الجزيرة:
2025-03-29@04:57:11 GMT

لحياة اجتماعية صحية.. ماذا تعرف عن قاعدة 5-3-1؟

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

لحياة اجتماعية صحية.. ماذا تعرف عن قاعدة 5-3-1؟

في سبيل تعزيز نمط حياة صحي نتناول نظاما غذائيا متوازنا، ومن المحتمل أنك تولي اهتماما بصحتك البدنية وتتبع توصيات المشي 10 آلاف خطوة، كذلك بات العديد من الناس على دراية بمشكلات الصحة العقلية وإدارة مستويات التوتر بإستراتيجيات معينة مثل تمارين التنفس العميق والتأمل الذاتي.

ومع ذلك، لا تزال معادلة الصحة العامة غير مكتملة، وينقصها جزء مهم يتغافل عنه الكثيرون، وهو اللياقة الاجتماعية، إذ إنه نادرا ما نتلقى نصائح حول كيفية الحفاظ على حياة اجتماعية صحية.

كيف نحافظ على صحتنا الاجتماعية؟

طوّرت عالمة الاجتماع وخبيرة الصحة الاجتماعية التي تخرجت في جامعة هارفارد، كاسلي كيلام، نوعا من برامج التدريب الاجتماعي الذي يمكن الاعتماد عليه لتعزيز حياة اجتماعية صحية وضمان الحصول على ما يكفي من التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، ووضّحت هذا المبدأ التوجيهي الذي سمته "5-3-1" بالتفصيل في كتابها الذي صدر مؤخرا "فن وعلم الاتصال".

الانطوائيون قد يجدون أن التفاعلات الأقل أكثر إشباعا (بيكسلز)

وقالت كيلام لموقع "إنسايدر"، إنها تهدف إلى أن تكون قاعدة (5-3-1) نقطة مرجعية ونهجا عمليا ومرنا لتحسين الصحة الاجتماعية ومكافحة مشاعر العزلة والوحدة التي يعاني منها ربع سكان العالم تقريبا ولتكن على غرار التوصية بشرب 8 أكواب من الماء أو النوم 8 ساعات.

طريقة تطبيق قاعدة "5-3-1"

التواصل مع 5 أشخاص مختلفين كل أسبوع

توضح كيلام في كتابها "فن وعلم الاتصال" أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا من الأصدقاء وأفراد الأسرة وزملاء العمل والجيران، كذلك يمكن أن تكون العلاقات العابرة في حياتك جزء من هذا التواصل مثل إجراء محادثات بسيطة مع موظف متجر الحيوانات الأليفة الذي يتذكر قطتك، أو عامل المقهى أو الأشخاص الذين تراهم باستمرار في صالة الألعاب الرياضية أو التعرف على أشخاص جدد من خلال حضور مناسبات مجتمعية والبحث عن مجموعات تجتمع حول نشاط أو هواية تحظى باهتمامك.

ووجدت دراسة نشرتها دورية علم النفس الاجتماعي عام 2014 أن الأشخاص الذين لديهم المزيد من التفاعلات البسيطة والعلاقات العابرة هم أكثر سعادة ممن لديهم تفاعلات أقل، وأن الأشخاص يشعرون بسعادة أكثر في الأيام التي يزداد فيها متوسط تفاعلاتهم العابرة.

وربطت دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال عام 2022 بين تنوع العلاقات الاجتماعية وزيادة مستوى الرفاهية، وكذلك توفير مجموعة متنوعة من وجهات النظر وإثراء تجاربنا الاجتماعية.

3 علاقات وثيقة على الأقل

تسلط عالمة الاجتماع الضوء على أهمية التركيز على 3 علاقات عميقة تلجأ إليها للتعبير عن انتصاراتك وهمومك ومخاوفك وطلب الدعم وقت الحاجة، أصدقاء تكون معهم على طبيعتك وتستطيع الاعتماد عليهم بدون أدنى شك، وعليك أن تخطط للقيام بأشياء ماتعة معا أو مجرد لقاء لتناول القهوة، ولا ينبغي أن يكون الأمر مكلفا إذ إن التواصل وجها لوجه بانتظام هو ما يهم أكثر.

احرص على تخصيص ساعة واحدة من التفاعل الاجتماعي الهادف خلال اليوم (بيكسلز)

ولتحديد هوية أقوى الروابط في حياتك، تقترح كيلام، وتقول: "فكر فيمن تكتب إليه فورا عندما يكون لديك أخبار جيدة أو سيئة ويتصدر قائمة رسائلك على الهاتف، ومن الذي تفتقده في كثير من الأحيان، ومن تحدده كجهة اتصال في حالات الطوارئ".

ساعة يومية من التفاعل الجيد

احرص على تخصيص ساعة واحدة من التفاعل الاجتماعي الهادف خلال اليوم، ووفق كيلام، لا يعني ذلك مقابلة شخص ما لمدة ساعة، وإنما توزيع هذه المدة وتقسيمها على مدار اليوم من خلال التحدث مع زميل العمل لمدة 10 دقائق أو تناول القهوة معه وقت الاستراحة أو الاتصال بصديق في طريق العودة إلى المنزل أو إجراء مكالمة فيديو مع الوالدين في المساء أو نزهة مع أحد أفراد الأسرة وغيرها.

قاعدة مرنة وغير ملزمة

في حديثها مع شبكة "سي إن بي سي" أوضحت كيلام أن نهج "5-3-1" لا يعد معيارا صارما، بل هو إرشادات لمساعدتك على التفكير في صحتك الاجتماعية، وقد تحتاج إلى تعديل القاعدة لتناسب احتياجاتك وأسلوبك، فمثلا إذا كنت شخصا اجتماعيا، قد تتطلع إلى المزيد من التفاعلات الاجتماعية، بينما قد يجد الانطوائيون أن التفاعلات الأقل أكثر إشباعا.

الدراسات العلمية تدعم هذه التوصيات

لم تكن إرشادات اللياقة الاجتماعية التي توصلت إليها كاسلي كيلام مجرد نقطة بداية، فقد سبقتها أبحاثها التي ركزت على دراسة عادات الأشخاص الأصحاء اجتماعيا وعدد المرات التي يتواصلون فيها مع الآخرين ومدى عمق علاقاتهم، وهي مستقاة من أبحاث علمية حول كمية التفاعل الاجتماعي الذي يحتاجه الفرد لتحقيق الرفاهية وتعزيز الصحة العقلية والعاطفية والجسدية.

وعلى مر السنين، نجح علماء الاجتماع في إيجاد رابط بين العلاقات الاجتماعية والنتائج الصحية، إذ تشير الدراسات إلى أن العلاقات الاجتماعية تزيد من احتمال البقاء على قيد الحياة بنسبة 50%، وأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف التفاعلات الاجتماعية هم أكثر عرضة للوفاة في سن أبكر من أولئك الذين يحرصون على التواصل الاجتماعي، وربط الباحثون بين ضعف الصحة الاجتماعية وبعض المشكلات الصحية مثل النوبات القلبية وضغط الدم المرتفع وزيادة مستويات التوتر وضعف الجهاز المناعي والقلق والاكتئاب.

وفي واحدة من أطول الدراسات التي تناولت موضوع "السعادة"، توصلت جامعة هارفارد إلى وجود علاقة ارتباطية قوية بين السعادة والتواصل الاجتماعي، وفي الدراسة تتبع الباحثون حياة 724 رجلا منذ أن كانوا في سن المراهقة عام 1938 (ما زال يعيش منهم عدد قليل)، وكانت النتيجة الأكثر ثباتا واتساقا على مدار 85 عاما هي أن العلاقات الإيجابية تجعل الناس أكثر سعادة وتساعدهم على العيش لفترة أطول مقارنة بعوامل أخرى مثل الشهرة والمال والجينات الوراثية.

نصائح عملية لتطبيق قاعدة 5-3-1

ينقل موقع "فاير لاند" بعض النصائح التي تساعدك على التفاعل الاجتماعي الهادف ومنها:

ينبغي تحسين مهاراتك في الاتصال من خلال ممارسة الاستماع النشط والحفاظ على التواصل الفعال والاتصال البصري الجيد مع الآخرين وإظهار الاهتمام عند تبادل الحديث من خلال الإشارات اللفظية وغير اللفظية وتقديم الملاحظات عندما يكون ذلك مناسبا. قد يستغرق تلبية إرشادات اللياقة الاجتماعية بعض الوقت، ويمكنك جعل الأمر سهلا من خلال إعداد قائمة بالعادات التي ترغب في دمجها في حياتك اليومية وممارستها مثل جدولة لقاءات أو مكالمات منتظمة مع الأصدقاء والعائلة والانضمام إلى مجموعات والمشاركة في الأحداث المحلية لتوسيع دائرتك الاجتماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التفاعل الاجتماعی من التفاعل من خلال

إقرأ أيضاً:

الصحة: مكافحة السمنة أولوية صحية استراتيجية يديرها فريق وطني

أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن مكافحة السمنة أولوية صحية استراتيجية يديرها فريق وطني، بناء على التوجيهات الحكومية برفع مستوى الصحة العامة وتعزيز الوقاية والوعي لدى أفراد المجتمع بمضاعفاتها. وفي هذا الاطار نظمت الوزارة خلال عامي 2024 و2025 عدداً من المبادرات والأنشطة الداعمة للبرنامج الوطني لمكافحة السمنة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لإدارة السمنة لدى الأطفال.

وأبرمت الوزارة اتفاقية مع شركة متخصّصة بشأن إطلاق الدليل العلمي الوطني لعلاج السمنة وإدارة الوزن، وعقدت ورشاً تدريبية لتطوير مهارات الكوادر ووضع بروتوكولات موحدة لجمع البيانات المتعلقة بالرصد المبكر لمؤشرات السمنة. وتتولى الجهات الصحية إدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية لتعزيز جودة الحياة الصحية على مستوى الدولة، وذلك من خلال تعزيز تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني في الطفولة المبكرة والعناية بغذاء أطفال المدارس والرعاية للمرأة ما قبل الحمل وخلاله. وعقدت الوزارة ورشتي تدريب بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، وهما ورشة «المدارس المعززة للصحة» وورشة «أساسيات التواصل الصحي الفعال لإدارة السمنة لدى الأطفال»، وذلك ضمن المشروع التحولي «الصحة المدرسية الشاملة». كما وقعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اتفاقية مع شركة «نوفو نورديسك فارما الخليج» والتي تشمل إطلاق الدليل العلمي الوطني لعلاج السمنة وإدارة الوزن وذلك في إطار تطبيق مبادرات الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية. ونظمت الوزارة حزمة ورش تدريب لتطوير كفاءات الكوادر الصحية المدرسية وتحسين مهاراتهم المعرفية، بهدف ضمان دقة وموثوقية البيانات الصحية للطلاب، ووضع بروتوكولات موحدة لجمع البيانات المتعلقة بالرصد المبكر لمؤشرات السمنة لدى الفئات العمرية المستهدفة على المستوى الوطني وتحليلها. وأشار سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في الوزارة، إلى أن تعزيز الوعي للوقاية من السمنة لدى الأطفال والبالغين أحد أهم استراتيجيات القطاع الصحي، وقال: «نعمل على بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي في ظل بيئة داعمة للصحة، وذلك من خلال تكاتف الجهود بين الأفراد وواضعي السياسات والتشريعات والمؤسسات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام، ومصنعي الأغذية». وأضاف أن الوزارة طوّرت الدليل الوطني للأغذية والمشروبات المقدمة في البيئة المدرسية بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الصحي والتعليمي وتطبيق تدخلات توعوية ووقائية في البيئة المدرسية، والتي من شأنها تعزيز الثقافة الصحية لدى الطلبة واليافعين، مثل مبادرة المدارس المعززة للصحة ومبادرة مسار والحملات الإعلامية الصحية وتفعيل المبادرات المجتمعية التي تطلقها الوزارة بشكل مستمر. وأوضح الدكتور الرند أن المسح الوطني للصحة والتغذية سيغطي معدل السمنة لدى البالغين والأطفال وستمثل نتائجه موجهاً رئيسياً للخطط والبرامج الصحية في المستقبل.

أخبار ذات صلة الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية 98.6 مليون درهم لدعم مشاريع مجتمعية محدّدة في أبوظبي المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • دستور عدالة المحاكم.. ماذا تعرف عن الضبط والإحضار؟
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • تجنب المشروبات الغازية.. نصائح وإرشادات لممارسة صحية اثناء الأعياد
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة القصف إلاسرائيلي إلى أكثر من 50 ألفا و208
  • "مستشفيات المانع" تُطلق أكثر من 40 حملة تثقيفيةً صحيةً خلال شهر رمضان المبارك لتوعية المرضى والزوار
  • الصحة: مكافحة السمنة أولوية صحية استراتيجية يديرها فريق وطني
  • تعرف على قائمة المنتخبات التي ضمنت تأهلها مبكرا إلى كأس العالم 2026
  • ضمن مبادرة "بداية".. تقديم 1290 خدمة صحية خلال قافلة طبية بالمنيا
  • الاتحاد للطيران تدعم مشاريع ومبادرات اجتماعية في سريلانكا
  • مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتور زهير قراط خلال المؤتمر: في ‏لحظة فارقة وخاصة فيما يتعلق بواحدة من أهم وأصعب التحديات التي ‏نواجهها وهي نقص أدوية السرطان وتأثيره الكارثي على حياة آلاف ‏المرضى وعائلاتهم في مختلف أنحاء البلاد؛ لقد أصبح هذ