شمسان بوست / متابعات:

شهد اليمن تطورا نوعيا في مجال خدمة الإنترنت جاء بكل المقاييس استثناء من الأوضاع بالغة السوء التي يشهدها في مختلف المجالات وخصوصا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي حيث يواجه البلد أزمة مالية حادّة أثّرت على مستوى عيش سكانه وقدرتهم على الوصول إلى مختلف الخدمات الأساسية من صحّة وتعليم وغيرها.

وأعلنت شركة ستارلينك المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك عن إطلاق خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن الذي يصبح بذلك أول بلد في الشرق الأوسط يحصل على هذه الخدمة، الأمر الذي انتقده المتمردون اليمنيون بشدة.

لكنّ هذا التطور النوعي سرعان ما دخل مزاد الجدل السياسي المشتعل في البلد حول مختلف الملفات والقضايا، وتحوّل إلى مصدر خلاف إضافي بين السلطة الشرعية والحكومة التابعة لها والمعترف بها دوليا، من جهة، وجماعة الحوثي المسيطرة على مساحات شاسعة من اليمن تقيم عليها سلطة موازية، من جهة مقابلة.

واعترض الحوثيون بشدّة على إطلاق الخدمة الجديدة التي من شأنها أن تفقدهم السيطرة على خدمة الإنترنت والتحكم بها وفرض الرقابة عليها، كما ستحرمهم من العوائد المالية التي تتأتّى لهم من إدارتها.

وكان الصراع الاقتصادي والمالي بين الشرعية والحوثيين على رأس الملفات التي اشتغل عليها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في نطاق جهوده لإطلاق عملية سلام في البلد.

ونجح خلال الفترة الأخيرة في نزع فتيل صراع كبير بين الطرفين عندما بذل مساعي بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لوقف إجراءات عقابية كانت الحكومة المعترف بها دوليا قد أقرّتها ضدّ عدد من المصارف لإجبارها على نقل مقراتها الرئيسية وتحويل نشاطها من مناطق سيطرة الحوثي إلى مناطق الشرعية.

وكتبت الشركة المذكورة على منصة إكس “ستارلينك متوفر الآن في اليمن”. وتُظهر خريطة على الموقع الرسمي للشركة أن اليمن الذي يشهد نزاعا منذ 2014، هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خدمتها.

ونظام ستارلينك الذي يتصل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية تابع لشركة سبايس إكس المملوكة لأثرى أثرياء العالم إيلون ماسك وتنتشر خدماته في البلدان التي تعاني حروبا وتتأثر فيها خدمات الاتصالات والإنترنت.

وفي السادس من أغسطس الماضي أقرّت الحكومة اليمنية إطلاق الخدمة، وفق ما أفادت وكالة أنباء سبأ الرسمية حينها. وقالت إن ذلك سيحصل “من خلال نقاط بيع المؤسسة الموزعة” التي ستقدم “كافة الخدمات من بيع الأجهزة وتفعيلها وتسديد رسوم الاشتراك بأسعار مناسبة وتقديم خدمات أخرى منها الدعم الفني المباشر”.

وتتيح شبكة ستارلينك المتصلة بأقمار اصطناعية ذات مدار أرضي منخفض، توفير الإنترنت السريع في مناطق نائية أو مواقع تعطلت فيها البنية التحتية لخدمة الاتصالات العادية.

ويعاني اليمن مترامي الأطراف من تردي البنى التحتية وخدمات الاتصالات، بعد عشر سنوات من نزاع بين الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف وتسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وهنأت السفارة الأميركية في اليمن عبر منصة إكس اليمن بالحصول على الخدمة معتبرة أن “هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم”.

لكنّ الحوثيين الذين تستهدفهم الولايات المتحدة بضربات منذ يناير ردا على هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر انتقدوا منشور السفارة الأميركية وأعربوا عن استيائهم من إطلاق الخدمة.




وتقول الحكومة اليمنية إن تشغيل الإنترنت الفضائي يهدف إلى تعزيز جودة الاتصال وتوسيع نطاق التغطية الرقمية وعزل خدمة الإنترنت عن رقابة جماعة الحوثي التي تتحكم بها منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

كما تهدف، بحسب الحكومة، إلى تأمين الاتصالات العسكرية على غرار التجربة الأوكرانية، فضلا عن فتح نوافذ إلكترونية للتعليم عن بعد وتمكين الطلاب في مناطق الحوثيين من الالتحاق بالدراسة النظامية.

وعلى الطرف المقابل نددت وزارة الاتصالات الحوثية بإدخال خدمات ستارلينك لليمن وقالت إنه “يضر بالأمن القومي”. ونقلت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء عن مصدر بالوزارة قوله إن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أيّ منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”.

كما انتقد العضو في المكتب السياسي لحركة أنصارالله الحوثية محمد البخيتي على إكس، إعلان السفارة الأميركية معتبرا أنه يؤكد علاقة إطلاق ستارلينك “بالحرب التي تشنها أميركا على اليمن مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتطال مدارات الفضاء الخارجي لأول مرة في التاريخ”.

وقال كبير محللي الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي الأميركية محمد الباشا إن سلطات الحوثيين “تسيطر حاليا على مزود الإنترنت في اليمن وتفرض عليه رقابة شديدة”.

ومنذ نوفمبر الماضي يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة فيه.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

“ستارلينك” في اليمن.. للتجسس أم لتحسين الإنترنت؟

“ستارلينك” متاح في اليمن” هكذا أعلن المليونير الأميركي ومالك شركة “سبيس إكس” إيلون ماسك أمس الأربعاء في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس عن تدشين خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في اليمن.

وقالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحكومة اليمنية في عدن ” إنه في خطوة نوعية لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للحكومة الشرعية في اليمن عن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في المناطق المحررة”.

 

Starlink available in Yemen! https://t.co/JC1abSA6F8

— Elon Musk (@elonmusk) September 17, 2024

وأضافت أن ذلك “يأتي في إطار جهود الوزارة لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراع وتحسين خدمات الاتصالات في ظل الظروف الراهنة”.

لكن هذا الإعلان لم يعجب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، وأعلنت رفضها لهذا الاتفاق، وقالت في بيان نشرته عبر صفحتها على الفيسبوك إن “سماح مرتزقة العدوان لشركة “ستارلينك” بتقديم خدمات الإنترنت بالمناطق المحتلة انتهاك صارخ لسيادة اليمن”، وفق تعبيره.

وأضاف البيان أن تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم.

في المقابل كانت السفارة الأميركية لدى اليمن من أوائل المرحبين بهذا الإعلان وقالت في تدوينة عبر حسابها على منصة إكس: تهانينا لليمن لكونها أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك!.

تهانينا لـ #اليمن لكونها أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من #ستارلينك! يوضح هذا الإنجاز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصًا جديدة وتدفع عجلة التقدم. كما أكد وزير الخارجية بلينكن سابقا إلى أن التكنولوجيا تعمل على إعادة تشكيل… https://t.co/3L2oRhOC6c

— U.S. Embassy Yemen السفارة الأمريكية لدى اليمن (@USEmbassyYemen) September 18, 2024

وأضافت: “يوضح هذا الإنجاز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم”.

هذا الإعلان عن إطلاق خدمة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي في اليمن أثار حالة من الجدل بين المؤيدين للحكومة اليمنية وبين أنصار جماعة الحوثي على منصات التواصل.

حيث أبدى ناشطون مؤيدون لجماعة الحوثي استغرابهم من وقت إعلان تقديم خدمة “ستارلينك” في هذا التوقيت، خاصة أنه يأتي في ظل دخول الجماعة اليمنية بمواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي نصرة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

احد الأدوات والوسائل الذي يستخدمها الاستعمار .ك مواطن يمني اطالب البرلمان ب اصدار قرار حازم وكذلك التأكيد على اتخاذ كل الإجراءات اللازمه للحفاظ على السيادة الوطنيه .

— نشوان الشاوشNashwan Alshawsh (@AlshawshNashwan) September 18, 2024

وقال أحد المدونين: “بصفتي مواطنا يمنيا أعلن رفضي التام لوجود خدمة ستارلينك في اليمن، لأنني أدرك تماما أن هذه الخدمة مدعومة من العدو الصهيوني والأميركيين، الذين لا يحملون أي نية خير تجاه بلدنا، وأن هدفهم من هذه الخدمة واضح، وهو استهدافنا عسكريا، ثقافيا، أمنيا، واقتصاديا، ونحن على وعي تام بهذا المخطط”.

وأضاف آخرون أن الإعلان عن إطلاق الخدمة في هذا التوقيت يأتي “لتسهيل عملية التجسس وتحديد أماكن الصواريخ التي سيستخدمها الحوثي في استهداف إسرائيل”.

جميعنا نعرف ان أجهزة ستارلينك
هي ارتباط مباشر مع السي آي أيه بدون أي رقابة من أحد
ولكن المصيبة أن هناك تعطش لإقتنائه
هل تعلمون ما هو السبب لاتعطش البعض لإقتنائه!!
هو النهب الحاصل منكم وإضعافكم لسرعة النت ويعتبر اغلى واردى إنترنت في العالم
راجعوا سياستكم نصيحة

— غزوان (@ghazwanali711) September 18, 2024

في المقابل رأى من يؤيد دخول خدمة “ستارلينك” إلى اليمن، أنها حجر أساس لكسر احتكار شركة الاتصالات اليمنية الواقعة تحت نطاق سيطرة الحوثيين وسيتوفر المزيد والمزيد من الخيارات في المستقبل، وفق تعبيرهم.

وتساءل يمنيون لماذا هذا الخوف من أجهزة “ستارلينك” خاصة أنهم يستخدمون خدمة الإنترنت منذ سنوات، وتساءلوا أيضا “ألا يحق للمواطن اليمني أن يتعلم أكثر ويكتشف كيف العالم يتطور من حوله أم مكتوب عليه أن يظل يعيش في ظل احتكار الشركة المحلية؟”.

لماذا هذا الخوف من أجهزه ستارلينك نحن نستخدمها منذو سنوات الا يحق للمواطن اليمني ان يتعلم اكثر ويكتشف كيف العالم يتطور من حوله ام مكتوب علينا ان نظل علي نظام يمن نت التي تنهب وتسرق المواطن وهو لايملك قوت يومه لماذا في جنوب اليمن نستخدمه دون خوف او قلق اذا بعد وصولنا لشمال علينا…

— ּا̍ڵــڜــٰا̍مۘــڂۡــہ♥️ (@shomokh774) September 19, 2024

وهناك أيضا من حمّل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثي المسؤولية عن دخول “ستارلينك” إلى اليمن، وعللوا ذلك بالقول: هناك حاجة ماسة لتحسين خدمات الإنترنت الحالية. ندعوكم لخفض أسعار الإنترنت وتوسيع خدمات الجيل الرابع في كافة المحافظات، بما فيها صعدة. إذا تم تحسين الشبكات المحلية، فلن تكون هناك حاجة للشبكات الفضائية مثل “ستارلينك”.

وزارة الاتصالات يجب أن تعيد النظر في خدمات وأسعار الإنترنت المحلية من خلال زيادة سرعة الفورجي وتخفيض أسعار النت لأن المواطن يحتاج إلى خدمة جيدة وسعر معقول وهذا أكبر إجراء لمنع ستارلينك وحماية المواطنين أما باقات الصباح وبعد نصف الليل ستؤدي إلى إجبار المواطنين للبحث عن بدائل.

— Saad Rassam (@SaadMRassam1) September 18, 2024

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

مقالات مشابهة

  • إطلاق "ستارلينك" في اليمن.. للتجسس أم لتحسين الإنترنت؟
  • بين الترحيب والرفض.. إطلاق "ستارلينك" في اليمن يُثير الجدل
  • أغضبت الحوثيين.. ستارلينك تطلق "الإنترنت الفضائي" في اليمن
  • “ستارلينك” في اليمن.. للتجسس أم لتحسين الإنترنت؟
  • لدعم إسرائيل أم لتحسين الإنترنت؟.. توقيت إطلاق ستارلينك يثير الجدل في اليمن
  • اليمن تُصبح أول دولة عربية تشغّل الإنترنت الفضائي “ستارلينك” من سبيس إكس
  • أول رد حوثي رسمي على إعلان الشرعية إدخال الإنترنت الفضائي ”ستارلينك” اليمن
  • ستارلينك "تعلن" إطلاق خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن
  • الاعلان عن دخول الإنترنت الفضائي ''ستارلينك'' الخدمة رسميا في اليمن.. بكم سعر الإشتراك؟