#سواليف

#الإنسانية رحم نحن نصلها وهم يقطعونها

#الشيخ_كمال_الخطيب

بينما أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يجلس في ديوان حكمه وإذا بالحاجب يدخل عليه ويقول: يا أمير المؤمنين إن رجًلا بالباب يقول إنه أخوك يريد أن يدخل عليك. فقال معاوية للحاجب: أولا تعرف إخوتي؟ قال الحاجب: بلى يا أمير المؤمنين ولكنه هكذا قال.

أذن معاوية للرجل بالدخول ثم سأله: أي إخوتي أنت؟ قال الرجل: أخوك من آدم .ابتسم معاوية رضي الله عنه وقال: رحم مقطوعة والله لأكونن أول من يصلها.

مقالات ذات صلة دراسة رسمية أميركية: وسائل التواصل الاجتماعي تراقب المستخدمين 2024/09/20

كان جواب معاوية واضحًا في طبيعة العلاقة التي تربط بين الناس. وإنه وقبل رابطة الرحم ورابطة الدين ورابطة اللغة ورابطة العرق، فإنها رابطة الإنسانية حيث كل بني البشر باختلاف كل تلك الروابط فإن رابطة الإنسانية تجمعهم، وهم الذين ينحدر ويعود نسبهم إلى آدم وحواء، وقد قال رسول الله ﷺ: “أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب”.

إنها رابطة الإنسانية ورحم الإنسانية التي قُطعت وفق قول معاوية رضي الله عنه، وحلّت محلها روابط الوطن والقومية والدين واللغة وحتى اللون، فتجد من يقدّس انتماءه الديني فجعل “شعب الله المختار” هو الأفضل والأشرف، ومنهم من يقدّس انتماءه القومي فرفع شعار “ألمانيا فوق الجميع”، ومنهم من يقدّس لون بشرته فرفع شعار “سمو العرق الأبيض” وفي كل واحدة من هذه الانتماءات فإنه الظلم والانتقاص الذي وقع على كل من سواها.

أما الإسلام فإنه يكرم الإنسان من حيث هو إنسان، بغض النظر عن لون بشرته أو العرق الذي ينتمي إليه أو اللغة التي يتكلمها أو الإقليم الذي يسكن فيه أو الطبقة التي ينتمي إليها، إنه يكرمه بحسبه أنه إنسان. روى البخاري في صحيحه عن جابر أن النبي ﷺ مروا عليه بجنازة ميت فقام لها واقفًا واحترامًا وتكريمًا، فقالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفسًا.

فالإسلام ينظر إلى الجنس البشري كله بوصفه أسرة واحدة تنتمي إلى الله تعالى بالعبودية وإلى آدم بالأبوة، فربها واحد وأبوها واحد. وهذا ما أعلنه نبي الإسلام على الجموع المحتشدة في خطبة الوداع معلمًا وموجهًا فقال: “أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب”، وهو ما قرره القرآن في نصّ صريح حيث قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} آية 13 سورة الحجرات. ومعنى التعارف أي ليعرف بعضكم بعضًا ويتفاهم بعضكم مع بعض، وهذا أساس التعاون بين الجميع. فإن أكثر ما يضر بالعلاقات الإنسانية أن يجهل بعضهم بعضًا ويبتعد بعضهم عن بعض، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} آية 1 سورة النساء. وما أجدر كلمة “الأرحام” في هذه الآية أن تشمل فيما تشمل أرحام الإنسانية العامة بين البشر بعضهم وبعض كما يوحي به السياق “خلقكم من نفس واحدة”.

يكرمون من يغتصبون الأسرى

وكما أوصى الإسلام بوصل الرحم الإنسانية مع الناس كل الناس، وأنه أوصى بالحفاظ على كرامة الإنسان فلا يسمح بإهانته حيًا ولا ميتًا، ولا يجيز الإسلام إذلال الإنسان لأخيه الإنسان، فالناس كلهم خلق الله ولا يجوز أن يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله. والإسلام كذلك يرعى حرمة الإنسان دمه وماله وعرضه، فحياة الإنسان مقدسة ولها حرمة عظيمة عند الله لا يجوز قتلها بغير الحق، حتى أن القرآن ليقرر مع الكتب السماوية الأخرى {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا…} آية 32 سورة المائدة. والرسول ﷺ يقول: “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم”. ويقول: “من قتل معاهدًا -أي غير مسلم- لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة شهر”.

وكما لا يجوز الاعتداء على حياة الإنسان فلا يجوز الاعتداء على جسمه بالضرب والأذى، وكما لا يجوز الاعتداء على الدم فلا يجوز الاعتداء على العرض ويقصد بالعرض الكرامة والسمعة، فلا يجوز لإنسان أن يشوه سمعة إنسان، فلا يجوز سبّه ولا شتمه ولا نداؤه بلقب لا يحبه ولا السخرية ولا الاستهزاء منه، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} آية 11 سورة الحجرات.

فإذا كان الإسلام قد نهى وحرّم الاعتداء على الدم والعرض والسمعة والكرامة، فمن يكون هؤلاء العرب والمسلمون وأجهزة مخابراتهم حيث الشهادات التي هي أكثر من أن تُحصى للذين يقومون باعتقال واغتصاب زوجة أو ابنة أحد المعارضين لهم أمام عينيه في السجون من أجل أن يعترف بتهم ظالمة يلفقونها ضده؟ فإذا كان الإسلام قد نهى عن الاعتداء بالضرب والأذى على أعضاء الجسم، فمن يكون هؤلاء الجنود الإسرائيليون وقادتهم الذين يضربون الأسرى الفلسطينيين فيكسرون أضلاعهم وأسنانهم وأياديهم وأرجلهم؟ بل إن منهم من خرجوا من السجون وقد فقدوا الذاكرة بل وأصابهم الجنون من أثر الضرب والاعتداء الوحشي؟

ومن يكون هؤلاء الجنود الإسرائيليون الذين قاموا باغتصاب أسرى فلسطينيين من غزة اعتقلوهم خلال الحرب الأخيرة؟ وليس أن هؤلاء الجنود قد تم إطلاق سراحهم بعد اعتقال مسرحي واستعراضي، وإنما طالب أحد الحاخامات بتكريمهم تقديرًا لما فعلوه بالأسرى الفلسطينيين؟!.

نصون كرامة الإنسان وآدميته

وإن أشد ما يحرمه الإسلام هو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وقسوة الإنسان على أخيه والظلم لا يجيزه الإسلام لمسلم ولا لغير مسلم، لا في سلم ولا في حرب، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي الجليل: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا”.

إنه الإنسان الذي يكرم الإنسان لمحض إنسانيته وآدميته، ووصلًا للرحم بين الناس بعضهم ببعض، وسواء كان هذا الإنسان مسلمًا أو غير مسلم {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} آية 7 سورة الإسراء. ولقد نهى رسول الله ﷺ عن التمثيل بجثث المشركين في الحرب كما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث بريدة رضي الله عنه: “ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلّوا”، برغم أنهم مشركون وأنهم معادون ومقاتلون فلا يجوز الانتقام منهم بتشويه جثثهم بعد موتهم، ولا يجوز أن يعاقب الإنسان بعد موته.

أين هذا الهدي النبوي الشريف الذي يصل رحمه الإنسانية ولا يقطعها، فيحرم التمثيل والتنكيل بالإنسان حيًا وميتًا من الذين نراهم كل يوم وهم يجرفون جثث الشهداء الفلسطينيين بالجرافات بل والذين يلقون بهم في مكبات النفايات ويهيلونها عليهم .

يقول المرحوم الشيخ محمد الغزالي في كتابه الرائع -حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة-: “لا يجوز تعذيب المجرم فضلًا عن المتهم. قال رسول الله ﷺ: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا”. كما لا يجوز حمل الشخص على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها وكل ما يُنتزع بوسائل الإكراه باطل، قال ﷺ: “إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”، ومهما كانت جريمة الفرد وكيفما كانت عقوبتها المقدرة شرعًا، فإن إنسانيته وكرامته الآدمية تظل مصونة”.

فحسبكم هذا التفاوت بيننا

إنه سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وهو الذي أبهره جواب ذلك الرجل بأنه أخوه لآدم في الإنسانية، فلكأنه ذكّره بشيء قد نسيه الناس وبرحم قد قطعوها فأقسم أن يكون أول من يصلها، وهكذا كانت سيرته ونهجه في حكمه رضي الله عنه. إن رسول الله ﷺ قد قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”. وليس أن المسلم فقط هو من يجب أن يسلم من لسان المسلم ويده، بل إنه الإنسان أي إنسان، كما قال ﷺ: “المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده”. وفي رواية الإمام مسلم: “المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم”.

فإذا كان الإسلام قد جعل كل المسلم على المسلم حرامًا، دمه وماله وعرضه، فليس معنى ذلك أن دم ومال وعرض غير المسلمين حلال للمسلم أن يعتدي عليها وأن ينتهكها، لأن في ذلك قطعًا للرحم والإنسانية التي أمرنا أن نصلها ونحافظ عليها.

أين هذا السلوك الإسلامي الإنساني الراقي والذي هو في الأصل من توجيهات الخالق سبحانه في قرآنه {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} آية 8 سورة الممتحنة. فأين هذا السلوك والتوجيه من سلوك وممارسات من يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال، ويهدمون المساجد والمدارس والجامعات والكنائس، ويحرمون الإنسان بسبب دينه وقومه من الماء والغذاء والدواء؟ لا بل أين هذا السلوك من سلوك الذين أفتوا بجواز قتل الجنين الفلسطيني في بطن أمه لأنه إذا ولد فقد يصبح إرهابيًا مفترضًا؟ وأين هذا السلوك من سلوك من يقتلون البهائم والدواب ومن يحرقون المنازل ويسرقون الأموال والذهب، بل أين هذا السلوك الإنساني الرائع من سلوك من يفجّرون وينسفون العمارات ثم يقهقهون ويصورون أنفسهم في مقاطع فيديو يهدونها لزوجاتهم في يوم ذكرى زواجهم أو لأبنائهم يوم ذكرى ميلادهم، وأين وأين؟؟

يا هؤلاء:

ملكنا فكان العدل منا سجيّة فلما ملكتم سالت بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسارى طالما كنا على الأسارى نمنّ ونصفح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا فكل إناء بالذي فيه ينضح

إنها الإنسانية رحم، نحن نصلها وأنتم تقطعونها.

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الإنسانية الشيخ كمال الخطيب لا یجوز الاعتداء على رضی الله عنه رسول الله ﷺ فلا یجوز سلوک من من سلوک

إقرأ أيضاً:

نمرود الصهاينة وجرائمه ضد الإنسانية

بقلم/ طاهر محمد الجنيد

بعد مرور أكثر من عام كامل على المذابح الإجرامية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الأشقاء الفلسطينيين على ارض غزة، وتوسعه في الإجرام ليشمل لبنان واليمن والعراق وإيران، وتمكنه من اغتيال قيادات المقاومة، مع ان كل ذلك تم بواسطة الخونة والعملاء، إضافة إلى الدعم اللامحدود المادي والمعنوي والسياسي والعسكري من صهاينة العرب والغرب بلغت النشوة مداها في عقل النتن ياهو-ووصل به الحال ليقول انه قادر على هزيمة محور المقاومة حتى لوكان الله معهم.
بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 تقمص دور المؤمن بالله وأمر جيشه الإجرامي بقتل وإبادة كل ما هو موجود على أرض غزة.
وبين ايمانه بالتوراة بالأمس، وكفره اليوم، وتحديه لله انه قادر على هزيمة من يؤيده الله تكمن العقليات اليهودية التي لعنها الله بسبب كفرها وتطاولها على الذات الإلهية –ولعنها الأنبياء والرسل ((افكلماجاءكم رسول بمالاتهوي انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقاتقتلون))البقره-87 ،
وأيضا لكفرهم وعنادهم وسعيهم في الأرض فسادا.
نتنياهو-شكر وسائل التواصل الاجتماعي –خصوصا فيسبوك وانستجرام لانها لم تسمح بتحميل صور الشهداء نصرالله وسليماني وهو ما يدل عل شراكتهم الحقيقية في كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العُزل في فلسطين وغزة ولبنان واليمن وغيرها.
وجدد الشكر- من باب الاستعراض الكاذب-لكل شعوب العالم لشرائها المنتجات الإسرائيلية متناسيا ان طوفان الأقصى قد عرى الإجرام والاحتلال وفضح ادعاءاتهم الكاذبة وهناك حملة مقاطعة عالمية لكل منتج ينتجه وكل منتج يدعمه، ماعدا دعم الخونة والعملاء والحلف الصليبي له، ومع ذلك فقد خرجت أكثر من ثلاثين الف مظاهرة مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في أوروبا وحدها وهناك انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية الذي صرح بلسانه انهم نازيون وإرهابيون.
لقد تناسى النتن –نفسه وهو يرى انحدار علاقات كيانه المحتل بدول العالم وقطع العلاقات الدبلوماسية معهم، وتناسى ان محكمة الجنايات الدولية إدانته وبقية المجرمين في كيانه بجرائم الإبادة ضد الإنسانية، وصدر القرار بالإجماع باقتياده وكل المجرمين الي العدالة الدولية ولم يقف في مساندته الا المجرمون من الأنظمة الاستعمارية .
النمرود اليهودي وبعد ارتكابه كل تلك المذابح الإجرامية وصف محور المقاومة بالشياطين لأنهم يدافعون عن الأبرياء من أن تُسفك دماؤهم –ويقفون أمامه حماية للإنسانية والضمير الحي منه ومن إجرامه ومن يدعمه –ومع ذلك –فغروره يخيل اليه انه اقوى بالداعمين لإجرامه من الله، وانه سينتصر عليهم حتى لو كان الله معهم-ومعلوم ان معية الله مع المؤمنين لا مع المجرمين، لكنه يثق في دعم الحلف الصهيوني الصليبي الذي أسس كيانه، ويثق بالخونة والعملاء من صهاينة العرب الذين أمدوا كيانه المحتل بكل ما يحتاجه وما يزالون يدعمونه -في تعويض كل ما يخسره- من ثروات العرب التي يتصرفون بها بفضل تنصيبهم حكاما علي الدول العربية والإسلامية، اما اليهود والنصارى فهم احرص الناس على الحياة ومعهم الذين اشركوا ولذلك فهم جبناء في المواجهة ، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى حقيقتهم بقوله((لايقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة أو من وراء جُدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون))الحشر-14-.
يعبدون المال ويقدسونه ويحرصون على ادنى حياة ((ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يُعمر والله بصير بما يعملون))البقرة-96-.
لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وكل إيمانهم عبادتهم المال، فقد عبدوا العجل لصنعه من الذهب-قننوا الرباء واستولوا على ثروات الأمم والشعوب بغير عناء ولا تعب.
النمرود (النتن) يُطمئن الداعمين له انه قادر على القضاء على ما يسميه محور الشر الذي يمنعه من استكمال ارتكاب المذابح والإجرام في حق الأبرياء-لا تقلقوا فنحن بفضل مساعدتكم جميعا اقوى من محور المقاومة، سننتصر عليهم ولوكان الله معهم-وكانه لا يقرأ التاريخ، فالمقاومة الفيتنامية هزمت حلف الناتو بقيادة أمريكا وقد كان جيشا قوامه أكثر من خمسمائة الف من جنود المارنز، والشعب الأفغاني هزم السوفيت أولا ثم هزم أمريكا واجبرها على مغادرة أرضه.
صحيح ان الشعب اليهودي الذي يقوده عبارة عن عصابات إجرامية مدربة على القتل وارتكاب المجازر في حق الأبرياء والضعفاء ويمده الحلف الصليبي بأحدث أنواع الأسلحة التي ، لكن المقاومة ومحورها تعتمد على إمكانياتها الذاتية .
بخلاف ذلك الجيوش التي استوردت أسلحته بالمليارات كالسعودية والإمارات والبحرين وغيرها ومصر وتركيا، فهي مرهونة بإرادته، ولن تستطيع ان تحرك دبابة أو تطلق صاروخاً أو تمد المقاومة برصاصة بل انها تحاصر المقاومة وتزود الجيش الصهيوني بكل ما يحتاجه من أنواع الأسلحة لاستكمال الإبادة والجرائم ضد الإنسانية للأشقاء على ارض غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق وايران، وهي أيضا تساعده في إسقاط الصواريخ والمُسيرات إن مرّت في أجوائها متجهة اليه، أما إن كانت متجهة منه إلى أي دولة فستكون عونا له كما فعلت السعودية حينما تم قصف مفاعل تموز العراقي رغم امتلاكها نظام الإنذار المبكر الذي اشترته بالمليارت.
نمرود اليهود وفرعون العصر يعلن تحديه من على منبر الأمم المتحدة التي صوتت جمعيتها العامة بأغلبية ساحقة لصالح تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولم تعارض القرار أي دولة تحترم ذاتها وتاريخها ماعدا الدول التي تلطخت أياديها بدماء الشعوب المغلوبة علي أمرها، وهو ما يؤكد انحسار المد الصهيوني الاستعماري الذي أوجدها لتكون كقاعدة عسكرية متقدمة لخدمة سياسته الإجرامية في حق شعوب وأمم الأرض كافة والشعوب العربية والإسلامية خاصة، وأيضا كي يكون الحامي والمدافع عن الأنظمة العميلة والخائنة من ثورة الشعوب عليها في أي لحظة ولا تستطيع الدول الاستعمارية -أمريكا وبريطانيا وفرنسا – وغيرها بذل المساعدة لها في الوقت المناسب بعد فشل الجامعة العربية في القيام بذلك، كما فعلت فرنسا بقوات إفريقية لمنع الانقلابات على الحكومات التي نصبتها.
ومن مؤهلات كيان الاحتلال، بالإضافة إلى قرب المسافة، امتلاكه خبرات إجرامية تفوق خبرات الدول الداعمة له سواء في اغتيال القيادات السياسية أو الفكرية أو العسكرية ومثال ذلك استهداف السيد القائد حسن نصرالله الذي تم اغتياله بما يعادل ثلاثة وثمانين طنا من المتفجرات شديدة الانفجار والشهيد القائد هاشم صفي الدين واستخدام قذائف المدفعية لاغتيال الشهيد القائد يحي السنوار الذي يحمل بندقية رشاش.
لقد بلغ الغرور منتهاه من نمرود اليوم بسبب الدعم اللامحدود من صهاينة العرب وصهاينة الغرب جميعا، ولولا هذا الدعم السخي لأوقف الحرب من أول يوم لأنه يقدس المال ويعبده ويحرص على الحياة، لكن وقد تكفلوا له بتعويض الخسائر المادية والمعنوية استمرت الحرب، فالخسائر المادية من أموال العرب الموجودة في مصارف الغرب وخسائر الجنود سيتم تعويضها بتجنيد المرتزقة .
نمرود الأمس اغتر بقوته وملكه فأدعى الألوهية، فسلط الله عليه بعوضة وصلت رأسه، لا يهدأ حتى يُضرب بالنعال ونمرود اليوم سلط الله عليه طوفان الأقصى ومحور المقاومة وها هو يترنح كالخنزير الهائج الذي يضرب شمالا وجنوبا عله يستعيد جزءًا من أسطورته الذليلة.
ان الله امر المؤمنين بإعداد العدة وتكفل بالنصر وعندما تنتهي وتستنفد أسباب الأرض تأتي أسباب السماء من رب العزة والجلال القادر على كل شيئاً قال تعالى((كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز))المجادلة-21 .

 

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. حكم الجلوس مع شارب الخمر دون الشرب معه؟
  • الإسلام الحركي
  • «مجمع البحوث» يستأنف فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية في أسيوط لتفنيد الأفكار المغلوطة
  • عيد الحب والإسلام.. هل يجوز الاحتفال أم يعد بدعة؟
  • خطبة الجمعة القادمة تُذكر الناس بمكانة المساجد في الإسلام 
  • نمرود الصهاينة وجرائمه ضد الإنسانية
  • هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟.. إذا كانوا فقراء أعطوهم من هذه النسبة
  • د. محمد بشاري يكتب: كيف يمكن لحكمة الشيخ زايد أن تكون بوصلة لحل أزماتنا اليوم؟
  • كمال ميرزا يكتب : الأعراب يجدّدون وعد بلفور!
  • فضل الستر على العُصاة في الإسلام.. اعرف أهميته الشرعية