بينما كانت الأرض ترتعش وترقب، ظل العالم الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، يتحدث بثقة عن توقعاته بشأن سلسلة زلازل جديدة تصيب المنطقة، بدءًا من مارس الماضي. 

والآن، مصر تظهر على خريطة الزلازل مع توقعات تحققت ومخاوف تحولت إلى واقع.

 هزات الأرض تتحقق

وتأكدت التنبؤات التي أطلقها هوغربيتس عن تعرض المنطقة لزلازل جديدة بقوة هائلة.

 

وتعرضت مصر يوم الخميس لهزة أرضية قوية، تذكرنا جميعًا بقوة الطبيعة وعجائبها. 

والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية سجل هذه الهزة على بعد 480 كيلومترًا شمال مدينة دمياط.

 

قوة الهزة وتأثيرها

قوة الهزة الأرضية التي ضربت مصر بلغت 4.76 درجة على مقياس ريختر، لترسم صورة مفزعة عن قوة الظواهر الطبيعية التي تتلاعب بكوكبنا. وبالرغم من هذه القوة، فإن التقارير أكدت عدم حدوث خسائر بالأرواح أو المنشآت، مما يبعث على الارتياح في وجه هذا الواقع المخيف.

 

تجارب الماضي وتحذيرات الحاضر

هل تذكرون يوليو الماضي؟ كانت هناك هزة أرضية قوية بقوة 5.6 على مقياس ريختر أثرت على مصر دون وقوع خسائر.

ووقعت الهزة على بعد 730 كيلومترا شمال رفح في شمال سيناء، وكانت على عمق 17.5 كم، وعلى دائرة عرض 37.67 درجة شمالاً، وخط طول 36.04 درجة شرقاً.

لكن تلك التجارب لم تكن سوى مقدمة لسلسلة من الزلازل التي تلاها.و لقد أثارت تغريدات هوغربيتس حول سلسلة زلازل محتملة اعتبارًا من مارس القلق والخوف، وتحققت تلك التوقعات.

وفي أبريل تعرضت البلاد لزلزال قوي بقوة 5.3 على مقياس ريختر، وكان مركزه على بعد 600 كيلومتر من مدينة السلوم بمحافظة مرسى مطروح شمال القاهرة، وشعر به سكان غالبية المحافظات.

وقبلها وفي 23 مارس تعرضت محافظة أسوان جنوب مصر لزلزال بلغت قوته 4 على مقياس ريختر.

وفي فبراير الماضي تعرضت مصر لـ3 هزات أرضية متتالية، شعر بها سكان بعض المحافظات في القاهرة والقليوبية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية. وذكر معهد البحوث الفلكية أنه تم رصد 3 هزات أرضية بدرجات متفاوتة من القوة، كان آخرها بقوة 4.9 و4.5 درجة على مقياس ريختر شمال السويس، وسبقتها هزة أخرى بدرجة ضعيفة.


 

الاستعداد والتحذير

بينما نستعد لمواجهة الحقائق المرعبة، يجب أن نضع في اعتبارنا أهمية الاستعداد. يجب أن نكون مستعدين لمواجهة الزلازل والتعامل مع آثارها بحكمة وقوة. علينا أن نتعلم من التاريخ ونستفيد من توقعات العلماء.

 

بينما تستمر الزلازل في تصوير قوتها ووجهها المدمر، يبقى علينا أن نتعلم كيف نعيش جنبًا إلى جنب مع هذه القوى الطبيعية. توقعات هوغربيتس أصبحت حقيقة، ويجب أن نأخذها بجدية ونستعد للتحديات المستقبلية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زلازل العالم الهولندي الأرض مصر ريختر التاريخ القاهرة على مقیاس ریختر

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان
  • الجسر الهولندي.. شريان معطل ومعاناة مستمرة جنوبي العراق
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل «آتشيه» بإندونيسيا
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل "آتشيه" بإندونيسيا
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل آتشيه بإندونيسيا
  • استطلاع: غالبية عظمى في إسرائيل تعتقد أن أهداف الحرب لم تتحقق
  • هزة أرضية بقوة 4.1 تضرب محافظة كركوك شمالي العراق
  • هزة أرضية بقوة (4,1) درجة جنوب غرب محافظة كركوك
  • مدينة عربية تسجل زلزالا بقوة 4.2 ريختر