الطريقة السليمة لغسل الفواكه والخضروات لتنظيفها من المبيدات
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
وسط جدل مستمر حول مدى تلوث ما نتناوله من غذاء بالمبيدات الحشرية وما يمكن أن يترتب على هذا من مخاطر صحية، أشارت دراسة حديثة إلى أن غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها لا يضمن إزالة مختلف المواد الكيميائية السامة التي يشيع استخدامها في الزراعة.
وكشفت دراسة منشورة بمجلة نانو ليترز Nano Letters الصادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية أن خطر امتصاص الخضروات والفاكهة للمبيدات الحشرية ”لا يمكن تجنبه بمجرد الغسيل".
وتشمل هذه المواد الخطرة مبيدات الآفات العضوية الفوسفاتية، التي ثبت أن لها "تأثيرات على النمو العصبي"، ومبيدات الحشرات الكارباميتية، التي لها أيضا "تأثيرات على الجهاز التناسلي ونمو الجنين"، وفقًا لموقع فوود أند واين المتخصص في صناعة الأغذية. وباستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، وجد الباحثون أن المبيدات تخترق طبقة القشر إلى طبقة اللب.
ويقول الأستاذ في كلية المواد والكيمياء في جامعة آنهوي الزراعية في الصين وأحد مؤلفي الورقة البحثية، دونغدونغ يي: ”تسعى هذه الدراسة التي تقع في مجال سلامة الأغذية الواسع إلى تقديم إرشادات صحية للمستهلكين. بدلاً من تعزيز التخوف الذي لا داعي له، يفترض البحث أن التقشير يمكن أن يزيل جميع بقايا المبيدات الحشرية تقريبًا بشكل فعال، على عكس الممارسة الموصى بها في كثير من الأحيان وهي الغسل".
وتتضارب النتائج بشأن حجم المخاطر، بحسب موقع صحيفة الغارديان. فبينما أشارت تقارير إلى أن حوالي 20 بالمئة من الفاكهة والخضروات المعروضة في الأسواق تحمل بقايا مبيدات الآفات بمستويات "تشكل مخاطر كبيرة" على المستهلكين، يؤكد برنامج تابع لوزارة الزراعة الأمريكية أن 99 بالمئة من الأطعمة التي تم اختبارها تحتوي على بقايا تقع ضمن الحدود القانونية ولا تشكل ”خطرًا على صحة المستهلكين".
وأظهرت الأبحاث أن تنظيف المنتجات الطازجة بالفرشاة وفركها تحت الماء الجاري البارد يتسم بنفس فعالية استخدام محلول الخل لتقليل البكتيريا الموجودة على أسطح المنتجات الطازجة، وفقًا لموقع Health الصحي. ولكن بالنسبة لمحاولة التخلص من آي آثار محتملة للمبيدات الحشرية، ”فالتقشير أفضل من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون: هل تشكل البكتيريا المرآتية تهديدا بفناء البشرية؟
قالت صحيفة لوموند إن مجموعة من العلماء، بينهم شخصيات بارزة وحاصلون على جائزة نوبل، أطلقوا دعوة عالمية لمناقشة المخاطر المحتملة للتجارب البحثية المتعلقة بالبكتيريا المرآتية لما يمكن أن يثيره استخدامها بشكل غير مسؤول أو دون رقابة من مخاطر القضاء على الحياة على وجه الأرض.
وتأتي هذه الدعوة -حسب تحقيق مطول بالصحيفة أعده ناتانيال هيرزبيرج وديفيد لاروسيري- بعد تسارع التقدم العلمي في مجال الكائنات الاصطناعية الدقيقة القادرة على القضاء على الحياة إذا تم تطويرها، مما أثار مخاوف من إمكانية استخدامها بشكل غير مسؤول.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير أميركي: صاروخ "أوريشنيك" الروسي خبر سيئ للناتوlist 2 of 2إسرائيل هيوم: هذا هو المرشح الأبرز لرئاسة الشاباك خلفا لرونين بارend of listوعرف التحقيق "البكتيريا المرآتية" بأنها فكرة علمية افتراضية تعتمد على عكس التركيب الجزيئي للكائنات الحية، إذ تتميز الجزيئات الحيوية مثل البروتينات والحمض النووي بوجود "شخصية يمينية أو يسارية"، في ظاهرة تسمى "الكيرالية"، وفي الطبيعة اختارت الحياة العمل مع شكل واحد فقط من هذه الجزيئات، ويتساءل العلماء الآن: ماذا سيحدث إذا تم إنشاء كائنات تستخدم الشكل المعاكس أو "المرآتي" لهذه الجزيئات؟
وقد تكون هذه الكائنات إذا أُنتجت -حسب التقرير- قادرة على البقاء في بيئة طبيعية دون أن يتم اكتشافها أو مقاومتها من قبل أنظمة المناعة، وبالتالي يمكن أن تتسبب في كوارث صحية وبيئية كبيرة.
إعلان سيناريو مرعبوفي سيناريو متخيل، يتصور العلماء أن يبدأ الأمر بمشكلة بسيطة وغير ملحوظة في بدلة واقية، يمرض الباحث الذي كان يستعملها ثم يمرض آخر فيعزلان، ولكن العدوى تنتشر بسرعة وتصبح وباءً، فتم التعرف على نوع البكتيريا، ولكن الأطباء يبقون عاجزين عن محاربته، إذ لا تؤثر فيه المضادات الحيوية، لتعلن منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية، ثم تصاب الحيوانات بالمرض نفسه، وتأخذ الحشرات على عاتقها نشر المرض الغامض أينما هبطت.
وفي هذا السياق، قام 38 عالما بقيادة فان كوبر وديفيد ريلمان بنشر مقال في مجلة "ساينس" يدعون فيه إلى ضرورة التفكير الجدي في أخطار هذه التكنولوجيا، وحذروا من أن القدرة على تصنيع هذه الكائنات قد تصبح ممكنة في غضون عقود قليلة، مما يضع البشرية أمام خطر لم يسبق له مثيل.
ويقول ريلمان "لقد درست المخاطر الصحية طوال مسيرتي، لكن لم يسبق لي أن واجهت مشكلة بهذا الحجم وبهذه الدرجة من الخطورة"، ويضيف كوبر "رغم أننا لا نعرف متى ستصبح هذه التكنولوجيا ممكنة، فإنه من الأفضل أن نتجنب تصنيعها بالكامل".
شهدت السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في البحث المتعلق بالبكتيريا المرآتية، إذ قام العالم الصيني تينغ زو بابتكار أدوات جزيئية مرآتية تُمكن العلماء من عكس الوظائف البيولوجية الطبيعية، وفي عام 2025 أعلنت فرق علمية في اليابان عن تطوير أول نسخة من "الريبوسوم"، وهو آلة داخل الخلية مسؤولة عن إنتاج البروتينات، مما يجعل الخطوة نحو تطوير كائنات مرآتية أقرب إلى الواقع.
ويحذر العلماء من وقوع سيناريوهات مرعبة إذا خرجت هذه التكنولوجيا عن السيطرة، لأن البكتيريا المرآتية، إذا أُطلقت في البيئة، قد تكون قادرة على التغلّب على أنظمة المناعة البشرية والحيوانية، وبالتالي قد تتسبب في انهيار النظام البيئي، كما أن الأدوية والمضادات الحيوية الحالية لن تكون قادرة على التعامل مع كائنات مرآتية جديدة، يقول العلماء إن هذه الكائنات قد تؤدي إلى أزمة عالمية تتجاوز التصور.
إعلان
مجال علمي واعد ولكن
ورغم أن العلماء يعترفون بأن الأبحاث في هذا المجال قد تؤدي إلى اكتشافات طبية ثورية، مثل تحسين فعالية الأدوية، فإنهم يطالبون بوضع قيود صارمة على التجارب التي تهدف إلى خلق كائنات قادرة على التكاثر ذاتيا، ويدعون لنقاش عالمي يشمل الباحثين وصناع القرار والمؤسسات الدولية لوضع إطار أخلاقي وقانوني لهذه التكنولوجيا.
من المتوقع أن يعقد أول مؤتمر دولي لمناقشة هذه القضية في يونيو/حزيران المقبل في "معهد باستور" في باريس بمشاركة علماء وسياسيين وخبراء قانونيين، وسوف يليه مؤتمران آخران في مانشستر وسنغافورة، وذلك من أجل الوصول إلى اتفاق عالمي على كيفية مراقبة وتوجيه هذه الأبحاث، ومنع استخدامها بشكل قد يؤدي إلى كوارث.
وخلصت الصحيفة إلى أن البكتيريا المرآتية رغم أنها تمثل مجالا علميا واعدا لفهم أصول الحياة وتطوير الأدوية، فإنها قد تضع البشرية في الوقت نفسه أمام تهديد وجودي لم يسبق له مثيل، ولذلك فالخيار الوحيد أمام المجتمع العلمي هو التحرك بحكمة وتنظيم لمواجهة المستقبل بحذر قبل أن تصبح هذه التكنولوجيا سلاحا ضد الإنسانية.