لا يزال المواطن العراقي يونس خضير ينشد العدالة منذ عقدين، بعدما فقد ساقيه جراء غارة أميركية على العاصمة بغداد، أثناء غزو الولايات المتحدة لبلاده.

ومنذ 21 عاما وبدون ساقين، يبحث خضير (46 عاما) دون جدوى عن العدالة والتعويض، بعد أن أصابته قنابل أسقطها الجيش الأميركي حين كان يبلغ من العمر 25 عاما.

لم يترك خضير بابا إلا وطرقه، على أمل الحصول على تعويض ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان، فالحرب الأميركية على العراق خلفت كثيرا من الضحايا بين قتلى ومعاقين ومتضررين آخرين.

متحدثا عن يوم لا ينساه أبدا انقلبت فيه حياته، قال خضير للأناضول "فقدت ساقيّ نتيجة هجوم بالقنابل شنته القوات الأميركية في 5 مارس/آذار 2003".

وبينما كان يسير في الحي الذي يسكنه ببغداد وقت الظهيرة خلال عودته إلى منزله، وقع هجوم مفاجئ بالقنابل، ورأى إحدى ساقيه قد بُترت بينما تمزقت الأخرى جراء الهجوم.

يعمل خضير في البناء رغم بتر ساقيه لكنه لا يستطيع بناء بيته لعجزه المالي (الأناضول) مشاكل نفسية

نُقل بعدها إلى المستشفى لتقلي العلاج، ولم تكن المستشفيات في العراق حينها تقدم الخدمات الطبية بشكل جيد، كما يقول.

وبعد إجراء عملية جراحة، أفاق وأراد أن يتلمس ساقيه، إلا إن أقرباءه المرافقين لم يسمحوا له بذلك.

وعندما سألهم قالوا له لتهدئته إن ساقيه على ما يرام، لكنه غافلهم في وهلة من الزمن وتلمس ساقيه ووجدهما مبتورتين ليدخل في دوامة بكاء، كما يصف.

ومتحسرا قال خضير "فقدت ساقيّ وأنا في ريعان شبابي (25 عاما)، وعلى إثرها عانيت من مشاكل نفسية كبيرة، ولم أخرج من المنزل لفترة من الوقت".

كان لاعب كرة قدم جيد قبل أن تبتر ساقاه، كل هذا أثر على نفسيته بشكل كبير، كما تأثرت سلبا على صعيد إعالة أسرته، وما زالت كل هذه الآثار مستمرة.

خضير لم يحصل على أي تعويض من أي جهة حكومية أو ذات صلة منذ 2003 مواصلة العمل

ووفق خضير فإن المنزل الذي يعيش فيه ورثه عن والده، وإخوته الستة جميعهم متزوجون ولديهم أسرهم في هذا المنزل.

وشدد على أنه لم يحصل على أي تعويض من أي جهة حكومية أو ذات صلة منذ 2003.

واضطر خضير لمواصلة العمل في مهنته القديمة، وهي النجارة، رغم أن الأمر بات صعبا عليه للغاية بعد فقدان ساقيه.

يعمل خضير أيضا في البناء ويتسلق الجدران بصعوبة، "أبني أسقف منازل الناس، لكنني لا أستطيع بناء سقف منزلي. لأنني لا أملك القدرة المالية لذلك"، كما يقول.

يونس خضير عانى من مشاكل نفسية كبيرة ولم يخرج من المنزل لفترة من الوقت (الأناضول)

وتابع "كنت ألعب كرة القدم (…) وعندما فقدت ساقيّ، بدأت من على كرسي متحرك أشاهد الشباب وهم يلعبون كرة القدم، وهذا أكثر الأشياء التي تؤلمني".

وفي 20 مارس/آذار 2003، أطلق تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة عملية عسكرية لإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، بمزاعم بينها امتلاك أسلحة دمار شامل.

ورغم إسقاط نظام صدام (1979-2003)، في 9 أبريل/نيسان 2003، فقد استمر الاحتلال الأميركي للعراق.

ومنذ عام 2014، تتواجد الولايات المتحدة عسكريا في العراق ضمن تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تتصاعد دعوات عراقية إلى خروج القوات الأميركية.

وأسفر الغزو الأميركي للعراق بين 2003 و2011 عن مقتل نحو 200 ألف عراقي، معظمهم مدنيون، وفق تقارير حقوقية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

رشيد:العراق بعد 2003 “حمامة سلام”

آخر تحديث: 19 شتنبر 2024 - 10:27 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، امس الأربعاء، أن سياسة العراق الخارجية مبنية على الاحترام المتبادل واعتماد الحوار البناء تعزيزاً للعلاقات وتوسيع آفاق التعاون وفقاً للمصالح المشتركة.وقالت رئاسة الجمهورية في بيان ، إن “رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، تسلم اليوم الأربعاء، أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد المعتمدين لدى العراق وهم كل من السفير الأردني ماهر الطراونة والسفيرة الهولندية يانيت أنتين والسفير التشيكي يان شنيداوف والسفير السويسري دانييل هون والسفيرة الإسبانية إليثيا ريكو بيريث ديل بولغار”.ونقل البيان عن رشيد تأكيده أن “سياسة العراق الخارجية مبنية على الاحترام المتبادل واعتماد الحوار البناء تعزيزاً للعلاقات وتوسيع آفاق التعاون وفقاً للمصالح المشتركة وبما يصب في مصلحة الشعوب”، مبدياً “استعداده لتقديم الدعم للسفراء الجدد وبما يساعد في تسهيل مهام عملهم”.من جانبهم، أعرب السفراء الجدد عن “تطلع بلدانهم لتعزيز العلاقات مع العراق وتطويرها على مختلف الصعد”، مؤكدين “عزمهم على بذل كل الجهود اللازمة في هذا المسار”.

مقالات مشابهة

  • المرصد السوري يعلن مقتل قيادي في فصيل عراقي قرب مطار دمشق
  • ضبط قضايا اتجار فى العملة بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة
  • وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال الأشراف بالمولد النبوي
  • كوردي عراقي يفوز بمعركة قانونية ضد بريطانيا ويحظى بدعم الخدمات الاجتماعية
  • عراقي يفوز بمعركة قانونية لإثبات أنه كان طفلا عندما وصل إلى بريطانيا
  • إدارة شبيبة القبائل تباشر إجراءات تعويض الحارس مرباح
  • رشيد:العراق بعد 2003 “حمامة سلام”
  • مركز حقوقي عراقي يحذر من تقييد ظهور المحامين والأكاديميين في وسائل الإعلام
  • مصدر يكشف ملابسات مقتل أول مهرب أجنبي بعد 2003 شرق العراق