المؤتمر العالمي للمرافق 2024 يختتم أعماله في أبوظبي
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
اختتم المؤتمر العالمي للمرافق 2024 فعالياته التي أقيمت على مدى 3 أيام في أبوظبي، وشهدت نقاشات رفيعة المستوى إلى جانب الجلسات الحوارية والعروض التقديمية التي استقطبت أبرز قادة قطاع المرافق العالمية لمناقشة عدة مواضيع رئيسية ذات الصلة بالتحول نحو مستقبل آمن ومستدام لقطاع المرافق، والتي شملت ضرورة فك الارتباط بين النمو الاقتصادي وزيادة الانبعاثات، وتعزيز مرونة الشبكات، وزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة.
وحققت نسخة هذا العام من المؤتمر نجاحاً كبيراً، حيث ركزت أجندة فعالياته على التحديات الملحة التي تواجه قطاعي الطاقة والمياه، مستقطباً ما يزيد عن 12 ألف مشاركاً، و1,400 مندوب، و280 متحدثاً، و180 عارضاً من مختلف أنحاء العالم.
وشهد اليوم الثاني من الحدث جلسة وزارية بعنوان “مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة: من العمل إلى الطموح”، بمشاركة معالي المهندس عويضه مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي؛ ومعالي نورمامت نورمحمدوف، نائب وزير الطاقة في تركمانستان؛ وفرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”؛ والدكتور أدريان بازافان، مستشار الشؤون الخارجية في وزارة الطاقة في رومانيا. وشدد المتحدثون على أهمية التعاون الدولي، وتبني السياسات الواعدة، وزيادة الاستثمارات لجعل الطاقة المتجددة ميسورة التكلفة ومتاحة على نطاق واسع.
وناقشت جلسة أخرى عقدت تحت عنوان “من الميجابايت إلى الميجاواط: قيادة الابتكار والكفاءة في توليد الطاقة” استراتيجيات من شأنها تعزيز الجهود لمواصلة الابتكار وضمان نظام الطاقة المستقبلي. وشارك في الجلسة كلاً من ويل عون، المدير التنفيذي لوحدة الاستراتيجية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وسانتياغو باناليس لوبيز، المدير الإداري لإيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط، وياسر سعيد الشهراني، نائب الرئيس لقسم التجارة في الشركة السعودية لشراء الطاقة؛ وتوماس جواداجنين، المدير الإداري لتوليد الطاقة المرنة والتجزئة والمدير الإقليمي لدول الخليج وباكستان في شركة إنجي الشرق الأوسط للطاقة؛ ولوران لونجيه، الرئيس التنفيذي لشركة سراج باور، إحدى الشركات التابعة لشركة بوزيتيف زيرو، ونيروبا تشاندر، نائب الرئيس لأنظمة الطاقة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شنايدر إلكتريك.
وخلال حديثه في الجلسة، قال سانتياغو باناليس لوبيز، المدير الإداري لإيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط: “تشرفت بكوني من أعضاء اللجنة التنفيذية لمؤتمر المرافق العالمي 2024، والذي طرح في جلساته المتنوعة نقاشات ورؤى تنسجم مع أجندته الاستراتيجية والمستوى الرفيع للمتحدثين المشاركين، بما من شأنه بلورة مستقبل منظومة الطاقة العالمية. وأثق بنجاح المؤتمر في زيادة الوعي وتعزيز جسور التعاون البناء بين جميع الأطراف لتحقيق أهدافنا الطموحة المشتركة.”
وتضمنت أجندة اليوم الثالث العديد من الجلسات، من بينها جلسة القيادة العالمية بعنوان “إطلاق إمكانات اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون”، والتي جمعت قادة القطاع مثل المهندسة نوال الهنائي، مدير إدارة الطاقة المستقبلية في وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات؛ وفرانك ووترز، رئيس تحالف الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدير شبكة MED-GEM؛ والدكتور مالكوم كوك، نائب الرئيس الأول للكيماويات والتقنيات العملية – الشرق الأوسط وتركيا في شركة تيسينكروب؛ وعثمان بن عمر، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في وحدة طاقة الغاز التابعة لجنرال إلكتريك ڤيرنوڤا. وناقشت الجلسة الدور الحاسم للهيدروجين كعنصر محوري في تحول الطاقة، مع التركيز على كيفية تبني القطاعات لحلول الهيدروجين منخفض الكربون لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية وإعادة تشكيل أنظمة الطاقة العالمية.
كما ركزت جلسة أخرى على تبني نهج يتمحور حول العملاء في قطاع المرافق، وذلك بحضور عمر عبد الله الهاشمي، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال النقل والتوزيع في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)؛ والدكتور يوسف الحمادي، الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول في شركة “تبريد”، وأليساندرا باسيني، ممثلة شركة “زهيرو ZHERO” الإيطالية ؛ وديباك رافيندران، الرئيس التنفيذي لشركة كراكن يوتيليتيز. وأكد المشاركون أهمية فهم احتياجات العملاء المتطورة وسلوكياتهم لتحسين تجربتهم، بالإضافة إلى الفرص المتاحة لمقدمي خدمات المرافق لتحسين كفاءة الطاقة من خلال حلول مخصصة.
بالإضافة إلى ذلك، ناقشت جلسة عقدت تحت عنوان “مواجهة تحديات التقطع من خلال حلول التخزين والمرونة”، مشاركة شخصيات بارزة مثل جو ماسترانجيلو، الرئيس التنفيذي لشركة Eos Energy Storage؛ وويم ألين، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في شركة إنجي؛ والبروفيسور فيل هارت، باحث رئيسي في مركز أبحاث الطاقة المتجددة والمستدامة في معهد الابتكار التكنولوجي (TII)؛ وأندرس ليندبرغ، رئيس قطاع الطاقة ونائب الرئيس التنفيذي لشركة Wärtsilä Corporation. واستعرض المشاركون مجموعة من تقنيات التخزين المتقدمة واستراتيجيات التعامل مع تقطع مصادر الطاقة المتجددة، بهدف تسليط الضوء على دور المرونة في ضمان استقرار إمدادات الطاقة.
أما بالنسبة للجانب التقني، استعرض الحدث العالمي أحدث التقنيات المبتكرة في مجالات كفاءة الطاقة والتقاط الكربون وتحديث الشبكات، بما يسهم في دعم الجهود العالمية الرامية إلى بناء مستقبل أكثر استدامة لقطاع المرافق. كما شهد مسرح الابتكار في التكنولوجيا النظيفة تقديم تقنيات تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية مع التركيز على إيجاد حلول لتوليد الطاقة بكفاءة عالية، وذلك بمساهمات من الشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى.
وتواصلت فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2024 إلى 18 سبتمبر الحالي، ليشكل منتدىً هاماً لتشجيع قادة القطاع على مشاركة أفكارهم المستقبلية والتعاون لإيجاد الحلول وتسريع المساعي نحو بناء مستقبل مرن ومستدام لقطاع المرافق، وذلك بمشاركة 180 جهة تستعرض أحدث التقنيات والمنتجات في قطاع المرافق على مستوى الدولة والإمارات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الرئیس التنفیذی لشرکة قطاع المرافق الشرق الأوسط نائب الرئیس فی شرکة
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
اهتمت وسائل إعلام عبرية بتصريحات رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، والتي تحدث فيها عن حق "إسرائيل" في الوجود، وحقها في الدفاع عن نفسها، رغم عدم إدانته لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر لعام 2023، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني، وإدانته للإبادة الجماعية في غزة.
وقال الباحث في معهد ترومان بالجامعة العبرية غيورا أليراز إنّ "إجابات إبراهيم جاءت مفاجئة، لأنه أعلن معارضته لكل أشكال العنف، ملمحا إلى أن خطابه يمحو عقودا قبل السابع من أكتوبر، ويتجاهل محنة الفلسطينيين منذ نكبة 1948، ويغمض عينيه عن تاريخ الاستعمار ويغفر له حتى الإبادة الجماعية".
وتابع ترومان في ورقية بحثية نشرها معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب وترجمته "عربي21": "ينبغي أن نعرف إذا ما كانت تصريحات إبراهيم مجرد تمرين للعلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموحا للتدخل في الشرق الأوسط، أو ربما علامة أولية على تغيير في الاتجاه نحو إسرائيل (..)".
وذكر أنه "من المفارقات أنه عندما انتُخب إبراهيم رئيسا للوزراء أواخر 2022، بعد مسار سياسي طويل، كان من المتوقع أن يخفف من سياسة ماليزيا الصارمة تقليديا تجاه إسرائيل، بزعم أنه لم يشارك في حدة الخطاب المعادي لها على مدة عقود من الزمن، بعكس سلفه الراحل مهاتير محمد".
ولفت إلى أنه "في مواقف سابقة لإبراهيم نستحضر كلمات قالها في مقابلة عام 2012 مع صحيفة وول ستريت جورنال، عندما كان زعيماً بارزاً للمعارضة بأنه يؤيد كل الجهود لحماية أمن دولة إسرائيل، وأكد في الوقت نفسه التزام بلاده العميق بالقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، وأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مشروط باحترامها لتطلعات الفلسطينيين، وحينها لم تتأخر الانتقادات اللاذعة من خصومه السياسيين بسبب تصريحاته غير العادية بشأن قضية أمن تل أبيب، وظلّت ترافقه".
ونوه إلى أنه "هذه المرة أيضا سمعنا انتقادات بعد تصريحاته الأخيرة، لأنها انتشرت على نطاق واسع في شكل مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أنها كانت هذه المرة محدودة نسبيا من حيث النطاق والشدة، حيث ردّ على المنتقدين، متهماً إياهم بخداع الرأي العام، استناداً لمقطع فيديو تم تحريره، وإخراج بعض كلماته من سياقها، مؤكدا أنه لم يتغير شيء؛ وستظل ماليزيا ملتزمة بدعم فلسطين، وحديثه هنا باللغة الماليزية، مجددا تصريحاته القاسية ضد تل أبيب".
وبحسب رئيس الوزراء الماليزي، "من يسأل هل أن إسرائيل موجودة، سيكون الجواب نعم، هي موجودة، لكن ماليزيا لم تعترف بها قانونيا قط، بل فقط بوجودها كحقيقة واقعة، بدليل عدم وجود علاقات دبلوماسية معها، ومن وجهة نظره فالموضوع مغلق".
لكن الباحث الإسرائيلي قال إن "تصريحات إبراهيم تزامنت مع نشر مقال صحفي لكاتب عمود محلي من أصل هندي في ماليزيا، تحت عنوان "لماذا أؤيد موقف أنور إبراهيم بشأن حق إسرائيل في الوجود"، ما يكشف عن حقيقة المواقف السائدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بين الأقليات التي تشكل 40% من سكانها، أكبرها الصينيون، يليهم الهنود".
وزعم الكاتب الهندي، وفق القراءة الإسرائيلية، أنه "يتحدث باسم جميع غير المسلمين في ماليزيا، لأنهم، بشكل عام، وعلى عكس المسلمين فيها، ليس لديهم رأي سلبي تجاه دولة إسرائيل، أو رأي إيجابي للغاية تجاه فلسطين، وينظرون للطرفين كدولتين في حالة حرب، مثل أوكرانيا وروسيا، ونرى "نحن غير المسلمين" أن الحرب في الشرق الأوسط حرب خارجية، لا نريد المشاركة فيها، وعندما نرى اعتقاد المسلمين الصادق بأن الحق مع فلسطين، وأن إسرائيل هي الشريرة، فهم يتخذون هذا الموقف من منطلق التعاطف مع الفلسطينيين".
وأشار أننا "نحن غير المسلمين في ماليزيا" نفهم رغبة المسلمين بأن تلعب بلادنا دوراً أكثر نشاطاً لدعم الفلسطينيين في الصراع، مع أنها فعلت الكثير فيما يتصل بالحرب في الشرق الأوسط، ولكن لأن وضع المسلمين أكثر إثارة للقلق، فإن ماليزيا ليست مضطرة للمشاركة في الحرب باختيار الجانب الأضعف ضد الجانب الأقوى بكثير، وهي إسرائيل، لأننا لسنا متأكدين من الصحيح ومن المخطئ، ولا يمكننا أن ندعم رغبات الفلسطينيين إلا إذا اعتزموا أن يروا ماليزيا وسيطًا للسلام في الصراع".
الكاتب الاسرائيلي يعود ليعتبر أن "كلمات رئيس الوزراء إبراهيم، التي يتفق فيها على أن لدولة إسرائيل الحق بالوجود، والدفاع عن النفس، نقطة انطلاق صحيحة لماليزيا، ما يستدعي التوضيح أن التماهي السياسي والعاطفي مع القضية الفلسطينية، الذي يتسم بقوة في الخطاب السياسي والعام في ماليزيا، يبدو متشابكاً مع البناء القديم للهوية الوطنية لدى أغلبيتها المسلمة التي تزيد عن 50% من السكان، بما من شأنه حشد الشعور بالتضامن الإسلامي الشامل، ومثل هذا البناء تضمن أيضًا نغمات معادية لإسرائيل والغرب والاستعمار، لكنه قد يعتبر مشكلة كبيرة من وجهة نظر الأقليات فيها".
وزعم أن "هذه الأقليات الماليزية قد لا تكون الوحيدة التي تشعر حالياً بعدم الرضا عن وضع بلادهم في ضوء حرب غزة الأخيرة، ناقلا عن أحد باحثي الشؤون الماليزية الذي ينقل عن جماعات المجتمع المدني وشخصيات المعارضة استياءهم من موقف الحكومة تجاه حماس، ومخاوفهم من أن يضرّ بمصالح الدولة، بزعم أن تمويل حماس من قِبَل المنظمات الماليزية المؤيدة للفلسطينيين قد يعرضها للعقوبات من قِبَل الغرب".
واستدرك بالقول إن "تصريحات إبراهيم غير العادية بشأن دولة إسرائيل يمكن أن تكون موجهة للخارج والساحة الدولية، لإصلاح صورته في الغرب، وتخفيف التوتر في علاقاته بالولايات المتحدة بسبب اتصالات بقيادة حماس، ويسعى لتجنب الضغوط نظرا لعلاقاته معها، والإشارة أن بلاده شريكة بجهود السلام في الشرق الأوسط، وتتخذ موقفا داعما لجهود السلام من خلال الاتصال بالجسم السياسي للحركة، دون تدخل بأنشطتها العسكرية، زاعما أن علاقاته بها يمنحه ميزة بمحاولة تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وزعم أنه "في الممارسة العملية، فإن خطاب إبراهيم يصرخ بالتناقضات؛ خاصة صمته المطبق إزاء هجوم حماس الدموي في السابع من أكتوبر، مقابل الصراحة الكبيرة بإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعوته على منصة القمة العربية الإسلامية في الرياض لبناء إجماع يحمل المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة ضد دولة الاحتلال، وصولا لطردها من الأمم المتحدة".
وختم بالقول إننا "سنضطر للانتظار حتى نفهم ما إذا كانت التصريحات غير العادية لإبراهيم التي مجرد حادثة عابرة، أو تمرين في العلاقات العامة على الساحة العالمية، أو طموح للانخراط في الشرق الأوسط، أو ربما إشارة أولية لتغيير في الاتجاه".