شبكة انباء العراق:
2025-03-11@11:34:22 GMT

تزاحم الذباب !! من كتاب الحيونسانية ..

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

طنين طنين طنين .. بصورة لم تكن معهودة من قبل ، أغرقت مسامعنا منذ الفجر بأصوات طنين لم نعرف مصدره ، وقد زاد الظلام المشهد غبشاً وحلكاً.
لم نتلمس شيئاً على أرض الواقع ، لكن الصوت اقتحم المدارك ، لم يترك وتراً حساساً إلا وأزعجه ، انتفض الناس من مضاجعهم يتلمسون ذلك الطنين المزعج حد القلق ، لم يكن ينبئ بشيء ، ولم يستنبؤوا منه رؤية ما إلا أن دويه صارخ متخم حد الاختناق .


اصطدمت الجموع ببعضها ، جُرحت رؤوسُ آخرين ، تصاعدت وتيرة الحس العصبي حداً لم يعد بمقدوره الاصطبار على جهالة المصدر، و تحرك البعض خارج المساحات ، هربوا نحو الغابات والصحراء ، جلسوا على شواطئ البحار ومنابع الأنهار .. بعضهم شهق ارتفاعات الجبال ، حاجّاً للقمم يبحث عن صمت ذهبي يزيح ذلك الكابوس ، فيما فضل آخرون دفن مسامعهم في وديان النسيان، لعلهم يتخلصون من أوجاعه وصداه الكاتمَين للأنفس .
في اليوم التالي – وبعد أن هدأت العاصفة الذبابية – أخذ الناس يهمسون بإشاعات ما ، يقول بعضها : إن السلطات توظف المكننة لصناعة الهوس ومن اليوم الذي دارت فيه رحى العجلات لن يهدأ لكم بال ، فلَوحة الشيطان الوهمية غدت حقيقية ، وها هي ذي تتجسد على واقع ذبابي مقيت .
أخذت أكثرية الطبقات الشعبية تعد العدة لأيام ذبابية عصيبة ، تسرح وتمرح ، وربما لا تتوقف بحدود الفجر ، وقد تتغلغل بجسد النهار ، وتسكن بواطن الغسق ، مما لا يتيح فرصة للتفكير والخلاص بعد اليوم ؛ لذا صعد منبر الخطابة حكيم المدينة محذراً من موج ذبابي لا يهدأ على طريق تذبيب الأفكار ، وتدبيب الأجساد ، وتوجيع الضمائر حتى موتها ، وتلبّسها وصنعها وفقاً لمنطق الطنين الخاوي من أية قيم أخلاقية ، سوى ما تشبهه بذباب المطابخ وذبذبات المسالخ .
اتسعت حلقات الردع الذبابي ، وطرحت بعض الوجوه إمكانية شراء البحوث ، والاهتداء إلى وسائل جديرة بإمكانها صد موج الذباب ، ووقف صدى الطنين وحصره في أماكن معينة بدلاً من أن يدخل قداسات المدينة المحفوظة منذ القدم ويدنسها .
تقدم أحد الشبان على أنغام تقديم القرابين ، وحينما استفهموا منه قال : سأسلخ جلدي ، وأضع نفسي ضحية أولى لخداع الكتل الذبابية ، سآخذها إلى مكان بعيد أحمي في ذلك أهلي وناسي .
احتج قائد الجمع مقترحاً بدلاً من ذلك إمكانية صيد الذباب وسلخه ، وإطعام بعضه لكله ، أي العلاج بالطريقة التي كانت هي الداء ، فرحوا بهذا التطور الفكري ، لكن ثمة إشكالية طرأت على المشهد .. حيث ذكرهم أحدهم بلعنة الذباب ، وإمكانية هيجانه بصورة لا تتيح لهم التصرف المزاجي ، وبما يحبون ويستهدفون ، فجموع الذباب – لاسيما الهجين منها – لا يمكن لها أن تركن وتستكين بحدود معينة ؛ ما يتيح قدراً أكبر من الحرية لمجاميعها بالتغلغل في أجساد لم تكن معهودة ، وتعبث بمحرمات ومقدسات كانتا طوال التاريخ محفوظتان . ظلوا على حيرة من أمرهم جراء هذا الهراء والجيثوم الجارح للضمير ، وربما عدوه تحذيراً في محله ، وتصور إمكانية حدوثه في ظل انعدام قيم الذباب .
بينما رفع البعض رايات بيضاء معلناً الاستسلام حت طنَّ أحدهم بما يشبه طنين الذباب ، بل أكثر إزعاجاً منه قائلاً : أفضل ألف مرة أن ألتهم عبر الذباب ، وأعلن التطنين ضده .. على أن أصبح مجرد رقم هامشي على خارطة الوحي الذبابي .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب،شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم بالحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم "المقيت" هو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشددًا على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق.

وبيّن شيخ الأزهر، أن اسم الله "المقيت"، ورد في القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعدد أسماء الله الحسنى، موضحا أن أصل المقيت مشتق من "القوت" الذي يُقيم حياة الإنسان، موضحًا أن الفعل "قاتَ يَقُوت" يرتبط بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الأحياء، وهو ما ينطبق على الله تعالى كمُمدِّد الأرزاق لكل المخلوقات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.  

كما تطرق إلى الخلاف اللغوي حول معنى "المقيت"، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الاسم يحمل معنى "الشاهد" أو "القادر"، مستندين إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما الذي فسَّر "مقيتًا" بـ"قادرًا"، وإلى استشهادات من الشعر الجاهلي الذي استخدم اللفظ بمعنى القدرة على الفعل، مثل قول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا» (أي قادرًا على رد الإساءة).  

وأشار شيخ الأزهر إلى أن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم القرآن الكريم، لافتًا إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء – مثل "المقيت" – قد تخرج عن القياس النحوي المألوف، لكنها تثبت بالسماع (كاستخدامها في القرآن والشعر العربي)، حيث أعطانا معنى شاهد بحروف مختلفة عن المصدر، مؤكدًا أن «السماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل».  

وختم الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية عبادة، لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى، الذي نزل بلسان عربي مبين، مشيرًا إلى أن إعجاز القرآن لا ينفد، وأن من إعجاز القرآن أنك تجد المفسر مثلا حجة في البلاغة، أو فقيه يملأ تفسيره من هذا الفقه، كما أن كل عصر يكتشف فيه جوانب جديدة من حكمته.

مقالات مشابهة

  • البرهاني ينفي إمكانية التفاوض مع الدعم السريع ويؤكد استمرار القتال لإنهاء التمرد
  • كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
  • سلطة الهامش في كتاب «الوحشيات» لأبي تمّام
  • بعد مائة عام سيدة تعيد كتاب استعاره جدها من مكتبة
  • مسلسل الكابتن الحلقة 10.. نحس طاطا يفسد كتب كتاب حسام
  • عدلي القيعي يتحدث عن إمكانية التعاقد مع بنتايج وتجديد عقد علي معلول
  • سموتريتش: نعمل على إنشاء إدارة للهجرة من غزة وهناك إمكانية لتغيير تاريخي
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • بوتين يرفض إمكانية التخلي عن أراضي محتلة في أوكرانيا