بعد تايوان والمجر واليابان.. بلغاريا تنفي علاقتها بتفجيرات لبنان
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
نفت السلطات البلغارية، الجمعة، أي علاقة للدولة الأوروبية بتفجيرات أجهزة البيجر التي حصلت في لبنان، وأدت لمقتل وإصابة الآلاف من مقاتلي حزب الله والمدنيين، وذلك بعد نفي مماثل من تايوان والمجر واليابان.
وقال جهاز الأمن البلغاري إنه لم يتم استيراد أو تصدير أو تصنيع أي أجهزة بيجر في بلغاريا من تلك التي استخدمت في هجوم لبنان.
وقالت السلطات البلغارية، الخميس، إن وزارة الداخلية وأجهزة الأمن فتحت تحقيقا في احتمال وجود صلة لإحدى الشركات ببيع أجهزة البيجر لحزب الله، والتي انفجرت هذا الأسبوع في هجوم متزامن.
وقالت وكالة الأمن القومي البلغارية في بيان، الخميس، "تجري عمليات تدقيق مع سلطات الضرائب ووزارة الداخلية لتحديد الدور المحتمل لشركة مسجلة في بلغاريا في توريد معدات اتصالات لحزب الله".
في المقابل استبعدت أن تكون الأجهزة دخلت بشكل قانوني إلى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا لأن الوكلاء "لم يسجلوا أي رقابة جمركية على البضائع المذكورة".
تايوانوفي سياق متصل، استُجوب ممثلا شركتين تايوانيتين في إطار التحقيق في مصدر أجهزة البيجر التي كانت في حوزة عناصر من حزب الله اللبناني، وتم تفجيرها في عملية نسبت لإسرائيل، وفق ما أفادت النيابة العامة.
وقال مكتب المدعي العام لمنطقة شيلين في تايبيه "طلبنا من مكتب التحقيق مواصلة الجلسة أمس (الخميس) للاستماع لإفادة شخصين مرتبطين بشركتين تايوانيتين" من دون ذكر اسميهما.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أجهزة البيجر التي انفجرت، الثلاثاء، من صنع شركة "غولد أبولو" التايوانية، فخختها إسرائيل.
لكن مدير "غولد أبولو "، هسو تشينغ كوانغ، نفى ذلك وقال لصحفيين في تايبيه، الأربعاء، "ليست منتجاتنا... من البداية إلى النهاية".
وكانت الشركة أكدت، الأربعاء، أن أجهزة الاتصال التي انفجرت تم إنتاجها وبيعها من قبل شريكها المجري BAC.
المجرمن جهته، قال ناطق باسم الحكومة المجرية إن شركة BAC "وسيط تجاري ولا تملك موقع إنتاج أو تشغيل في المجر".
وشاهد صحفي من وكالة فرانس برس، الخميس، هسو يدخل مقر المحققين بصحبة امرأة. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المرأة ممثلة لشركة "أبولو سيستمز" التي تتخذ في تايبيه مقرا والمرتبطة بشركة BAC.
وقالت النيابة العامة التايوانية، الجمعة، إنها تأخذ القضية "على محمل الجد" وأضافت "سنوضح الحقائق في أقرب وقت ممكن، خصوصا في ما يتعلق بتورط الشركات التايوانية من عدمه".
وأشارت إلى أن الشاهدين سُمح لهما بمغادرة موقع التحقيق بعد استجوابهما.
وأجرى محققون تايوانيون عمليات تفتيش لأربعة مواقع، الخميس، في إطار هذا التحقيق.
وقال وزير الاقتصاد، كو جيه-هوي، لصحفيين، الجمعة، إن أجهزة البيجر هذه "صنعت بمكونات، من دوائر متكاملة وبطاريات، منخفضة الجودة". وأضاف "هذه الأجهزة لا يمكن أن تنفجر" مشيرا إلى أن شركة "غولد أبولو" صدّرت 260 ألف جهاز مماثل خلال العامين الماضيين دون وقوع أي حادث.
وردا على سؤال حول أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله في لبنان، قال إنه يمكن "التأكد من أنها ليست مصنوعة في تايوان".
من جهته، أكد رئيس الوزراء، تشو جونغ-تاي، الجمعة، أن "الشركة وتايوان لم تصدرا أجهزة بيجر مباشرة إلى لبنان".
اليابانوفيما يتعلق بأجهزة اللاسلكي التي انفجرت، الأربعاء، قالت شركة آيكوم اليابانية، الخميس، إنها أوقفت قبل حوالى عشر سنوات، تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي فجرت في لبنان.
وأوضحت الشركة في بيان أن طراز "آي سي-في82 هو جهاز لاسلكي محمول كان يُنتج ويُصدر إلى مناطق منها الشرق الأوسط من 2004 إلى أكتوبر 2014. وقد أوقف إنتاجه قبل عشر سنوات تقريبا. ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من جانب شركتنا".
وأضافت "إنتاج البطاريات الضرورية لتشغيل الوحدة الرئيسية توقف أيضا. ولم يُحدد وجود الدمغة المجسمة المستخدمة لتمييزها عن تلك المزورة لذا لا يمكن الجزم إن كان المنتج شُحن من جانبنا".
وتابعت أن المنتجات الموجهة إلى الأسواق الخارجية تباع حصرا من جانب موزعين معتمدين وأن برنامجها للتصدير يستند إلى الضوابط الأمنية والتجارية في اليابان.
وأفادت بأن "كل أجهزتنا اللاسلكية تصنع في فرعنا للإنتاج واكاياما آيكوم إنكوربورترايد في منطقة واكاياما في ظل نظام إدارة صارم... لذا لا تستخدم في المنتج أي قطع أخرى غير تلك المحددة من جانب شركتنا".
وأضافت "كل أجهزتنا اللاسلكية تنتج في المصنع نفسه ولا نصنعها في الخارج".
وفي الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة اللاسلكي في لبنان، قتل نحو 30 شخصا وجرح أكثر من 450، الأربعاء، في معاقل تابعة لحزب الله على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
إسرائيل زرعت متفجراتوقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبتها جماعة حزب الله اللبنانية قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت، الثلاثاء.
وتكشف التفاصيل عن خرق أمني غير مسبوق لحزب الله أدى إلى تفجير آلاف الأجهزة في أنحاء لبنان.
وتعهدت الجماعة المتحالفة مع إيران بالرد على إسرائيل، التي يرفض جيشها التعليق على الانفجارات.
وقالت عدة مصادر لرويترز إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو عدة أشهر من أجل التحضير.
وقال المصدر الأمني اللبناني الكبير إن الجماعة طلبت خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة غولد أبوللو التايوانية، وتقول عدة مصادر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع.
وعرض المصدر الأمني اللبناني الكبير صورة للجهاز، وهو من طراز إيه.آر924، وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكيا، لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز هذا العام إن مقاتلي حزب الله يستخدمون الأجهزة كوسيلة اتصال منخفضة التقنية في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.
لكن المصدر اللبناني الكبير قال إن الأجهزة تم تعديلها "في مرحلة الإنتاج" من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وأضاف المصدر أن "الموساد قام بحقن لوح داخل الأجهزة يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شيفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي".
وقال المصدر إن ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.
ولم ترد إسرائيل ولا غولد أبوللو على طلبات رويترز للتعليق.
وقال مسؤول بحزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الانفجارات تمثل "أكبر خرق أمني" للجماعة منذ اندلاع الصراع في غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أجهزة البیجر التی التی انفجرت لحزب الله فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
حكايات شهرزاد| يسألونك عن الزُهد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في كل ليلة، تنسج شهرزاد من وحي خيالها باقة من أروع القصص والحكايات ما يجعل زوجها الملك شهريار، يتلهَّف إلى سماع النهايات. تتوالى الليالي، وتتنوع الشخصيات في حكايات شهرزاد العجيبة والمميزة ما بين جنٍّ وسلاطين وقرَدة وغيرها من الكائنات الغريبة، فيزداد شوق الملك إلى سماع المزيد.
تدور القصة الكبرى «ألف ليلة وليلة» حول شهريار وشهرزاد، عندما يكتشف شهريار في بداية الحكاية أن زوجته الأولى لم تكن مخلصة، فيرى أن كل النساء خائنات ويقرر الزواج بعروس جديدة كل يوم وقتلها في صباح اليوم التالي، راقب النساء وحشية شهريار وقتله لبناتهن أمام أعينهن.
لكن شهرزاد، ابنة الوزير، تقنع والدها أن يقدمها إلى شهريار، وتقوم شهرزاد بحكاية قصة لشهريار، ولكنها توقف قصتها في لحظة حاسمة، لذلك يؤجل شهريار قتلها إلى الليلة التالية، وهكذا تستمر شهرزاد برواية القصص لمدة 1001 ليلة.
وقد اختارت «البوابة نيوز» لقرائها ثلاثين ليلة من تلك الليالي؛ والتي سوف نقرأها معا طول أيام شهر رمضان المبارك.
وقالت شهرزاد:
بلغني أيها الملك السعيد، أن ملكا كان يسأل في ديوانه عن الزهد. فتقدمت جارية وذكرت ما قاله لقمان لابنه: ثلاثة لا تُعرَف إلا في ثلاثة مواطن: لا يُعرَف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا أخوك إلا عند حاجتك إليه. وقيل: إن الظالم نادم وإنْ مَدَحَه الناس، والمظلوم سليم وإنْ ذمَّه الناس. وقال الله تعالى: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وقال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئٍ ما نوى». واعلم أن أعجب ما في الإنسان قلبه؛ لأن به زمام أمره، فإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه الأسى قتله الأسف، وإنْ عظم عنده الغضب اشتدَّ به العطب، وإنْ سعد بالرضا أَمِنَ من السخط، وإنْ ناله الخوف شغله الحزن، وإن أصابته مصيبة ضمنه الجزع، وإن استفاد مالًا ربما اشتغل به عن ذكر ربه، وإن أغصَّته فاقة أشغله الهمُّ، وإن أجهده الجزع أقعده الضعف؛ فعلى كل حالة لا صلاحَ له إلا بذكر الله، وإشغاله بما فيه تحصيل معاشه وصلاح معاده. وقيل لبعض العلماء: مَن أسرُّ الناس حالًا؟ قال: مَن غلبت شهوتَه مروءتُه، وبعُدت في المعالي همتُه، فاتسعت معرفته، وضاقت معذرته. وما أحسن ما قاله قيس:
وَإِنِّي لَأُغْنِي النَّاسَ عَنْ مُتَكَلِّفٍ يَرَى النَّاسَ أَضْلَالًا وَمَا هُوَ مُهْتَدِي
وَمَا الْمَالُ وَالْأَخْلَاقُ إِلَّا مُعَارَةٌ فَكُلٌّ بِمَا يُخْفِيهِ فِي الصَّدْرِ مُرْتَدِي
إِذَا مَا أَتَيْتَ الْأَمْرَ مِنْ غَيْرِ بَابِهِ ضَلَلْتَ وَإِنْ تَدْخُلْ مِنَ الْبَابِ تَهْتَدِي
وأمَّا أخبار الزهد، فقد نقلت جارية ثانية عن قال هشام بن بشر: قلت لعمر بن عبيد: ما حقيقة الزهد؟ فقال لي: قد بيَّنَه رسول الله ﷺ في قوله: الزاهد مَن لم يَنْسَ القبرَ والبلاءَ، وآثَرَ ما يَبقى على ما يَفنى، ولم يَعُدَّ غدًا من أيامه، وعدَّ نفسه في الموتى. وقيل: إن أبا ذر كان يقول: الفقر أحبُّ إليَّ من الغنى، والسَّقَمُ أحبُّ إليَّ من الصحة. فقال بعض السامعين: رحم الله أبا ذر! أما أنا فأقول: مَن اتكل على حسن الاختيار من الله تعالى، رضي بالحالة التي اختارها الله له. وقال بعض الثقات: صلَّى بنا ابن أبي أوفى صلاة الصبح، فقرأ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ حتى بلغ قوله تعالى: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ، فخَرَّ ميتًا. ويُروى أن ثابتًا البناني بكى حتى كادت أن تذهب عيناه، فجاءوا برجلٍ يعالجه قال: أعالجه بشرط أن يطاوعني. قال ثابت: في أي شيء؟ قال الطبيب: في ألَّا تبكي. قال ثابت: فما فضلُ عينيَّ إن لم تبكيَا؟ وقال رجل لمحمد بن عبد الله: أَوْصِني.
وقال رجل لمحمد بن عبد الله: أَوْصِني. فقال: أوصيك أن تكون في الدنيا مالكًا زاهدًا، وفي الآخِرة مملوكًا طامعًا. قال: وكيف ذلك؟ قال: الزاهد في الدنيا يملك الدنيا والآخرة. وقال غوث بن عبد الله: كان أخوان في بني إسرائيل قال أحدهما للآخر: ما أخوف عمل عملته؟ قال له: إني مررتُ ببيتِ فراخ، فأخذت منه واحدة ورميتها في ذلك البيت، ولكن بين الفراخ التي لم آخذها منها؛ فهذا أخوف عمل عملته، فما أخوف ما عملته أنت؟ فقال: أمَّا أنا فأخوف عمل أعمله أني إذا قمتُ إلى الصلاة، أخاف أن أكون لا أعمل ذلك إلا للجزاء. وكان أبوهما يسمع كلامهما، فقال: اللهم إنْ كانا صادقين فاقبضهما إليك. فقال بعض العقلاء: إن هذين من أفضل الأولاد. وقال سعيد بن جبير: صحبت فضالة بن عبيد، فقلت له: أَوْصِني. فقال: احفظ عني هاتين الخصلتين: ألَّا تشرك بالله شيئًا، وألَّا تؤذي من خَلْقِ الله أحدًا. وأنشد هذين البيتين:
كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَإِنَّ اللهَ ذُو كَرَمٍ وَانْفِ الْهُمُومَ فَمَا فِي الْأَمْرِ مِنْ بَاسِ
إِلَّا اثْنَتَيْنِ فَلَا تَقْرَبْهُمَا أَبَدًا الشِّرْكُ بِاللهِ وَالْإِضْرَارُ بِالنَّاسِ
وما أحسن قول الشاعر:
إِذَا أَنْتَ لَمْ يَصْحَبْكَ زَادٌ مِنَ التُّقَى وَلَاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا
نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا
وقالت جارية ثالثة: إن باب الزهد واسع جدًّا، ولكن أذكر بعضَ ما يحضرني فيه عن السلف الصالح؛ قال بعض العارفين: أنا أستبشر بالموت، ولا أتيقَّن فيه راحة، غير أني علمت أن الموت يحول بين المرء وبين الأعمال، فأرجو مضاعَفةَ العمل الصالح، وانقطاع العمل السيئ. وكان عطاء السلمي إذا فرغ من وصيته انتفض وارتعد، وبكى بكاءً شديدًا، فقيل له: لِمَ ذلك؟ فقال: إني أريد أن أُقبِل على أمر عظيم، وهو الانتصاب بين يدي الله تعالى للعمل بمقتضى الوصية؛ ولذلك كان علي زين العابدين بن الحسين يرتعد إذا قام للصلاة، فسُئِل عن ذلك فقال: أتدرون لمَن أقوم، ولمَن أخاطب؟ وقيل: كان بجانب سفيان الثوري رجل ضرير، فإذا كان شهر رمضان يخرج ويصلي بالناس فيسكت ويبطئ. وقال سفيان: إذا كان يوم القيامة أُتي بأهل القرآن فيُميَّزون بعلامة مزيد الكرامة عمَّن سواهم. وقال سفيان: لو أن النفس استقرت في القلب كما ينبغي لَطار فرحًا وشوقًا إلى الجنة، وحزنًا وخوفًا من النار. وعن سفيان الثوري أنه قال: النظر إلى وجه الظالم خطيئة.
ثم أدرك شهرزاد الصباح.. فسكتَتْ عن الكلام المباح.