يعقد مجلس الأمن الدولي بعد ظهر اليوم الجمعة، جلسة طارئة بطلب من لبنان بواسطة الجزائر العضو غير الدائم في مجلس الأمن وممثلة المجموعة العربية، وذلك لمناقشة سلسلة "التفجيرات السيبرانية" التي طالت عدة مناطق لبنانية وأدت إلى استشهاد العشرات وإصابة الآلاف من بينهم نساء وأطفال ومدنيين.
إلى ذلك، كشفت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة، أمس الخميس، أن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية " البيجر" التي انفجرت هذا الأسبوع تم بواسطة رسالة إلكترونية.



وأفادت رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بأن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية بخصوص أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي انفجرت أظهرت أنها كانت ملغومة بمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد، مؤكدة أن إسرائيل مسؤولة عن التخطيط لهذه الهجمات وتنفيذها. فهل يُمكن وصف ما قامت به إسرائيل بـ "جريمة حرب"؟

في هذا الإطار، يقول المحامي الدكتور بول مرقص رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية والعميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ عبر "لبنان 24" إن "تفجير ‎أجهزة الاتصال هو انتهاك للقانون الدولي الانساني لكونه لا يميّز بين المقاتلين والمدنيين فتقع اصابات عشوائية بين المدنيين"، مشيرا إلى ان "هذه قاعدة عرفية من قواعد الحرب لا يمكن لإسرائيل التنصّل منها لمجرّد أنها لم تبرم البروتوكول الأول لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949 والذي يحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة".

ويضيف: "فضلاً عن أن تفخيخ أجهزة الاتصال وتفجيرها قد يتحوّل بذلك إلى تحدّ عالمي كبير يزعزع قواعد استعمال التكنولوجيا ويرفع مخاطرها فيُخشى معه أن تنسحب هذه التقنيات على سائر النزاعات في أمكنة أخرى من العالم وأن تضرب قواعد السلامة والأمان المعلوماتي.".

ويُشير مرقص إلى ان "تفجير وسائل الاتصال قد أدى، واقعيا، كما واحتماليا، إلى إصابة مدنيين، وان لم يكونوا يستخدمونها، فكانوا قريبين منها فتضرروا نتيجة ذلك، كذلك، فان تحويل الأحياء السكنية إلى أهداف عسكرية وتعريض المدنيين إلى الخطر، من شأنه أن يخالف قواعد الحرب عالميا وليس فقط تجاه مجتمع معين، وهذا الأمر يُخالف مبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين أثناء النزاعات المسلحة الذي أرساه القانون الدولي الانساني وخصوصا اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاتها لعام 1977 لاسيما الأول منها".

ويشدد مرقص على ان "اتفاقيات جنيف الأربع توفر حماية للمدنيين وغير المقاتلين خلال النزاعات المسلحة، وقد وقّعت إسرائيل هذه الاتفاقيات، لكنها لم تصادق عليها، وبالتالي يجب أن تؤدي الانتهاكات المرتكَبة، كاستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام القوة بصورة مفرطة وعشوائي، إلى التحقيق والمحاكمة وفقاً لأحكام المواد رقم 3 ورقم 27 ورقم 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي ترعى وجوب حماية المدنيين وأحكام البروتوكول الأول. كذلك، تندرج قرارات مجلس الأمن في هذا الإطار، كالقرار رقم 1738 بتاريخ 23/12/2006 بعنوان "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة".

ولفت إلى انه "على الرغم من أن إسرائيل ليست طرفاً في البروتوكولات العائدة إلى هذه الاتفاقيات، فإن ذلك لا يسمح لها بالتنصل من موجبها الطبيعي والبديهي والعرفي في احترام المعايير الدولية الإنسانية أما وقد أصبحت البشرية جمعاء تهتدي بها وتحترمها معززة بالقواعد الدولية للصليب الأحمر التي تنص ايضا على تحييد المدنيين. أضف إلى كل ذلك، من حيث أن هذا التفجير لوسائل الاتصالات يُعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وفق اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، فهو يصنّف أيضا على أنه جريمة إرهاب".

واعتبر مرقص ان "على القضاء اللبناني التحرّك بسرعة وحزم وقوة وعلى نحو متناسق ومراسلة السلطات الأجنبية حيث مركز الشركة المصنّعة وأو البائعة بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية اللبنانية".


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النزاعات المسلحة

إقرأ أيضاً:

"الشعبية": التفجيرات الإسرائيلية في لبنان لن تُثني المقاومة عن مواصلة مقاومتها

بيروت - صفا

قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن الانفجارات الواسعة والغادرة التي ضربت أجهزة اتصال يحملها مواطنون لبنانيون بشكلٍ متزامن ومتتالٍ في مناطق مختلفة من لبنان تصعيداً إسرائيلياً خطيراً، يأتي في سياق محاولة احتلالية جديدة لإرباك الوضع الأمني في لبنان وزعزعة استقرارها. 

وأضافت "الجبهة " في بيان لها وصل وكالة "صفا"، يوم الثلاثاء، أن "هذا التصعيد الصهيوني الواسع الذي يُشن بتنسيق مؤكد مع أمريكا وقوى غربية، يهدف إلى ضرب العمق اللبناني ومحاولة لإضعاف المقاومة التي أثبتت مراراً قدرتها على مواجهة هذه الأحداث الخطيرة".

وأكدت "الجبهة" وقوفها وتضامنها الكاملين مع لبنان والمقاومة فيها، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين. 

وتابعت "⁠هذه الأحداث الأخيرة تؤكد نية الاحتلال المستمرة للضغط على لبنان وتنفيذ عمليات واسعة من شأنها خلق واقع جديد يخدم مصالحه الأمنية والعسكرية تتويجاً لقرار الكابنيت الصهيوني".

وأوضحت أنها على يقين بأن المقاومة قادرة على امتصاص هذا الهجوم الغادر، والرد بشكلٍ قوي يعكس تماسكها وصلابتها، وأن هذه العمليات لن تثني المقاومة عن مواصلة دعمها للمقاومة في غزة في معركتها المستمرة ضد الاحتلال.

وأكدت أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عدوان واسع على لبنان، لن تواجه إلا بمزيد من الصمود والمقاومة، فالشعب اللبناني وقواه المقاومة أثبتوا مراراً أنهم قادرون على إفشال أي مخطط يستهدفهم، والرد على التصعيد بتصعيدٍ أكبر.

مقالات مشابهة

  • حسن نصرالله: التفجيرات الإسرائيلية تمثل تجاوزا لكل الخطوط
  • رواية جديدة عن طريقة تفجير إسرائيل أجهزة بيجر حزب الله.. هذا ما كشفه خبير تكنولوجي
  • سياسي أنصار الله يدين بشدة العمليات الإجرامية الإسرائيلية بحق المدنيين في لبنان
  • معلومات عن الأجهزة التي انفجرت قبل قليل... هذا ما كشفه مصدر أمنيّ بشأنها
  • خبراء في جنيف يحذرون من تجنيد الأطفال في تندوف باعتباره "انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان"
  • ‏وزير الصحة اللبناني: مقتل 12 شخصا في التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصالات
  • "الشعبية": التفجيرات الإسرائيلية في لبنان لن تُثني المقاومة عن مواصلة مقاومتها
  • صحيفة: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله
  • وول ستريت جورنال: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله