قبيل الهجوم العدواني بأجهزة الاتصال على لبنان قال وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت إن مركز الثقل في الحرب سينتقل من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية، وأن الهدف عودة النازحين إلى مستوطناتهم.

حزب الله لم يرفع الراية البيضاء ولم يعلن قبوله التفاوض على وقف إطلاق النار، بل عاد ليؤكد على لسان أمينه العام حسن نصر الله بأن الحزب لن يتوقف عن إسناد قطاع غزة إلى حين وقف العدوان الإسرائيلي، ما يعني أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي المباغت على لبنان لم يتحقق، وأن على نتنياهو وجيش الاحتلال اتخاذ إجراءات إضافية لضمان تحقيق الهدف المعلن من العدوان على لبنان الممثل بالفصل بين جبهة غزة وجنوب لبنان وعودة المستوطنين شمال فلسطين المحتلة عام 48، وهي حلقة مفرغة لا يمكن تجنبها بعد الآن.



حكومة الائتلاف الحاكم وقادة جيش الاحتلال الداعمين للعملية في جنوب لبنان تحت ضغط كبير لاتخاذ قرار الخطوة التالية التي لا تحظى بدعم كبير من الإدارة الأمريكية، وهو ما عبر عنه إعلان وزير دفاعها لويد أوستن مباشرة بعد خطاب حسن نصر الله الهادئ والمتزن؛أمريكا لن تدعم اجتياحا بريا لجنوب لبنان، فهي لا تملك قوات على الأرض للمشاركة في هذا الهجوم، وهي تصريحات جاءت بعد تسريبات متكررة في عدد من الصحف الأمريكية بان أمريكا قلقة من احتمال تورطها في الحرب وتعرض مصالحها لضربات موجعة في حال اشتعال مواجهة شاملة بإلغاء زيارته إلى الكيان المقررة الأحد المقبل، في مقابل إنكار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) توجيه دعوة لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت لزيارة واشنطن.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فالبنتاغون في بيان رسمي أكد أن أمريكا لن تدعم اجتياحا بريا لجنوب لبنان، فهي لا تملك قوات على الأرض للمشاركة في هذا الهجوم، وهي تصريحات جاءت بعد تسريبات متكررة في عدد من الصحف الأمريكية بان أمريكا قلقة من احتمال تورطها في الحرب وتعرض مصالحها لضربات موجعة في حال اشتعال مواجهة شاملة مع حزب الله، ما يفسر سحب القطع البحرية الرئيسية من البحر الأحمر وعلى رأسها حاملة الطائرات روزفلت التي نقلت إلى منطقة العمليات في بحر الصين الجنوبي، وحاملة الطائرات لينكولن التي أُبعدت عن نطاق عمليات حركة أنصار الله الحوثية اليمنية؛ وهي تحركات احترازية لم تردع نتنياهو عن التصعيد ولن تمنع إلحاق ضرر بالقوات الأمريكية في المنطقة خصوصا في سوريا والعراق.

المخاوف الأمريكية جدية، فأمريكا متورطة في العدوان على قطاع غزة وفي ردع إيران وحزب الله عن إطلاق هجمات مميتة ومؤثرة ضد الكيان المحتل، دعما لقطاع غزة أو للانتقام من جرائم الاحتلال واستهدافه المتكرر للدولة اللبنانية وللسيادة الإيرانية،المخاوف الأمريكية جدية، فأمريكا متورطة في العدوان على قطاع غزة وفي ردع إيران وحزب الله عن إطلاق هجمات مميتة ومؤثرة ضد الكيان المحتل، دعما لقطاع غزة أو للانتقام من جرائم الاحتلال واستهدافه المتكرر للدولة اللبنانية وللسيادة الإيرانية، في مقابل عجز وامتناع أمريكي عن احتواء وضبط سلوك الاحتلال الإسرائيلي في مقابل عجز وامتناع أمريكي عن احتواء وضبط سلوك الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان ومنع ارتكاب جرائم حرب كان آخرها مجزرة أجهزة الاتصال.

إلغاء أوستن زيارته للكيان لم يأت تفاعلا مع خطاب نصر الله فقط، بل جاء بعد مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، على خطط عسكرية تتعلّق بشماليّ فلسطين المحتلة، مستبقا زيارة أوستن للكيان المحتل، ومستبقا إجراء مشاورات مع الأمريكان، كما جاء بعد تصريحات غالانت بأن "المرحلة الجديدة" من الحرب إزاء حزب الله تشمل "فرصا كبيرة"، غير أنها تنطوي كذلك على "مخاطر كبيرة"، مؤكّدا استمرار "تسلسل العمليات". فأمريكا غير معنية بتسلسل العمليات والفرص التي لن تفضي إلى وقف إطلاق النار أو خفض التصيعد واحتوائه؛ بعيدا عن مصالحها وأصولها العسكرية في المنطقة.

ختاما.. المعركة تزداد خطورة، فقدرة الاحتلال على خوض حرب على جبهتين تكاد تكون معدومة ومستحيلة دون الدعم الأمريكي، وإطلاق عملية جوية واسعة جنوب لبنان دون تشاور مع أوستن يعني غياب الغطاء الجوي عن قطاع غزة، ومزيد من حرية الحركة للمقاومة الفلسطينية التي ستكبد الاحتلال خسائر كبيرة، وهو ما سيدفع أمريكا لإعادة حساباتها لدعم الكيان الإسرائيلي، ما يعني أن مركز الثقل سيعود مجددا إلى حيفا وحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن التي يتوقع أن تتعرض لضغوط جدية من حركة أنصار الله في اليمن؛ فالتصعيد الإسرائيلي خلق ديناميكية يصعب السيطرة عليها أمريكيا بأدوات ردعية ودبلوماسية أمريكية استهلكت وأصبحت على وشك فقدان فاعليتها.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة حزب الله التصعيد إسرائيل امريكا غزة حزب الله تصعيد مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة رياضة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة تفاعلي سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلي غاضبون من نتنياهو.. ماذا فعل؟

في تطور خطير للصراع بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد حادث اليوم، حيث تم تفجير عدد كبير من أجهزة لاسلكية «البيجر» أسفر عن مقتل نحو 9 أشخاص و2800 مصاب بينهم نحو 200 شخص في جنوب لبنان، وهو ما أدى إلى استنفار كامل من القيادة السياسية والعسكرية في الاحتلال الإسرائيلي، وسط اجتماعات لا تنتهي واستعدادات لكل الاحتمالات، خوفًا من رد فعل حزب الله، إلا أن إعلان مكتب رئيس الحكومة أن نتنياهو يستعد للسفر خلال الأيام المقبلة.

غضب بسبب زيارة نتنياهو للأمم المتحدة

ورغم التصعيد غير المعتاد بين حزب الله ودولة الاحتلال، يواصل مكتب رئيس وزراء الاحتلال الاستعدادات لزيارة نتنياهو الأسبوع المقبل إلى نيويورك، حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيبقى في المدينة لمدة 6 أيام.

ومن المتوقع أن يسافر نتنياهو باستخدام طائرة «جناح صهيون» مساء الاثنين المقبل، ويلقي خطابا صباح الجمعة بتوقيت نيويورك، وفق تقرير نشر بصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

وبحسب المعلن فإن طائرة «جناح صهيون» لديه أنظمة اتصالات دقيقة واستخباراتية على أعلى مستوى، تسمح لنتنياهو بالحفاظ على اتصال منتظم من ارتفاع 30 ألف قدم.

غضب في إسرائيل بسبب نتنياهو

وأثارت هذه الاستعدادات غضب الإسرائيليين، فكيف يمكن لرئيس الحكومة السفر إلى الخارج في ظل توتر وترقب رد حزب الله على عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية.

ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي أثار غضب الإسرائيليين، ففي ظل تلك التوترات ومخاوف من نشوب حرب ثالثة مع لبنان، يستعد نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، وعلى الرغم من أن القرار تم تأجيله إلا أنه لأيام فقط.

فبحسب تقرير لقناة 13 العبرية نقلا عن تصريحات من مقربين من نتنياهو فإنه يستعد لإقالة جالانت نهاية الأسبوع الجاري، والحالة الوحيدة التي تمنع هذا، هو اندلاع حرب شاملة في لبنان، وهو ما أغضب العديد من القيادات العسكرية التي لوحت بالاستقالة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يشتبك مع عنصرين من حزب الله في لبنان.. وأنباء عن مقتلهما
  • قرب الحدود مع لبنان.. الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن مناورات عسكرية
  • الثقل الإسرائيلي انتقل من غزة إلى لبنان.. مصير الجبهة يُحدّد اليوم!
  • الاحتلال الإسرائيلي يزعم قصف مباني عسكرية تابعة لحزب الله بجنوب لبنان
  • غالانت: نحن في بداية مرحلة جديدة بالحرب ومركز الثقل ينتقل نحو الشمال
  • غالانت: نحن على بداية مرحلة جديدة في الحرب ومركز الثقل ينتقل نحو الشمال
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: مركز الثقل ينتقل شمالا ونحن في مرحلة جديدة من الحرب
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: هاجمنا مباني عسكرية لحزب الله جنوبي لبنان
  • جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلي غاضبون من نتنياهو.. ماذا فعل؟