انفجارات لبنان تثير التساؤلات حول ضعف إيران.. وخبراء: يمكن استخدام الأسلحة الإلكترونية ضد أي شخص
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت الانفجارات القاتلة التي شملت آلاف الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها أعضاء حزب الله، إلى جانب إصابة السفير الإيراني في بيروت إصابة خطيرة، مخاوف أمنية متزايدة في إيران.
وترد السلطات الإيرانية تدريجياً على هجومين منفصلين يومي الثلاثاء والأربعاء، يُزعم أن إسرائيل نفذتهما.
وقد أدانوا الأحداث ووصفوها بأنها أعمال إرهابية، وتعهدوا بالانتقام من خلال "جبهة المقاومة"، ودعوا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لمنع وقوع هجمات مماثلة ضد أهداف الحكومة الإسلامية في إيران.
وأرسل الرئيس مسعود بيزشكيان رسالة تعزية إلى الشعب اللبناني يوم الخميس على إكس بسبب “الإرهاب الجماعي الغادر”.
وقال رضا تقي بور، وزير الاتصالات السابق، لصحيفة جوان المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، الخميس، إن الحد الأدنى من الدروس التي يمكن لإيران أن تستخلصها من هجمات اليومين الماضيين في لبنان هو استخدام التقنيات المحلية أو إجراء اختبارات مادية وبرمجياتية وكهرومغناطيسية قياسية لضمان الأمن السيبراني.
وحذر محمد مراندي، مستشار فريق المفاوضات النووية الإيراني في فيينا خلال رئاسة إبراهيم رئيسي، في عدة تغريدات منذ يوم الثلاثاء الإيرانيين من شراء أجهزة إلكترونية أو بطاريات أو غيرها من المنتجات عالية التقنية الغربية أو التايوانية أو الكورية أو اليابانية.
وزعم في أحد منشوراته: “كما نرى في لبنان، يمكن استخدامها كسلاح ضدك وضد أحبائك، الغرب متواطئ، الشركات الغربية غير جديرة بالثقة، وسلاسل التوريد الخاصة بها مشبوهة،”
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية في اليومين الماضيين بأن بعض قنوات تيليجرام التي تنقل أخباراً عسكرية وأمنية يُزعم أنها تابعة للحرس الثوري، بما في ذلك قناة تدعى سباه-إي 27 محمد رسول الله، زعمت أنه وفقاً لمسؤول في حزب الله، تشاورت المجموعة اللبنانية مع السلطات الإيرانية عندما قررت حظر استخدام الهواتف المحمولة.
وزعمت القناة المذكورة أن شركة إيرانسيل، إحدى شركات الهاتف المحمول الكبرى في إيران، وقمبيز مهدي زاده، صهر الرئيس السابق حسن روحاني، وكذلك نائب رئيس بيزشكيان، محمد رضا عارف، شاركوا مؤخرًا في شراء أجهزة الاستدعاء لحزب الله، لكن هذا الادعاء يتناقض مع الجدول الزمني لشراء أجهزة النداء التي يقال إنه تم الحصول عليها قبل عدة أشهر، بينما لم يظهر عارف على الساحة السياسية إلا في يوليو.
ولم يؤكد الحرس الثوري الإيراني أو ينفي حتى الآن انتماء قناة تيليجرام المذكورة أو يعلق على مزاعمها، لكن إيرانسيل نفت بشدة التقارير التي تفيد بتورطها في شراء أجهزة استدعاء لحزب الله في بيان صدر يوم الأربعاء.
بعد خطاب ألقاه زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الخميس، والذي اخترقت خلاله الطائرات المقاتلة الإسرائيلية مراراً وتكراراً حاجز الصوت فوق بيروت وقصفت جنوب لبنان، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية رسالة من قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي إلى نصر الله.
ووصف سلامي انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان بأنه “جريمة إرهابية” ودليل على “اليأس” وتوعد بـ”رد ساحق من جبهة المقاومة” و”إبادة إسرائيل الكاملة” قريباً.
ولم تشر هذه الرسائل إلى الإصابات الخطيرة التي أصيب بها السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني في عينه عندما انفجر جهاز النداء الخاص به في الجولة الأولى من الهجمات يوم الثلاثاء.
وكان الهلال الأحمر الإيراني قد نقل أماني الأربعاء إلى طهران مع مجموعة من اللبنانيين المصابين في الهجمات، وزارها وزير الخارجية عباس عراقجي الخميس.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وضع الدكتور محمد محسن أبو النور بين أيدينا وثيقة فكرية مهمة تؤرخ لحقب متتابعة للحالة التي بدت عليها العلاقات المصرية الإيرانية منذ شاه إيران محمد رضا بهلوي حتى الآن، ووضع لها عنوانًا جذابًا باسم "الاتحادية والباستور" ثم عنوانًا شارحًا يقول "العلاقات المصرية – الإيرانية من عبد الناصر إلى بزشكيان". وعلى الرغم من أن بزشكيان وهو الرئيس الإيراني الحالي لم تمر على توليه المسؤولية فترة طويلة، إلا أنه بات ثاني رئيس يزور مصر بعد أحمدي نجاد، إذ حضر إلى القاهرة وشارك في قمة الدول الثماني النامية وكان في الصف الأول بجوار الرئيس السيسي في الصورة التذكارية للقمة، وهو أمر له دلالته، وله ما بعده.
لقد عرفت إيران من الدكتور أبو النور، الذي هاتفته في مساء الثامن من مايو من عام 2018 اتساءل عما يفعله الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب، وهو التوقيت الذي انسحب فيه ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم "الاتفاق النووي". كنت وقتها محررًا سياسيًا لا أعلم الكثير عن الصراع المرتقب بين واشنطن وطهران، وتساءلت عن قصة "نووي إيران" وشيعيتها وعلاقاتنا معها، ففوجئت به يدرجني ضمن مشروعه الخاص "الغرفة الإيرانية" وذراعها الإعلامي والسياسي والبحثي "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية" ومن وقتها بدأت أتحسس خطواتي تجاه ذلك الملف المعقد، حتى حصلت على درجة الماجستير في ذلك الملف وبدأت أتحسس خطواتي تجاه الدكتوراه، وأدركت مدى حساسية ما نبحث فيه وعنه.
وفي كل الأحوال فإن كتاب "الاتحادية والباستور" لا يعد مجرد تأريخ لما كانت عليه حالة العلاقات المصرية الإيرانية في السابق، سواء منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي مرورًا بفترة الخميني وما تلاه من رئاسات لإيران، بل إن الكتاب يبدو من محتواه أنه يضع أجندة لما يجب أن يكون عليه شكل العلاقات بين البلدين، مستندًا إلى تاريخ البلدين العريق وجغرافيتها الممتدة، وجيوشهما المنظمة التي تضرب بأصالتها وقدمها في عمق التاريخ.
يحفل الكتاب بالكثير من الأحاديث التي أجراها أبو النور مع المسؤولين المهمين على مستوى الملف الإيراني، ومع زوجة شاه إيران الإمبراطورة فرح ديبا، التي كنت شاهدًا على أحد لقاءاتها معه، فضلًا عن أحاديث وتحليلات عميقة وتفنيدًا كثيرًا لما ذكره الصحفي المصري الأسطورة الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتاباته عن إيران، وهو ما يؤكد على ضرورة أن يحوذ كل باحث في الشؤون الإيرانية لهذا الكتاب الذي تقع بين دفتيه إجابات مستفيضة لكثير من علامات الاستفهام التي تشغل الكثيرين من المتخصصين أو غير المتخصصين، خاصة بعدما شاهد العالم كله صواريخ إيران وهي تعبر الشرق الأوسط كله إلى عمق تل أبيب في صراع متشابك بين قوى إقليمية عقدت المشهد السياسي منذ ما بعد السابع من أكتوبر من عام 2023.
لكن أبرز ما في الكتاب أنه يجيب ضمنيًا عن سؤال طالما شغل بال الكثيرين: "ماذا يعكر صفو العلاقات بين القاهرة وطهران على مر الزمن؟ ويضعنا أمام تفاصيل لأعقد الملفات السياسية والعقائدية على الإطلاق، ويجيب عليها بكل سلاسة ووضوح كأننا نعيش مع شخصيات الحدث.