية بين روسيا وأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مر على الحرب الروسية الأوكرانية عامان ونصف العام، ما أدى إلى تكثيف الدعوات الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية. لكن لا يزال هناك تعنت من قبل كييف وموسكو بشأن الشروط للتوصل للسلام.

ويريد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة جميع الأراضى التى استولت عليها روسيا، ليس فقط منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، بل أيضا فى عام ٢٠١٤.

ويريد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أربع مناطق أوكرانية، بما فى ذلك دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخرسون، بالإضافة إلى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى "ناتو"، وفرض قيود على أوكرانيا فيما يتعلق بأعداد القوات والأسلحة، والتى طالبت بها موسكو فى المفاوضات التى عقدت مع كييف فى أبريل ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وصرح الزعيمان علنا أنهما منفتحان على المفاوضات، لكن لم يتخل أى منهما عن أهدافه طويلة الأمد أو عن النصر. نتيجة لذلك، يتقدم الجيش الروسى إلى الأمام فى دونيتسك، التى تعد المسرح الرئيسى للحرب، وإن كان ذلك بتكلفة باهظة فى القوات والمعدات، كما أنه يهدد المدن الرئيسية.

وفى الشهر الماضي، صدمت القوات الأوكرانية موسكو بالتقدم فى منطقة كورسك الروسية دون أن يتم اكتشافها، واحتلت حوالى ٥٠٠ ميل مربع، أكثر مما احتله الجيش الروسى فى دونيتسك طوال العام.

فى غضون ذلك، تفكر الولايات المتحدة وبريطانيا فى مناشدات أوكرانيا للحصول على إذن باستخدام الأسلحة الغربية، خاصة الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. وتستخدم أوكرانيا بالفعل تلك الصواريخ لصد الهجمات الروسية.
وحذر بوتين من أن الموافقة البريطانية والأمريكية سترقى إلى مستوى قرار شن حرب ضد روسيا وألمح إلى عواقب وخيمة. ودعا خبير عسكرى روسى بارز إلى إلقاء رأس نووى تكتيكى على دولة أوروبية عضوة فى الناتو، مضيفًا أن الولايات المتحدة لن تجرؤ على الرد.
لذلك هناك شكوك حول أن مزيجا من الإرهاق من القتال والخوف من التصعيد قد يمهدان الطريق لمفاوضات لإنهاء الحرب، وفقا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوكرانيين عانوا بالتأكيد معاناة هائلة، حيث دمرت أجزاء من وطنهم، ولجأ ١٠ ملايين منهم إلى الخارج أو فى أجزاء أكثر أمانا من أوكرانيا.

كما يعانى الجيش الأوكرانى من عجز فى الرصيد البشرى والعتاد، ويكافح الآن لتدريب قوات جديدة بسرعة وبشكل فعال لمواجهة آلة الحرب الروسية التى لا هوادة فيها.

علاوة على ذلك، أدى تأخر الدعم الأمريكى بسبب الخلافات فى الكونجرس إلى تقدم الجيش الروسى بشكل كبير فى الأجزاء التى تسيطر عليها أوكرانيا فى دونيتسك، بعد سقوط أفدييفكا فى منتصف فبراير.
وبالرغم من أن الأوكرانيين مرهقون من الحرب، لكن الروح المعنوية فى الجبهة لم تتآكل إلى درجة لا تترك لزيلينسكى خيارا سوى التوقف عن القتال والسعى إلى السلام وفقا لشروط روسيا.

ويؤكد المتشككون أن سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لن يحل مشكلة أوكرانيا الرئيسية، وهى عدم القدرة على شن مناورات واسعة النطاق فى الحرب. لكن زيلينسكى لا يزال محبطا مما يعتبره خجلا بريطانيا وأمريكيا. وهو قلق بشأن الهزيمة أكثر من التصعيد.

ولا تريد لندن وواشنطن أن تفشل أوكرانيا، لكنهما مصممتان على تجنب التصعيد، خوفا من تحول الصراع إلى حرب نووية. وبالرغم من ذلك ستستمر أوكرانيا فى استخدام طائراتها بدون طيار "مسيرات" المنتجة محليا فى شن ضربات فى العمق الروسي، بحسب الصحيفة.

لا يزال نجاح الهجوم الأوكرانى على كورسك غير مؤكد، وكذلك قرار لندن وواشنطن بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى فى شن هجمات على روسيا، ولكن بغض النظر عن ذلك، لن يتسرع زيلينسكى فى الذهاب إلى طاولة المفاوضات، كما لن يفعل بوتين ذلك، حيث إنه لا يزال مقتنعا بأن روسيا ستنتصر، وفقا للصحيفة.

والنتيجة لذلك هى أنه على الرغم من النداءات المتزايدة للمفاوضات وخطر التصعيد المستمر، فإن منطق الخصمين يشير إلى استمرار الحرب لأشهر، وربما لفترة أطول.

ومع ذلك، قد يتغير الوضع فى حالة عودة الرئيس الأمريكى السابق والمرشح عن الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو احتمال تخشاه كييف وترحب به موسكو، بحسب الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • الباعور يبحث مع السفير الروسي إمكانية تفعيل اللجان المشتركة بما يخدم المصلحة العامة بين البلدين
  • حمد الصنيع: النصر لديه إمكانية المنافسة على البطولات .. فيديو
  • "الجارديان": شكوك حول إمكانية التوصل لتسوية سياسية بين روسيا وأوكرانيا
  • «كتاب الإمارات» فرع أبوظبي.. ينظم مجلسه الأدبي
  • ما إمكانية دخول الفصائل العراقية في حرب مباشرة مع إسرائيل في لبنان؟
  • إسرائيل بين غطرسة القوة ونتائج الطوفان.. قراءة في كتاب
  • العمل تؤكد إمكانية استبدال المعين المتفرغ وتحويل راتبه لبديل آخر
  • الصقور في مواجهة التين أسير التركمانستاني اليوم على ملعب المدينة الدولي
  • "إخلاء الحواجز وتخفيف المراقبة"... هل انتهت العمليات الأمنية بحدود سبتة بعد الصور المثيرة للجدل؟