عودة لحديث وزير الخارجية المصري عن السودان !
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
في تصريح صحفي مشاهد مع نظيره الأمريكي قال بوضوح انه تحدث مع نظيره الامريكي وقال له يجب عدم وضع الجيش السوداني في كفة موازية مع اي جهة أخرى!
لماذا هذا التصريح مهم جدا؟
اولا للتوقيت
ثانيا للاعلان المباشر
ثالثا للتحركات المصرية الاخيرة في المنطقة
التوقيت:
يعتبر التوقيت قبل اجتماعات الأمم المتحدة، مهم جدا واشاره واضحة، وهي الاجتماعات التي حسب ما رشح عنها بانه سيخصص في مقابلاتها ومناقشاتها الفرعية والمساندة، حيز مقدر لملفات غزة، اوكرانيا والسودان وبنفس هذا الترتيب.
الإعلان المباشر:
كان الوزير المصري مباشرا وقالها في المؤتمر الصحفي بحضور نظيره الأمريكي، وهذا يعني بوضوح سياسة وتوجه حاسم .
التحركات المصرية الاخيرة في المنطقة :
– إرسال قوات إلى الصومال
– زيارة رفيعة المستوى إلى ارتريا
– زيارة رفيعة المستوى إلى جيبوتي
– زيارات رفيعة المستوى إلى السودان
– زيارة رفيعة المستوى إلى روسيا
– زيارة رفيعة المستوى إلى تركيا
– ارهاصات بزيارة إلى أيران
– ارهاصات بزيارة وفد من الحوثيين إلى مصر!!
نعم .. موقف مصر من بعد الثورة السودانية مباشرة كان واضحا جدا، وملخصه في أن مصر يمكن لها ان تتعامل مع الجيش السوداني كمؤسسة ، ولن تتعامل مع الدعم السريع.
لكن .. بعد الحرب السودانية كان الموقف المصري مشوشا وضعيفا جدا ، فقد كانت مصر بين فكي الرحى؛
كانت مصر ترزح بين ثقل طرقات مطرقة امنها القومي ، وصلابة وقسوة سنديانة اقتصادها الذي كان ينهار .
والاقتصاد أيضا امنا قوميا !!
لقد خنقت الإمارات وبعض دول الخليج الأخرى مصر، وطعنتها في الخاصرة، وحاصرتها اقتصاديا حتى وصل الدولار مقابل الجنيه المصري إلى ٧١ جنيها، قبل أن تضخ الإمارات منحتها الأولى ( ٥٠% من المنحة) التي ثبتت الدولار في مقابل الجنية المصري إلى دون الخمسين جنيها.
وكانت نتيجتها انضمام مصر إلى مجموعة متحدون التي من بينها دولة الإمارات المتسبب الأول في حرب السودان ، والتي تحاول أن تبتعد من منطقة العدو إلى منطقة الميسر والوسيط في حرب السودان .
وقامت مصر في محاولات المنامة ثم العلمين ثم جنيف الأولى ثم جنيف الثانية، بدعم الإمارات في هذا الامر.
وكان توجه الحكومة السودانية واضحا. اي منبر تشترك فيه الإمارات كوسيط او ميسر هو منبر مرفوض، والأمر ينطبق على كل المنابر الجديدة والقديمة بما فيها منبر جدة المتفق عليه.
ثم أخطأت الإمارات برعونتها المعهودة ودعمت التحركات الإثيوبية الاخيرة في ملف التعبئة الاخيرة لسد النهضة وحركات حفتر في الشرق الليبي بدون التنسيق وبتجاهل تام لمصر .
غضبت مصر وتحركت بعنف، وبدأت لعبة عض الأصابع، وأغلقت مصر كل المنافذ على إثيوبيا، وهي بذلك لا تخنق إثيوبيا وحدها بل تخنق معها الإمارات التي لها استثمارات زراعية مهولة في إثيوبيا ان أوان حصادها ولا يوجد أي مخرج لها .
توقعاتي ان الإمارات ستصرخ اولا وستخرج مصر اصبعها من فم الإمارات، خاصة إذا صدق امر زيارة مصر ايران وزيارة الحوثيين لمصر.
ان للسودان دور كبير جدا في التقارب المصري مع الروس والايرانين والحوثين والصومالين والاريترين.
لكن اللاعب الخفي والمحرك الأساسي لكل ما يحدث ، هي الجزائر ، وتذكروا هذا الامر جيدا .
ما اتوقعه:
– تبادل زيارات على مستوى عال بين مصر والجزائر .
– محاولة وزيارة من بن زايد لتدارك الامر
– ستدفع السعودية لمصر للابتعاد عن ايران والحوثيين او التوازن على الاقل في العلاقات معهم
– المزيد من التنسيق والتوافق بين مصر والسودان وجنوب السودان والصومال واريتريا وجيبوتي.
– ابي احمد سينهار
– حفتر ستضيق عليه الأرض برحابتها
– الجزائر ستتكفل بتشاد اما ان تنضم إلى الحلف او سيتغير فيها النظام .
اما الدعم السريع فيا حليلو.
وليد محمدالمبارك احمد
وليد محمد المبارك
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عودة لتقرير واشنطون بوست الاستخباري .. التداعيات والمآرب
عودة لتقرير واشنطون بوست الاستخباري .. التداعيات والمآرب
بالتزامن مع تقرير “البوست” حول شراء الجيش السوادني لمُسيّرات بيرقدار التركية، يتضح مع الوقت أنه جاء في سياق حملة ضغط وتضليل إعلامي من اللوبيهات الإماراتية في واشنطون على المُشرعين الأميركيين الذين قاموا بتجميد صفقة سلاح للإمارات لدعمها لمليشيا ارتكبت إبادة جماعية في السودان.
كما مثّل التقرير فرصة لمختلف المنصّات الإعلامية العربية والسودانية لاستخدامه واجتزائه للترويج لسردية تتماهى مع مشروع الاستتباع وهدم السيادة، بالإضافة لمحاولة تقرير “البوست” ومختلف أبواق أبوظبي للقول بأن الجيش ما كان ليُحرز التقدم العسكري المُبهر لولا سلاح المُسيّرات الاستراتيجية.
كما أوردنا من يومين، تقدّم اليوم النائبان الأميركيان غريغوري ميكس، وسارة جاكوبس، بمشروع قانون للكونغرس أبرز ما فيه: 1- منع تصدير السلاح الأميركي للدول التي تُسلّح “طرفي الصراع”، 2- العمل على نشر قوة عسكرية أجنبية في السودان “لحماية المدنيين”، 3- فرض عقوبات على الأطراف التي تنتهك حظر السلاح على السودان.
ذلك يُعتبر تخفيض من حدة خطاب النائبين ضد أبوظبي ودورها المباشر في دعم مليشيا إرهابية ترتكب إبادة جماعية، بل وساوى مشروع القانون بين المليشيا والجيش الوطني ذو الحق القانوني والدستوري في التسلُّح لحماية سيادة السودان، بل ونجحت “البوست” في تصوير الأمر وكأن الحرب بدأت يوم وصلت مُسيّرات “البيرقدار” الخرطوم، وأن العلاقات السودانية-التركية ليست علاقات بين “دولتين”، بل أن ما يحدث في السودان “حرب وكالة” يجب أن تنتهي بتفاوض “الدول التي تُرسل السلاح” لوقف الحرب، وليس بتفاوض بين السودان والإمارات كدولة معتدية، وذلك بالتركيز باكراً في المقال أن الشركات التركية تتعامل مع “طرفي النزاع”، وهي نقطة نفاها المقال في نهاية متنه، بل وتحدّث عن الردود المُهينة التي تلقاها القوني.
هل نجح مقال “البوست” والحملة التي خاضتها أبوظبي وجماعات ضغطها لتغيير النسخة الأولى من مشروع القانون؟ أعتقد أن الإجابة نعم، والخطوة التالية ستكون مزيد من الضغط في المناقشات المختلفة لجعل القانون –حال أُجيز- سلاح في معركتها السياسية والعسكرية لاستتباع وهدم سيادة الدولة السودانية.
مع الهدف الرئيسي، وهو استخدام التقرير كجزء من حملة الضغط الإعلامي والسياسي على المُشرّعين الديمقراطيين في الكونغرس، تلقّفت مختلف المنصات المُمولّة، أو المتبنيّة لسردية أذرع أبوظبي السياسية، وروّجت لسردية أن “تركيا تُطيل أمد الصراع”، وأن “طرفي الصراع يتلقيان مساعدات عسكرية خارجية إذاً فالأمر حرب وكالة”، وأن “الجيش وليس الحكومة” وعدت تركيا أو روسيا بمنحهم أراضي على ساحل البحر الأحمر مقابل التسليح.
بل ولم تقُم منصات مثل “Beam Reports” بالتجرُّؤ ونقل المحادثة بين القوني ومدير شركة “بياكار” -عن طريق وسيط- التي بكى فيها القوني عندما علم بالصفقة، ولم تقُم حتى هي أو غيرها، بالتحدث عن كيفية التزام القوني بتوفير “شهادة المستخدم النهائي” التي توفرها الحكومات فقط لضمان عدم وقوع الأسلحة في أيادي كيانات غير حكومية؟!، هذا كله بجانب عديد الفيديوهات والمقالات التي نُشرت بناءً على هذا “التقرير الاستخباري” المبني على “رسائل مُعترضة” ومحادثات خاصة لم يقرر أطرافها جعلها علنية للصحيفة. ورغم ذلك يأتي كل من هبّ ودبّ ليُحاضرنا صباح مساء “عن حرية الصحافة والإعلام”، وما يريدونه حقيقة “حرية الوصول لتهديد أمننا القومي”.
وكل هذه المنصّات، وغيرها، أغفلت جانباً رئيسياً، وهو أن السودان كأي دولة لها الحق القانوني والدستوري في الحصول على السلاح المتوافق مع استراتيجية حماية أمنها القومي وسيادتها الوطنية، وهو يشتري السلاح من حُرّ مواردها الوطنية للدفاع عن شعبه ومؤسساته وحدوده، بينما المليشيا تصلها الأسلحة والمرتزقة مجاناً “ديليفري” حتى حدود السودان الشمالية الغربية، والغربية، والجنوبية، بل وما ذهب مسؤول سوداني لشراء سلاح من بلد آخر إلا وزار بعده مباشرة أحد الجنجويد أو مُشغّليهم ليعرضوا على البلد أضعاف ما يعرض السودان، وهو أيضاً ما لم تنقُله أي من الترجمات “الصحفية” للعربية.
كذلك، حاول التقرير، ومعظم مستهلكيه، تصوير أن صمود الجيش وانتصاراته بدأت مع وصول “البيرقدار”، التي بحسب البوست وصلت السودان في أغسطس 2024، وهو تضليل وكذبٌ جديد. إن صمود الجيش السوداني الأسطوري -حقيقةً لا مجاز- في العام ونصف الأول لحرب الغزو، واستبساله في دفاعه عن وحداته ومقراته الحيوية في القيادة العامة والإشارة ووادي سيدنا والمهندسين والمدرعات والعيلفون وحطّاب والكدرو رغم الحصار الخانق والتفوق الرهيب في العدد والعتاد، بل مرّ عليهم وقت كانوا يأكلون البهائم التي تدخل حدود دفاعاتهم، والملاحم تكفي لنرويها لأجيال، هؤلاء لم يتسلحوا سوى بإيمانهم بوطنهم وشرف الجندية وواجب الدفاع.
ومِثلُ ذلك في فرق الجيش الرئيسية في نيالا وأب قبة فحل الديوم وبابنوسة وكادقلي وأبوجبيهة..الخ، وفاشر السلطان الصامدة حتى اليوم والغد، كُلهم لم يكُن لديهم لا بيرقدار ولا مسيرات، ولا في معارك تحرير وسط أمدرمان التي ابتدأت في نوفمبر 2023، وانتهت مرحلتها الأولى بالربط العظيم بين الوادي وتكساس في فبراير 2024، ولا تحرير الإذاعة، ولا معارك الدفاع عن الاحتياطي أمدرمان والخرطوم وقاعدة الشهيد النجومي، التي ما كان لدى الجيش وقتها مجرد أجهزة تشويش على مسيرات الجنجويد الإماراتية .. ومئات المعارك التي أظهر الجيش -ومُسانديه لاحقاً- إصرارهم واستبسالهم وفدائيتهم مدفوعين بإحساس سوداني صميم برفض الظلم، ودفع الغزو وتمسك بالأرض والتاريخ.
من المهم التذكير دوماً بمسار ما قبل الانتقال من مرحلة الدفاع والدفاع العدائي، للهجوم التعرُّضي، والهجوم على كامل مسرح عمليات السودان، وأن لا نسمح لمرتزقة أبوظبي من بني جلدتنا، أو العملاء من الخارج إعادة كتابة تاريخنا أمام أعيننا. هذه حقوق الشهداء علينا، وهذا أقل ما يمكن تقديمه، أمام ماكينة التضليل الضخمة التي توظفها أبوظبي ومن في فلكها.
عندما عاد الرئيس ترامب للبيت الأبيض، باشر في تفكيك ما يُسميه “مؤسسات نشر اللبرالية”، وأول ما بدأ به هو إلغاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، ومن المعلومات التي نُشرت أن الوكالة تقوم بتمويل نحو 6200 صحفي و700 مؤسسة إعلامية حول العالم لنشر السردية الأميركية، وترويج المصالح الأميركية باللغات المحلية لكل دولة ومنطقة، وهو الأمر الذي تعلّمت منه أبوظبي وغيرها وسعت لتقليده، ولكن مشكلتها أنها لا تمتلك أي أدوات قوى ناعمة، فلا خطاب لبرالية ولا حقوق ولا ديمقراطية، فقط هو القتل والاستباحة والإبادة، فهذا وعدها الشرير.
إن السودان يخوض حرب التحرير ليس دفاعاً عن شعبه وأرضه وسيادته فقط، وذلك ليس اختياراً، فإن ما حققه السودان والسودانيون في تحدي ومقاومة مشروع شيطان العرب، فشلت فيه دول عديدة، جميعها تنظر إلى السودان الآن، لتتعلّم وصفة كسر هذا المخطط الشرير الذي يعمل على هدم الدول وتفتيت وتفكيك المجتمعات، والعبث باستقرار وأمن مناطق واسعة، لا لهدف واضح سوى “أنهم يستطيعون”.
#ربيع_الدولة
Ahmad Shomokh
إنضم لقناة النيلين على واتساب