“سحر خليل” العرفان في مثواها شموخ “2”
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
في مقال سابق كنت قد تحدثت عن الرمزية (الحب) التي يستخدمها المتصوفة في إطار البحث عن الذات ومن ثم رحلة المسير الي الله .. قال تعالي :" ياأيها الإنسان إنك كادح الي ربك كدح فملاقيه " واللقاء هنا يكون في ذواتنا لان الذات المطلقة خارج الذمان والمكان بدون شك .. كذلك شرط تحقيق إنسانيتنا هي التحقق من انها تدين بدين الحب كما قال إبن الفارض أحد فلاسفة التصوف الكبار .
في التصوف، يرتبط مفهوم "الفناء" بتجربة العاشق الذي يتلاشى في محبة تجليات الله ويذوب في حضوره .. ويُعتبر المحبوب أو العكس في الأدب الصوفي تجسيدًا لهذا الفناء في مستوي بشريتنا في سلم المسير الي الإطلاق .. فناء تمثلاته علي شاكلة هجر عالم الواقع وترك كل شيء من أجل المحبوب او المحبوبة ، هو مثال للفناء في المحبوب.. في الأدب الصوفي "عندما يذوب العاشق في محبوبه، يصبح هو المحبوب." ويحقق ذاته ..
إذ يُعتبر هذا الفناء نقطة جوهرية في التصوف، حيث يتطلب من العاشق أن يتخلى عن ذاته وأن يتلاشى تمامًا في المحبوب.. وهذه هي الحالة التي أعيشها أنا الآن بكل حياد .. أحيا حياة عزلة تماما عن العالم حولي ، وحدة في إطار الجماعة ، أو مستوا من التلاشى في حب زوجتي الأحب الي قلبي وروحي "سحر خليل " التي جعلتي أعيد التفكير والتعريف آلاف المرات في هذا العالم الأرضي وفي السير والمسير الروحي . ربما هي حالة روحية تعكس عمق التجربة الصوفية التي جئتها من وعي مادي محض وإصكاكها بروح "سحر خليل" الممعن في الطهر ، حيث تحولت الي محض كائن ذائب في زوجتي الأحب الي قلبي روحي "سحر خليل " .. عشق كان علي الدوام بوابة خروج لإنعتاق عبرها الي كل مداخل التكوين..
" سحر خليل " صنع الله الذي أتقن كل شئ وكفي ..
غدا نواصل
mohamed79salih@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ندوة ثقافية في الحديدة حول “فضل الشهادة والجهاد في سبيل الله”
الثورة نت/..
نُظمت في محافظة الحديدة، مساء اليوم، ندوة ثقافية حول “فضل الشهادة والجهاد في سبيل الله”، بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد 1446ھ، وموقف اليمن في التضامن مع الشعب والمقاومة الفلسطينية.
وتناولت محاور الندوة، التي أقامها قطاع الإرشاد ووحدة العلماء، دلالات إحياء هذه الذكرى في التصدي لمؤامرات ومخططات أعداء الأمة والإسلام، والمسؤوليات في تحريك فريضة الجهاد لنصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وخيارات دعم المقاومة للرد على جرائم الكيان الصهيوني.
واستعرض العلماء (صالح الحرازي وعلي صومل ويحيى الحجاجي وعبدالرحمن الورفي) المبادئ التي حملها الشهداء، وأهمية الاحتفاء بهذه المناسبة تخليدا لبطولات الشهداء، وترسيخ ثقافة التضحية والفداء في نفوس الأجيال، وتعريفهم بالعدو الحقيقي للأمة والإسلام، والمتمثل بأمريكا وإسرائيل.
وتطرقوا إلى أهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد التي تتزامن مع المواقف المشرفة لليمن وعظمة مواقف قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والقوات المسلحة في نصرة الأشقاء الفلسطينيين، وأهمية استلهام الدروس والعِبر من رحلة عطاء الشهداء في سبيل الانتصار للوطن.
واعتبروا تنظيم الفعاليات المكرَّسة لإحياء هذه المناسبة رسالة لأعداء اليمن وفلسطين بمضي اليمنيين في هذه المعركة المقدسة؛ انتصارا لقضايا الأمة، لافتين إلى أن الشهادة في سبيل الحق شرف عظيم لا يناله إلا الأبطال الأحرار.
وحثّ العلماء على تعزيز المسارات التوعوية والتعبوية والتربوية لاستذكار الدروس والعِبر من تضحيات الشهداء، الذين جادوا بأنفسهم في سبيل العزة والكرامة، واقتفاء مآثرهم البطولية وعطائهم في مواجهة طواغيت الكفر والنفاق.
وأشاروا إلى فضل الشهادة والشهداء ومنزلتهم الرفيعة عند الله ومكانتهم في المجتمع كقدوة في العطاء والتضحية والفداء.. مؤكدين أن إحياء ذكرى سنوية الشهيد يعكس الوفاء للشهداء، والاقتداء بنهجهم.
وعبّروا عن استنكارهم لاستمرار الصمت الدولي وخذلان الأنظمة العربية تجاه حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين أن الأنظمة العربية شريكة للاحتلال الصهيوني في سفك الدّم الفلسطيني.