تخشى مصادر أمنية بالفعل من أن تؤدي حرب إسرائيل في غزة والدعم البريطاني والأميركي المقدم لإسرائيل إلى تحفيز "المتطرفين الإسلاميين" في المنطقة، وقد تترجم إلى هجمات قاتلة ضد أهداف غربية في المستقبل، وفقا لصحيفة تايمز.

الصحيفة البريطانية نقلت عن السفير اللبناني لدى المملكة المتحدة، رامي مرتضى قوله إن الشرق الأوسط يخطو على "مسار محفوف بالمخاطر" وإن تصعيد الصراع قد يؤدي إلى تطرف جيل جديد في أوروبا، محذرا من أن أي غزو إسرائيلي لبلاده سيكون يوما مشهودا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: من يتوق الآن للعودة للبنان يلعب بالنارlist 2 of 2موقع روسي: هل تستطيع أميركا تفجير الهواتف الذكية في روسيا؟end of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم محررة شؤون الدفاع لاريسا براون- أن الدبلوماسي اللبناني الذي وصفته بـ"الكبير" قال إن الغزو البري الإسرائيلي للبنان سيؤدي إلى سيناريو كارثي متمثل في صراع إقليمي شامل على جبهات متعددة، وقال إن قوات بلاده المسلحة لن "تقف مكتوفة الأيدي".

ويأتي حديث السفير بعد يومين من تفجير أجهزة النداء الآلي وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة أكثر من 3 آلاف في جميع أنحاء لبنان.

وقال مرتضى للتايمز إن المنطقة تخطو نحو "مسار محفوف بالمخاطر" مع احتمال انضمام إيران وقوات المليشيات التابعة لها في اليمن والعراق وسوريا إلى الصراع إذا تصاعدت الأزمة، موضحا أننا "نواجه كل مخاطر الصراع الإقليمي الشامل وهذا ما كنا نحاول بلا كلل تجنبه".

مرحلة جديدة من الحرب

وقال السفير -في مقابلته مع الصحيفة- إن حزب الله أصبح "قوة قتالية هائلة" في السنوات الأخيرة، ويجب على إسرائيل أن تتعلم من التاريخ وهزائمها "المهينة" السابقة، مثل الحرب غير الحاسمة التي خاضتها لمدة شهر مع الحزب عام 2006، وتابع "دعونا نأمل ألا نصل إلى هناك لأن هذا سيناريو كارثي للجميع. إنه بالتأكيد يوم كارثي على لبنان ولكن لبنان لن يتضرر وحده في هذه الحرب. لذلك يجب أن تركز كل الجهود على تجنب مثل هذه النتيجة".

وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلق بشكل مباشر على الانفجارات الأخيرة، فقد أعلن وزير دفاعها هذا الأسبوع عن "مرحلة جديدة" في حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وقال إن القوات ستُحول إلى الحدود الشمالية تجاه لبنان.

مرتضى: الغزو البري الإسرائيلي للبنان سيؤدي إلى سيناريو كارثي متمثل في صراع إقليمي شامل على جبهات متعددة، وقواتنا المسلحة لن "تقف مكتوفة الأيدي".

وخاطب زعيم حزب الله حسن نصر الله أنصاره أمس قائلا إن الهجمات التخريبية "يمكن أن نطلق عليها إعلان حرب"، وأضاف "نعم. تعرضنا لضربة هائلة وشديدة. لقد تجاوز العدو كل الحدود والخطوط الحمراء"، وحذر من "الحساب" ردا على ذلك قائلا "لن أتحدث عن المكان والزمان والتفاصيل. ستكتشفون ذلك عندما يحدث. هذا الحساب سيحدث".

وأشارت الصحيفة إلى أن طائرات حربية إسرائيلية كانت تخترق حاجز الصوت فوق بيروت أثناء حديث نصر الله، وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا في لبنان "لإضعاف قدرات حزب الله والبنية التحتية".

تأثير خطير على أوروبا

وقال مرتضى إن الإسرائيليين يعملون بوضوح على توسيع "مسرح العمليات" رغم أن آخرين بينهم الولايات المتحدة، كانوا يعملون على محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وقال إن تصعيد الحرب من مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنه "عاجز".

من جانبه، حذر الأمير خالد بن بندر آل سعود، السفير السعودي في المملكة المتحدة، من أن الشرق الأوسط أصبح في أقرب أوقاته إلى الحرب الإقليمية منذ 50 عاما مشددا على أن "الوضع على الأرض يزداد سوءًا".

ويأتي ذلك في وقت التقى فيه دبلوماسيون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى في باريس في محاولة لنزع فتيل التوترات، وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكالمات هاتفية مع نتنياهو وقادة في لبنان لحثهم على ضبط النفس، كما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من "الأعمال التصعيدية في الشرق الأوسط".

وختمت الصحيفة بقول مرتضى إن السيناريو "الكارثي" الذي يتورط فيه الفاعلون الإقليميون في حرب من شأنه أن يخلف تأثيرا مباشرا على بريطانيا ودول أخرى في أوروبا من حيث الهجرة والتطرف، وأضاف أن "هناك جوانب خطيرة كثيرة في الشرق الأوسط قد تمتد إلى أوروبا وأبعد من ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الشرق الأوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.

وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.

ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.

ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين على الحدود مع لبنان
  • التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على الحدود بين سوريا ولبنان
  • توجه إسرائيلي لربط إعادة الإعمار في غزة ولبنان وسوريا بمخططات أمنية وسياسية
  • فايننشال تايمز: بعد ترامب على حلفاء واشنطن بآسيا مراجعة سياساتهم الدفاعية
  • معارك البحر الأحمر تشتعل بين أنصار الله والولايات المتحدة.. ودعوات دولية للتهدئة والحوار
  • غارات أميركية جديدة باليمن وأنصار الله تستهدف "هاري ترومان" للمرة الثانية
  • غزة ولبنان وايقاف العدوان .. ردع منابع الخطر في قطر .. هل يفعلها انصار الله
  • ضغوط أميركية للتفاوض مع إسرائيل ولبنان يطالب بتفكيك ألغام الاحتلال
  • مشاورات أميركية لبنانية لاختيار حاكم مصرف لبنان
  • فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية