هل تنهي الحرب في أوكرانيا حظوظ بايدن في الفوز بولاية رئاسية جديدة؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، أعده الكاتب جيفورج ميرزيان، تحدثت فيه عن اعتراف الصحافة الأمريكية بفشل الهجوم الأوكراني، ما قد يولّد مشاكل كبيرة لزيلنسكي داخل الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التقارير الصادّرة عن وسائل الإعلام الغربية تعكس انهيار آلة الدعاية الغربية.
"الفشل"
وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن "توقّع الانتصار وتعليق أمل على تخلي الجنود الروس عن خنادقهم وهروبهم من ساحة المعركة ظلت مجرد تخيلات تبددت مع الهجوم".
ومن جهتها، كتبت إذاعة "إن بي سي نيوز" أن أوكرانيا واجهت مقاومة شديدة من القوات الروسية التي زرعت مئات الألغام على خط المواجهة، وأقامت حواجز مضادة للدبابات وحفرت صفوفا من الخنادق الدفاعية.
وأورد موقع "فوكس" أنه "بفضل التحصينات الروسية الهائلة لم تستطع كييف وقواتها المدرّبة حديثا مجابهة عمليات الأسلحة المشتركة على نطاق واسع، التي تم خلالها التنسيق بين القوات وجميع أنواع الأسلحة المختلفة لاختراق الخطوط الروسية. ونتيجة لذلك، تكبدت القوات المسلحة الأوكرانية خسائر فادحة".
وقد وصف السيناتور الأمريكي تومي تابيرفيل القوات الأوكرانية بأنها "فريق من طلاب المدارس الابتدائية" غير القادرين على كسب الحرب دون قوات الناتو.
تراجع تأييد كييف
ذكرت شبكة "سي إن إن" أن الهجوم الأوكراني المتعثّر يمكن أن يؤثر سلبًا على شعبية زيلينيسكي داخل الولايات المتحدة، خاصة بين صفوف المواطنين الأمريكيين. وحسب استطلاعات الرأي، فإن مستوى الدعم لتدخل واشنطن في الصراع الأوكراني وكذلك رغبة دافعي الضرائب في تمويل هذه الحرب تراجعت، ويتجلى ذلك في معارضة حوالي 55 بالمئة من الأمريكيين تخصيص الكونغرس أموالا إضافية لتمويل أوكرانيا.ويشكّل هؤلاء المواطنون القاعدة الانتخابية للرئاسيات السنة المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن ديمتري سوسلوف، نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، أنه "عادة ما يهيمن جدول الأعمال الداخلي على الحملة الانتخابية. ومع ذلك، أصبحت الرفاهية الأمريكية - أي الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة - أكثر ارتباطا بالعامل الخارجي. وإذا كان الوضع الاقتصادي الداخلي مزدهرا قبل الانتخابات، فإنه لن يكون للصراع العسكري في أوكرانيا تأثير على الانتخابات".
وأضاف سوسلوف أنه "في حال تدهور الوضع الاقتصادي، سيعطي هذا الفرصة للجمهوريين لاستخدام العامل الأوكراني ولوم بايدن على الأموال التي تخصص لأوكرانيا والحديث عن الأموال المهدورة التي دفعت الولايات المتحدة إلى شفا حرب مع روسيا".
الهجوم على بايدن
وبحسب "بي بي سي"، "فإن الحملة الانتخابية الأمريكية ستنطلق في الربيع. وفي حال لم تتمكن أوكرانيا بحلول ذلك الوقت من إظهار أي نجاحات جادة على ساحة المعركة، فمن المستبعد أن تحافظ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المستوى العالي الحالي من الدعم".
من المتوقع أيضا تقليص الدعم السياسي بعد اعتراف معظم المحللين الأمريكيين بأن الانتصار على روسيا في الصراع الحالي أمر مستحيل. مع مرور كل شهر من الصراع خاصة على خلفية إخفاقات القوات المسلحة لأوكرانيا، يتوحّد المجتمع الروسي ويزيد عدم الرضا عن أوكرانيا في الغرب وتقترب روسيا من أعداء أمريكا. ويترتب عن كل هجوم تنفذه القوات الروسية فقدان أوكرانيا مناطق جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقاليد الأمريكية تقوم على تعويض الخسائر مع الحفاظ على ماء الوجه في آن واحد وذلك عن طريق خفض تصعيد الصراع الأوكراني، مما يمنح الجيش الروسي الفرصة لإنهاء الحرب الأوكرانية. لكن عن طريق هذه الحرب، جنت واشنطن جملة من الفوائد بعد تمكنها من تدمير العلاقات الروسية الأوروبية، ووضع أوروبا في حالة اعتماد عسكري وسياسي كامل عليها.
وحسب سوسلوف فإن بايدن يتّبع منطقه الشخصي، موضحا أن "إدارة بايدن تعتبر هذا الصراع وجوديا بالنسبة للولايات المتحدة. وعليه من غير المرجح أن تقوم الإدارة، التي استثمرت مئات المليارات من الدولارات فيه ووضعت سمعتها على المحك، بقطع التمويل عن النظام حتى لو لم تكن احتمالات النصر مرتفعة وتكبد الجيش الأوكراني خسائر أكثر".
وأضاف سوسلوف أن حاشية بايدن لا تريد الاعتراف بالهزيمة مع إجماع مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية بأن الضرر الناجم عن الاعتراف بهزيمة الولايات المتحدة يفوق حجم التكاليف التي ينفقونها على دعم الحياة في أوكرانيا. وقد اتبعت الولايات المتحدة هذا المبدأ في العديد من الحالات، آخرها كانت أفغانستان.
آخر خطة بدلية
رجّحت الصحيفة إمكانية أن يحاول بايدن المراوغة، أي إجبار روسيا وأوكرانيا على تجميد الصراع وعقد مفاوضات. وهذه الخطة "ب" التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية في حالة الفشل النهائي للهجوم الأوكراني. وتعتقد واشنطن أنه في حال تم اتخاذ قرار سياسي بتجميد الصراع، فذلك ينبغي أن يحدث بغض النظر عن المصالح الروسية والأهداف التي تقوم عليها العملية العسكرية الروسية.
وأورد سوسلوف أن "الغرب يعتقد أن الأهداف الروسية غير مهمة، وأن موسكو ستوافق في أي لحظة على تجميد الصراع، وأنها ضعيفة ومستعدة لإنهاء الصراع. كان هذا الرأي ليكون مقنعا نهاية العام الماضي على خلفية نجاحات نظام كييف في منطقتي خاركيف وخيرسون، لكن في الوقت الراهن تغير الوضع بشكل جذري لصالح روسيا، وهي حقيقة لا يريد الغرب أخذها بعين الإعتبار".
وبينت الصحيفة أن استياء الأمريكيين جراء الإنفاق على أوكرانيا مستمر وآخذ في التنامي، العامل الذي ينذر بهزيمة جوزيف بايدن في الانتخابات القادمة بسبب عدم قدرته على التكيف مع متطلبات الناخبين، ما ينبئ بوصول وجوه جديدة إلى السلطة يمكنها وقف الإنفاق غير المجدي على نظام كييف.
وفي ختام التقرير، نبّه سوسلوف إلى أن هذا التخفيض الجذري ممكن فقط في حال دفعت الدولة العميقة الإدارة المقبلة إلى إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة بايدن روسيا الولايات المتحدة روسيا بوتين بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی حال
إقرأ أيضاً:
بولندا على موعد مع انتخابات رئاسية حاسمة
تعيش بولندا على وقع الحملات الانتخابية تحضيرا لسباق الرئاسة المقرر في 18 مايو/أيار المقبل، وتراقب معها أوروبا عن كثب ما إذا كان مجلس الوزراء برئاسة دونالد توسك الموالي لأوروبا سيحصل على حليف في القصر الرئاسي في وقت صعب بالنسبة لبولندا وأوروبا.
تحتل بولندا موقعا إستراتيجيا في أوروبا، حيث تُعد خامس أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، كما تتمتع بنفوذ قوي داخل المؤسسات الأوروبية مثل البرلمان والمفوضية الأوروبيين.
وتاريخيا، لعبت بولندا دورا رئيسا في التحولات السياسية الأوروبية، بدءا من مقاومة الهيمنة السوفياتية في القرن الـ20، مرورا بحركة "تضامن" بقيادة ليخ فاونسا التي ساهمت في إسقاط الشيوعية، وصولا إلى دورها الحالي كحليف رئيس للغرب في مواجهة التهديدات الروسية.
يتنافس في هذه الانتخابات عدة مرشحين يمثلون تيارات سياسية متباينة، بدءا من المؤيدين للاتحاد الأوروبي وصولا إلى التيارات القومية واليمينية المتطرفة.
رافاو تشاسكوفسكيمرشح حزب "المنصة المدنية"، ويشغل منصب عمدة وارسو، وهو من أبرز المدافعين عن التكامل الأوروبي. يركز على قضايا الديمقراطية الليبرالية، ودعم أوكرانيا، وتعزيز الحريات المدنية.
إعلان كارول ناوروكيمرشح "القانون والعدالة، وهو محافظ يدعو إلى تعزيز السيادة البولندية، ويركز على قضايا الأمن القومي، ودعم العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، رغم الخلافات مع إدارة دونالد ترامب.
شيمون هوفنازعيم حزب "بولندا 2050″، يدعو إلى نهج وسطي يجمع بين القيم القومية والتوجه الأوروبي، مع التركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
سلافومير مينتسنمرشح اليمين المتطرف من حزب "الكونفدرالية"، يرفض استقبال اللاجئين، ويعارض تقديم أي دعم عسكري أو اقتصادي لأوكرانيا، ويدعو إلى تعزيز الاستقلالية الاقتصادية لبولندا.
ماجدالينا بيات وأدريان زاندبرجمرشحا اليسار البولندي، يركزان على العدالة الاجتماعية، وزيادة دور الدولة في الاقتصاد، وتبني سياسة خارجية أكثر توازنا تجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
غريزغور براونمرشح يميني متطرف، معروف بموقفه المناهض للاتحاد الأوروبي، ويرفض وجود القوات الأميركية في بولندا، ويدعو إلى سياسة انعزالية.
تلعب الحرب في أوكرانيا وما تستتبعه من سياسات دفاعية سواء على مستوى بولندا أو على المستوى الأوروبي، بالإضافة إلى ضغوط الاقتصاد وقضايا أخرى دورا في توجيه دفة الناخبين في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
ومع بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لعبت بولندا دورا رئيسا في دعم كييف، سواء من خلال تقديم المساعدات العسكرية أو استضافة ملايين اللاجئين الأوكرانيين.
ومع استمرار الحرب، أصبحت تكاليف هذا الدعم موضوعا سياسيا حساسا، حيث تتباين مواقف المرشحين في 3 مستويات:
1- دعم مطلق لأوكرانيا (كما هو الحال مع تشاسكوفسكي وهولونيا).
2- دعم مشروط (مثل موقف ناوروكي، الذي يضع المصالح البولندية أولا).
3- رفض الدعم نهائيا (كما يدعو إليه مرشحو اليمين المتطرف مثل مينتسن وبراون).
العلاقات مع واشنطنبعد فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية 2024، سادت مخاوف في أوروبا من تبني واشنطن نهجا أكثر انعزالية.
إعلانفقد هدد ترامب خلال حملته الانتخابية بتقليص دعم بلاده لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وطالب الدول الأوروبية بتحمل تكاليف أكبر للدفاع عن نفسها.
ويسعى المرشحون المحافظون مثل ناوروكي إلى إبقاء العلاقات البولندية الأميركية قوية رغم صعوبة التعامل مع ترامب، بينما يميل المرشحون الليبراليون مثل تشاسكوفسكي أكثر إلى تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بدلا من الاعتماد الكلي على واشنطن.
أما مرشحو اليمين المتطرف، مثل براون ومينتسن، فيدعون إلى تقليل الاعتماد على كل من واشنطن وبروكسل، والتركيز على سياسة خارجية أكثر استقلالية.
الاقتصاد والضغوط الاجتماعيةتعاني بولندا من تداعيات اقتصادية خطيرة بسبب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، التي تفاقمت بفعل الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
وتستغل الأحزاب اليمينية هذه الأزمة للدعوة إلى خفض المساعدات الخارجية والتركيز على تحسين الأوضاع الاقتصادية الداخلية.
الموقف من الحرب على غزةرغم أن بولندا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين منذ عام 1988، فإن موقفها الرسمي من العدوان الإسرائيلي الأخيرة على غزة ظل مترددا.
وبينما لم تدن الحكومة الحالية إسرائيل بشكل مباشر، خوفا من تأثير ذلك على علاقتها بواشنطن، دعت المعارضة، خاصة من اليسار، إلى موقف أكثر وضوحا في إدانة المجازر الإسرائيلية.
وشهد المجتمع المدني البولندي احتجاجات داعمة لفلسطين، وهذا يضع ضغطا على المرشحين لاتخاذ مواقف أكثر جرأة.
تضع الانتخابات الرئاسية المقبلة البلاد أمام مفترق طرق في السياسات الخارجية، ففوز كل مرشح يفرض سيناريو مختلفا عما إذا فاز الآخرون.
ففي حال فوز تشاسكوفسكي (الليبرالي الأوروبي)، من المنتظر تعزيز علاقات بولندا مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار دعم أوكرانيا، ولكن مع بحث حلول دبلوماسية لإنهاء الحرب، وموقف أكثر انفتاحا تجاه اللاجئين وتحقيق توازن في العلاقات مع واشنطن.
إعلانوفي حال فوز نافروتسكي (القومي المحافظ)، من المتوقع تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، رغم صعوبة التعامل مع إدارة ترامب، وزيادة الإنفاق العسكري، مع إبقاء الدعم لأوكرانيا محدودا، وسياسات أكثر تشددا تجاه المهاجرين واللاجئين.
أما في حال فوز مرشح اليمين المتطرف مينتسن أو براون، فمن المتوقع حصول تقارب أكبر مع روسيا أو تبني سياسة أكثر انعزالية، إضافة إلى وقف الدعم لأوكرانيا وتقليل التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ورفض استقبال اللاجئين وتشديد القوانين الداخلية.
اتجاهات الناخبينأظهر استطلاع "إيبريس" الأخير لبرنامج "إيفينتس" التابع لـ"بولسات" أن رافاو تشاسكوفسكي يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة تأييد تصل إلى 35.7%.
في المقابل، حصل كارول نافروتسكي، مرشح حزب "القانون والعدالة"، على نسبة تأييد بلغت 25.6%، وهذا يشير إلى فارق يبلغ حوالي 10 نقاط مئوية لصالح تشاسكوفسكي.
أما شيمون هوفنا، زعيم حزب "بولندا 2050″، فقد حصل على نسبة تأييد بلغت 15.2%، وهذا يجعله في المرتبة الثالثة بين المرشحين.
وتشير هذه الأرقام إلى أن تشاسكوفسكي قد نجح في تعزيز موقعه الانتخابي، مستفيدا من تراجع شعبية حزب "القانون والعدالة" في الأشهر الأخيرة.
من ناحية أخرى، يعكس دعم هوفنا رغبة شريحة من الناخبين في تبني سياسات وسطية تجمع بين التوجه الأوروبي والإصلاحات الداخلية.
تغيير محتملمع استمرار الحملات الانتخابية، سيظل المشهد السياسي البولندي متغيرا، وقد تلعب المناظرات والفعاليات القادمة دورا حاسما في تحديد توجهات الناخبين النهائية. ومع ذلك، فإن التقدم الحالي لتشاسكوفسكي يشير إلى إمكانية حدوث تغيير في القيادة السياسية لبولندا في الانتخابات المقبلة.
وتشكل الانتخابات الرئاسية البولندية لحظة حاسمة تحدد مستقبل بولندا، ويمتد تأثيرها على المشهد الأوروبي والدولي، في ظل تصاعد التوترات العالمية.
إعلانوستكون قرارات وارسو مؤثرة في ملفات كبرى مثل أوكرانيا، ومستقبل الاتحاد الأوروبي، وستكشف والنتائج ما إذا كانت بولندا ستواصل مسارها الحالي أم ستتجه نحو نهج قومي أكثر انعزالا.