كوندي: «الجنون 70» يقربنا من «الإضراب»!
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
انضم الدولي الفرنسي جول كوندي ظهير أيمن برشلونة إلى متوسط الميدان الدولي الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي، فيما ذهب إليه من الشكوى من كثرة المباريات التي يخوضها اللاعبون على امتداد الموسم، والتي تزايدت بعد توسيع دائرة الفرق المشاركة في دوري الأبطال الأوروبي، وزيادة عدد مبارياتها، وأيضاً زيادة عدد المشاركين في بطولة كأس العالم للأندية، والتي تقام عام 2025.
ويجمع المراقبون وخبراء الكرة والإعلام الكروي على أن الزيادة الكبيرة في عدد المباريات تمثل مزيداً من الضغط على اللاعبين وتصيبهم بالإرهاق الشديد، ما دفع رودري إلى التصريح بذلك، عندما سُئل عما إذا كان من الممكن أن يضطر اللاعبون إلى الدخول في إضراب بسبب ذلك، وقال: أعتقد أننا قريبون من ذلك، وإذا سألت أي لاعب سيقول لك الشيء نفسه، وهذا ليس رأي شخصي، أو رأي رودري وحده، وإنما رأي كل اللاعبين، إنه «الرأي العام» للاعبين، وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، وتأتي لحظة لن يكون أمامنا فيها أي خيار آخر، وقال: هذا شيء يثير قلقنا، لأننا نعاني الأمرّين من كثرة المباريات، والجداول المشحونة بالمباريات، سواء مع الأندية أو المنتخبات.
واتفق كوندي مع رودري في كل كلامه ومشاعره التي نقلت بالضبط مشاعر كل اللاعبين.
وعندما سُئل بدوره عن ذلك، قال: أتفق تماماً مع رودري، إذ أن جدول المباريات يزداد عاماً بعد الآخر، وهناك الكثير من المباريات والقليل من الراحة.
وأضاف: قلنا ذلك من ثلاث أو أربع سنوات، ولكن المسؤولين لم يستمعوا إلينا، ونصل إلى نقطة يجب أن نقوم فيها بإضراب، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لجعلهم يستمعون إلينا.
وتابع كوندي: عندما نلعب أيضاً كأس العالم للأندية إلى جانب دوري الأبطال «الموسع» نشعر جميعاً لاعبين بالإرهاق الشديد من كثرة المباريات، وعدم نيل الراحة الكافية، وقد يصل بعض اللاعبين إلى لعب 70 مباراة في الموسم الواحد، وهذا ضرب من الجنون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: برشلونة مانشستر سيتي رودري كوندي
إقرأ أيضاً:
اليمن واحد من اللاعبين الكبار
تحتلّ المقاربة اليمنية الجديدة تجاه الحرب على غزة مكانة لم تكن لها بعد طوفان الأقصى، وقد صارت عيون العالم شاخصة على ما يصدر عن اليمن بعدما كان الكثير من المحللين والمتابعين لا يُعيرون الموقف اليمني أهمية في قراءة توازنات المنطقة. وعندما أعلن اليمن فتح جبهة الإسناد لدعم غزة لم يتوقّع أحد أن تكون جبهة اليمن جبهة رئيسية ثم الجبهة الرئيسية في إسناد غزة، وأن تنجح بإلحاق أذى اقتصادي ومعنوي حقيقي بالكيان، عبر الحصار البحريّ المحكم في البحر الأحمر لكل تجارة يكون الكيان وجهتها، وبدا الكيان عاجزاً رغم حجم الأضرار وعاجزاً عن فعل شيء حقيقي، ونجح اليمن بإظهار ضعف صورة الردع التي يدّعيها الكيان، بعدما نجح في تحقيق ما هو أهم، عندما تحدّى قوة الردع الأمريكية في البحر الأحمر الذي يمثل محور استراتيجية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.
بعد الخسائر الضخمة التي لحقت بجبهة لبنان، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي كرّس توازناً بين قدرة المقاومة على منع الاحتلال من التقدم البرّي من جهة، وتفوّق الاحتلال الناري والاستخباري والتكنولوجي من جهة مقابلة، تحمّل اليمن عبء الإسناد وحيداً بعدما كان العراق قد خرج أيضاً من جبهة الإسناد لظروف مشابهة لظروف لبنان، بينما عجز الأمريكي والإسرائيلي ومَن معهما من محاصرة اليمن بظروف مشابهة، ولم يكن الأمر صدفة، بل كان ثمرة التكامل الاستثنائي الذي أظهره اليمن بين قيادته وقواته المسلحة من جهة وشعبه من جهة موازية، أسوة بما صنعته المقاومة في غزة، وكانت نقطة الضعف اللبنانية والعراقية بوجود فئات شعبية وسياسية في البلدين تتربّص بالمقاومة وتكيد لها المكائد، ما جعل القبول بالتموضع وراء صيغة تحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ضرورة لإسقاط خطط الأمريكي والإسرائيلي.
يحمل اليمن من جهة أعباء أنه بات يمثل منفرداً محور المقاومة، ومن جهة أن قائده السيد عبد الملك الحوثي معنيّ بتعويض غياب السيد حسن نصرالله بعد استشهاده كقائد لمحور المقاومة، وبالرغم من التهديدات الأمريكية المباشرة مرفقة بعقوبات وتصنيف على لوائح الإرهاب يمضي اليمن بقوة في خياره، وهو يدرك الموازين الحقيقيّة للقوة خارج النصوص الخطابية الترامبية، ذلك أن معادلة حماية غزة من خطر الحرب تستقيم إذا جرى جمع قدرة المقاومة في غزة على إمساك ورقتي الأسرى والحرب البرّية، وأمسك اليمن بورقتي الحصار البحريّ وتهديد تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيّرة.. وبهذا التوازن الرادع يُصبح التفكير بالعودة للحرب من الجانب الأمريكيّ الإسرائيلي بحاجة للمراجعة.
يتقدم اليمن خطوة إلى الأمام ويضع مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهدّداً بعودة الحصار البحري على الكيان إن لم يبدأ إدخال المساعدات إلى غزة قبل انتهاء المهلة، فتصير حرب غزة بين تهديدين، تهديد يطال غزة ويهدّدها بالجحيم ما لم تترك الأسرى دون الحصول على إعلان نهاية الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وتهديد يحمي غزة، ويقول الإسرائيلي والأمريكي إن الحصار البحري على الكيان عائد ما لم تدخل المساعدات إلى غزة.. وبينما يقيم الكيان حساباً للعودة إلى الحرب رغم الدعم الأمريكي الذي أحال على الكيان عبء تنفيذ التهديد، فيخشى أن يقتل أسراه ويخشى مخاطر الحرب البرية، وبات يخشى تداعيات الدور اليمني، يأتي التهديد اليمني لفرض إدخال المساعدات محسوباً، فالكيان يقبل ببقاء التهدئة لكنه يوقف المساعدات وإن عادت المساعدات لا تمانع المقاومة بانتظار وقت أطول حتى تتم العودة إلى المرحلة الثانية، واليمن يعلم أنه يهدّد بفرض الحصار الذي سوف تنتج عنه عودة المواجهة بين اليمن والأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر ما يعني عودة اليمن إلى استهداف عمق الكيان وربما القواعد الأمريكية في الخليج وليس فقط الحاملات والسفن الأمريكية الحربية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
يدرك اليمن أنه دخل لعبة الكبار ويتصرّف كواحد من اللاعبين الكبار.
رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية