قال وكيل الأزهر الشريف إن ميلاد النبي محمد ﷺ لم يكن حدثًا عاديًّا، بل كان نقطة تحول تاريخية للبشرية جمعاء، وأن التاريخ توقف طويلًا أمام ميلاده ﷺ، لما كان لهذا الميلاد من أثر عظيم في إخراج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان بالله الواحد الحق، وقد أحدثت دعوته ﷺ تحولًا عميقًا في العلاقات الإنسانية، حيث أسست لمجتمعات قائمة على الحب والسلام والعدل.

انطلاق احتفالية نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات جامعة الأزهر تكرم المشاركين في دورة تطوير مهارات العمل الإداري التوازن والعدالة

وأوضح وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في احتفالية نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات أن رسالة النبي ﷺ رسالة عالمية، حققت التوازن والعدالة بين جميع البشر، وقد جاءت هذه الشريعة العادلة لترسيخ الكرامة الإنسانية في جميع مراحل الحياة، من ميلاد الإنسان وحتى وفاته.

وأشار إلى أن نبينا محمد ﷺ كان دائمًا ما يوجه أصحابه إلى مبدأ التيسير في الدعوة، مستشهدًا بحديثه ﷺ: «إنما بُعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين»، موضحًا أن هذه الكلمات كانت توجيهًا واضحًا لحملة الدعوة من بعده، بأنهم أصحاب رسالة هادفة قائمة على التيسير والهداية وليس التخويف أو الترهيب، وأن الدعوة إلى الله تتطلب الحكمة والموعظة الحسنة، كما أمره الله تعالى: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ}.

وأكد وكيل الأزهر الشريف أن بناء الإنسان الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا باتباع هدي النبي ﷺ والسير على نهجه، والالتزام بما جاء في الكتاب الحكيم الذي جاء به، والتمسك بسنته وأخلاقه الكريمة وصفاته النبيلة، فقد كان ﷺ مثالًا للرحمة والعدل والوفاء، ولننظر إلى وفائه لأمه بعد أمه السيدة فاطمة بنت أسد التي كفلته ورعته قبل أن تنتقل كفالته إلى عمه أبي طالب، فحمل لها برها حتى أنها لما انتقلت إلى جوار ربه نزل ﷺ إلى قبرها ونام فيه وتأكد من مساواته وترتيبه، ثم كفنها بقميصه رحمة ورأفة منه ﷺ وكان دعاؤه لها بالرحمة والمغفرة والرضوان، وهنا نتعلم منه ﷺ كيف يكون الوفاء.

وختم وكيل الأزهر الشريف حديثه بالإشارة إلى أن رحمة النبي ﷺ لم تقتصر على أهله فقط، بل شملت جميع من حوله، وضرب أمثلة لتعامله ﷺ مع الناس من حوله، منها مع أصحابه ومنها مع أهله ومنها مع غير المسلمين، وسيرته العطرة ﷺ حافلة بهذه المواقف التي يجب أن نتأسى بتعامل وأخلاق النبي ﷺ فيها، لننعم بحياة آمنة وصحية مليئة بالخير والبركة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر الأزهر النبي الأزهر الشريف محمد النبي محمد وکیل الأزهر الشریف النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

توصيات إسرائيلية بتحويل "هجوم البيجر" إلى نقطة تحول

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن الضربة الاستخباراتية العملياتية التي استهدفت تنظيم "حزب الله" اللبناني تُعد إنجازاً كبيراً، ولكنها ليست سوى خطوة أولى في حملة أوسع نطاقاً، بتفكير دقيق ومبدع، مشيرة إلى أن التغيير الذي شهده الجيش الإسرائيلي ليس مجرد وسيلة، وإنما مفتاح النجاح الاستراتيجي على المدى الطويل.

 وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن نجاح الضربة مبني على فهم شامل للثقافة التنظيمية للعدو، وفتح نافذة من الفرص التي يجب استغلالها بسرعة وحكمة، مضيفة أن الضرر الذي لحق بنظام الاتصالات التابع لحزب الله "البيجر"، والذي شل أكثر من 1500 من كبار القادة، يدل على القوة الكامنة في الجمع بين الاستخبارات الدقيقة والفهم الثقافي والتفكير الإبداعي، مستطردة: "هذا مثال واضح على كيفية ترجمة الرؤى الثقافية إلى عمل استراتيجي فعال".
ولكن رأت الصحيفة أن هذه الضربة كانت فقط المرحلة الأولى من ضرب افتتاحية، مشيرة إلى أن الفشل في تنفيذ خطوة تكميلية سيكون بمثابة فرصة ضائعة، لأن التنظيم سيحتاج وقتاً طويلاً للتعافي. 

حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. السيناريو الأسوأ يقتربhttps://t.co/uJRM1VHERn pic.twitter.com/mUOMXOJPbF

— 24.ae (@20fourMedia) September 17, 2024  خطوة جريئة

وتقول "يسرائيل هيوم" إنه بعد 11 شهراً من القتال، أصبح من المطلوب الآن اتخاذ خطوة قيادية جريئة على رأس النظام الأمني الإسرائيلي لإحداث تغيير عميق في سياسة الجيش الإسرائيلي، والانتقال من النهج الدفاعي إلى النهج الهجومي الديناميكي.
وذكرت الصحيفة أن هيئة الأركان العامة الحالية التي تركز على الجوانب الدفاعية وبناء خطوط دفاع قوية، تلبي احتياجات الساعة فقط، ولكن من أجل حسم المعركة في لبنان، لا بد من تحول شامل، من نهج الحذر إلى نهج الهجوم القائم على المبادرة والمرونة العملياتية.

التحول من الدفاع للهجوم

وأوصت الصحيفة أنه على الجيش الإسرائيلي أن ينمى ثقافة المبادرة والاستعداد لخوض مخاطر محسوبة، ولكن على أساس استخباراتي دقيق وتفكير خلاق مبني على التصميم العملياتي، مشددة أنه على هيئة الأركان العامة أن تقود هذا التحول، وأن تستخدم الخبرة الموجودة في صفوف القتال والمقرات لإنشاء نظام تشغيلي تصبح فيه الرغبة في الهجوم هي المعيار.
وفقاً للصحيفة، يتضمن التغيير الاستراتيجي المطلوب عدة خطوات رئيسية، أولاً، لا بد من تطبيق مفهوم هجومي جديد، يحل محل النهج المحافظ الذي يركز على الدفاع، وثانياً، هناك حاجة إلى ترقية كبيرة للقدرات الاستخباراتية واللوجستية، بما في ذلك الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستسمح بقدر أكبر من المرونة التشغيلية. 

كيف ترسم أجهزة الأمن الإسرائيلية سيناريو ما بعد "البيجر"؟https://t.co/WjsfZAaFPT

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024  تطوير القدرات

وشددت الصحيفة على ضرورة أن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على الاستجابة بسرعة للتغيرات في ساحة المعركة، وأن يكون غير قابل للتنبؤ من قبل العدو، بالإضافة إلى أنه يجب على هيئة الأركان العامة أن تطور قدرات الرد السريع، التي تسمح بتغيير خطط العمل بسرعة، من أجل مفاجأة حزب الله.
وشددت على ضرورة أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بقيادة خطوة حازمة لتغيير الثقافة التنظيمية من القيادة العليا للجيش الإسرائيلي لضمان القدرة على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بشكل فعال، مستطردة: "كلما أسرع رئيس الوزراء في التصرف، زادت فرص تحويل الإنجاز الاستخباراتي الأولي إلى نصر استراتيجي شامل، إنها فرصة لا ينبغي تفويتها لحسم المعركة وإعادة تشكيل الواقع الأمني ​​في المنطقة".

وأشارت إلى أن تغيير ثقافة الجيش الإسرائيلي ليس مجرد وسيلة، بل مفتاح النجاح الاستراتيجي على المدى الطويل.

 

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: النبي أرسى دعائم الدعوة على التيسير والحكمة والموعظة الحسنة
  • وكيل «الصحفيين» في ندوة السفير التركي: علاقات القاهرة وأنقرة تاريخية
  • وكيل «الصحفيين»: العلاقات المصرية التركية تاريخية.. وتوافق الرؤى يخدمهما لمواجهة صراعات المنطقة
  • توصيات إسرائيلية بتحويل "هجوم البيجر" إلى نقطة تحول
  • من هن مرضعات النبي ﷺ وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • وكيل الأزهر: ميلاد النبي كان خيرا للبشرية جمعاء
  • مجمع البحوث الإسلامية وقطاع مدن البعوث يحتفلان بذكرى ميلاد النبي محمد ﷺ
  • أشعر بالخجل يوم ميلاد النبي
  • «إزاي تحول كلمة تضايقك لنجاح».. تامر حسني يوجه رسالة للجمهور (فيديو)