أكد عدد من الخبراء السياسيين، أنّ تعزيز الهوية الوطنية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاجتماعية، حيث إن غرس قيم الانتماء والتعاون والعمل الجماعي يمكن أن يدفع المجتمعات نحو تجاوز التحديات وتحقيق الاستقرار والازدهار، كما شددوا على أن تعزيز الهوية الوطنية ليس مجرد مفهوم نظري، بل عاملا حاسما يُسهم في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة الصعوبات والنهوض بعملية التنمية، مما يعزز من قدرة الدولة على تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.

  

تعزيز الهوية الوطنية مفتاح التنمية الاجتماعية

وأكد اللواء رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية، أن الهوية الوطنية تشكل أساس التماسك الاجتماعي، وهي العامل الرئيس في تعزيز القيم المشتركة بين أبناء الوطن، مؤكدا أنّ الحفاظ على الهوية الوطنية يعزز من قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن أن الانتماء للوطن وقيمه هو ما يدفع الأفراد للعمل بجدية والتفاني في خدمة مجتمعهم.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر، لـ«الوطن»، أنّ الهوية الوطنية لا تعني فقط الانتماء الجغرافي، بل تشمل القيم والتقاليد والثقافة المشتركة التي تشكل الوعي الجماعي للأمة،  فعندما يشعر المواطنون بالاعتزاز بوطنهم وبقيمه، فإنّهم يصبحون أكثر استعدادًا للمشاركة الفعالة في مشروعات التنمية ودعم الجهود الحكومية لتحقيق التقدم

وتابع: «الاهتمام بغرس قيم الهوية الوطنية يجب أن يبدأ من المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية، كما أن وسائل الإعلام يجب أن تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ هذه القيم من خلال برامج توعوية وإيجابية تسلط الضوء على قصص النجاح الوطنية وأهمية الوحدة والتعاون بين أفراد المجتمع».

تعزيز الهوية الوطنية يساهم في التنمية الاجتماعية

من جهته، أوضح الدكتور حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، أن تعزيز الهوية الوطنية له تأثير مباشر على التنمية الاجتماعية، حيث يشجع الأفراد على الانخراط في العمل المجتمعي والمشاركة في الأنشطة التنموية التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره، مؤكدًا أنّ التنمية الاجتماعية تحتاج إلى تماسك مجتمعي قوي، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون تعزيز الهوية الوطنية وقيم الانتماء.

وأشار رئيس حزب المصريين، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أنّ الأزمات والتحديات التي يمر بها المجتمع المصري تتطلب وحدة الصف وتعزيز القيم الوطنية لمواجهتها، موضحًا أنّ الهوية الوطنية تشكل الدرع الحامي للمجتمع من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن التطرف الفكري أو الثقافات الدخيلة.

وأضاف رئيس حزب المصريين أن تعزيز الهوية الوطنية لا يقتصر فقط على المناهج التعليمية، بل يجب أن يكون جزءًا من خطط التنمية الاستراتيجية للدولة، كما دعا دعم المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني وتشجيع الشباب على المشاركة الفعّالة في بناء الوطن، مؤكدًا أن التنمية الاجتماعية تعتمد على شعور كل فرد بمسؤوليته تجاه وطنه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المؤتمر حزب المؤتمر نائب رئيس حزب المؤتمر رضا فرحات تعزیز الهویة الوطنیة التنمیة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

كيف يبرز دور المرأة الريفية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟

تلعب المرأة الريفية دورًا حيويًا ونشطًا في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعها الريفي من خلال المشروعات المتنوعة التي تقوم بها، حيث تعمل المرأة الريفية في أنشطة المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وإنتاج وصناعة المواد الغذائية التي تدعم السوق المحلي، مما يضيف قيمة مضافة للمنافسة في السوق.

وتشكل النساء الريفيات نسبة كبيرة من العاملات في القطاع الزراعي، وذلك يعود إلى وفرة المشروعات وتنوعها التي يوفرها هذا القطاع، الذي يعتبر في الوقت ذاته مجتمع المرأة الريفية.

تهتم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بجميع المديريات في محافظات سلطنة عُمان بإبراز دور المرأة الريفية في المجتمع، وذلك من خلال دعم وتنفيذ مشروعاتها باعتبارها جوهر التنمية الريفية الزراعية المستدامة، حيث تُعزز هذه المشروعات من دور المرأة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، إذ تقوم الوزارة، ممثلةً بأقسام التنمية الريفية، بمشروعات ومبادرات مختلفة لتنمية قدرات المرأة الريفية ودعمها المستمر، ويشمل ذلك تزويدها بالأدوات والمهارات اللازمة لتطويرها وتمكينها من ترويج منتجاتها في السوق المحلية.

الدعم المستمر

تقول جوخة بت محمد الحبسية رئيسة قسم التنمية الريفية بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية: يقوم قسم التنمية الريفية بتنظيم برامج تنموية وتطويرية تهدف إلى تطوير وتنمية وتمكين قدرات المرأة والفتيات الريفيات في الجوانب الإنتاجية والتصنيعية والتسويقية، كما نعمل على زيادة فعالية مشاركتها في العمل الاقتصادي في الجانبين الزراعي والحيواني، مما يُحسّن دخل الأسرة الريفية ويعزز مستواها الاقتصادي والاجتماعي.

وأضافت: بشكل عام، تعتبر المشروعات التنموية من أهم الأدوات التي تساعد في نشر المعرفة والوعي وغرس المفاهيم والأساليب الزراعية الحديثة لدى المرأة الريفية، ومن الأمثلة على المشروعات التنموية التي يتم تنفيذها حاليًا للمرأة الريفية هي مشروع دعم معدات خطوط الإنتاج للصناعات التحويلية كالتمور والعسل والبهارات والقهوة والمنتجات المعلبة والمجففة الزراعية، ومشروع تأهيل حظائر لمربي المواشي والدواجن، ومشروع تربية وإنتاج نحل العسل بالتعاون مع جمعية دار العطاء، ومشروع زراعة الحدائق المنزلية بتوفير بذور الحاصلات الورقية.

وتختم الحبسية قائلة: هناك جهود مضنية وتشكر للجهات الداعمة لمشروعات المرأة الريفية التي تتكاتف مع قسم التنمية الريفية لدعم المشروعات وتطويرها وإثبات وجودها في السوق المحلي، مثل بنك التنمية العُماني وجمعية دار العطاء وجمعيات المرأة العُمانية في جميع ولايات المحافظة وغرفة تجارة وصناعة عُمان والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الزيارات الميدانية التي يقوم بها القسم لجميع المشروعات لمتابعتها بشكل مستمر.

مشروعات ريفية متنوعة

تتنوع أفكار المشروعات لدى المرأة الريفية ما بين المواشي والدواجن والتمور ونحل العسل، إذ تحرص المرأة الريفية على استغلال ما يمكن استغلاله في بيئتها لإنتاج مشروعات متنوعة. تشارك إيمان بنت راشد العذوبية في الحديث عن مشروعها (مهرة الأرياف) فتقول: فكرة المشروع هي معصرة زيوت تصنيع منتجات طبيعية بالأعشاب مع الاهتمام بالطب الشعبي. أقيم المشروع في المنزل بعد استصلاح أرض زراعية وزراعة بعض المحاصيل والحبوب التي نحتاجها للمشروع.

تشمل زيوت المشروع زيت الشوع، وزيت الحنظل، وزيت النيم، وزيت السمسم، وزيوتًا أخرى متعددة.

وتضيف: قمنا بعمل تركيبة من الزيوت العلاجية والأعشاب لعلاج الإكزيما، بالإضافة إلى إنتاج مرهم لعلاج آلام المفاصل والعضلات.

وفي جانب التسويق، تقول إيمان: نحن دائمًا سباقون للمشاركة في معارض الأسر المنتجة المصاحبة للمهرجانات والفعاليات. كما حرصت على تطوير المشروع من خلال حضور الندوات وحلقات العمل.

وتتحدث نجاة بن عامر المحرزية عن مشروعها (تمور الباسقات) قائلة: لطالما أردت أن أملك مشروعًا خاصًا بي، وفكرت في طبيعة ولاية دماء والطائيين التي حباها الله بكثرة النخيل، لذا، بدأت مشروع تصنيع التمور من مختلف الأصناف، بإضافة بعض النكهات ليكون جزءًا من التحلية في المناسبات.

وتضيف نجاة: أصبح مشروعي سهلًا جدًا بفضل دعم وزارة الثروة الزراعية وموارد المياه، حيث ساعدتني في المشاركة في الفعاليات لتسويق المنتج.

مشروعات الألبان والتمور

تقول ريا المنجية، صاحبة مشروع الماسي للتمور والعسل: بداية مشروعي كانت في عام 2016م، إذ كانت فكرته مقتصرة على تصنيع كرات التمر، بعد ذلك، جئت بفكرة إضافة نكهات للتمور لجذب الأطفال.

وأضافت: لقد بدأت مشروعي في المنزل، ثم أصبحت عضوة في صاحبات الأعمال تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة عمان.

رحيمة بنت حمد الحسينية تتحدث عن مشروعها قائلة: أنشأت مشروعًا يدمج بين بيع التمور وبيع الألبان ومشتقاتها.

وأضافت: مشروعي لاقى إقبالًا واسعًا، مما يدل على قوة المنتج المحلي وثقة المستهلكين.

المشروعات الحيوانية

في جانب آخر، يتحدث مشروع مزارع ضياء للدواجن، التي بدأت بأعداد بسيطة جدًا، حتى جاء الدعم من قسم التنمية الريفية، حيث تم توفير حظائر وزيادة عدد الدواجن، وقد تم إنشاء مصنع مصغر للدواجن بفضل متابعة الجهات المعنية والدعم المستمر. وبهذا، تساهم المرأة الريفية وبشكل فعال في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال مشروعاتها المتنوعة، مما يعكس قدرة المرأة على الابتكار والتكيف مع احتياجات السوق.

مقالات مشابهة

  • وزير التسامح: تعزيز الهوية الوطنية إحدى ركائز نمو المجتمع وازدهاره
  • صندوق الوطن يطلق قوافل الهوية الوطنية بمنطقة مصفوت الجمعة
  • البعثة الأممية تحث جميع الأطراف على تغليب المصلحة الوطنية من أجل استقرار الاقتصاد
  • «الكهرباء» تبحث مع البعثة الأممية سبل استمرارية الخدمات وتحقيق الاستقرار
  • "إعلام الشيوخ" تناقش دراسة حول دور السياحة المستدامة في التنمية الاجتماعية
  • لجنة بالشيوخ تناقش دراسة حول دور السياحة المستدامة فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية بمصر
  • تقديرا لدوره البارز في تعزيز الهوية المصرية.. ثقافة الغربية تحتفي بـ نجيب محفوظ
  • هالة أبو السعد: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
  • نائبة: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
  • كيف يبرز دور المرأة الريفية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟