قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024، إن "الوقائع الميدانية الجارية في قطاع غزة تؤكد أن الهدوء الذي شهده الميدان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لا يرتبط بالعجز عن القيام بالفعل المقاوِم الضاغط، بقدر ما هو تكتيك أملته ظروف وضرورات".

وأضافت الصحيفة، أنه "فيما أغرى هذا الهدوء رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، للإعلان عن الانتهاء من تدمير وتفكيك كل خلايا "كتائب القسام" في مدينة رفح، قدّم المقاومون في المدينة خلال الأيام الماضية ما يؤكد أنهم أبعد ما يكونون عن التفكّك والانتهاء".

إقرأ أيضاً: صحيفة: واشنطن لا تتوقع التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل هذا الأمر

وأشارت الصحيفة، إلى أنه "في غضون الأسبوع الفائت، تمكّن المقاومة من تنفيذ ثلاث عمليات كبيرة ونوعية قياساً إلى حجم القوات الإسرائيلية المحدود الموجود في المدينة، والمدى الأفقي الضيق لانتشارها مقارنة بأشهر الحرب العشرة الماضية".

وأكدت أن "تلك العمليات المتلاحقة، والتي أعقبت أسابيع من الهدوء أسهمت في صناعة نوع من النشوة في صفوف المحللين العسكريين الإسرائيليين، على اعتبار أن الجيش تمكّن فعلاً من إنجاز مهامه في القضاء على " حماس "، دفعت إذاعة جيش الاحتلال إلى الإقرار بأن "عمليات رفح تثبت أنه حتى إذا تمكّن الجيش من القضاء على كتائب حماس في المدينة، فإن المسلحين سيظلّون قادرين على استهداف الجنود".

وأوضحت أن "هذا الإقرار كان بمثابة تفريغ لتصريحات رئيس الأركان من مضمونها، ولا سيما أن إذاعة الجيش رأت أن الحرب في غزة ستأخذ شكل المواجهات التي يشنها المقاومون على الجنود الإسرائيليين بأدوات مثل الصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة لمدة طويلة".

وتابعت "أما عن هاجس المباني المفخّخة، فإن الإذاعة نفسها أوردت أرقاماً مهولة، إذ تحدّثت عن تمكّن المقاومة من تفجير 14 ألف مبنى في مدينة رفح وحدها، ما يعني أن أحياء وبلدات كاملة ستغدو كمائن قاتلة تنتظر لحظة الخطأ والغفلة لتتحوّل بعض المباني فيها إلى مقتلة لجنود إسرائيل".

وقالت الصحيفة إنه "على هامش ما تقدّم، عادت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى الترويج لخطة الجنرالات التي تهدف إلى تهجير سكان شمال القطاع، كما عاد اليمين المتطرّف لمطالبة الجيش بتولي مهمة توزيع المساعدات على سكان الشمال عوضاً عن المؤسسات الدولية. ووسط كل المقترحات المتناقضة، يقول الواقع الميداني كلمته: "لا المقاومة في وارد رفع الراية البيضاء، ولا جيش الاحتلال قادر على الإنجاز عبر اجتراح ضغوط أكبر مما مارسه طوال الأشهر الماضية".

..........

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء

على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.

ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.

ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.

وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.

وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة

اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة

واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • إعلام العدو: ردع الجيش اليمني بات موضع شك
  • صحيفة عبرية: قدرة التحالف الأمريكي على ردع الجيش اليمني باتت موضع شك
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تخطط لمفاجئة تصيب الحوثيين بـشلل تام
  • صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية: “إسرائيل” تواجه ليالي بلا نوم بسبب تهديدات اليمن
  • إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن
  • صحيفة عبرية : “الحوثيون” يتحدون أمريكا والعالم ولا يمكن ردعهم
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • ما الفرق بين الحوثيين واليمن؟ صحيفة إسرائيل تسأل وتجيب (ترجمة خاصة)
  • سامح عسكر: الجهاديون والصهاينة يعتبرون مقاومة إسرائيل عمالة لإيران