اغتيال عبداللطيف السيد.. عملية إرهابية أمريكية بامتياز..
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
وبحسب تقرير إحصائي صادر عن مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي بصنعاء تنوعت الجرائم والانتهاكات التي شهدتها محافظتي عدن وأبين فقط خلال شهر يوليو المنصرم ، بين جرائم قتل واختطاف وتقطع وتعذيب حتى الموت، وعمليات نهب، وكذلك عمليات اغتيال، واشتباكات مسلحة في المدن والأحياء السكنية بشكل شبه يومي.
حيث سقط في محافظة عدن نحو 23 قتيلاً وجريحاً ضمن 51 انتهاكا ، أبرزها 10 اشتباكات مسلحة بين فصائل عسكرية تابعة للعدوان، وعمليتي دهس ارتكبها عسكريون، إضافة إلى جريمة اختطاف وقتل، و3 جرائم اختطاف وإخفاء قسري، وجريمة اغتصاب، وجرائم أخرى تنوعت بين عمليات مداهمة وإطلاق نار على منزلين ومحل تجاري، وعملية إحراق لسوق قات.
فيما سقط في محافظة أبين خلال نفس الفترة 34 قتيلا وجريحا ضمن 32 انتهاكا ، منها 12 اشتباك وهجوم مسلح، وتفجير 5 عبوات ناسفة في مناطق مختلفة، وتعذيب مواطنين اثنين حتى الموت، أحدهما مصاب بمرض نفسي، والآخر ينتمي إلى محافظة إب وتم اختطافه أثناء سفره في طريق أبين وإخفاءه ثم تعذيبه حتى الموت، إضافة إلى 4 جرائم قتل، بينها قتل طفلة، وجريمة اختطاف وإخفاء قسري، و3 جرائم اعتقال تسعفي، وجرائم سطو ونهب.
يشار إلى أن ارتفاع معدل الفوضى والانتهاكات وارتكاب الجرائم التي بدأت مؤخرا تتسم بالطابع الإرهابي قد تزامن مع تحركات أمريكية مكثفة سواء على المستوى الدبلوماسي عبر زيارات وجولات السفير الأمريكي المستمرة لهذه المحافظات ولقاءاته مع المسؤولين المحليين، أو على المستوى العسكري، الذي كان آخر مستجداته تعزيز الأسطول الأمريكي الخامس بعدد 3000 جندي من جنود القوات الأمريكية، وإنشاء غرفة عمليات أمريكية بريطانية مشتركة (سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية) في قصر معاشيق بمدينة عدن وتزويدها بشبكة اتصالات حديثة وتقنيات تجسسية وأجهزة رصد وتنصت وكاميرات تصوير شملت شوارع وأحياء المدينة ومينائها البحري ومطارها الدولي وجميع المعسكرات والأجهزة الأمنية ونقاط مداخل ومخارج المدينة.
وبالنظر إلى محتوى الإحصائية الصادمة لضحايا الفوضى الأمنية وجرائم القتل والتفجير والانتهاكات المسلحة وتزامنها مع التحركات الأمريكية البريطانية المكثفة في تلك المحافظات تبرز الكثير من المؤشرات التي تؤكد حقيقة الارتباط الأمريكي المباشر بتلك الجرائم التي كان آخرها اغتيال القيادي فيما يسمى بالمجلس الانتقالي عبداللطيف السيد.
وبغض النظر عما إذا كان تنظيم القاعدة الذي يعتبر في الأساس صناعة أمريكية صهيونية بامتياز وبتمويل (سعودي- أمريكي) مكشوف هو من نفذ عملية اغتيال السيد أو كان من قام بتنفيذ العملية طرف آخر..
تبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة أن اغتيال السيد عملية أمريكية بامتياز تأتي في إطار تهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ مخطط استعماري احتلالي أمريكي بريطاني يهدف إلى بناء قاعدة عسكرية استعمارية استراتيجية بحرية في ميناء عدن الذي كان وما يزال مطمعاً للقوى الاستعمارية منذ عام 1839م وحتى اليوم .. إضافة إلى بدء بلورة سيناريو واشنطن ولندن الهادف أيضاً إلى بناء قاعدة عسكرية جوية في مطار عدن الدولي تربط بين القواعد الجوية العدوانية المتواجدة في قاعدة العند والمخاء وجزر ميون وعبد الكوري وسقطرى والريان والغيظة، وبما يؤدي إلى فرض السيطرة الجوية على جنوب البحر الأحمر (مضيق باب المندب وبحر العرب وبحر عمان ومضيق هرمز وصولاً إلى بوابة المحيط الهندي) وبما يمكنها من فرض الهيمنة(الأمريكية - الغربية - الاستعمارية) على ممرات الملاحة الدولية ووضع كل صادرات وواردات التجارة العالمية تحت إدارتها لاسيما (صادرات النفط والغاز وصفقات الأسلحة ) ، وبما يؤدي إلى تحجيم قدرات الصين وروسيا وإيران البحرية اقتصادياً وعسكرياً على المدى المنظور.
- نقلا عن صحيفة اليمن
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى «عبداللطيف»: لا تعليم في جسد مريض
رسالة جماعية يمكن أن تكون (شكوى) أحملها إلى وزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف، عبدُ اللهِ -وكلنا (عِباد)- الذي من أسمائه (اللطيف، الرحيم) من أولياء أمور وأنا واحد من بينهم، فحواها (رجاء) بضرورة إعادة النظر في قرار إجبار التلاميذ في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، على الحضور اليومي في المدرسة، حتى انتهاء الامتحان الذي قررته الوزارة في أول يناير، في ظل البرد القارس الذي يؤذي الكبير قبل الصغير.
رسالتنا للوزير الذي يعبد الله (اللطيف)، جاءت من قلوبٍ مثقلة بالخوف، وأعيُنٍ تراقب أطفالنا وهم يغادرون نحو مدارسهم وسط لفحات البرد القارس، في خضم أنباءٍ لا تنتهي عن انتشار النزلات المعوية وأمراض الشتاء التي تتربص بهم في كل زاوية.
ونسأل الوزير: هل فكرت، ولو للحظة، في معاناة ذلك الصغير الذي يرتجف تحت معطفه الثقيل، أو في القلق الذي يثقل قلوبنا ونحن نعلم أنهم يجلسون في فصولٍ قد تكون باردة، مزدحمة، تنتظر فيها العدوى فرصتها للانتقال بلا رحمة؟
نعلم، أن التعليم ضرورة، وأن بناء العقول لا يتوقف، ولكن ألا تستحق صحة أبنائنا التفاتة؟ أليس من حقنا أن نرى خططًا استباقية تُوازن بين حقهم في التعليم وحاجتهم إلى الأمان الصحي؟
إن نزلات البرد ليست مجرد أمر عابر، فهي تُضعف الأجساد الصغيرة، وتمهد الطريق لأمراضٍ أشد قسوة، والعدوى التي تبدأ من مقاعد الدراسة قد تمتد إلى البيوت، حيث تنتقل إلى إخوتهم الصغار وكبار السن من حولهم، فهل يُعقل أن نضحي بسلامتهم في سبيل جدولٍ صارمٍ للحضور؟
رسالتنا ليست اعتراضًا على أهمية التعليم، بل على غياب المرونة التي تأخذ في الاعتبار الظروف الاستثنائية، لماذا لا يُتاح استخدام التعليم عن بُعد في أيام البرد الشديد؟ لماذا لا تُخفض ساعات الحضور، أو تُفعل خطط تضمن تقليل الاختلاط؟
إن مسؤوليتك، أيها الوزير ليست فقط في تعليم أبنائنا، بل في حمايتهم ورعايتهم، فالتعليم لا يزدهر في أجسادٍ مريضة ولا في عقولٍ ينهكها الخوف من المرض.
رجاء أعد -أيها الوزير- النظر، ليس فقط بعقولك، بل بقلبك، كما لو كنت تُقرر لأبنك أنت، فسلامة أبنائنا هي واجبنا جميعًا، وعليك تقع المسؤولية الأولى في هذا الفصل القاسي من العام.
لا أستطيع وغيري، منع أنفسنا من القلق، فالبرد لا يرحم، والشتاء يزداد قسوة يومًا بعد يوم، نفكر في الأطفال وهم يجلسون إلى جوار بعضهم البعض في الفصول، ربما بجانب نافذة مفتوحة لتهوية المكان، محاطًين ببعضهم البعض، وجوههم في وجوه بعضهم البعض، فيهم من يصاب بنزلة معوية أو إنفلونزا ويعطس في وجه الآخر، لتنتشر بينهم كالنار في الهشيم، بلا هوادة، وهذا ما نراه يوميا، وابني واحد منهم حيث أصيب بنزلة برد بسبب زميل له عطس في وجهه -(بغير قصد) بالطبع-.
كلما غادر أولادنا إلى المدرسة، ندعو الله أن يعودوا سالمين كما غادروا وهذا جل همنا -لا ما يتعلموه في يوميهم-.
أتمنى من القائمين على المنظومة أخذ الأمر بعين الاعتبار، وسرعة التدخل لحماية الأولاد، بخاصة الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، التي كانت من دون امتحانات حتى الصف الثالث الابتدائي كما قال الوزير في بداية توليه الوزراء، لكننا فؤجئنا أنه يفرض امتحانات منتصف العام للصف الأول والثاني والثالث، فضلا عن امتحنات أسبوعية (تقييم) وشهرية.