بعمر الـ80.. أميركي مصاب بمتلازمة باركنسون يحقق حلمه بالسفر إلى الفضاء
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تمكّن الأميركي جون جودوين البالغ من العمر 80 عاما والمصاب بمتلازمة باركنسون من تحقيق حلمه بالذهاب إلى الفضاء ضمن رحلة نظمتها شركة "فيرجن غالاكتيك" الأميركية أمس الخميس.
وأعلنت الشركة عن نجاح رحلتها الفضائية التجارية التي كان على متنها طيارون ومدنيون واستمرت قرابة 60 دقيقة، وعودتها إلى الأرض بسلام على نفس المدرج الذي أقلعت منه في ولاية نيو مكسيكو.
That magical moment when your dreams comes true #Galactic02 pic.twitter.com/k5NsNlXb6u
— Virgin Galactic (@virgingalactic) August 10, 2023
ووثقت مقاطع فيديو إلى جانب بث مباشر نشرته الشركة عبر حسابها على منصات التواصل الاجتماعي؛ العد التنازلي للانطلاق وترقب المشاركين وتأهبهم للحظة الانطلاق وسعادتهم الغامرة بالرحلة الثالثة التي تطلقها الشركة هذا العام.
Welcome back to Earth, #Galactic02! Our pilots, crew and spaceship have landed smoothly at Spaceport America, New Mexico. pic.twitter.com/rzV1iyvmBA
— Virgin Galactic (@virgingalactic) August 10, 2023
Amazing watching #Galactic02 with Keisha and Anastatia’s family in Antigua and Barbuda. Tears of joy! https://t.co/oJb9bw6ggk @virgingalactic pic.twitter.com/lCQjnnN4yE
— Richard Branson (@richardbranson) August 10, 2023
ووفق الشركة التي حرصت على تعريف طياريها عبر منصات التواصل، فقد جاء من بينهم أول امرأة تقود سفينة فضائية تجارية وهي كيلي لاتيمر.
كما ذكرت الشركة أن الرحلة حملت على متنها، جون جودوين الذي احتفي به لكونه ثاني شخص بعمر الـ80 مصاب بمتلازمة باركنسون يحقق حلمه بالذهاب إلى الفضاء، وامرأة أربعينية هي كيشا شاف برفقة ابنتها أنستاتيا مايزر وهما أول أم وابنتها يسافران إلى الفضاء معا.
A few #Galactic02 milestones: https://t.co/oJb9bw6ggk
• 1st female astronauts from the Caribbean
• 1st mother-daughter duo in space
• Youngest person in space
• First Olympian in space
• @VirginGalactic's 7th spaceflight, 3rd this year & 1st with all private astronauts! pic.twitter.com/JyRNIFlDWL
— Richard Branson (@richardbranson) August 11, 2023
وتعد رحلة أمس الخميس التي طال انتظارها تتويجا لوعد عمره ما يقرب من عقدين من الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس فيرجن غالاكتيك، لجلب السياح إلى الفضاء، ومنحهم الفرصة لتجربة انعدام الوزن ورؤية الأرض من بعيد.
وجون جودوين هو أول لاعب أولمبي يقوم بهذه الرحلة، بعد أن شارك في التجديف في ألعاب ميونيخ الصيفية عام 1972، وقد تم تشخيص إصابته بمتلازمة باركنسون عام 2014.
ويكرس جون جهوده لزيادة الوعي بمرض باركنسون وأهمية البحث في إيجاد علاج، ويأمل أن تساعد مشاركته في رحلة الفضاء في تسليط الضوء على الحالة.
وقال جون "الرحلة كانت بلا شك أكثر أيام حياتي إثارة. لقد كان أمرا لا يصدق وما زلت مندهشا".
وأضاف "عندما تم تشخيص إصابتي بمرض باركنسون عام 2014، كنت مصمما على عدم السماح له بالوقوف في طريق عيش الحياة على أكمل وجه. آمل أن يلهم هذا كل الآخرين الذين يواجهون الشدائد".
ومتلازمة باركنسون هي اضطراب يتفاقم تدريجيا ويؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب.
وتبدأ أعراض المرض ببطء وقد يكون أولها ظهورا رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط، لكن الاضطراب قد يسبب أيضا تيبّسا وبطئا في الحركة أو اختلال وضعية الجسم وضعف اتزانه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى الفضاء pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تهديدات من الفضاء تقلق الأرض!
في مساء الرابع من سبتمبر 2024 اقترب كويكب صغير لا يتعدى قطره المترين يدعى (2024 RW1) من الأرض ودخل الغلاف الجوي ليحترق فوق سماء جزيرة لوزون الفلبينية وتسقط بعض أجزائه في البحر، ورغم أن الحدث قد يبدو عاديا إلا أن ما يبدو غير عادي هو أن هذا الكويكب اكتشف قبل عشر ساعات فقط قبل دخوله الغلاف الجوي للأرض وبالتالي فهو يطرح سؤالا حول مدى قدرتنا (بما نملكه من تقنيات رصد متقدمة) من كشف الأخطار المحيطة بكوكب الأرض والقادمة من الفضاء قبل حدوثها بوقت يسمح لنا بأخذ الاحتياطات المناسبة لتجنب الكوارث التي قد تسببها هذه الأخطار أو التقليل منها في حال حدوثها؟
في هذا المقال نسلط الضوء على بعض الأخطار التي تهدد الحياة على كوكب الأرض ومدى قدرتنا على التنبؤ بها قبل وقوعها وهل يمكن لبعض هذه الأخطار أن تدمر الحياة على هذا الكوكب.
خطر الكويكبات والمذنبات
تعد الكويكبات أحد مكونات النظام الشمسي والتي يعتقد أنها تشكلت قبل 4.5 مليار سنة أي في الفترات الأولى لتكون النظام الشمسي. وتدور الكويكبات في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري ويبلغ حجمها من عدة أمتار إلى مئات الكيلومترات غير أن كتلتها مجتمعه لا تعادل كتلة القمر.
تخرج بعض هذه الصخور عن مدارها وينتهي بها الأمر أحيانا في مسار تصادمي مع الأرض، وتسمى هذه الصخور الفضائية المسافرة بالنيازك.
وعلى امتداد الحقب الزمنية المختلفة شكلت النيازك خطرا كبيرا على الأرض إذ يعتقد العلماء أن نيزكا كبيرا اصطدم بالأرض تسبب في انقراض الديناصورات قبل حوالي 66 مليون سنة في نهاية العصر الطباشيري، وهذا الحدث وإن كان واحدا فقط من الاحتمالات العديدة التي يطرحها العلماء (البعض يرجح أن تغيرا مناخيا أو انفجارا مستعرا أعظم تسبب في الانقراض الذي حد في أواخر العصر الطباشيري) إلا أن تكراره ليس بالأمر المستبعد، ففي 30 يونيو عام 1908 شهدت مقاطعة كراسنويارسك الروسية انفجار نيزك في الغلاف الجوي بقوة 12 ميجا طن تقريبا (أي ما يعادل ألف ضعف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما)، ورغم أن هذا الانفجار وقع في منطقة نائية إلا أنه خلّف دمارا هائلا في الأشجار بلغ حوالي 80 مليون شجرة على مساحة 2150 كيلومترا مربعا من الغابات، وفي عام 2013 تكرر الحدث ولكن بدرجة أقل حيث انفجر نيزك قدّر العلماء قطره بحوالي 19 مترا فوق مدينة تشيليابنسك الروسية وأدى إلى إصابة أكثر من 1400 شخص نتيجة تحطم زجاج المنازل وواجهات المحلات. ورغم أن العلماء يعتقدون أن هناك علاقة عكسية بين قطر النيزك واحتمالية اصطدامه بالأرض بحيث إنه كلما كان قطر النيزك كبيرا قلت نسبة اصطدامه بالأرض بمعنى أن جرما بحجم 20 مترا أكثر احتمالية من الارتباط بالأرض من جرم آخر قطره 100 متر إلا أن وقوع اصطدام مشابه لما حدث في مقاطعة كراسنويارسك في أي منطقة أخرى مكتظة بالسكان ستكون أضراره كارثية على هذه المنطقة وربما على الأرض بشكل عام.
ولا يستبعد العلماء خطر المذنبات فبسبب حجمها الكبير وسرعتها العالية، تحتوي هذه الأجرام على طاقة هائلة، قد تؤدي إلى دمار واسع يشبه ما يسببه الكويكب، وبالتالي فإن سيناريو الاصطدام يعد كارثيا إذا أضفنا إلى ما سبق التركيب الكيميائي الذي يحتوي على بعض الغازات ذات التركيب السام، كما أن هذا الاصطدام قد يصاحبه حرائق وبراكين وموجات مد تسونامي وربما يؤدي إلى تأثيرات مناخية طويلة الأمد. وتبقى نسبة اصطدام المذنبات ضئيلة جدا إذ يقدر العلماء أن مذنبين فقط ارتطما بالأرض قبل ملايين السنوات وذلك بسبب الحماية التي يوفرها كوكبا المشتري وزحل.
انفجارات شمسية خطرة
رغم أن الشمس تشكل مصدر الحياة على الأرض، إلا أن التوهجات الشمسية الضخمة قد تكون خطيرة إذا كانت قوتها هائلة. فمثل هذه التوهجات قد تتسبب في عواصف مغناطيسية تدمر شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات، مما قد يؤدي إلى انهيار تكنولوجي شامل. كما يمكن أن تؤثر التوهجات الشمسية الضخمة أيضًا على الغلاف الجوي بطرق تهدد الحياة. وربما يكون حدث كارينجتون أو (Carrington Event) عام 1859أكبر مثال على ذلك، إذ يُعد هذا الحدث أكبر عاصفة مغناطيسية مسجلة في التاريخ، حيث تسبب هذا الانفجار الشمسي الضخم في انبعاث كتلي إكليلي ضخم وصل إلى الأرض خلال 17 ساعة فقط، مما أطلق عاصفة مغناطيسية قوية، كما أدى إلى اشتعال الحرائق في أنظمة التلغراف في أوروبا وأمريكا الشمالية، وأدى إلى انقطاعات ضخمة في الاتصالات. كما تم تسجيل مشاهدات لأضواء الشفق القطبي بوضوح في مدارات منخفضة لم تسجل فيها مشاهدات للشفق القطبي من قبل ويذكر الدكتور حسن باصرة نقلا عن مخطوطات تاريخية أنه تمت رؤية أضواء الشفق القطبي بوضوح في مكة المكرمة خلال نفس الفترة التي حدثت فيها هذه العاصفة الشمسية الكبيرة.
وليست التوهجات الشمسية الخطر الوحيد القادم من الشمس إذ إن الشمس وإن كانت تصنف كونها نجما متوسط العمر إلا أن العلماء يعتقدون أن هذا النجم سيفقد مخزونه من الهيدروجين المشتعل في مركزه ويتحول بعدها إلى عملاق أحمر حيث سيتوسع مداره ليبتلع الكواكب الداخلية (عطارد والزهرة والأرض والمريخ).
ومما يصعب التنبؤ بهذا الأمر أن الإشعاع القادم من الشمس والذي يستغرق 8.3 دقيقة ليصل إلى الأرض لا يعطينا فكرة دقيقة عن التغير الذي يحدث في نواة الشمس خاصة إذا ما علمنا أن الفوتونات تحتاج ما بين 10000 إلى 100000 عام لتقطع رحلتها من نواة الشمس إلى سطحها، لذلك فإن الضوء الذي نراه اليوم قادما من الشمس تكّون قبل عشرات أو مئات الآلاف من السنين وعلى هذا فإن التنبؤ بأي تغير يحدث أو حدث لن نستطيع معرفته إلا بعد مرور فترات طويلة. وبتالي فوصول الشمس إلى مرحلة العملاق الأحمر لن يكون محسوبا للبشرية وقد يحدث فجأة وبسرعة لينهي الحياة على هذا الكوكب في لمح البصر.
الأشعة الكونية
الأشعة الكونية عبارة عن جسيمات ذرية عالية الطاقة، وتشكل مصدرا رئيسيا للإشعاع الكوني الذي يتدفق نحو الأرض باستمرار، وتعد مكونا أساسيا للبيئة الفضائية، وتتألف من جسيمات مشحونة تشمل البروتونات، وأنوية الذرات، ونسبة ضئيلة من الإلكترونات. تأتي هذه الأشعة من مصادر متعددة في الكون، بدءًا من الشمس والأحداث الشمسية الكبيرة، وصولا إلى مصادر بعيدة وقوية خارج مجرتنا، مثل المستعرات العظمى (السوبرنوفا) والثقوب السوداء والنجوم النيوترونية. وبالرغم من أن الأرض محمية بشكل كبير من التأثير المباشر للأشعة الكونية بفضل الغلاف المغناطيسي والغلاف الجوي، إلا أن جرعات عالية من هذه الأشعة، خصوصا من المصادر القوية والقريبة مثل انفجار المستعرات العظمى، يمكن أن تترك تأثيرات ضارة على الكائنات الحية والبيئة. وتعد هذه المستعرات من الأحداث الفلكية الأكثر شدة وتدميرا في الكون؛ فهي تطلق كميات هائلة من الطاقة عند انفجار نجم ضخم في نهاية حياته، مما قد يولد أشعة كونية عالية الطاقة، وقد تصل هذه الطاقة إلى الأرض وتؤثر على بيئتها إذا حدثت في نطاق قريب نسبيًا (أقل من 30 سنة ضوئية).وتشير بعض الدراسات إلى الأرض تعرضت مرتين لانفجار مستعر أعظم حدث أحدهما قبل 3 ملايين عام في حين حدث الآخر قبل 10 ملايين عام، وتميل بعض هذه الدراسات إلى القول بأن السبب الرئيسي وراء انقراض الديناصورات هو التعرض للأشعة الكونية الناتجة من المستعر الأعظم الذي حدث في نهاية العصر الطباشيري.وحيث أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الأرض قد تتعرض لمثل هذا الانفجار بسبب بعدها عن النجوم التي وصلت إلى نهاية عمرها إلا أنه في حال حدوثه سيكون سببا في تدمير طبقة الأوزون وتعرض الكائنات الحية بشكل مباشر للأشعة الفوق بنفسجية وأشعة جاما التي ستقضي حتما على الحياة على هذا الكوكب علاوة على التغير المناخي الذي ستشهده الأرض.
إن المخاطر التي تهدد الحياة على هذا الكوكب كبيرة جدا ليس بأقلها الاحتباس الحراري الذي تشهده الأرض ويغير بشكل ملحوظ من مناخها ويعاني منه الملايين ويتوقع أن يكون تأثيره سيزداد في العقود القادمة إذا لم يسع الإنسان للحد من تأثيراته.
ومع أن الإنسان يسعى لدرء الكثير من هذه المخاطر وخاصة القادمة من الفضاء من خلال العديد من المهام والتجارب الفضائية كالمهمة (دارت) التي كانت تهدف إلى دراسة سبل حماية الأرض من الكويكبات الخطيرة من خلال حرف مسارها وهو ما حدث بالفعل في عام 2022 حيث نجح مسبار «دارت» في الاصطدام بالكويكب «ديمورفوس»، ومن ثم إزاحة الكويكب عن مساره في تجربة هي الأولى من نوعها. كما أن هناك نظم مراقبة تُمكن العلماء من مراقبة الأجسام القريبة من الأرض والتي قد تشكل خطرا علينا قبل حدوثه بوقت يسمح بأخذ التدابير للوقاية من هذا الخطر، غير أن ذلك لا يمنع من اقتراب العديد من الأجسام الفضائية من الأرض دون اكتشافها إما بسبب صغر حجمها أو أنها خافته لدرجة بحيث لا يمكن رصدها إلا قبل اصطدامها بالأرض بساعات معدودة وهذا ما يجعل منها تحديا يسعى العلماء إلى تجاوزه من خلال تطوير التقنيات وأدوات الرصد الحديثة.