نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، أعده الكاتب جيفورج ميرزيان، تحدثت فيه عن اعتراف الصحافة الأمريكية بفشل الهجوم الأوكراني، ما قد يولّد مشاكل كبيرة لزيلنسكي داخل الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التقارير الصادّرة عن وسائل الإعلام الغربية تعكس انهيار آلة الدعاية الغربية.



"الفشل"

وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن "توقّع الانتصار وتعليق أمل على تخلي الجنود الروس عن خنادقهم وهروبهم من ساحة المعركة ظلت مجرد تخيلات تبددت مع الهجوم".

ومن جهتها، كتبت إذاعة "إن بي سي نيوز" أن أوكرانيا واجهت مقاومة شديدة من القوات الروسية التي زرعت مئات الألغام على خط المواجهة، وأقامت حواجز مضادة للدبابات وحفرت صفوفا من الخنادق الدفاعية.

وأورد موقع "فوكس" أنه "بفضل التحصينات الروسية الهائلة لم تستطع كييف وقواتها المدرّبة حديثا مجابهة عمليات الأسلحة المشتركة على نطاق واسع، التي تم خلالها التنسيق بين القوات وجميع أنواع الأسلحة المختلفة لاختراق الخطوط الروسية. ونتيجة لذلك، تكبدت القوات المسلحة الأوكرانية خسائر فادحة".

وقد وصف السيناتور الأمريكي تومي تابيرفيل القوات الأوكرانية بأنها "فريق من طلاب المدارس الابتدائية" غير القادرين على كسب الحرب دون قوات الناتو.

تراجع تأييد كييف

ذكرت شبكة "سي إن إن" أن الهجوم الأوكراني المتعثّر يمكن أن يؤثر سلبًا على شعبية زيلينيسكي داخل الولايات المتحدة، خاصة بين صفوف المواطنين الأمريكيين. وحسب استطلاعات الرأي، فإن مستوى الدعم لتدخل واشنطن في الصراع الأوكراني وكذلك رغبة دافعي الضرائب في تمويل هذه الحرب تراجعت، ويتجلى ذلك في معارضة حوالي 55 بالمئة من الأمريكيين تخصيص الكونغرس أموالا إضافية لتمويل أوكرانيا.ويشكّل هؤلاء المواطنون القاعدة الانتخابية للرئاسيات السنة المقبلة.

ونقلت الصحيفة عن ديمتري سوسلوف، نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، أنه "عادة ما يهيمن جدول الأعمال الداخلي على الحملة الانتخابية. ومع ذلك، أصبحت الرفاهية الأمريكية - أي الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة - أكثر ارتباطا بالعامل الخارجي. وإذا كان الوضع الاقتصادي الداخلي مزدهرا قبل الانتخابات، فإنه لن يكون للصراع العسكري في أوكرانيا تأثير على الانتخابات".

وأضاف سوسلوف أنه "في حال تدهور الوضع الاقتصادي، سيعطي هذا الفرصة للجمهوريين لاستخدام العامل الأوكراني ولوم بايدن على الأموال التي تخصص لأوكرانيا والحديث عن الأموال المهدورة التي دفعت الولايات المتحدة إلى شفا حرب مع روسيا".

الهجوم على بايدن

وبحسب "بي بي سي"، "فإن الحملة الانتخابية الأمريكية ستنطلق في الربيع. وفي حال لم تتمكن أوكرانيا بحلول ذلك الوقت من إظهار أي نجاحات جادة على ساحة المعركة، فمن المستبعد أن تحافظ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المستوى العالي الحالي من الدعم".

من المتوقع أيضا تقليص الدعم السياسي بعد اعتراف معظم المحللين الأمريكيين بأن الانتصار على روسيا في الصراع الحالي أمر مستحيل. مع مرور كل شهر من الصراع خاصة على خلفية إخفاقات القوات المسلحة لأوكرانيا، يتوحّد المجتمع الروسي ويزيد عدم الرضا عن أوكرانيا في الغرب وتقترب روسيا من أعداء أمريكا. ويترتب عن كل هجوم تنفذه القوات الروسية  فقدان أوكرانيا مناطق جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقاليد الأمريكية تقوم على تعويض الخسائر مع الحفاظ على ماء الوجه في آن واحد وذلك عن طريق خفض تصعيد الصراع الأوكراني، مما يمنح الجيش الروسي الفرصة لإنهاء الحرب الأوكرانية. لكن عن طريق هذه الحرب، جنت واشنطن جملة من الفوائد بعد تمكنها من تدمير العلاقات الروسية الأوروبية، ووضع أوروبا في حالة اعتماد عسكري وسياسي كامل عليها.

وحسب سوسلوف فإن بايدن يتّبع منطقه الشخصي، موضحا أن "إدارة بايدن تعتبر هذا الصراع وجوديا بالنسبة للولايات المتحدة. وعليه من غير المرجح أن تقوم الإدارة، التي استثمرت مئات المليارات من الدولارات فيه ووضعت سمعتها على المحك، بقطع التمويل عن النظام حتى لو لم تكن احتمالات النصر مرتفعة وتكبد الجيش الأوكراني خسائر أكثر".

وأضاف سوسلوف أن حاشية بايدن لا تريد الاعتراف بالهزيمة مع إجماع مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية بأن الضرر الناجم عن الاعتراف بهزيمة الولايات المتحدة يفوق حجم التكاليف التي ينفقونها على دعم الحياة في أوكرانيا. وقد اتبعت الولايات المتحدة هذا المبدأ في العديد من الحالات، آخرها كانت أفغانستان.


آخر خطة بدلية

رجّحت الصحيفة إمكانية أن يحاول بايدن المراوغة، أي إجبار روسيا وأوكرانيا على تجميد الصراع وعقد مفاوضات. وهذه الخطة "ب" التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية في حالة الفشل النهائي للهجوم الأوكراني. وتعتقد واشنطن أنه في حال تم اتخاذ قرار سياسي بتجميد الصراع، فذلك ينبغي أن يحدث بغض النظر عن المصالح الروسية والأهداف التي تقوم عليها العملية العسكرية الروسية.

وأورد سوسلوف أن "الغرب يعتقد أن الأهداف الروسية غير مهمة، وأن موسكو ستوافق في أي لحظة على تجميد الصراع، وأنها ضعيفة ومستعدة لإنهاء الصراع. كان هذا الرأي ليكون مقنعا نهاية العام الماضي على خلفية نجاحات نظام كييف في منطقتي خاركيف وخيرسون، لكن في الوقت الراهن تغير الوضع بشكل جذري لصالح روسيا، وهي حقيقة لا يريد الغرب أخذها بعين الإعتبار".

وبينت الصحيفة أن استياء الأمريكيين جراء الإنفاق على أوكرانيا مستمر وآخذ في التنامي، العامل الذي ينذر بهزيمة جوزيف بايدن في الانتخابات القادمة بسبب عدم قدرته على التكيف مع متطلبات الناخبين، ما ينبئ بوصول وجوه جديدة إلى السلطة يمكنها وقف الإنفاق غير المجدي على نظام كييف.

وفي ختام التقرير، نبّه سوسلوف إلى أن هذا التخفيض الجذري ممكن فقط في حال دفعت الدولة العميقة الإدارة المقبلة إلى إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة بايدن روسيا الولايات المتحدة روسيا بوتين بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی حال

إقرأ أيضاً:

عاجل.. حادث تصادم ضخم بين 100 سيارة بولاية أوريجون الأمريكية (فيديو)

شهدت ولاية أوريجون الأمريكية حادث تصادم ضخم بين 100 سيارة على الطريق السريع نتيجة ظروف انقطاع التيار الكهربائي بسبب الظروف الجوية والعاصفة الثلجية التي اجتاحت بعض الولايات الأمريكية، بحسب «US Today» الأمريكية.

وقال مكتب عمدة مدينة مولتنوماه بولاية أوريجون، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن سيارة اشتعلت فيها النيران، لكن الجميع تمكنوا من الفرار منها، ووردت تقارير عن وقوع إصابات وسط الحادث، وكان المستجيبون يتنقلون من سيارة إلى أخرى للتحقق من الأشخاص، الذين علق بعضهم في سياراتهم.

وقال مكتب عمدة المدينة: «ننصح الجميع بالبقاء في سياراتهم من أجل سلامتهم ما لم يكن هناك سبب واضح أو فوري لعدم القيام بذلك».

وتم إغلاق الشوارع المتجهة غربًا على بعد 3 أميال غرب شلالات مولتنوماه بسبب الحادث.

إغلاقًا طويل الأمد

وقالت وزارة النقل في ولاية أوريجون إن هذا قد يكون «إغلاقًا طويل الأمد» بسبب الطقس، وقالت وزارة النقل لاحقًا إن الطريق السريع تم إغلاقه أيضًا في كلا الاتجاهين بين أونتاريو ومدينة بيكر في الجزء الشرقي من الولاية بسبب انخفاض مستوى الرؤية إلى أقل من 500 قدم بسبب هبوب الثلوج.

وتعاني أجزاء عدة من الولايات الأمريكية من موجة قاسية من الطقس السيء والثلوج، وقال خبراء الأرصاد الجوية إن ثلوجًا يتراوح سمكها بين 2 و5 بوصات قد تتساقط مع هبات رياح تصل سرعتها إلى 60 ميلاً في الساعة في بعض الأماكن بولاية أوريجون.

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • تسجيل أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور بولاية وايومينج الأمريكية
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة في دونيتسك شرق أوكرانيا
  • الحرب الاقتصادية الأمريكية على اليمن على ضوء التجربة الروسية الإيرانية
  • واشنطن لا تستبعد انضمام أوكرانيا للناتو
  • عاجل.. حادث تصادم ضخم بين 100 سيارة بولاية أوريجون الأمريكية (فيديو)
  • بعد استبعادها من المحادثات الأمريكية الروسية.. أوروبا تحذر ترامب من أي اتفاق “خلف ظهرها” بشأن أوكرانيا
  • الحرب الاقتصادية الأمريكية على اليمن.. كيف يمكن الاستفادة من التجربة الروسية الإيرانية؟
  • أوروبا بين مطرقة ترامب وسندان الحرب الروسية الأوكرانية