استخدام الأواني البلاستيكية في الميكرويف.. هل يعد خيارا آمنا؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
مع انتشار أجهزة الميكرويف، صار تسخين الطعام في أوان بلاستيكية أمرا شائعا، ما عليك سوى وضع عبوات بقايا طعام الليلة الماضية في جهاز الميكرويف مباشرة وتسخينها في أقل من دقيقتين.
ولكن، هل يعد استخدام البلاستيك في الميكرويف خيارا آمنا؟ أم له مخاطر صحية؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي التعرف على جزيئات البلاستيك، ومدى تأثرها بالحرارة.
يتكون البلاستيك من سلاسل طويلة من البوليمرات والتي تتشكل من ارتباط جزيئات أصغر تسمى المونومرات، ويضاف إلى هذه البوليمرات العديد من المركبات الكيميائية والتي يطلق عليها "الملدنات" لجعل البلاستيك أكثر ليونة حتى يلائم الغرض الذي يُصنع من أجله، ومن أشهر هذه الملدنات مادة "بيسفونيل" والمعروفة باسم "بي بي إيه" وهي مادة مسؤولة عن جعل البلاستيك أشد صلابة ومتانة، وكذلك مادة الفثالات لجعله أكثر مرونة ومن ثم سهولة تشكيله.
ووفق المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية بالولايات المتحدة فإن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك تنفصل وتتفكك مع ارتفاع درجة الحرارة داخل الميكرويف حتى تتسرب إلى الطعام وتختلط بمكوناته، مما تسبب اضطرابات الغدد الصماء، وتحدث خللا في هرمونات الجسم مثل هرمون الأستروجين والتستوسيترون (هرمونات تؤثر على الصحة الإنجابية).
ومع ذلك، يشكل استخدام الأواني البلاستيكية في الميكرويف جدلا كبيرا، فمن جهة، توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعدم استخدام البلاستيك في الميكرويف ما لم توجد إشارة "آمن للميكرويف"، وتعتمد في تصريحها على تقرير أصدرته يفيد بانتشار المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة البلاستيك بصورة ضخمة وعلى نطاق واسع في العديد من الصناعات بداية من أرضيات الفينيل وحتى طلاء الأظافر، وأنه لا ضرر من هذه المواد ما دام الفرد يتعرض لها بجرعات محدودة. ومن جهة أخرى، يحذر الكثير من العلماء من استخدام أي وعاء بلاستيكي لأغراض التسخين في الميكرويف حتى وإن كان مختوما بعبارة " آمن للميكرويف".
يحذر الكثير من العلماء من استخدام أي وعاء بلاستيكي لأغراض التسخين في الميكرويف (شترستوك) الجرعة والتوقيت يصنعان السموينقل موقع "غود هاوس كيبنغ" عن مايدا غالفز طبيبة الأطفال والمتخصصة في الصحة البيئية قولها إن هناك مقولة في علم السموم مفادها "الجرعة تصنع السم" وتعني أن التعرض لمستويات صغيرة من هذه المواد الكيميائية من شأنها أن تسبب نفس مخاطر الجرعات الكبيرة ولكن على المدى البعيد نتيجة تراكم هذه السموم داخل الجسم.
وتضيف غالفز "يمكن أن تسبب الجرعات الصغيرة الضرر الآني حال تم التعرض لها في توقيت حساس من مراحل النمو مثل تعرض المرأة الحامل لهذه المواد أثناء تشكيل الأعضاء التناسلية أو دماغ الجنين داخل الرحم".
وقال متحدث باسم شركة "باناسونيك" لموقع "ريل هوم" إن "معظم العبوات البلاستيكية يتم تسويقها بدعوى أنها آمنة للميكرويف ولكننا لا ننصح باستخدام هذه العبوات لأغراض الطهي والتسخين وخاصة مع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكريات وكذلك الحمضيات".
وتتفق في الرأي المديرة الطبية لمركز مكافحة السموم بالولايات المتحدة كيلي جونسون، وتقول وفقا لموقع "ساينس لاين" إن الأواني البلاستيكية المدون عليها "آمن للميكرويف" لا تعني أنها لا تشكل خطرا على الصحة أو أن موادا كيميائية لن تتسرب مع تعرضها للحرارة، بقدر ما تعني قدرة هذا النوع تحديدا من البلاستيك على مقاومة الانصهار وتحمل الحرارة.
ينبغي تسخين الطعام في أوان زجاجية أو مصنوعة من السيراميك (بيكسلز) الدراسات تؤكد المخاطر الصحيةوأجمعت الدراسات التي تبحث في تأثير التراكيب الكيميائية الموجودة بالبلاستيك على المخاطر الصحية الكبيرة التي تسببها مادة البي بي إيه باعتبارها المادة الأشهر في صناعة البلاستيك، ووفق بحث أجرته جريل برينس أستاذة علم وظائف الأعضاء بجامعة إلينوي في شيكاغو، على الفئران، فإن زيادة التعرض لمادة "بي بي إيه" يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وبعد نشر بحثها في المجلة الوطنية لعلوم الصحة البيئية 2018، حذرت برينس من التعرض اليومي لهذه المادة.
وربط باحثون في جامعة ميشيغان الأميركية في دراسة نشرتها جمعية الغدد الصماء الأميركية عام 2013، بين التعرض لمادة "بي بي إيه" وخطر الإصابة بالسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي التي تسبب السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكدت المؤلفة الرئيسية للبحث، الدكتورة ألمودينا لوبيز، أن التعرض المبكر قبل الولادة لمادة "بي بي إيه" يزيد من خطر الإصابة بالسمنة في وقت لاحق.
وتوصل باحثون في جامعتي واشنطن وتافتس الأميركيتين في بحث نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم 2012 إلى أن التعرض لنفس المادة يؤثر على نمو الغدد الثديية ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بعد أن تسببت جرعات من هذه المادة في نمو سرطاني في حيوانات المختبر.
احتياطات قبل تسخين الطعام في الميكرويفومن أجل الحد من التعرض غير الضروري لهذه المركبات الكيميائية، يقدم الخبراء مجموعة من النصائح قبل تسخين الطعام في الميكرويف:
ينبغي تسخين الطعام في أوان زجاجية أو مصنوعة من السيراميك. لا يفضل تغطية الطعام داخل الميكرويف بالغطاء الشفاف البلاستيكي لأن عملية التكثيف تساعد على تسريب المواد الكيميائية في الطعام، وبدلا من ذلك يمكن استخدام غطاء من ورق الزبدة. إذا تطلبت الضرورة استخدام البلاستيك في الميكرويف، فينبغي الانتباه إلى أكواد التدوير في أسفل المنتجات البلاستيكية، فالأنواع التي تحمل الرمز 2 و4 و5 تعتبر أكثر أمانا من الأنواع الأخرى، ولكنها لا تخلو أيضا من المخاطر. تخلصي من البلاستيك القديم الذي يحتوي على خدوش أو تشققات لأنها تزيد من تسرب المواد الكيميائية الضارة واختلاطها بالطعام. اختاري منتجات البلاستيك الخالية من البيسفينول والفيثالات عند الشراء، وينصح بشراء المنتجات المدون عليها "بي بي 5" لأنها تعتبر أفضل أنواع البلاستيك من حيث السلامة. تجنبي تسخين القهوة في عبواتها التي تشبه الفلين والتي تعرف باسم الستايروفوم، لأنها من أكثر انواع البلاستيك عرضة لترشيح المواد الكيميائية الضارة عند تسخينها، وتحتوي على مركب الستايرين الذي يصنف كأحد المواد المسرطنة، وتشير الدراسات إلى أن الآثار الناتجة عن التعرض لهذه المادة الكيميائية يشمل الجهاز العصبي المركزي والإحساس بالصداع والدوخة والنعاس وصعوبة التركيز.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المواد الکیمیائیة بی بی إیه
إقرأ أيضاً:
احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم
تُطلق هذه الألواح جزيئات بلاستيكية دقيقة تتسلل إلى الطعام وتصل إلى أدمغة البشر، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل الخرف وباركنسون، وفقا لتقارير نقلتها صحيفة ديلي ميل.
وكشفت الدراسات، أن الأدمغة البشرية قد لا تكون محمية تماما من هذه الجزيئات، إذ يمكنها التسلل عبر حاجز الدم في الدماغ، وهو ما أظهرته تحليلات أجريت على أدمغة 15 شخصا، إذ وُجدت الجزيئات البلاستيكية في 8 منها. وأكد الباحثون، أن هذه الجزيئات قد تنتقل من ألواح التقطيع إلى الطعام أثناء تقطيعه، مما يزيد من تعرض البشر لها.
ووفقا لدراسات، يبتلع الإنسان نحو 260 غراما من البلاستيك سنويا، مما يثير مخاوف بيئية وصحية كبيرة.
وأظهرت بيانات ارتفاع مستويات التلوث بالبلاستيك بنسبة 50% منذ 2016، مع توقعات بتضاعفها بحلول 2040.
وينصح الخبراء بتجنب استخدام الألواح البلاستيكية عند تقطيع الطعام، واستبدالها بأخرى مصنوعة من مواد آمنة، لتقليل التعرض لهذه الجزيئات الخطرة.