ليس الأطفال وحدهم.. الآباء أيضا يعانون من قلق العودة إلى المدرسة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
يمثل موسم العودة إلى المدرسة تحديا كبيرا لمعظم الآباء، إذ يشعرون بعبء كبير بسبب العدد الهائل من المهام التي ينبغي عليهم إنجازها، إضافة إلى الأعباء المالية التي يتطلبها العام الدراسي، ووفق مسح جديد أجراه موقع "لايف 360" فإن هذه الأعباء تدفع 60% من الآباء إلى حد البكاء.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "هاريس بول" عام 2023 أن موسم العودة إلى المدرسة غالبا ما يكون أكثر أوقات العام إرهاقا للآباء، ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 550 أميركيا تقل أعمار أطفالهم عن 18 عاما أن حوالي 9 من كل 10 آباء (87%) قالوا إن موسم العودة إلى المدرسة يسبب لهم التوتر والقلق.
"إذا كان القلق المدرسي أمرا طبيعيا لدى الأطفال، فإن الآباء كذلك يمكن أن يعانوا من القلق نفسه" هذا ما قالته الطبيبة النفسية دكتورة كاثرين نوبيل، وأوضحت لموقع "ويل آند جود" أن التحديات والمخاوف المتعلقة بالقلق المدرسي لمعظم الآباء تنحصر في 3 عوامل رئيسية: الوقت والمال والقلق بشأن رفاهية الأبناء.
الضغوط المرتبطة بالوقتتقول الطبيبة النفسية إن الآباء يشعرون وكأنهم في سباق مع الزمن ويجدون أنفسهم تحت ضغط مستمر لضمان سير الأمور بسلاسة، ما بين توصيل الأطفال إلى المدرسة باكرا والانتظار في طابور لاستلامهم نهاية اليوم الدراسي، ومحاولات التوازن بين المسؤوليات اليومية ومتطلبات أبنائهم الدراسية، إلى جانب مسؤوليات المنزل والعمل.
وأضافت "يحاول الآباء إجراء تغييرات جذرية على جداولهم اليومية للتكيف مع روتين الدراسة الجديد إلا أنها تستهلك الكثير من الوقت" وهذا ما كشف عنه استطلاع جديد للرأي لموقع "لايف 360" شمل ألف شخص تتراوح أعمار صغارهم بين 5 و14 عاما، إذ وجد أن الآباء يقضون ما يصل إلى 17 ساعة أسبوعيا (أي ما يعادل يومي عمل كاملين) في إدارة جداولهم العائلية والتحقق منها، ويستمر الوضع طوال العام الدراسي.
يثير موسم العودة إلى المدرسة مجموعة كاملة من المخاوف لدى الآباء بشأن سلامة أطفالهم، وهذه المخاوف وفق ما نقله موقع "هيلثي بليس" على لسان المستشارة النفسية تانيا بيترسون تتضمن:
قلق الانفصال: من المفترض أن تكون المدرسة مكانا آمنا للأطفال، ولكن الحال ليس كذلك دائما، ولذلك غالبا ما يسيطر على الآباء التفكير السلبي بمجرد إرسال أطفالهم إلى المدرسة ويتخيلون العديد من السيناريوهات السيئة مثل: ماذا لو حدث مكروه لطفلي ولم يتمكن أحد من مساعدته، وماذا لو تعرض للتحرش ولم يخبرني، أو تشاجر مع زميل وتطور الموقف، كذلك فإن أسوأ مخاوف الآباء هو اكتشاف تعرض طفلهم للتنمر.
قلق الأداء الأكاديمي: يقلق الآباء بشأن ما إذا كان أبناؤهم سيحصلون على معلمين جيدين أم لا؟ ويشعرون بالقلق بشأن مستوى أطفالهم الدراسي وقدرتهم على التحصيل والتعامل مع المقررات الدراسية.
مخاوف السلوك: يؤمن كل والد أن طفله يتعرض يوميا للعديد من المواقف الاجتماعية في المدرسة، ويظل قلقا بشأن ردود فعل طفله وكيفية تعامله ومدى قدرته على تكوين صداقات أو تقبل الأطفال الآخرين له.
الضغوط الماليةتشكل قوائم اللوازم والأدوات المدرسية ونفقات العام الدراسي عبئا ماديا على الآباء وبشكل خاص الأسر محدودة الدخل أو التي لديها أكثر من طفل في مراحل دراسية مختلفة، وبحسب دراسة جديدة أجراها موقع "والت هوب" فإن 79% من الآباء يعتقدون أن المدارس تطلب منهم شراء الكثير من الأغراض بما يسبب ضغطا عليهم، ووجد أيضا أن 86% من الآباء يعتقدون أن تكاليف التعليم تخرج عن السيطرة وخاصة مع ارتفاع الأسعار المطرد على مدار 3 سنوات الماضية مما دفع 77% للقول إن تعليم أطفالهم قد يدفعهم إلى الاستدانة والاقتراض مقارنة بنسبة 72% العام الماضي.
كيف يتجنب الآباء قلق العودة إلى المدرسة؟قد يكون القلق بشأن أطفالنا وأدائهم التعليمي وتلبية احتياجاتهم أمرا طبيعيا، غير أنه ربما يتحول إلى اضطراب قلق خطير يصعب التعامل معه، وفيما يلي بعض النصائح العملية لإدارة قلق العودة إلى المدرسة بالنسبة للآباء:
تسوق مستلزمات العودة للمدرسة بشكل تدريجي: يمكنك شراء القوائم واللوازم المدرسية شيئا فشيئا طوال الصيف عندما يتوفر عروض جيدة وخصومات في المتاجر الكبيرة.
تخصيص ميزانية لنفقات المدرسة مبكرا: أفضل طريقة لتجنب صدمة ارتفاع الأسعار هي التخطيط مقدما، فراجع ميزانيتك قبل بدء العام الدراسي وحدد حدودا لنفسك ولأطفالك. وقم بتصميم جدول عائلي كبير لتتبع الأحداث المدرسية، والأنشطة بعد المدرسة، والواجبات المنزلية، والمهام الأخرى، وضرورة تثبيته في مكان واضح في المنزل.
مراعاة نصائح السلامة الشخصية: ذكّر طفلك بنصائح ركوب الحافلة المدرسية، وإذا كان يمشي إلى المدرسة فحدد المسار الأكثر أمانا والذي يحتوي على أقل عدد من المعابر وتدرب على الطريق مع طفلك، وذكره بإشارات الشارع، وتأكد من أنه يعرف ما يجب فعله إذا اقترب منه شخص لا يعرفه.
إنشاء شبكة من الآباء الذين يمكنهم التناوب على نقل الأطفال من وإلى المدرسة: هذه الطريقة لن تقلل ضغوطك المتعلقة بالقيادة فقط بل ستعمل كذلك على تعزيز الشعور بمزيد من الدعم والاطلاع بشكل دائم على المستجدات من خلال التواصل مع آباء يتعاملون مع نفس ضغوطك.
التحدث إلى معلم الفصل قبل بدء العام الدراسي: إذا كانت مخاوفك تتركز حول قضايا الفصل الدراسي مثل قلق الانفصال، أو مخاوف السلوك، فيمكنك التحدث إلى المعلم قبل بدء العام الدراسي.
ممارسة التأمل الذهني لبضع دقائق يوميا: يمكن البدء بخطوات صغيرة مثل الاستمتاع برائحة قهوتك الصباحية لتعزيز اليقظة الذهنية وتقليل التوتر وتحسين التفاعل مع طفلك، ويمكنك أيضا ممارسة الأنشطة أو ممارسة التنفس العميق أو الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب لتقليل مخاوفك بشأن العودة إلى المدرسة.
اطلب المساعدة من اختصاصي الصحة النفسية: وذلك إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع مخاوفك أو تحول قلقك إلى انفعال مستمر وتقلبات مزاجية متكررة يصاحبها أعراض جسدية مثل الصداع وتوتر العضلات وآلام المعدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العام الدراسی من الآباء
إقرأ أيضاً:
«9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
كشفت الأمم المتّحدة أنّه “يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكّان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011”.
وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى “أن ما بين 40-50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا لا يذهبون إلى المدرسة، وأنه دُمر أو تضرر بشكل شديد نحو ثلث الوحدات السكنية خلال سنوات النزاع، مما ترك 5.7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى دعم في مجال الإيواء”.
وتطرق التقرير الأممي إلى “التحديات البشرية واللوجستية التي تواجه الاقتصاد السوري حيث توفي أكثر من 600 ألف سوري في الحرب، بالتوازي مع الأضرار المادية، والانهيار الكامل لليرة السورية، ونفاد الاحتياطيات الأجنبية، وارتفاع نسب البطالة ورزوخ مايقدر بـ90% من السوريين تحت خط الفقر كما تشكل الأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة تحديا حقيقيا حيث انخفض إنتاج الطاقة بنسبة 80% وتعرضت أكثر من 70% من محطات الطاقة وخطوط النقل للتدمير، مما قلل قدرة الشبكة الوطنية بنسبة تزيد عن ثلاثة أرباع”.
وأضافت في تقرير لها: “تراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقلّ ممّا كان عليه في 1990 (أول مرة تمّ قياسه فيها)، ممّا يعني أنّ الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية”.
وقالت: “الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو”.
وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنّه “بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلّب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها”.
وشدّد المسؤول الأممي على أهمية “استعادة الإنتاجية من أجل خلق وظائف والحدّ من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة”.
ووفق الأمم المتحدة، “بحسب معدّل النمو الحالي (حوالي 1.3 بالمئة سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإنّ “الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلّي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب”.