(CNN)-- أصيب لبنان بالصدمة بعد تعرضه لهجمات متتالية مميتة استهدفت أعضاء حزب الله - حيث انفجرت أجهزة النداء في وقت واحد في جميع أنحاء البلاد، الثلاثاء، ثم انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكية بنفس الطريقة، الأربعاء.

لقد اجتاح الذعر والخوف والحزن البلاد الآن، مع تزايد التساؤلات حول كيفية تنفيذ الهجمات، ومن أين جاءت الأجهزة، وما إذا كان هذا التطور الأخير قد يدفع الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.

قُتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، بمن فيهم أطفال، في الهجمات التي ألقى المسؤولون اللبنانيون باللوم فيها على إسرائيل. وأصيب الآلاف - كثيرون منهم مشوهون وفي حالة حرجة بعد انفجار أجهزة الاتصال في جيوبهم أو في وجوههم.

وبعد تحذيرها، الأربعاء، من أن "حقبة جديد" بالحرب قد بدأت، شرعت إسرائيل، الخميس، بضرب أهداف في لبنان وتقول إن قائدها الأعلى وافق على خطط "للساحة الشمالية".

يُعتقد أن حزب الله هو الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم. بدعم من إيران ومقره في لبنان، وانخرطت الجماعة الإسلامية الشيعية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية للبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

سيكون على إسرائيل أن تتعامل مع العمق الاستراتيجي لحزب الله. والجماعة جزء من محور تقوده إيران من المتشددين يشمل اليمن وسوريا وغزة والعراق. وقد قامت بعض هذه الجماعات بزيادة تنسيقها بشكل ملحوظ منذ أكتوبر، عندما شنت إسرائيل حرباً على غزة بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس البلاد. ويُعرف هذا المحور في إسرائيل باسم "حلقة النار".

وعلى مدار الأشهر الإحدى عشر الماضية، انخرط شركاء حزب الله في المنطقة في صراع محتدم مع إسرائيل وحلفائها. وأطلق الحوثيون في اليمن النار بشكل متقطع على السفن في البحر الأحمر، وهو شريان التجارة العالمية، وكذلك على إسرائيل. كما شنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم الفصائل الشيعية المتشددة، هجمات على المواقع الأمريكية في ذلك البلد. واشترط المحور وقف تلك الأعمال العدائية بوقف إطلاق النار في غزة، وأعاد تسمية نفسه على أنه "جبهة داعمة" للفلسطينيين في غزة، كما وصفها أحد كبار قادة حزب الله.

خرجت القوة القتالية لحزب الله من تحت أنقاض الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982. وفي ذلك الوقت، كان الحزب عبارة عن مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المدعومين من الجمهورية الإسلامية الناشئة في إيران. وأعقب ذلك تزايد سريع في القوة العسكرية والسياسية للجماعة. وفي عام 2000، أجبر مقاتلو حزب الله القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، منهين بذلك احتلالاً دام أكثر من 20 عاماً. وفي عام 2006، نجا الحزب من حرب استمرت 34 يومًا مع إسرائيل والتي خلفت دمارًا في لبنان.

وخلال الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاتل الحزب نيابة عن الرئيس السوري، بشار الأسد عندما قام بقمع قوات المعارضة المسلحة بوحشية وأوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وبينما كان حزب الله يقاتل في خنادق تلك الحرب التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمن، أصبح حزب الله محنكًا في حرب المدن وعزز تحالفاته مع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا. كما أنه فتح طريق إمداد حيوي للأسلحة بين إيران ولبنان، عبر شركائه في العراق وسوريا، مما عزز ترسانته بشكل أكبر.

طوال صراعه المستمر منذ عقود مع إسرائيل، انخرط حزب الله في حرب غير متكافئة. لقد سعى إلى تنمية قوته السياسية والعسكرية، في حين يسعى إلى تحقيق الردع رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.

لكن حزب الله يدير الدفة بعناية. إن استفزاز القوة النارية الكاملة لإسرائيل من الممكن أن يؤدي إلى إضعاف قدرات الحزب إلى حد كبير، وإعادته إلى الوراء، لسنوات ــ إن لم يكن لعقود من الزمن ــ وتدمير أجزاء كبيرة من لبنان، الذي يرزح تحت وطأة أزمته المالية المستمرة منذ سنوات.

ومع استمرار المواجهات على الحدود، سعى حزب الله، وبقدر من النجاح، إلى تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والمعروف باسم القبة الحديدية. وقد حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصاتها وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

إن فرص حزب الله في البقاء في حرب شاملة مع إسرائيل تتوقف على ما إذا كان قادراً على التفوق على هذه الأنظمة التي اعترضت في الأشهر الأخيرة آلاف الأسلحة المحمولة جواً من إيران وغزة ولبنان.

ونظراً لقوة حزب الله المتنامية، فإن نشوب حرب شاملة محتملة بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يدفع الشرق الأوسط إلى مياه مجهولة. ومن المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع ذلك بوتيرة لاهثة.

إسرائيلالعراقاليمنسوريالبنانالجيش الإسرائيليانفوجرافيكحزب اللهحسن نصراللهنشر الجمعة، 20 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي انفوجرافيك حزب الله حسن نصرالله مع إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

إصابات في هجوم صاروخي من لبنان على شمال ووسط إسرائيل.. وجيش الاحتلال يعترف

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بسماع دوي صفارات الإنذار في مناطق بشمال ووسط إسرائيل، جراء إطلاق صواريخ من جنوب لبنان.

ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، يقول جيش الاحتلال إن 10 صواريخ أطلقت على شمال تل أبيب من لبنان قبل فترة قصيرة.

وزعم جيش الاحتلال أنه تم اعتراض العديد منها بينما أصاب البعض الآخر مناطق مفتوحة.

كما أعلن جيش الاحتلال سقوط خمسة صواريخ أطلقت على وسط إسرائيل من لبنان.

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي من لبنان لم يسفر عن وقوع ضحايا؛ بينما لفتت وسائل الإعلام العبرية إلى وقوع إصابات.

فقد أفادت صحيفة “معاريف” العبرية ، بوقوع سبع إصابات جراء إطلاق صواريخ من لبنان على الجليل الأعلى.

واستهدفت الرشقة الأخيرة من الصواريخ على ميرون والجليل الأعلى، وقد تم اعتراض بعض الصواريخ التي أطلقت على الجليل الأعلى وسقوط أخرى.

 

مقالات مشابهة

  • بسبب غزة.. "أسلحة إسرائيل" تضع إدارة بايدن في مأزق
  • إسرائيل تقصف الضاحية وتزعم العثور على أسلحة الروسية بحوزة «حزب الله»
  • تقرير: إسرائيل تضبط أسلحة روسية مع "حزب الله"
  • بعد قرار بايدن الأخير.. الجيش الأوكراني يعلن استهداف ترسانة أسلحة روسية| فيديو
  • إيران تضغط على حزب الله لإنهاء الحرب مع إسرائيل.. تقرير لـThe Telegraph يكشف
  • إصابات في هجوم صاروخي من لبنان على شمال ووسط إسرائيل.. وجيش الاحتلال يعترف
  • نتنياهو: ضربنا جزءا من برنامج إيران النووي في هجوم أكتوبر
  • اغتيال مسؤول أجهزة البيجر في لبنان
  • إيران تحث حزب الله على الموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • إيران: أربيل تبدي استعدادها لإطلاق خط طيران مباشر من كردستان إلى سنندج الإيرانية