مصطفي ثابت يكتب.. “أسرار عقلية المليونير: كيف يفكر الأثرياء ويصنعون ثرواتهم”
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
النجاح المالي ليس مجرد نتيجة حظ أو ظروف ميسرة، بل هو نتاج عقلية خاصة تجمع بين المبادئ الواضحة والاستراتيجيات الدقيقة التي يتبناها الأثرياء. هذه العقلية هي التي تمكنهم من بناء ثرواتهم وإدارة أموالهم بطريقة فعالة ومثمرة. وبينما يرى البعض أن الحياة تتحكم فيها الصدف أو الظروف، يؤمن الأثرياء بأنهم يصنعون مصيرهم ويخلقون فرصهم.
من أبرز ما يميز عقلية الأثرياء هو إيمانهم بأنهم وحدهم القادرون على تحديد مسار حياتهم. فهم يرون أن حياتهم هي نتيجة مباشرة لقراراتهم وأفعالهم، وبالتالي، يتحملون المسؤولية الكاملة عن نجاحهم أو فشلهم. على النقيض، يعتقد الفقراء أن حياتهم خاضعة للظروف المحيطة بهم، ويرون أن النجاح يأتي بمحض الصدفة أو الحظ.
اللعبة مختلفة: الفوز مقابل عدم الخسارةالأثرياء ينظرون إلى المال كأداة لتحقيق أهدافهم الكبيرة، ويمارسون “لعبة المال” من أجل الفوز. في المقابل، الفقراء يلعبون هذه اللعبة فقط لتجنب الخسارة والحفاظ على ما لديهم. الفارق هنا هو أن الأثرياء يفكرون في كيفية تحقيق المزيد، بينما الفقراء يفكرون في كيفية عدم فقدان ما يمتلكونه.
التزام لا يتزعزع بتحقيق الثروةالأثرياء ملتزمون تمامًا بتحقيق الثروة، ويعملون بجد لتحقيق أهدافهم المالية، فهم لا يرغبون في الثراء فحسب، بل يلتزمون ببلوغ هذا الهدف مهما كانت التحديات. في المقابل، الفقراء يحلمون بالثراء، لكن دون أن يكون لديهم الالتزام العملي الكافي أو الرؤية الواضحة التي تقودهم لتحقيق ذلك.
الفرص مقابل المعوقاتالأثرياء يتميزون بقدرتهم على رؤية الفرص في كل موقف، حتى في الأوقات الصعبة. فهم يرون أن التحديات توفر فرصًا جديدة للتعلم والنمو. على العكس من ذلك، الفقراء يركزون على العقبات والمعوقات التي تقف في طريقهم، ويجدون أنفسهم محاصرين بمشاعر السلبية والخوف من الفشل.
التعلم المستمر هو سر الأثرياءيعتقد الأثرياء أن التعلم هو عملية مستمرة لا تنتهي، وأن اكتساب المعرفة الجديدة هو مفتاح النجاح المالي. لهذا السبب، نجدهم دائمًا يقرؤون ويبحثون عن طرق جديدة لتنمية ثرواتهم. على النقيض، الفقراء يميلون للاعتقاد بأنهم يعرفون كل شيء بالفعل، وهذا الجمود يمنعهم من التطور ومواكبة التغيرات.
الإعجاب بالناجحين مقابل احتقارهمعقلية الأثرياء تقوم على تقدير الناجحين والتعلم من قصصهم وتجاربهم. هم لا يشعرون بالغيرة من النجاح، بل يرونه مصدر إلهام يدفعهم لتحقيق أهدافهم. أما الفقراء، فكثيرًا ما ينظرون إلى الأغنياء بعين الانتقاد أو الاحتقار، معتقدين أن الثروة تأتي من الحظ أو الظروف غير العادلة، بدلًا من أن تكون نتيجة للعمل الجاد والتفكير الذكي.
شبكة علاقات إيجابيةالأثرياء يحيطون أنفسهم بأشخاص ناجحين وإيجابيين يدعمونهم في مسيرتهم. هم يدركون أهمية بناء شبكة علاقات قوية مع أفراد يشاطرونهم نفس الرؤية والطموح. بينما نجد أن الفقراء يميلون للارتباط بالأشخاص السلبيين أو غير الناجحين، مما يعزز التفكير السلبي ويحد من فرص النجاح.
التحكم في الخوفالأثرياء لا يدعون مشاعر الخوف تسيطر عليهم. رغم أن الخوف من الفشل أو المخاطر قد يكون حاضرًا في حياتهم، إلا أنهم يتجاوزونه ويتخذون خطوات عملية نحو تحقيق أهدافهم. بينما الفقراء يميلون إلى التراجع أمام الخوف، مما يمنعهم من اقتناص الفرص أو المخاطرة المحسوبة التي قد تؤدي إلى النجاح.
الأموال تعمل لأجلهمالأثرياء يفهمون قوة الاستثمار وكيفية جعل أموالهم تعمل لصالحهم، حتى عندما يكونون غير نشطين في العمل. في المقابل، الفقراء يعتمدون بشكل كبير على العمل المباشر للحصول على دخلهم، ولا يملكون استثمارات تدر عليهم دخلًا إضافيًا.
إدارة الأموال بحكمةمن السمات المميزة للأثرياء هو قدرتهم على إدارة أموالهم بحكمة وذكاء. فهم يجيدون التخطيط المالي وتحديد الأولويات، ما يتيح لهم تحسين أوضاعهم المالية باستمرار. على الجانب الآخر، يعاني الفقراء غالبًا من سوء إدارة أموالهم، ويقعون في فخ الاستهلاك الزائد أو القرارات المالية غير الحكيمة.
النتائج مقابل الوقتالأثرياء يجنون ثمار عملهم بناءً على النتائج التي يحققونها، وليس فقط على الوقت الذي يقضونه في العمل. فهم يدركون أن القيمة الحقيقية تأتي من الإنجازات والنتائج، وليس من عدد الساعات التي يعملونها. بينما يعتمد الفقراء على الدخل الناتج عن الوقت والعمل المباشر، دون التفكير في طرق لزيادة القيمة المضافة.
عقلية المليونير ليست مجرد طريقة تفكير، بل هي نمط حياة يشمل الالتزام، الإصرار، والقدرة على رؤية الفرص والتعلم المستمر. الفرق بين الأغنياء والفقراء ليس فقط في المال الذي يمتلكونه، بل في كيفية تفكيرهم تجاهه وكيفية إدارتهم له.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
اليمن في قلب المعركة .. موقف ثابت لا يتزحزح في نصرة غزة مهما كانت العواصف
يمانيون../
يتصدّر الشعب اليمني المشهد العربي والإسلامي، في نصرة فلسطين والدفاع عن مظلوميتها، وتثبيت خيار المقاومة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي يخوضها اليمن منذ السابع من أكتوبر 2023م في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني وأدواته في المنطقة.
خروج الشعب اليمني في مسيرات مليونية أسبوعية بالعاصمة صنعاء والمحافظات ليس طارئًا، بل هو امتداد لتجربة نضالية صامدة خاضها طوال 15 شهرًا، في مواجهة الغطرسة الصهيونية وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة بدعم أمريكي مباشر، وتواطؤ عربي ودولي مخز.
أمواج بشرية هادرة اكتسحت أكثر من 900 ساحة وميدان في العاصمة والمحافظات، تردد شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، وتندد بالعدوان على اليمن، وتستنكر تخاذل الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية إزاء المجازر الوحشية التي ترتكب في غزة وسائر فلسطين دون أن تتحرك ضمائر العالم.
الضمير العربي والإسلامي بدا ميتًا، والشعوب صامتة والأنظمة بلا موقف، والحكام بلا أخلاق أو قيم، اكتفى البعض ببيانات مكررة، وآخرون بإدانات باهتة، بينما يستمر الذبح والمحو والدمار في غزة، وكأن لا أطفال يقتلون، ولا أسر تباد، ولا مدن تمسح عن الخارطة.
أين الشعوب الرافضة للمشروع الأمريكي الصهيوني؟ أين الجامعة العربية؟ وأين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين القوى والأحزاب والنقابات؟ لماذا لم تخرج الجماهير لتصرخ في وجه المجرمين؟ ما هذه اللامبالاة التي صارت طابعا عاما لدى كثير من الشعوب؟ .. أسئلة بحاجة لردود وإجابات شافية لها.
في المقابل، جسد اليمنيون مشهدًا مهيبًا من التلاحم الشعبي، إذ تدفقت الحشود المليونية إلى الساحات، لترفع رايات العزة وتؤكد أن فلسطين ليست وحدها، وأن غزة تسكن الوجدان اليمني، معلنين للعالم أن الموقف الإيماني الثابت أقوى من كل الضغوط، وأن صوت اليمن سيبقى صادحًا في وجه الطغيان مهما اشتدت العواصف.
وما الثبات اليمني إلا تجسيدًا لإيمان راسخ بأن معركة فلسطين هي معركة الأمة كلها، وأن الدفاع عن غزة هو دفاع عن الكرامة، وأن الشراكة المصيرية مع المقاومة ليست شعارًا سياسيًا بل خيار أمة تحيا بالإيمان وتنتصر بالصدق والثبات.
التخاذل العربي والإسلامي شجع قوى الطغيان على ارتكاب المجازر، ليس فقط في فلسطين، بل أيضا في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، ولولا أنظمة العمالة، لما تجرأت أمريكا على قصف بلد تلو آخر، ولما تمكنت إسرائيل من محو أسر بأكملها من السجلات المدنية في غزة، ومسح أحياء بكاملها من الخارطة.
محاولة العدو الأمريكي لإسكات الجبهة اليمنية بائسة، واستهدافه للمدنيين والبنى التحتية في اليمن يعكس فشله الميداني، بعد خسائره الفادحة وانكشاف منظومته العسكرية في البحرين الأحمر والعربي، وتراجع هيمنته البحرية رغم حشد حاملات الطائرات والقطع الحربية التي باتت تفر من الصواريخ والمسيرات اليمنية.
قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أكد في خطابه الأخير أن العدوان الأمريكي فاشل وسيبقى فاشلاً، لأنه موقف بغي واستكبار، ولأن الشعب اليمني يقف على أرضية إيمانية صلبة، ومعنويات عالية، وموقف لا يتزحزح.
سيبقى الشعب اليمني على هذا الدرب، صامدًا في خندق العزة، رافضًا الاستسلام والخضوع، مهما كانت التضحيات، لأن الولاء لأمريكا وإسرائيل خيار لا مكان له في قاموس اليمنيين.
وهكذا، يمضي اليمنيون في دربهم بثقة ويقين، لا يحيدون ولا يتراجعون، لأنهم اختاروا الوقوف في صف المظلوم، وسطروا موقفًا سيظل علامة مضيئة في تاريخ الأمة، عنوانه: لا مساومة في الحق، ولا حياد في معركة الكرامة”.