الجزيرة:
2025-02-21@21:04:20 GMT

إيلون ماسك تهديد للديمقراطية في البرازيل

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

إيلون ماسك تهديد للديمقراطية في البرازيل

منذ فترة طويلة، يخوض الملياردير الجنوب أفريقي، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا) إيلون ماسك، حربًا ضد قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية، ألكسندر دي مورايش؛ بزعم الدفاع عن حق الشعب البرازيلي في "حرية التعبير" على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة.

بيدَ أن هذا النزاع لم يحقق أي تقدم ملموس فيما يتعلق بتعزيز حرية التعبير للبرازيليين.

بل على العكس، سلط الضوء على نفاق خطاب ماسك المطلق بشأن حرية التعبير، وكشف عن التهديد المباشر الذي يشكله قادة التكنولوجيا مثله – الذين يرون أنفسهم فوق القانون وإرادة الشعوب – على الديمقراطية.

بدأ الخلاف بين "المطلق" المزعوم لحرية التعبير والقاضي البرازيلي في يناير/كانون الثاني 2023، بعد أن اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، اليميني المتطرف، الكونغرس الوطني، محرضين عبر ادعاءات كاذبة عن تزوير الانتخابات، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحاولوا الإطاحة بالعنف بالرئيس المنتخب ديمقراطيًا من اليسار، لولا دا سيلفا.

تحرك مورايش، الذي كان يقود عدة تحقيقات تستهدف بولسونارو وعددًا من المقربين منه وأنصاره، وأصدر أوامر سريعة لشركة "إكس" بتقييد أو إزالة الحسابات التي ساهمت في تأجيج هذا الهجوم الصادم على الديمقراطية البرازيلية.

كانت طلبات مورايش قانونية ومتوافقة مع مسؤولياته بموجب الدستور البرازيلي، لكن ماسك صورها على أنها هجمات على حرية التعبير والديمقراطية من قبل قاضٍ مدفوع أيديولوجيًا ومدعوم من حكومة لولا اليسارية. وعلى الرغم من استجابته لطلبات مماثلة من حكومات استبدادية يمينية، مثل حكومة الهند، دون احتجاج كبير، فإن ماسك وضع نفسه في مواجهة مع السلطة القضائية في البرازيل، مما يعكس التزامه ليس بحرية التعبير، بل بحماية مصالح اليمين المتطرف العالمي الذي أصبح مرتبطًا به بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

في 3 أبريل/نيسان، نشر الصحفي الأميركي مايكل شيلنبرغر مجموعة من الاتصالات بين ممثلين مختلفين للقضاء وموظفي "إكس" في البرازيل. تم تصنيف هذه الاتصالات باسم "ملفات تويتر – البرازيل"، لكنها لم تكشف سوى عن جهود القضاء لإزالة المحتوى الضار والأفراد من المنصة. حتى طلب بيانات من القضاء في ولاية ساو باولو المتعلق بتحقيق في جريمة منظمة تم تضمينه في الملف، وتم وصفه من قبل أنصار ماسك بشكل غير مبرر كمثال على هجمات القضاء على حرية التعبير – والديمقراطية – في البلاد.

وبعد أشهر، شارك ماسك نفسه، من خلال حساب "الشؤون الحكومية العالمية" لمنصة "إكس"، اتصالات سرية من القاضي مورايش، التي كان يطلب فيها تعليق حسابات معينة. ومع ذلك، لم تسفر محاولات ماسك لإحراج النظام القضائي البرازيلي عن شيء، حيث لم تكشف الوثائق عن أي مخالفة للقانون البرازيلي من قبل القضاء.

منذ ذلك الحين، واصل ماسك استهداف القاضي مورايش علنًا، ووصفه بـ"الدكتاتور" وحتى بـ"دارث فيدر البرازيل" في منشورات عامة على "إكس". "هذا القاضي خائن بشكل صارخ ومتكرر للدستور والشعب البرازيلي. ينبغي عليه أن يستقيل أو يتم عزله"، غرد ماسك. وصلت استفزازاته إلى ذروتها في 17 أغسطس/آب، عندما أعلن أنه سيغلق مكتب "إكس" في البرازيل – مما أدى إلى تسريح جماعي – لحماية موظفيه من القاضي مورايش. كما رفض تعيين مستشار قانوني لمنصة "إكس" في البرازيل، تاركًا الشركة في حالة انتهاك صارخ للقوانين المحلية.

وفي رد فعل، أمر القاضي مورايش في 31 أغسطس/آب بـ"التعليق الفوري والكامل والتام لعمليات منصة إكس" في البلاد "حتى يتم الامتثال لجميع أوامر المحكمة، وتسديد الغرامات المستحقة، وتعيين ممثل قانوني جديد للشركة".

منذ ذلك الحين، لم يتمكن حوالي 40 مليون برازيلي من الوصول إلى حساباتهم على المنصة بشكل قانوني.

رغم أن استهداف ماسك لقاضٍ يقوم بعمله أمر غير مقبول، وحظر منصة "إكس" يعد بالتأكيد مصدر إزعاج للشعب البرازيلي، فإن المسألة المطروحة تتجاوز بكثير مجرد قدرة الأمة على الوصول إلى منصة تواصل اجتماعي معينة أو خلاف شخصي بين قاضٍ وملياردير تقني. ما نتعامل معه هنا هو المثال الأحدث والأكثر فجاجة لمحاولة شركة متعددة الجنسيات – في هذه الحالة مملوكة لشخص يتعاون علنًا مع اليمين المتطرف – فرض سيطرتها على حكومة منتخبة ديمقراطيًا، وقوانين دولة ذات سيادة تحت ستار الدفاع عن الحرية والديمقراطية.

رفض ماسك العلني للامتثال للقانون البرازيلي، ومطالبته باستقالة قاضٍ في المحكمة العليا لأنه أصدر أوامر لا يوافق عليها، وإشارته إلى أنه هو، وليس قضاة أعلى محكمة في البلاد، مَن ينبغي عليه تفسير القانون البرازيلي وتحديد حدود حرية التعبير في البلاد، تظهر الخطر الذي يشكله المليارديرات "التقنيون" – الذين يسيطرون على وسائل الاتصال – على الديمقراطية.

هذا لا يعني أن القاضي مورايش أو المحكمة العليا نفسها فوق النقد. بالفعل، هناك نقاش حادّ في البرازيل حول مدى تناسب أفعال القاضي، وما إذا كانت بعض مطالبه من منصات التواصل الاجتماعي (خاصة إزالة الحسابات التي لا يبدو أنها تشكل تهديدًا فوريًا لأحد أو ترتكب جريمة في الوقت الحالي)، ترقى إلى مستوى "الرقابة المسبقة". النقاش العام حول تصرفات القضاء رفيعة المستوى أمر طبيعي وصحي وضروري جدًا في الديمقراطية.

لكنْ هناك فرق كبير بين انتقاد سلوك قاضٍ في المحكمة العليا من داخل البلد الذي يخدمه، وبين حملة واسعة يقودها ملياردير أجنبي – بالتنسيق مع نشطاء وسياسيين من اليمين المتطرف – تهدف إلى تقويض تحقيقاته في محاولة انقلاب وجرائم أخرى ضد الديمقراطية البرازيلية. الأول هو عنصر مهم في الديمقراطية، بينما الثاني محاولة فاضحة لتقويضها.

التنسيق بين ماسك وعناصر اليمين المتطرف البرازيلية التي تستهدفها تحقيقات مورايش ليس سرًا. في 7 أبريل/نيسان، قدم عضو الكونغرس "الليبرتاري" جيلسون ماركيز مشروع قانون لسجن القضاة الذين يعلقون منشورات وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب الآراء السياسية. وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، رحب أنصار بولسونارو بماسك كبطل جديد لحركتهم اليمينية المتطرفة في مظاهرة بريو دي جانيرو حضرها عشرات الآلاف. خاطب بولسونارو الحشود وأشاد بماسك، مشيدًا به كرجل "يهتم حقًا بحرية الجميع".

يحاول أنصار بولسونارو تصوير أنفسهم كضحايا للاضطهاد السياسي اليساري، ويصورون ماسك كمنقذ محتمل لهم. لكن الحقيقة هي أن قاعدة بولسونارو لا تهتم بالديمقراطية ولا تحترمها – كما أوضحت بمحاولة انقلابها في يناير/كانون الثاني الماضي – وهي الآن تشجع مليارديرًا أجنبيًا على مهاجمة قوانين ومؤسسات بلدها لإنقاذ زعيمها وحركتها من مواجهة العدالة أخيرًا.

في يوم الأربعاء الماضي، حاول ماسك الالتفاف على حظر "إكس" في البرازيل من خلال تحديث شبكته التواصلية، مما أتاح لبعض المستخدمين في البلاد الوصول إلى المنصة بدون استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، مما يوضح مرة أخرى أنه لا يحترم القانون البرازيلي.

يبقى أن نرى كيف سترد المحكمة العليا على هذا التصعيد الأخير، وما إذا كانت منصة "إكس" لا تزال تملك مستقبلًا في البرازيل كمنصة رئيسية. لكن الشيء المؤكد هو أن ما نشهده في البرازيل اليوم ليس مجرد نزاع بين ملياردير ليبرتاري وقاضٍ تقدمي متشدد حول حدود حرية التعبير. إنه محاولة فاضحة من قبل ملياردير تقني لديه روابط مع اليمين المتطرف لفرض هيمنته على نظام قضائي مستقل لدولة ديمقراطية ذات سيادة. ما نشهده هو هجوم على الديمقراطية البرازيلية، ويجب التعامل معه على هذا الأساس.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التواصل الاجتماعی على الدیمقراطیة المحکمة العلیا الیمین المتطرف حریة التعبیر فی البرازیل فی البلاد من قبل

إقرأ أيضاً:

فريق إيلون ماسك سيكون له نفاذ واسع إلى أسرار البنتاغون

أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن لجنة الكفاءة الحكومية (دوغ) التي يقودها إيلون ماسك سيكون لها "نفاذ واسع" إلى البنتاغون لاستهداف السياسات الديمقراطية لا سيما تلك التي تشجع على التنوع.

وكلف الرئيس دونالد ترامب الملياردير ماسك باقتطاعات كثيرة في الإنفاق العام، مع خفض كبير في عدد الموظفين بالإدارة فضلا عن إلغاء برامج تشجع على إشراك المرأة والأقليات.

وقال غيغسيث عبر منصة "إكس" إن فريق ماسك "سيكون له نفاذ واسع إلى كل التدابير الأمنية بشأن المعلومات السرية".

وأضاف أن لجنة الكفاءة الحكومية ستعمل على "إيجاد التجاوزات وتحديد آخر مخلفات برامج جو بادن والووك (نسبة إلى ثقافة الووك أو اليقظة حيال العنصرية والتمييز) وكل السخافات حول التغير المناخي التي ليست في قلب مهمتنا والتي سنتخلص منها تاليا".

وفي رسالته المصورة حمل هيغسيث أيضا على معلومات نشرتها وسائل إعلام أميركية أول أمس الأربعاء مفادها أنه أمر باقتطاعات في ميزانية البنتاغون مؤكدا على العكس أن مبلغ 50 مليار دولار سينفق.

وتابع "إننا نبتعد عن البرامج الووك لنكرس هذه الأموال لأولويات الرئيس ترامب.. أميركا أولا والسلام بالقوة.. نريد إعادة استثمار هذه الأموال الموجودة في بناء قوة تحمينا نحن الشعب الأميركي".

إعلان

وأثارت الاقتطاعات التي يدعو إليها ماسك مسائل تتعلق بتضارب المصالح، إذ إن كثيرا من الوكالات المستهدفة بما فيها وزارة الدفاع تمارس سلطة ضابطة على ارتباط مع شركات ماسك أغنى أغنياء العالم وصاحب شركتي تسلا وسبيس إكس.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يتيح نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 3 مجانا لمدة محدودة
  • ترامب يستبدل مكتبه بسبب نجل إيلون ماسك
  • إيلون ماسك.. حليف قوي وخطر محتمل لدونالد ترامب
  • وزير الدفاع الأمريكي: فريق إيلون ماسك سيكون له نفوذ واسع في البنتاغون
  • فريق إيلون ماسك سيكون له نفاذ واسع إلى أسرار البنتاغون
  • ‎معلومات مهمة عن الفتاة التي ادّعت إنجابها طفلًا من إيلون ماسك
  • إيلون ماسك: غرق أمريكا يعني غرق العالم
  • قرار هام من ترامب يخص إيلون ماسك
  • عشيقة إيلون ماسك تفجّر فضيحة جديدة
  • ترامب: الفضاء محظور على إيلون ماسك