نيويورك تايمز تدخل المنشأة السرية التي تؤوي المهاجرين في خليج غوانتانامو
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة، كانوا لعقود من الزمن يُرسلون إلى منشأة في خليج غوانتانامو بكوبا، حيث تتم مراقبة مكالماتهم مع المحامين، ويجبرون أحيانا على ارتداء نظارات تعتيم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم حامد العزيز من واشنطن- أن المهاجرين الذين يرسلون إلى خليج غوانتانامو المعروف أكثر بأنه معسكر وسجن أميركي للمشتبه بهم في الإرهاب، كانوا يحتجزون في مكان منفصل، إلا أنهم يوجدون في شكل من أشكال الفراغ القانوني، محصورين في قاعدة عسكرية تعمل خارج قوانين الهجرة الأميركية القياسية.
وكان الوضع غامضا دائما في ذلك المكان ولا توجد معلومات عامة حول ما يحدث فيه -كما تقول الصحيفة- ولكن التقارير الحكومية الداخلية ومقابلات مع المهاجرين وجماعات المناصرة، ألقت الآن المزيد من الضوء على الظروف في غوانتانامو.
ونسبت الصحيفة لألبرتو كورزو -الذي فر من بلاده مع زوجته وثلاثة أبناء وحفنة من المتسللين في قارب خشبي صغير أمضى شهرا في بنائه- إنه غادر كوبا على أمل العثور على الحرية، ولكن خفر السواحل أوقفوهم وسلموهم إلى غوانتانامو، وهناك "شعرنا وكأننا سجناء الولايات المتحدة مع بعض الامتيازات".
ومع أن وزارة الأمن الداخلي قالت للصحيفة إن المهاجرين يُحتجزون في منشأة تتفق مع سياسات الرعاية والإسكان، فإن مفتشي الوكالة الذين زاروا المنشأة في مارس/آذار 2023 للنظر في الشكاوى المقدمة من جماعات المناصرة، وجدوا سببا للقلق، وأوصوا بأن تتوقف الإدارة عن احتجاز الأطفال في غوانتانامو تماما وأن تجلب الأسر إلى الولايات المتحدة لمعالجتها بدلا من ذلك.
فحص اللجوء في البحر
قالت الصحيفة إن المهاجرين الذين ينطلقون من دول، مثل كوبا وهايتي، إذا تم القبض عليهم في البحر واجتازوا فحص اللجوء، يُمنحون خيارا بين العودة للبلد الذي كانوا يحاولون الهروب منه أو الذهاب إلى غوانتانامو ومحاولة العثور على دولة أخرى لاستقبالهم لأنهم لا سبيل لهم إلى الولايات المتحدة.
وعلى عكس المهاجرين الآخرين لا يمكن البحث عن أولئك الموجودين في غوانتانامو في قاعدة بيانات المحتجزين العامة، ولا تعتبر وزارة الخارجية هؤلاء المهاجرين محتجزين، وقالت "إن أحكام قانون الهجرة والجنسية ولوائح الهجرة التي تحكم اللجوء والحماية من الإبعاد وإجراءات الإبعاد لا تنطبق على المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في البحر".
وقال كورزو، وهو صحفي كوبي، إنه تعرض للضرب من قبل عملاء الحكومة، وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين وصوت أميركا أحد الاعتداءات، وقد قرر السيد كورزو هو وعائلته أن العودة إلى الوطن ليست خيارا، وضعوا في خليج غوانتانامو.
ويتذكر كورزو أنه طلب منه وضع رأسه على المقعد أمامه وأن نوافذ الشاحنة كانت مظللة، وقال بعض الأشخاص إنهم أجبروا على ارتداء نظارات تعتيم أثناء الرحلة عبر القاعدة، وقد أبلغت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية المفتشين بأن هذه التدابير ضرورية "للحفاظ على سلامة وأمن عمليات القاعدة العسكرية الأميركية".
مسؤولون من إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية يحتجزون امرأة مهاجرة وأطفالها، ضمن قافلة تضم آلاف المهاجرين (رويترز)
ويحصل المهاجرون -حسب الصحيفة- على 30 دقيقة في الأسبوع لإجراء مكالمات هاتفية، وكلها تخضع للمراقبة، ولا تجوز لهم مناقشة مرافق القاعدة ولا المعلومات المتعلقة بالمهاجرين الآخرين، ولا "المعلومات التي تشوه أو تبالغ" في معاملتهم، وفقا لنسخة من القواعد.
ويخضع المهاجرون لحظر تجوال من غروب الشمس حتى صباح اليوم التالي، وتمكنهم مغادرة المنشأة أثناء النهار، إذا تمت الموافقة على ذلك، ويمكنهم الحصول على وظائف على الجانب الآخر من الجزيرة، لكن الوصول إلى المستشار القانوني محدود.
وقد أثار مشروع المساعدة الدولية للاجئين، وهي مجموعة مناصرة للمهاجرين، مخاوف وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي، وقالت منظمة "إيراب" إن "الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وصفوا علامات التدهور والإهمال، كالمراحيض التي تنفث مياه الصرف الصحي وكمشكلة السباكة المعروفة في السجون، ونمو الفطريات على الأسقف والجرذان التي تركض في الغرفة".
بين الحرية والأسر
وخلص تقرير المنظمة إلى أن الظروف كانت سيئة بشكل خاص بالنسبة للأطفال، وكتب طبيب أطفال في مستشفى البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو مذكرة تفيد بأن طفلين هناك بحاجة إلى الخروج من الجزيرة، وقال "إن رأيي الطبي هو أن هذه الظروف سوف تستمر في التدهور دون علاج مناسب".
كما أعرب مفتشو وزارة الأمن الداخلي في تقريرهم، عن قلقهم من أن "الأضرار" التي قد تلحق بالأسر والأطفال في المنشأة "تفوق سياسات الردع التي تنتهجها الوزارة"، ولكن دائرة الهجرة والجمارك اعتذرت لهم بأنها لا تستطيع أن ترفض من جانب واحد احتجاز الأطفال في المنشأة، وأحالت الأمر إلى مجلس الأمن القومي.
ومع استقرار أسرة كورزو في روتين الحياة في غوانتانامو، شعرت بأنها محاصرة بين الحرية والأسر، وقالت مارثا ليزيت سانشيز، زوجة كورزو "إنه مكان معزول للغاية. إنه معزول عن العالم"، وقال كورزو "لا أعتقد أنه ينبغي احتجاز العائلات في غوانتانامو، فالأطفال يحتاجون إلى الحرية والتواصل الاجتماعي. يحتاجون إلى الشعور بالأمان كما يحتاجون إلى الذهاب إلى المدرسة".
وقال لوكاس غوتنتاغ، المسؤول السابق بوزارة العدل إن غوانتانامو كان وسيلة للحكومة لتجنب الرقابة، وأضاف أن "وضع العائلات في مكان لا توجد فيه الرقابة القانونية والدستورية يجعل هذه العائلات أكثر عرضة للمعاناة وسوء المعاملة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی خلیج غوانتانامو الولایات المتحدة المهاجرین الذین فی غوانتانامو فی البحر
إقرأ أيضاً:
من البيت.. خطوات الحصول على ترخيص إنشاء مركز غسيل كلوي والاشتراطات اللازمة
في إطار تحولها نحو رقمنة كافة خدمتها الجماهيرية ، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن ميكنة مشروع الحصول علي التراخيص الطبية المنشآت الصحية غير الحكومية من خلال منظومة رقمية تيسيرا علي الراغبين.
ومن خلال هذه الخدمة يمكن لصاحب المنشآة الفردية او الشركة تقديم طلب ترخيص للمنشآة الصحية (مركز غسيل كلوي) و إرفاق جميع البيانات الخاصة بالمنشآة الطبية.
كان الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أطلق المنظومة الإلكترونية الخاصة بتراخيص وتكويد المنشآت الطبية غير الحكومية وسيارات الإسعاف الخاصة، التي تهدف إلى تسريع وتسهيل إجراءات التراخيص، وتعزيز الرقابة على المخالفين، والحفاظ على حق المواطن المصري في الحصول على خدمات طبية آمنة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المنظومة تطبق نظاماً اليكترونياً موحداً لتسجيل واستخراج الرخص الرقمية من خلال المنصة https://psdigit.mohp.gov.eg/، والتى توفر خدمات استخراج رخصة رقمية للمنشأة أول مرة أو تجديدها، وتحويل الرخصة الورقية السارية إلى رخصة رقمية، كما تتيح طلب تعديل بيانات الرخصة أو تحديثها، وإصدار بدل فاقد، أو إلغاء الرخصة.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن جميع خطوات استخراج الترخيص تتم إلكترونيًا دون الحاجة لزيارة مقر الوزارة، وتبدأ بتقديم طلب الترخيص على الموقع الاليكتروني، ثم يتولى الفريق المختص مراجعة البيانات والمرفقات الخاصة بالمنشأة ومعاينتها، كما يتيح الموقع نتيجة المعاينة، لافتاً أنه يتم تسديد الرسوم الكترونياً من خلال المنظومة، وفي حال الالتزام بالاشتراطات الصحية يتم طباعة وتكويد الرخصة الرقمية وإرسالها إلى صاحب المنشأة.
ولفت «عبدالغفار» إلى إضافة Code QR على كل رخصة رقمية، تحت شعار «اكشف وانت مطمن» حفاظاً على حق المواطن المصري فى التأكد من قانونية العيادة أو الجهة مقدمة الخدمة، داعياً المواطنين للاطلاع على رخصة المنشأة الطبية قبل البدء في إجراءات العلاج، والتحقق من صحة تراخيص المنشأة والتخصصات الطبية المعتمدة من وزارة الصحة والسكان عبر هذا الكود، لضمان تلقي خدمة طبية أمنة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الهدف من المنظومة هو تسهيل الإجراءات على طالبي الترخيص دون تعقيد، وتسهيل التواصل وضمان شفافية الإجراءات، لافتاً إلى أن المنشأة المرخصة يتم إضافتها على الموقع الالكتروني حسب النوع والمحافظة والتخصصات الطبية، مما يسهم في تعزيز الدعاية وسهولة وصول الجمهور إليها.
من جانبه، كشف الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، عن التعاقد مع مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية لضمان الحفاظ على سرية البيانات المدخلة، كما تم التعاقد مع شركة finance-E لإتمام عملية التحصيل الإلكتروني للرسوم المقررة، موضحا أن طباعة الرخصة المؤمنة يتم داخل مجمع الإصدارات المؤمنة ( NASPS) بتصميم مزود بتقنيات تشفير متعددة.
وأشار الدكتور هشام زكي، إلى تفعيل خدمة الرسائل النصية SMS والتي تذكر المستخدمين المتقدمين عبر المنظومة بالإجراءات التي تمت تلقائياً، كما يتم توصيل الرخص بعد طباعتها إلى أصحاب المنشآت بالتعاون مع هيئة البريد المصري، لافتاً إلى توفير خدمة الخط الساخن والتي تتيح تلقي الشكاوى والاستفسارات على الرقم 15530.
وأوضح أن المنشأت المستهدفة بالتراخيص هي المستشفيات الخاصة، ومراكز الليزر، ووحدات الغسيل الكلوي، ووحدات القسطرة، وبنوك الدم والمراكز الطبية، والعيادات الخاصة والعيادات التخصصية، ومراكز الأشعة، ومراكز العلاج الطبيعي، ودور النقاهة، ومراكز علاج الإدمان، ومحال البصريات ومعامل الأسنان، ومعامل التحاليل، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف الخاصة.