يواصل سلاح الطيران التابع للجيش قصف مواقع الدعم السريع حول المدينة، بينما تدور معارك ضارية بين الجيش والقوات المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع التي تحاول اقتحام المدينة والسيطرة عليها من جهة أخرى..

التغيير: الخرطوم

قتل وجرح عدد من المدنيين خلال عمليات القصف المدفعي المستمر والهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع بشكل يومي منذ أشهر على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي الوقت نفسه، يواصل سلاح الطيران التابع للجيش قصف مواقع الدعم السريع حول المدينة، بينما تدور معارك ضارية بين الجيش والقوات المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع التي تحاول اقتحام المدينة والسيطرة عليها من جهة أخرى.

وقال شهود من مدينة الفاشر المحاصرة، وفقاً لراديو دبنقا، إن قوات الدعم السريع واصلت يومي الأربعاء والخميس القصف المدفعي على منازل المواطنين في أحياء الجيل والقاضي وبرنجية وأجزاء من مكركا وأشلاق الشرطة.

وأسفر القصف، بحسب شهود تحدثوا لراديو دبنقا من الفاشر يوم الخميس، عن وقوع قتلى وجرحى وسط المدنيين، تم نقلهم إلى مستشفى الشرطة، بينما نُقل الجرحى إلى المستشفى السعودي الذي لم يسلم هو الآخر من القصف المدفعي الذي شنته قوات الدعم السريع.

معارك مستمرة

وفي السياق، قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح إن معارك الخميس مع قوات الدعم السريع استمرت لأكثر من خمس ساعات.

وأفاد بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، الرائد أحمد حسين مصطفى، الخميس، أن القوة المشتركة دمرت عدداً من العربات القتالية واستولت على مركبات أخرى سليمة بكامل عتادها، بالإضافة إلى عدد من الأسرى، بينما فر ما تبقى من القوات، تاركين خلفهم جثث قتلاهم في أرض المعركة، وفقاً للبيان.

فك الحصار مجلس الأمن الدولي

وعقد مجلس الأمن يوم الأربعاء جلسة استمع خلالها إلى إحاطتين من مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا مارثا بوبي، والقائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا حول الوضع في السودان، مع التركيز على الفاشر.

وأشارت بوبي إلى الدعوات المتكررة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لطرفي النزاع لتهدئة الوضع في الفاشر وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة، محذرة من العواقب الوخيمة لهذا التصعيد.

وعلى الرغم من دعوة مجلس الأمن لقوات الدعم السريع لفك الحصار عن الفاشر، فشلت الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد العسكري، ولا يزال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في المدينة ويواجهون خطر العنف الجماعي.

تشاد تغلق حدودها

في سياق آخر، أفادت صحيفة “سودان تربيون” أن السلطات التشادية شددت إجراءاتها الأمنية على الحدود مع السودان، بنشر تعزيزات عسكرية غير مسبوقة على طول الحدود بين البلدين، في أعقاب تصاعد العمليات العسكرية في دارفور.

ونقلت عن مصدر حكومي تشادي قوله إن “سلطات إقليم وداي المتاخم لإقليم دارفور السوداني نشرت تعزيزات عسكرية غير مسبوقة على طول الحدود خوفًا من تسلل جماعات مسلحة إلى الداخل التشادي”.

وأوضح المصدر أن تشديد الإجراءات الأمنية جاء بعد تصاعد المعارك في الفاشر، مشيراً إلى أن الحكومة التشادية تخشى تسلل العناصر المسلحة من كلا الطرفين إلى حدودها، وكذلك احتمال تسلل جماعات معارضة للحكومة انطلاقًا من الأراضي السودانية.

بدأ حصار مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أعقاب اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

وخلال هذا الوقت، تصاعدت الهجمات وازدادت التوترات بشكل تدريجي، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية وتوقف إيصال المساعدات الإنسانية.

وبحلول مايو 2024، أصبحت الفاشر محاصرة بالكامل مع تصاعد القصف الجوي والاشتباكات المسلحة، مما أدى إلى قطع إمدادات الغذاء والمياه والوقود، ووضع المدنيين في خطر كبير من المجاعة.

ويعاني ما يقرب من 800,000 شخص من أوضاع قاسية تحت الحصار. ويواجه المدنيون يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

كما أن العديد من النازحين من الصراعات السابقة لجأوا إلى المدينة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني.

وتحذر المنظمات الدولية مثل أطباء بلا حدود من حالات طوارئ طبية متفاقمة بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية. كل هذه الظروف تجعل الفاشر على حافة مجاعة وتهدد بحصول كارثة إنسانية ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة

الوسومالأوضاع الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأوضاع الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر قوات الدعم السریع بین الجیش من جهة

إقرأ أيضاً:

بايدن يدعو طرفي الصراع في السودان لاستئناف المفاوضات

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن طرفي الصراع في السودان إلى العودة للانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا.

وقال بايدن في بيان أمس الثلاثاء "ندعو جميع أطراف هذا الصراع إلى إنهاء هذا العنف والتوقف عن إذكائه، من أجل مستقبل السودان والشعب السوداني بأكمله".

وأضاف "أدعو الطرفين المتحاربين المسؤولين عن معاناة السودانيين –القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع– إلى سحب قواتهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب".

وأكد بايدن أن هجمات الدعم السريع تلحق أضرارا بشكل غير متناسب بالمدنيين السودانيين، كما دعا القوات المسلحة السودانية إلى وقف القصف "العشوائي" الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية.

وقال إن الولايات المتحدة ستواصل إجراء تقييمات بشأن مزيد من مزاعم الفظائع والعقوبات الإضافية المحتملة.

تصاعد القصف في العاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية (رويترز) استمرار للقصف

وبالتزامن مع دعوة بايدن، فقد استمر القصف المتبادل بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، إذ أفاد مراسل الجزيرة بأن الطرفين تبادلا قصفا مدفعيا في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

وأوضحت مصادر محلية -للجزيرة- أن الجيش السوداني استهدف مواقع للدعم السريع في شارع الغابة وسط مدينة الخرطوم، بالإضافة إلى مواقع الدعم السريع في الخرطوم بحري ومنطقة شرق النيل في العاصمة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلفت نحو 16 ألفا و650 قتيلا، وتسببت في تشريد ملايين الأشخاص.

وسبق أن قررت الولايات المتحدة أن الجانبين ارتكبا جرائم حرب وفرضت عقوبات على 16 فردا وكيانا على صلة بالصراع.

مقالات مشابهة

  • سر الاستماتة في الدفاع عن الفاشر ورمزية المدينة لكل الأطراف
  • إحصاء السكان والسكنى...والدعم الاجتماعي أي علاقة؟
  • الفاشر في مرمى النيران.. تصاعد المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع يفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية
  • بلينكن: التقدم في إرسال المساعدات أصبح مهدداً بهجوم الدعم السريع في الفاشر
  • قتيلان و10 جرحى في قصف استهدف سوق صابرين بأم درمان .. وزارة الصحة اتهمت “الدعم السريع” بتنفيذ قصف مدفعي، فيما لم يتوفر تعقيب من هذه القوات..
  • بلينكن: هجوم الدعم السريع على الفاشر يهدد إحراز تقدم في أزمة السودان
  • الرئيس الأمريكي يدعو الجيش و الدعم السريع للعودة للتفاوض و يهدد بالمحاسبة
  • بايدن يدعو طرفي الصراع في السودان لاستئناف المفاوضات
  • الأمم المتحدة تدعو أطراف الصراع في السودان إلى الامتناع عن استهداف المدنيين