شبكة انباء العراق:
2025-02-23@22:10:44 GMT

تزاحم الذباب !! من كتاب الحيونسانية ..

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

طنين طنين طنين .. بصورة لم تكن معهودة من قبل ، أغرقت مسامعنا منذ الفجر بأصوات طنين لم نعرف مصدره ، وقد زاد الظلام المشهد غبشاً وحلكاً.
لم نتلمس شيئاً على أرض الواقع ، لكن الصوت اقتحم المدارك ، لم يترك وتراً حساساً إلا وأزعجه ، انتفض الناس من مضاجعهم يتلمسون ذلك الطنين المزعج حد القلق ، لم يكن ينبئ بشيء ، ولم يستنبؤوا منه رؤية ما إلا أن دويه صارخ متخم حد الاختناق .


اصطدمت الجموع ببعضها ، جُرحت رؤوسُ آخرين ، تصاعدت وتيرة الحس العصبي حداً لم يعد بمقدوره الاصطبار على جهالة المصدر، و تحرك البعض خارج المساحات ، هربوا نحو الغابات والصحراء ، جلسوا على شواطئ البحار ومنابع الأنهار .. بعضهم شهق ارتفاعات الجبال ، حاجّاً للقمم يبحث عن صمت ذهبي يزيح ذلك الكابوس ، فيما فضل آخرون دفن مسامعهم في وديان النسيان، لعلهم يتخلصون من أوجاعه وصداه الكاتمَين للأنفس .
في اليوم التالي – وبعد أن هدأت العاصفة الذبابية – أخذ الناس يهمسون بإشاعات ما ، يقول بعضها : إن السلطات توظف المكننة لصناعة الهوس ومن اليوم الذي دارت فيه رحى العجلات لن يهدأ لكم بال ، فلَوحة الشيطان الوهمية غدت حقيقية ، وها هي ذي تتجسد على واقع ذبابي مقيت .
أخذت أكثرية الطبقات الشعبية تعد العدة لأيام ذبابية عصيبة ، تسرح وتمرح ، وربما لا تتوقف بحدود الفجر ، وقد تتغلغل بجسد النهار ، وتسكن بواطن الغسق ، مما لا يتيح فرصة للتفكير والخلاص بعد اليوم ؛ لذا صعد منبر الخطابة حكيم المدينة محذراً من موج ذبابي لا يهدأ على طريق تذبيب الأفكار ، وتدبيب الأجساد ، وتوجيع الضمائر حتى موتها ، وتلبّسها وصنعها وفقاً لمنطق الطنين الخاوي من أية قيم أخلاقية ، سوى ما تشبهه بذباب المطابخ وذبذبات المسالخ .
اتسعت حلقات الردع الذبابي ، وطرحت بعض الوجوه إمكانية شراء البحوث ، والاهتداء إلى وسائل جديرة بإمكانها صد موج الذباب ، ووقف صدى الطنين وحصره في أماكن معينة بدلاً من أن يدخل قداسات المدينة المحفوظة منذ القدم ويدنسها .
تقدم أحد الشبان على أنغام تقديم القرابين ، وحينما استفهموا منه قال : سأسلخ جلدي ، وأضع نفسي ضحية أولى لخداع الكتل الذبابية ، سآخذها إلى مكان بعيد أحمي في ذلك أهلي وناسي .
احتج قائد الجمع مقترحاً بدلاً من ذلك إمكانية صيد الذباب وسلخه ، وإطعام بعضه لكله ، أي العلاج بالطريقة التي كانت هي الداء ، فرحوا بهذا التطور الفكري ، لكن ثمة إشكالية طرأت على المشهد .. حيث ذكرهم أحدهم بلعنة الذباب ، وإمكانية هيجانه بصورة لا تتيح لهم التصرف المزاجي ، وبما يحبون ويستهدفون ، فجموع الذباب – لاسيما الهجين منها – لا يمكن لها أن تركن وتستكين بحدود معينة ؛ ما يتيح قدراً أكبر من الحرية لمجاميعها بالتغلغل في أجساد لم تكن معهودة ، وتعبث بمحرمات ومقدسات كانتا طوال التاريخ محفوظتان . ظلوا على حيرة من أمرهم جراء هذا الهراء والجيثوم الجارح للضمير ، وربما عدوه تحذيراً في محله ، وتصور إمكانية حدوثه في ظل انعدام قيم الذباب .
بينما رفع البعض رايات بيضاء معلناً الاستسلام حت طنَّ أحدهم بما يشبه طنين الذباب ، بل أكثر إزعاجاً منه قائلاً : أفضل ألف مرة أن ألتهم عبر الذباب ، وأعلن التطنين ضده .. على أن أصبح مجرد رقم هامشي على خارطة الوحي الذبابي .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مكتبة الإسكندرية تُطلق تطبيق بردية كتاب الإمي- دِوُات

قامت المكتبة بتنفيذ مشروع حائط معرفة بردية "إمي-داوت" المعروضة بقاعة الحياة في العالم الآخر داخل متحف الآثار بالمكتبة، وذلك من خلال تعاون مشترك بين كل من متحف الآثار ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابعين لقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة.

يأتي ذلك في إطار الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية في نشر التراث المصري باستخدام التقنيات الحديثة، وإتاحته بما يناسب النشء والشباب وجميع الفئات العمرية من الجمهور.

ويهدف المشروع إلى تقديم تجربة فريدة لزائري المتحف باستخدام تقنية الواقع المعزز؛ حيث تُترجَم النقوش الموجودة بالبردية من خلال تطبيق تفاعلي على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، من خلال توجيه كاميرا الهاتف تجاه مشاهد ورسومات البردية مدعوم بشرح صوتي لأحداث المشهد المختار مع إمكانية الاستماع إلى الشرح باللغتين العربية أو الإنجليزية.

جدير بالذكر أن حائط المعرفة فكرة مطورة بواسطة مكتبة الإسكندرية تعتمد على تقنيات الواقع المعزز Augmented Reality والتي تتميز بإمكانية إظهار معلومات رقمية بشكل مدمج مع الواقع المادي، وذلك على خلاف التقنيات التقليدية مثل: شاشات الهواتف والكمبيوتر التي تقوم بعرض المعلومات الرقمية على شاشات مسطحة منفصلة عن الواقع؛ مما يجعلها وسيلة جذابة وسهلة ومختلفة لنشر الوعي بالتراث المصري بين الشباب والنشء ومختلف الفئات العمرية.

وتعد هذه البردية ذات قيمة أثرية عظيمة، حيث يعد كتاب "إِمي- دِوُات" هو الكتاب الأكثر وضوحًا في وصفه لرحلة إله الشمس خلال الاثني عشر ساعة الليلية من بين جميع كتب المصريين القدماء عن العالم الآخر، كما يتمركز المحور الرئيس للكتاب حول فكرة تجدد إله الشمس، والذي يتم في اثني عشر قسمًا؛ حيث يمثل كل قسم ساعة من الساعات التي تمتد من غروب الشمس إلى شروقها.

ويمكن للمستخدم أو الزائر تحميل التطبيق قبل أو أثناء زيارة قاعة الحياة في العالم الآخر بالمكتبة، من خلال حساب مكتبة الإسكندرية على متجري أبل ستور وجوجل بلاي.

مقالات مشابهة

  • «الطيران المدني» تدرس إمكانية تشغيل رحلات مباشرة بين مصر والأرجنتين
  • زيلينسكي يلمح لأول مرة إلى إمكانية استقالته من رئاسة أوكرانيا.. بشرط
  • أمسية أدبية في گرميان احتفاءً بـ سەرکۆجاف وإطلاق كتاب ژان هەوێنە..!
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق تطبيق بردية كتاب الإمي- دِوُات
  • مسؤول أمريكي يكشف عن إمكانية التوصل لاتفاق معادن مع أوكرانيا قريبًا
  • «الملاذ الآمن»: الفضة تزاحم الذهب بدعم من الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة
  • الكافيين يقتل الذباب
  • البيت الأبيض: ترامب واثق من إمكانية إنهاء النزاع في أوكرانيا هذا الأسبوع
  • ترامب واثق من إمكانية التوصل لاتفاق لإنهاء النزاع في أوكرانيا هذا الأسبوع
  • "واشنطن بوست": تلميحات متكررة من ترامب حول إمكانية الترشح لولاية ثالثة