الإنترنت مدار صراع جديد بين الشرعية والحوثيين (تقرير)
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
شهد اليمن تطورا نوعيا في مجال خدمة الإنترنت جاء بكل المقاييس استثناء من الأوضاع بالغة السوء التي يشهدها في مختلف المجالات وخصوصا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي حيث يواجه البلد أزمة مالية حادّة أثّرت على مستوى عيش سكانه وقدرتهم على الوصول إلى مختلف الخدمات الأساسية من صحّة وتعليم وغيرها.
وأعلنت شركة ستارلينك المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك عن إطلاق خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن الذي يصبح بذلك أول بلد في الشرق الأوسط يحصل على هذه الخدمة، الأمر الذي انتقده المتمردون اليمنيون بشدة.
لكنّ هذا التطور النوعي سرعان ما دخل مزاد الجدل السياسي المشتعل في البلد حول مختلف الملفات والقضايا، وتحوّل إلى مصدر خلاف إضافي بين السلطة الشرعية والحكومة التابعة لها والمعترف بها دوليا، من جهة، وجماعة الحوثي المسيطرة على مساحات شاسعة من اليمن تقيم عليها سلطة موازية، من جهة مقابلة.
واعترض الحوثيون بشدّة على إطلاق الخدمة الجديدة التي من شأنها أن تفقدهم السيطرة على خدمة الإنترنت والتحكم بها وفرض الرقابة عليها، كما ستحرمهم من العوائد المالية التي تتأتّى لهم من إدارتها.
وكان الصراع الاقتصادي والمالي بين الشرعية والحوثيين على رأس الملفات التي اشتغل عليها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في نطاق جهوده لإطلاق عملية سلام في البلد.
ونجح خلال الفترة الأخيرة في نزع فتيل صراع كبير بين الطرفين عندما بذل مساعي بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لوقف إجراءات عقابية كانت الحكومة المعترف بها دوليا قد أقرّتها ضدّ عدد من المصارف لإجبارها على نقل مقراتها الرئيسية وتحويل نشاطها من مناطق سيطرة الحوثي إلى مناطق الشرعية.
وكتبت الشركة المذكورة على منصة إكس “ستارلينك متوفر الآن في اليمن”. وتُظهر خريطة على الموقع الرسمي للشركة أن اليمن الذي يشهد نزاعا منذ 2014، هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خدمتها.
ونظام ستارلينك الذي يتصل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية تابع لشركة سبايس إكس المملوكة لأثرى أثرياء العالم إيلون ماسك وتنتشر خدماته في البلدان التي تعاني حروبا وتتأثر فيها خدمات الاتصالات والإنترنت.
وفي السادس من أغسطس الماضي أقرّت الحكومة اليمنية إطلاق الخدمة، وفق ما أفادت وكالة أنباء سبأ الرسمية حينها. وقالت إن ذلك سيحصل “من خلال نقاط بيع المؤسسة الموزعة” التي ستقدم “كافة الخدمات من بيع الأجهزة وتفعيلها وتسديد رسوم الاشتراك بأسعار مناسبة وتقديم خدمات أخرى منها الدعم الفني المباشر”.
وتتيح شبكة ستارلينك المتصلة بأقمار اصطناعية ذات مدار أرضي منخفض، توفير الإنترنت السريع في مناطق نائية أو مواقع تعطلت فيها البنية التحتية لخدمة الاتصالات العادية.
ويعاني اليمن مترامي الأطراف من تردي البنى التحتية وخدمات الاتصالات، بعد عشر سنوات من نزاع بين الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف وتسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وهنأت السفارة الأميركية في اليمن عبر منصة إكس اليمن بالحصول على الخدمة معتبرة أن “هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم”.
لكنّ الحوثيين الذين تستهدفهم الولايات المتحدة بضربات منذ يناير ردا على هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر انتقدوا منشور السفارة الأميركية وأعربوا عن استيائهم من إطلاق الخدمة.
وتقول الحكومة اليمنية إن تشغيل الإنترنت الفضائي يهدف إلى تعزيز جودة الاتصال وتوسيع نطاق التغطية الرقمية وعزل خدمة الإنترنت عن رقابة جماعة الحوثي التي تتحكم بها منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.
كما تهدف، بحسب الحكومة، إلى تأمين الاتصالات العسكرية على غرار التجربة الأوكرانية، فضلا عن فتح نوافذ إلكترونية للتعليم عن بعد وتمكين الطلاب في مناطق الحوثيين من الالتحاق بالدراسة النظامية.
وعلى الطرف المقابل نددت وزارة الاتصالات الحوثية بإدخال خدمات ستارلينك لليمن وقالت إنه “يضر بالأمن القومي”. ونقلت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء عن مصدر بالوزارة قوله إن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أيّ منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”.
كما انتقد العضو في المكتب السياسي لحركة أنصارالله الحوثية محمد البخيتي على إكس، إعلان السفارة الأميركية معتبرا أنه يؤكد علاقة إطلاق ستارلينك “بالحرب التي تشنها أميركا على اليمن مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتطال مدارات الفضاء الخارجي لأول مرة في التاريخ”.
وقال كبير محللي الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي الأميركية محمد الباشا إن سلطات الحوثيين “تسيطر حاليا على مزود الإنترنت في اليمن وتفرض عليه رقابة شديدة”.
ومنذ نوفمبر الماضي يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة فيه.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بعد اتفاق ترودو وترامب.. فورد يوقف قرار إلغاء عقد ستارلينك
أعلن رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، تعليق قرار إلغاء عقد بقيمة 100 مليون دولار مع ستارلينك، وذلك بعد الاتفاق بين رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وقف المواجهة التجارية بين البلدين لمدة 30 يومًا.
وصرّح فورد عبر منصة X: "مع توقف الولايات المتحدة عن فرض التعريفات الجمركية، ستوقف أونتاريو أيضًا إجراءاتنا الانتقامية، لكن إذا استأنف الرئيس ترامب فرض الرسوم، فلن نتردد في إزالة المنتجات الأمريكية من أرفف LCBO أو حظر الشركات الأمريكية من المشتريات الإقليمية".
وأكد فورد أن الولايات المتحدة وكندا بحاجة إلى التكاتف والتركيز على التحديات الاقتصادية الحقيقية، في إشارة إلى التوترات التجارية مع الصين.
القوات الروسية تدمر محطة اتصال "ستارلينك" تابعة للقوات الأوكرانية سبيس إكس تكمل أول مجموعة أقمار صناعية مباشرة إلى الخلايا من ستارلينكوكانت أونتاريو قد أعلنت سابقًا عن إلغاء عقدها مع ستارلينك، المملوكة لإيلون ماسك، بعد فرض إدارة ترامب تعريفة جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية، وجاء هذا القرار ضمن إجراءات انتقامية اتخذتها الحكومة الكندية، شملت فرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية.
وبرّر فورد قراره السابق بمقاطعة الشركات الأمريكية، معتبرًا أن ماسك، بصفته حليفًا لترامب وعضوًا في مجموعة داخل الإدارة الأمريكية تُعنى بخفض التكاليف وإلغاء القيود التنظيمية، متورط بشكل غير مباشر في الإجراءات التي تهدد الاقتصاد الكندي.
وبالإضافة إلى إلغاء العقد، كانت أونتاريو قد قررت حظر جميع الشركات الأمريكية من العقود الإقليمية وأمرت مجلس مراقبة الخمور في المقاطعة (LCBO) بإزالة المنتجات الكحولية المصنوعة في الولايات المتحدة من متاجرها، مما كان سيؤثر على تجارة بقيمة مليار دولار سنويًا.
من جانبه، ردّ ماسك على القرار السابق بفك الارتباط بنشر تعليق مقتضب على منصة X قال فيه: "حسنًا".
ويُذكر أن أونتاريو، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 16 مليون نسمة، تُعد إحدى أكبر المقاطعات الكندية، وتضم مدنًا رئيسية مثل تورنتو وشلالات نياجرا، مما يجعل قراراتها التجارية ذات تأثير واسع النطاق.