أما آن وقف الحرب من أجل الأطفال
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
ياسر سليم شلبي
yas_shalabi@yahoo.com
أما آن وقف الحرب من أجل الأطفال
بمناسبة اليوم العالمي للسلام
يحتفل العالم يوم السبت باليوم العالمي للسلام، الذي يوافق21 سبتمبر من كل عام وهو يوم هام من أيام مناصرة السلام و تعزيز قيم السلام و وقف الحروب و أثارها الكارثية على الأطفال أولا قبل كل شئ . جاء اليوم العالمي للسلام مع نفحات ذكرى مولد نبي السلام عليه الصلاة و السلام و الذي كان يقول عقب كل صلاة :اللهم أنت السلام و منك السلام و اليك السلام .
نقف قليلا في ذكرى مولده و ذكري يوم السلام، أمام عظمته أمام الأطفال و حبه للسلام ، كان يضع الأطفال أولا و مصلحتهم فوق كل شئ ، و ها هو حرصا على سلامة الأطفال ، يؤم الناس فيطيل الصلاة لأن هناك طفلا على ظهره حتى خشي الصحابة أن يكون أصابه مكروه و تفيض عيناه بالدموع عند وفاة طفل و حتى سأله سعد بن عبادة ما هذا يا رسول الله؟ فقال: "إنها رحمةٌ، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" . ها هو من أجل الصلح و السلام، يستجيب لشرط كفار قريش بعدم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم، ويكتبها باسمك اللهم ، ثم يوافق على شرطهم بعدم كتابة محمد رسول الله و يكتب محمد بن عبد الله ، و هكذا من أجل السلام ،يتجاوزالخلاف حول المسميات ، و ليس هذا فحسب ، بل وافق لهم على أن يرجع المسلمون الى المدينة فلا يقضوا العمرة الا في العام القادم و ليس هذا فحسب ،بل أن يرد من يأتي اليه من قريش مسلما دون علم أهله وألا ترد قريش من يأتيها مرتدا.وافق عليه الصلاة و السلام على كل هذه الشروط التي بدأت لسيدنا عمر رضي الله عنه أن فيها اجحافا حتى قال للنبي عليه الصلاة و السلام( ألسنا على الحق و عدونا على الباطل ،فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟). وبقى عمر رضي الله عنه زمنا طويلا متخوفا أن ينزل الله به عقابا لما قاله و كان يقول : مازلت أصوم و أتصدق و أعتق مخافة كلامي الذي قلته يوم الحديبية . كان الصلح مفتاحا لفتح مكة و قال ابن مسعود رضي الله عنه (انكم تعدون الفتح فتح مكة ، و نحن نعد الفتح صلح الحديبية) .لنا في الرسول عليه الصلاة و السلام أُسْوةٌ حسنة، لكن لمن ؟ قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كثيرًا ) (الأحزاب: 21) لا خلاف ،ان الأطفال لم يتسببوا في اشعال هذه الحرب ، و بالرغم من ذلك هم أكثر من تأثر بها و أن اثارها الكارثية تأثر بها الأطفال قبل الجميع..نحتاج للسلام اليوم قبل الغد..هم أكثر الأفراد ضعفا في عائلتنا البشرية ..نحتاج لوقف الحرب لحق الحياة و النماء للأطفال و للحد لمعاناة الأطفال..الأطفال هم الضحايا الأساسيون للحرب ،استمرار الحرب، يعني تهديد حق الأطفال في البقاء و النماء...كم من المفترض أن يصل عدد الأطفال ضحايا هذه الحرب الكارثية حتى ننادي بالسلام وبوقف الحرب !!هم الحاضر و المستقبل و هم أولا و علينا الدعوة لوقف الحرب اليوم قبل الغد من أجل أطفال و أجيال الغد . يهتم من هم جزء من العالم البشري بالأطفال و يجعلهم أولا ثم أولا ،سبق أن عقد العالم أكبر مؤتمر قمة من أجل الأطفال، و شارك فيه السودان ، و كانت نتيجته اعلان الأطفال أولا و أن يعمل العالم من أجل ضمان حقهم في البقاء و النماء، في اطار حق الأطفال في البقاء ،قرر مجلس الأمن أن قضية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح هي قضية تهدد السلام و الأمن. من أجلهم، جاءت أهداف التنمية المستدامة لتنادي ببناء عالم أفضل للأطفال و أكثر استدامة في المستقبل و أكثر أمنا و ازدهارا ..من أجلهم نادت أجلانتين جيب بحمايتهم و وضعت اعلان جنيف لحقوق الطفل و أسست منظمة انقاذ الطفولة في العالم و قالت : كل جيل من الأطفال يقدم الى البشرية امكانية اعادة بناء العالم المدمر، و كانت هي المصدر الرئيسي لاتفاقية حقوق الطفل التي أساسها ضمان حق الحياة للأطفال.
نتائج الحرب على الأطفال = فناء و بقاء الأطفال تعدى مرحلة الخطر، وفيات بالجملة ، لا تحصى و لا تعد ،19 مليون طفل سوداني خارج الدراسة ،افتقار 7.4 مليون طفل الى مياه الشرب ، و الكوليرا تحصد أرواحهم حصدا ، معاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية، ذكرت الأمم المتحدة بأنها أكبر كارثة تعليمية في العالم ،أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم ، انتهاكات جسيمة ، عنف ، لجوء و نزوح و يتعرض أطفالنا لكوارث و يوميا تحدث وفيات للأطفال أمام أعيننا و الوضع يزداد من سئ الى أسوء ومالات الحرب واضحة للجميع.
استمرار الحرب = المزيد من فناء و معاناة الأطفال بكافة أنواعها الكارثية وقف الحرب = الحفاظ على حق البقاء و النماء لمن تبقى من الأطفال أنظر مع من تقف ، بعد مراجعة أدميتك . نقول كما قال النبي عليه الصلاة و السلام لغلاظ القلب تجاه الأطفال :أو أملك ان كان الله نزع من قلوبكم الرحمة! لا نملك لكم شيئا اذا نزع الله الرحمة منكم تجاه الأطفال ! اذا لم ننادي بحق بقاء الأطفال و وقف الحرب التي تحصد أرواحهم و تحطمهم ،من نكون ويا من في مجال الأطفال و تعلمون جيدا أثارها الكارثية على الأطفال و استمرارها يهدد بقاءهم و نماءهم و حرمانهم من أجمل سنوات الطفولة ،لماذا لا تناصرون حقهم في البقاء والذي لا يتوفر الا في ظل السلام و وقف الحرب . ماذا حدث لانسانيتنا و قيمنا ؟ هل هناك طريقة لضمان حق حياة و نماء الأطفال دون مناصرة السلام و وقف الحرب؟! متى سنبادر بالعمل من أجل حق الأطفال في الحياة و جعل ذلك أولا و فوق كل اعتبار. هل رأيتم الحرب بعيون الأطفال، أصوات أطفال السودان في كل مكان تنادي بوقف الحرب و ويلاتها ، وهم يسردون تفاصيل مروعة و كارثية و يسألون متى يأتي السلام و تقف الحرب؟ فلنقلها من أجلهم ، معا لمناصرة السلام و وقف الحرب من أجل الأطفال وهي أفضل طريقة لضمان حقهم في البقاء و النماء. نحتاج لمبادرات و حملات قوية لمناصرة ذلك . . الأطفال أولا ثم أولا . الحصة ضمان حق الأطفال في الحياة و النماء وبس . يا ليت لنا مانديلا لينادي بكل شجاعة و انسانية بالسلام و ليضمد جراح الأطفال و ينظر بحكمة الى مستقبل الأجيال. السلام ليست كلمة عابرة بل هي أساس البقاء و الاستقرار على وجه الأرض،فالانتصارات الحقيقية و الدائمة هي انتصارات السلام و ليس انتصارات الحروب . تطمح نفوس الأطفال الى التحليق في عالم مسالم لا توجد فيه حروب. بدون السلام ،لا يمكن للطفولة أن تستمر و تضيع أجيال و أجيال .
يتزايد كل يوم عدد الأطفال ضحايا هذه الحرب،على سبيل المثال،بالأمس في تصريح لوكالة سونا ،ذكرت أمين مجلس الطفولة بولاية الخرطوم أنه بمحلية كرري 12,213 طفل يحتاجون للدعم النفسي و للغذاء وذلك بمراكز الايواء و 30 طفل تعرضوا لأصابات أدت لبتر في الأطراف وهناك 12 طفل يحتاجون لمساعدتهم لغسيل الكلى و تكلف الغسلة الواحدة 60 ألف) . ألم يأن وقف الحرب ووضع حد لمعاناة الأطفال..أما آن لنا أن ندعوا للسلام..ووقف الحرب من أجلهم ؟ بمناسبة اليوم العالمي للسلام...أدعوكم جميعا الى حملة السلام و وقف الحرب اليوم قبل الغد من أجل حق الأطفال في الحياة .
ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الیوم العالمی للسلام علیه الصلاة و السلام السلام و وقف الحرب وقف الحرب من أجل من أجل الأطفال حق الأطفال فی الأطفال أولا فی البقاء من أجلهم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحاصر جنين وتجبر العائلات على المغادرة وأهالي شمال غزة يستعدون للعودة
بعد نحو 5 أيام من دخول هدنة غزة حيز التنفيذ، وفي الوقت الذي يستعد فيه النازحون من شمال غزة للعودة إلى حطام منازلهم، أجبرت إسرائيل المئات في جنين بالضفة الغربية على إخلاء مساكنهم.
وبحسب آخر المستجدات الميدانية، ضيقت إسرائيل الخناق على مخيم جنين بفرضها إغلاقا شاملا للمداخل الأربعة للمدينة وأقامت سواتر ترابية لمنع حركة الدخول والخروج.
وأوردت تقارير فلسطينية أن إسرائيل اقتحمت بلدة قباطية جنوبا ودمرت البنية التحتية في بلدة اليامون شمال غربي جنين، كما يواجه المرضى والطواقم الطبية أوضاعا صعبة بسبب انقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود.
وأسفر الاقتحام على عموم جنين، عن 13 قتيلا، بينهم طفل، وأكثر من 50 إصابة بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وقبل ذلك، واصلُ الجيشُ الإسرائيلي عمليتَه العسكرية في جنين ومخيمِها حيث دارت مواجهات في حيي الدمج والحواشين جنوبَ غربي مخيمِ جنين وسط عملياتِ نزوحٍ إلى مناطق محيطة.
وغادر المئات مخيّم جنين، حسبما أفاد مسؤولون فلسطينيون، قالوا “إن الجيش الإسرائيلي وجه “تهديدات” عبر مكبرات الصوت للسكان لإجبارهم على الإخلاء، واضطروا إلى المغادرة”.
وتزامناً مع عمليةِ جنين، شددت القواتُ الإسرائيلية إجراءاتِها العسكرية في الضفةِ الغربية وأقامت عشراتِ الحواجز.
وعلى صعيد متصل، أعلنت حركة حماس، أمس، أن عودة النازحين من جنوب ووسط غزة إلى شماله تبدأ في اليوم السابع من اتفاق وقف النار أي الأحد المقبل.
كما كشفت حماس عن أنه سيسمح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها، فضلا عن السماح للنازحين المشاة بالعودة شمالا من شارع صلاح الدين دون تفتيش باليوم الـ22 من الاتفاق.
يذكر أن اتفاقاً لوقف النار بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير، بعد 15 شهرا من حرب طاحنة، ونص على تبادل الأسرى بين الطرفين.
كما تضمن الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من كامل القطاع المدمر، مع إنشاء منطقة عازلة شمالاً، كذلك نص على وقف الحرب بشكل دائم، وإعادة إعمار غزة.
“الأونروا”: 660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن نحو 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس، مشيرة إلى أن 88% من المدارس في القطاع مدمرة.
وذكرت الوكالة الأممية في منشور عبر منصة “إكس”، أن هناك تقارير تفيد بأن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل أكثر من 14 ألفا و500 طفل في الحرب”.
وأضافت: “التعليم هو شريان الحياة للاستقرار ومستقبل جميع الأطفال في غزة. ولكن مع تضرر 88% من المدارس، فإن التحديات هائلة”، مشيرة إلى أن “الأونروا” تعمل على توفير إمكانية الوصول إلى أنشطة التعلم والترفيه ودعم الصحة العقلية.
وقالت جولييت توما مديرة التواصل والاعلام في وكالة “الأونروا” إن موظفي الوكالة “يعملون على مدار الساعة لتقديم الإغاثة الإنسانية التي لا غنى عنها للاجئي فلسطين. وبينما يمثل وقف إطلاق النار في غزة بارقة أمل، تواجه الوكالة عقبات كبيرة على رأسها قانون اعتمده الكنيست من شأنه وقف عمل الوكالة في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وأضافت: “لم نتلق أي اتصال من الحكومة الإسرائيلية بشأن خططهم لتنفيذ مشروع القانون هذا، ولذلك، نحن ملتزمون في الوقت الحالي بالبقاء وتقديم الخدمات في الأرض الفلسطينية المحتلة. وهذا يشمل الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة”.
In #Gaza:
????????Every other person is a child
????????Nearly 660,000 children remain out of school
????????Over 14,500 children have reportedly been killed in the war
Education is the lifeline to stability and a future for all children in Gaza. But with 88% of the schools damaged, the… pic.twitter.com/o4cAUppCIj
مدير مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة: الحرب في غزة خلفت خسائر فادحة بين الأطفال
بدوره، قال مدير مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة “أوتشا” توم فليتشر، يوم الخميس، إن الحرب في غزة أسفرت عن مقتل الأطفال وتجويعهم وتجمدهم بردا حتى الموت وتيتمهم وفصلهم عن ذويهم.
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس دعت إليه روسيا حول تأثير الحرب على أصغر سكان غزة، صرح فليتشر:”لقد تم ترويع جيل بأكمله”.
وأشار في إحاطته عبر الفيديو من ستوكهولم إلى أن “التقديرات المتحفظة تشير إلى أن أكثر من 17 ألف طفل منفصلون عن أسرهم في غزة”.
ولم يقدم فليتشر أرقاما حول عدد الأطفال الذين لقيوا حتفهم لكنه قال: “بعضهم ماتوا قبل التقاط أنفاسهم الأولى مع أمهاتهم أثناء الولادة”.
وأضاف مدير مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة “أوتشا” أن حوالي 150 ألف امرأة حامل وأم نفساء في حاجة ماسة إلى خدمات صحية.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فإن مليون طفل في غزة يحتاجون إلى الدعم النفسي والصحي بسبب الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 47.283 قتيلا و111.472 مصابا، مع استمرار انتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض بعد وقف إطلاق النار.
وذكرت أنه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.