عقب قراءة ما صدر عن السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، بشأن الاعتراف بإسقاط الحوثيين طائرتين بدون طيار من نوع “أم كيو – 9″، خلال أقل من أسبوع، لا بد من السؤال: ما دلالة هذا الاعتراف الذي يأتي بعد يومين من الإعلان الحوثي؟

 

وكانت وكالة أسوشيتد برس قد قالت، الإثنين، إن الجيش الأمريكي لم يستجب على الفور لطلب التعليق على إسقاط الحوثيين طائرة بدون طيار فوق محافظة ذمار.

 

لكن بعد نشر الحوثيين مقطع فيديو لإسقاط الطائرة كان لا بد للبنتاغون بعد يومين، أن تعلق، لا سيما وقد توالت حوادث إسقاط ثلاث طائرات خلال أسبوع، وهو ما تناولته وسائل الإعلام الأمريكية باهتمام، وعلى الرغم من كل ذلك جاء تصريح السكرتير الصحافي للبنتاغون دبلوماسيًا نوعًا ما، ففيما يقرّ فيه بالإسقاطين الأخيرين، تجاهل الإسقاط الذي قبلهما بأيام قليلة، لكنه يقول إن تصريح الحوثيين بخصوص إسقاط عشر طائرات من النوع ذاته، منذ بدء حملة إسنادهم لغزة، “غير دقيق”. واستخدام كلمتي “غير دقيق” يوحي بأن ثمة اختلافًا فقط في العدد، ومع ذلك لم تذكر البنتاغون العدد الدقيق لما أسقطه الحوثيون من طائراتهم.

 

واعترف الجيش الأمريكي، أمس الأربعاء، بإسقاط الحوثيين في اليمن طائرتين بدون طيار من طراز “إم كيو-9” خلال أقل من أسبوع.

 

وقالت وكالة اسوشيتد برس، إن ذلك يسلط الضوء بشكل أكبر على التمدد الإقليمي للحرب في قطاع غزة.

 

وذكرت البنتاغون أن الحوثيين أسقطوا الطائرة الأولى في 10 سبتمبر/ أيلول، والثانية يوم الإثنين. وأظهر مقطع فيديو على الإنترنت عملية الإسقاط والحطام المشتعل على الأرض بعد ذلك في محافظة ذمار في اليمن.

 

وقال اللواء بات رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون، إن السلطات تواصل التحقيق في إسقاط، يوم الإثنين، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.

 

واعتبر أن تصريح الحوثيين بإسقاط 10 طائرات من هذا الطراز منذ بدء حملتهم في نوفمبر/ تشرين الثاني، “غير دقيق”.

 

واعتراف البنتاغون بإسقاط الحوثيين مسيرتين من نوع “إم كيو- 9” خلال أقل من أسبوع يأتي تأكيدًا لما ورد في بيان الحوثيين، الذين قالوا فيه إن الطائرة التي تم إسقاطها في أجواء محافظة ذمار، الإثنين، هي الثالثة خلال أسبوع، بينما قال البنتاغون إنها الثانية خلال أقل من أسبوع، فالفارق الزمني بين تاريخ إسقاط الأخيرة وما قبلها يأتي أسبوعًا، وهو بين تاريخي 10-16 سبتمبر/ أيلول، وربما هو أقل من أسبوع بفارق ساعات وفق التوقيت في القارة الأمريكية.

 

يأتي اعتراف البنتاغون عقب نشر الحوثيين ما يثبت إسقاط الطائرة الأخيرة مما يجعل من تكرار الاعتراف الأمريكي دليلاً آخر على امتلاك الحوثيين التقنية الصاروخية الموازية لمواجهة هذا النوع من الطائرات، لا سيما وأن هناك اعترافًا أمريكيًا، أيضًا، أن الحوثيين سبق وأسقطوا طائرات من هذا النوع خلال الأعوام 2017، و2019، و2023، و2024.

 

يمكن لهذا الطراز من الطائرات والتي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، أن تطير على ارتفاعات تصل إلى 50000 قدم (15240 مترًا) ولديها قدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد حلقت الطائرات من قبل الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية فوق اليمن لسنوات، وفق “اسوشيتد برس”.

وكان المتحدث العسكري باسم “أنصار الله” (الحوثيون) قد أعلن، الإثنين، إسقاط قواتهم مسيّرة أمريكية من طراز (إم كيو- 9)، وهي الثالثة خلال أسبوع، والعاشرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، منذ بدء جبهة إسنادهم لغزة وفق البيان.

 

وأعلن الحوثيون إسقاط طائرة في 7 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة مأرب، وأخرى في 10 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة صعدة، والأخيرة في 16 سبتمبر في أجواء محافظة ذمار.

 

في سياقٍ موازٍ، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، أمس الأربعاء، السفير الأمريكي لدى اليمن، سيتفن فاغن.

 

وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن العليمي اطلع من السفير على نتائج الاتصالات الدبلوماسية لخفض التصعيد في اليمن والمنطقة.

 

وجدد العليمي “تأكيد التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل وفقًا للمرجعيات المتفق عليها وطنيًا وإقليميًا ودوليًا وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وأهمية تكامل كافة الجهود على هذا الصعيد مع مساعي الأشقاء في المملكة العربية السعودية لإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

 

في غضون ذلك، شدد المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، على الحاجة الملحة لاستئناف مسار المفاوضات البناءة، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الوحيد المستدام لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن. كما شدد على أهمية الجهود الإقليمية والدولية المنسقة لدفع اليمن نحو حل شامل ودائم للنزاع.

 

واختتم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، زيارته إلى طهران، حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وكبار المسؤولين الإيرانيين وعدد من الدبلوماسيين.

 

وذكر بيان لمكتب غروندبرغ، أمس الأربعاء، أن الاجتماعات سلطت الضوء على عدد من القضايا الملحة بما في ذلك التطورات الإقليمية التي تقوض جهود الوساطة.

 

وقال: “لقد أجريتْ مناقشات صريحة وبناءة مع المسؤولين في طهران. الجهود المشتركة ضرورية لتجاوز التحديات التي يفرضها النزاع ولضمان تحقيق تسوية سلمية تلبي تطلعات الشعب اليمني”.

 

وأضاف: “خلال جميع اللقاءات، حرصت على أن يكون دعم النداء العاجل للأمين العام لإفراج عن جميع الزملاء المحتجزين من أولوياتي الأساسية. يجب أن يتم الإفراج عنهم دون تأخير لتعزيز الأمل والثقة اللازمين للمضي قدمًا”.

 

وأشار البيان إلى أن المحادثات تناولت التصعيد في البحر الأحمر، مشيرًا إلى المخاوف الأمنية الأوسع، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن امريكا الحوثي طائرات درون حرب خلال أقل من أسبوع فی أجواء محافظة إسقاط الحوثیین أمس الأربعاء محافظة ذمار طائرات من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن

يمانيون../
في تطوّر ميداني نوعي، أكدت البحرية الأميركية، مساء الإثنين، سقوط طائرة مقاتلة من طراز «F-18» عقب استهدافها في هجوم مشترك شنّته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات «هاري ترومان» ومجموعة السفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.

هذا الاعتراف الرسمي الأميركي، الذي يأتي بعد بيانات سابقة حاولت التقليل من حجم الهجمات اليمنية، يعكس تحوّلاً جوهرياً في قواعد الاشتباك البحري ويضع واشنطن في زاوية مواجهة مفتوحة مع تكتيكات يمنية أثبتت فعاليتها رغم الفارق الهائل في القدرات.

يتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية هجومية معقدة اخترقت الدفاعات الأميركية وأجبرت «ترومان» على الانسحاب نحو أقصى شمال البحر، في سابقة تُسجّل للمرة الأولى منذ بداية العدوان الأميركي المستجد على اليمن منتصف مارس الماضي.

أبعد من مجرد إسقاط طائرة
توقيع هذا الإنجاز الميداني يُمثّل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي في المنطقة، كما يضع علامة استفهام حول فعالية التقنيات الدفاعية لحاملات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم، والتي ظلت لعقود رموزاً للهيمنة الأميركية.
ويرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل كانت نتيجة تراكم معلومات استخبارية دقيقة امتلكتها صنعاء حول مواقع التحرك ونقاط الضعف في التشكيل البحري الأميركي، ما يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الاستخباراتية والهجومية للقوات اليمنية.

لكن هذا الاعتراف الأميركي لا يخلو من دلالات مقلقة؛ إذ يخشى مراقبون أن يكون مقدّمة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في محاولة لتعديل صورة الفشل العسكري، وامتصاص صدمة الرأي العام المحلي والدولي. في هذا السياق، حذّر نشطاء يمنيون من أن إسقاط الطائرة قد يدفع واشنطن إلى شنّ عمليات انتقامية عنيفة، كما حدث في مدينة صعدة عندما استُهدف مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة وأودى بحياة 68 مدنياً.

منجزات يمنية وتخبط أميركي
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت»، لم تتجاهل حجم ما حدث، وأكدت ضراوة الاشتباكات البحرية التي خاضتها القوات اليمنية في مواجهة البحرية الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت رداً مباشراً على الغارات الأميركية على صعدة وصنعاء.
ومنذ منتصف مارس، نفذت صنعاء أكثر من 25 هجوماً على حاملة الطائرات «ترومان» وسفن مرافقة، ضمن معركة بحرية مفتوحة تهدف إلى ردع العدوان الأميركي وإحباط عملياته الهجومية.

وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وصف إسقاط الـ«F-18» بأنه “إثبات عملي للتفوق العسكري والتقني الذي بلغته الصناعات الحربية اليمنية”، لافتاً إلى “قفزة غير مسبوقة” في منظومات الدفاع الجوي، وقدرتها على التصدي لأحدث الصناعات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.

رد أميركي مأزوم
من جهتها، حاولت القيادة المركزية الأميركية التقليل من تأثير العمليات اليمنية، مشيرة إلى تنفيذ أكثر من 800 غارة جوية ضد منشآت القيادة والسيطرة ومراكز تصنيع الأسلحة والمنظومات الدفاعية. غير أن إصرارها على نفي استهداف المدنيين يصطدم بواقع عملياتها الميدانية، التي أوقعت عشرات الضحايا من الأبرياء في الأيام الماضية.

وفي تناقض فاضح، تقول القيادة المركزية إن ضرباتها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، بينما تنقل وسائل إعلام أميركية عن مصادر في “البنتاغون” أن تلك الضربات غالباً ما تستند إلى مصادر مفتوحة، من ضمنها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد وثقت الأجهزة الأمنية في صنعاء قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي بنشر إحداثيات لأهداف في مناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، استُخدمت لاحقاً في تحديد مواقع القصف الأميركي، كما حدث في منطقة “ثقبان” شمال العاصمة، والتي خلّف القصف فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.

نحو معادلة ردع جديدة
الهجوم اليمني على «ترومان» وأسقاط الـ«F-18» لم يكن فقط تطوراً ميدانيًا بل إعادة ترسيم لمعادلات الردع في البحر الأحمر. فصنعاء لا تواجه فقط واشنطن، بل تتحدى حضورها العسكري بكامل رموزه، وترسل رسائل صلبة إلى تل أبيب والرياض وأبوظبي مفادها أن زمن “الهجمات دون رد” قد انتهى.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الورطة الأميركية في اليمن تتعقّد أكثر من أي وقت مضى، في وقتٍ تكشف فيه العمليات اليمنية عن نموذج مقاومة غير تقليدي قادر على إعادة صياغة موازين القوى… ولو بإسقاط طائرة واحدة.

مقالات مشابهة

  • مشاركة محافظة مطروح في احتفالية أسبوع الخير بالعلمين بحضور نجوم الفن
  • الإعلان خلال يوم أو يومين.. أربعة مرشحين أجانب لتدريب المنتخب العراقي أبرزهم أرجنتيني
  • الحوثي: إعلان بريطانيا عن عملية في اليمن محاولة لرفع معنويات الأمريكيين بعد فشلهم أمام الصمود اليمني
  • سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 1.488 لغمًا في اليمن خلال أسبوع
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 1.488 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع
  • “مسام” ينتزع 1.488 لغمًا في اليمن خلال أسبوع
  • تقرير أممي: نزوح 456 فرداً في اليمن خلال أسبوع
  • “المرور”: ضبط 4937 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
  • مسؤول في البنتاغون: نتعامل مع مزاعم الحوثيين بإصابات مدنية في اليمن بجدية مع تقييم أضرار الضربات