تزايد الانقسامات الطبقية وتراجع الثقة في السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة.. والتفاوت في الدخل آخذ في الارتفاع
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت التقارير الواردة من إيران، عن تزايد الانقسامات الطبقية وتراجع الثقة في السياسة الخارجية للحكومة الجديدة.
وفي الوقت نفسه، ينتقد خبير اقتصادي بارز الحكومة لابتعادها عن المبادئ الدستورية والتخلي عن صنع السياسات العقلانية.
وأفاد المركز الإحصائي الإيراني، وهو وكالة حكومية، بوجود فجوة متزايدة في الدخل بين الطبقات الاجتماعية في المناطق الحضرية.
وبحسب البيانات التي نقلتها صحيفة اعتماد، فإن التفاوت في الدخل آخذ في الارتفاع منذ بداية العام الإيراني الحالي، الذي بدأ في أواخر مارس الماضي.
وتواجه إيران أزمة اقتصادية عميقة منذ عام 2018 عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وفرضت عقوبات عليها.
وانخفض الدخل الشهري للعمال العاديين والمعلمين والممرضات إلى 200 دولار شهريا، وبحسب التقرير، فإن فجوة الدخل بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع منذ عام 2022.
وعلقت صحيفة جمهوري إسلامي، أحد منتقدي سياسات الحكومة، قائلاً: "من المؤكد أن الحكومة لم تعد بزيادة التفاوت بين الأغنياء والفقراء".
وأضافت الصحيفة المحافظة أن هذا التفاوت المتزايد هو نتيجة الإجراءات التراكمية لمختلف الحكومات الإيرانية مع مرور الوقت، وفي تطور آخر، كتب المعلق الإصلاحي ومنظم استطلاعات الرأي السابق عباس عبدي على موقع اعتماد أونلاين أن الدعم الشعبي للسياسة الخارجية الإيرانية قد انخفض بشكل كبير.
ووفقا له، في حين أظهرت الدراسات الاستقصائية في العقود السابقة ما يصل إلى 60% من الدعم للسياسة الخارجية للبلاد، انخفض هذا الرقم إلى 35% في العقد الحال، وتعهدت حكومة الرئيس مسعود بيزشكيان الجديدة بتحسين علاقات إيران العالمية والسعي للتفاهم مع الغرب.
وعلى الرغم من انخفاض نسبة إقبال الناخبين، فإن الآمال في الإصلاح وانتهاج سياسة خارجية أكثر واقعية ساعدته على هزيمة المتشدد سعيد جليلي في انتخابات يوليو.
وشدد عباس عبدي على أن خطاب المسؤولين والدبلوماسيين لن يغير السياسة الخارجية، معتبراً أن المصالح الوطنية يجب أن توجهها، وشدد على أنه "ليس هناك أصدقاء أو أعداء دائمون، بل هناك مصالح وطنية دائمة فقط".
كما انتقد المعلق سياسة إيران الرسمية لفشلها في نقل قيمها ومواقفها بشكل فعال، واصفا ذلك بأنه عيب كبير.
وأوضح أن تراجع الدعم الشعبي للسياسة الخارجية يرجع إلى عدم وجود تأثير واضح على حياة الناس اليومية ومعيشتهم، على الرغم من التصريحات الدورية الداعمة للحوار والسلام.
بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن صعود الآراء المتطرفة التي تدعو إلى تسوية غير مشروطة مع الغرب ينبع من عدم فعالية السياسة الخارجية على مدى العقد الماضي.
إن تراجع الدعم للسياسة الخارجية الرسمية هو مزيج من عدم كفاءة الحكومة وعدم ثقة الناس في السلوك السياسي الرسمي الذي أدى إلى فرض عقوبات وقرارات ضد طهران.
وانتقد الخبير الاقتصادي الإيراني كمال عذاري، في مقابلة مع المحررة الاقتصادية لصحيفة شرق مريم شكراني، الحكومة لابتعادها عن تعريف الدستور للحكم، وشدد على أن المسؤولين يجب أن يكونوا ممثلين للشعب، ويتجنبون الاستبداد واحتكار السلطة والموارد.
ويجب على الحكومة التركيز على توفير الرعاية الاجتماعية والتعليم والإسكان والرعاية الصحية مع تعزيز النمو الفردي.
ومع ذلك، يرى العذاري أن الحكومة الحالية انحرفت عن هذه المبادئ وتخلت عن الحكم الرشيد في الممارسة العملية، وأضاف أن خطة التنمية السابعة في إيران مصممة لخدمة فصيل سياسي واحد فقط ومنحه السلطة والثروة وملكية الموارد. وأضاف: "بمثل هذا النهج تصبح التنمية بلا معنى".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران السياسة الخارجية للسیاسة الخارجیة السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
مهمة صعبة أمام الحكومة الفرنسية
قد لا يكون حظ رئيس الحكومة الفرنسية الجديد فرانسوا بايرو، أفضل من حظ سلفه ميشال بارنييه الذي سقطت حكومته في حجب الثقة عنها يوم الرابع من ديسمبر/كانون الأول في الجمعية الوطنية بأكثرية 331 صوتاً، والتي تم تشكيلها بعد الانتخابات التشريعية العامة التي جرت في السابع من يوليو/تموز، بعدما تم تجريد معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الأكثرية النيابية المطلقة، ووضع اليسار في المقدمة.
ولأن الرئيس الفرنسي لا يريد تسليم السلطة لا إلى اليسار ولا إلى اليمين المتطرف، فإنه اختار شخصية سياسية من الوسط، فاختار بايرو، كما اختار من قبل بارنييه، لكن الاختيار الجديد قد يواجه نفس مصير الاختيار القديم.
بعد تكليف بايرو تشكيل الحكومة الجديدة في 13 ديسمبر/كانون الأول، انتظر الفرنسيون حتى يوم الاثنين الماضي حين أعلن بايرو حكومته الجديدة من 35 وزيراً من بينهم 18 امرأة، أي أقل عدداً من حكومة بارنييه ( 42 وزيراً)، لكنه احتفظ بعدد من الوزراء السابقين، من بينهم رئيسة الحكومة السابقة إليزابيت بورن، والوزير الاشتراكي السابق فرانسوا ريبسامين، وبرونو روتابو وزير الداخلية السابق، ورئيس الحكومة السابق مانويل فالس والوزير السابق جيرالد دارمانان.
من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة هي أن تكون قادرة على نيل ثقة الجمعية الوطنية عندما تمثل أمامها يوم 14 يناير/كانون الثاني المقبل، وإقرار ميزانية العام المقبل.
رئيس الوزراء الجديد زعيم حزب «موديم» الوسطي المتحالف مع ماكرون يخوض مهمته الصعبة في ظل تدني شعبيته إلى مستويات قياسية بعدما أعرب 66 في المئة من الفرنسيين عن استيائهم منه، حسب استطلاع «إيفوب- لو جورنال جو مانش».
رئيس الوزراء الجديد مطمئن إلى أن تنوع حكومته يحميها من حجب الثقة على الرغم من عدم وجود اليسار فيها، لكن الحزب الاشتراكي بزعامة أوليفييه فور، سارع إلى إعلان رفض حكومة بايرو ملوحاً بالسعي إلى حجب الثقة عنها، بقوله: «إن رئيس الوزراء يضع نفسه بين يدي اليمين المتطرف»، وأضاف: «لا يوجد سبب لمنح أي شيء لهذه الحكومة»، مشيراً إلى أنه لم يتم احترام أي من شروط ميثاق عدم حجب الثقة في تشكيل الحكومة الجديدة، في حين سخرت رئيسة كتلة «فرنسا الأبية» في البرلمان ماتيلدا بانو من «حكومة مملوءة بأشخاص تم رفضهم في صناديق الاقتراع، وأسهموا في انحدار بلدنا»، داعية من جديد إلى حجب الثقة عنها، من جهتها أكدت مارين لوبان في مقطع فيديو نشر يوم الثلاثاء الماضي، أن الفرنسيين «قريباً، قريباً جداً، أو في أسوأ الأحوال خلال بضعة أشهر سيضطرون إلى اختيار مسار جديد»، في حين انتقد رئيس حزبها جوردان بارديلا تشكيلة الحكومة الجديدة بالقول: «لحسن الحظ الحماقة لا تقتل، لأن فرانسوا بايرو جمع ائتلاف الفشل».
أمام حكومة بايرو نحو ثلاثة أسابيع كي تمثل أمام الجمعية الوطنية لنيل الثقة، فهل يكون مصيرها مثل مصير الحكومة السابقة أم تستطيع النفاد بجلدها؟
على كل حال، تواجه فرنسا أزمة سياسية غير مسبوقة قد ترافق الرئيس إيمانويل ماكرون حتى نهاية ولايته في مايو/أيار عام 2027، طالما لا يملك أغلبية برلمانية تمنح الثقة لحكوماته.