كتب الباحث المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات سيث فرانتزمان أن القوات الإسرائيلية تركز بشكل متزايد على احتمال نشوب صراع كبير مع حزب الله.

حزب الله فقد حتى الآن 478 عضواً منذ أن بدأ هجماته على إسرائيل


 وازدادت فرص اندلاع حرب كبرى في 17 سبتمبر (أيلول)، عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء "البيجر" التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 24 شخصاً وإصابة الآلاف.

كان هذا حصيلة يومية غير مسبوقة لحزب الله. وتعهدت المجموعة بالرد بطريقة لا تستطيع إسرائيل "تخيلها".
لفت فرانتزمان في مجلة "ناشونال إنترست" إلى أن إسرائيل نشرت ألوية وفرقاً في الشمال بقوة. طوال الحرب في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ركز الجيش الإسرائيلي على إمكانية نشوب صراع كبير مع حزب الله. في الواقع، عندما هاجمت حماس في 7 أكتوبر، افترض كثر أنها كانت مجرد خطوة افتتاحية لهجوم أكبر من قبل حزب الله ووكلاء مدعومين من إيران في اليمن وسوريا والعراق.

 

The Israel vs. Hezbollah War of 2024 Is Getting Closer to Reality https://t.co/wD3LpcueDe

— Seth Frantzman (@sfrantzman) September 19, 2024


لهذا السبب، كانت إسرائيل في حالة تأهب في الشمال لمدة أحد عشر شهراً. كانت إحدى نتائج هذا التأهب القرار الذي اتخذ في أكتوبر 2023 بإجلاء أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم، وتم الإجلاء على طول خط المجتمعات الإسرائيلية الواقعة على الحدود اللبنانية.

حرب استنزاف كانت المجتمعات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية مدركة لوجود حزب الله عبر الحدود. كان بإمكانهم رؤية أعضاء حزب الله يقومون بدوريات ومراقبة للنشاط الإسرائيلي. ولم يسعَ حزب الله إلى الاختباء. فقد بنى نقاط مراقبة وبالكاد أخفاها. بالقرب من المطلة، كانت أعلام كبيرة لحزب الله ترفرف عبر الحدود حتى يتمكن الإسرائيليون من رؤية وجودهم بوضوح. لذلك، عندما بدأت الحرب في غزة، تم افتراض أن حزب الله يشكل تهديداً أكبر.
تمتلك المجموعة ترسانة واسعة من الصواريخ والقذائف تقدر بأكثر من 150 ألف قذيفة. كما تمتلك صواريخ موجهة مضادة للدبابات وعدداً كبيراً من الطائرات الانتحارية بدون طيار. لقد اختار حزب الله تنفيذ هجمات يومية على إسرائيل باستخدام ترسانته. وعادة ما يطلق بضع عشرات من الصواريخ والعديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار يومياً، ومعظم هذه الصواريخ تسقط على بعد أميال قليلة من الحدود. تحول هذا إلى حرب استنزاف. تصعيد

تعهد حزب الله في بعض الأحيان بزيادة مدى ونوعية أو كمية هجماته. في يوليو (تموز)، قتل صاروخ "فلق" لحزب الله 12 مراهقاً وطفلاً في بلدة مجدل شمس في الجولان. كان هذا تصعيداً كبيراً. نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم. من المرجح أنه لم يكن ينوي قتل هذا العدد الكبير من الناس، وكان يعلم أن إسرائيل سترد بعد ذلك.

 

⚡️Full-scale Israel war with Hezbollah is closer now than ever before. pic.twitter.com/VXKuveDqF8

— GAROWE ONLINE (@GaroweOnline) September 18, 2024


ردت إسرائيل بالفعل، فقتلت قائد حزب الله فؤاد شكر في بيروت. أدى هذا إلى تحريك دورة جديدة من الهجمات، إذ أطلق حزب الله مئات الصواريخ على إسرائيل في 25 أغسطس (آب)، مما أدى إلى رد إسرائيلي مضاد.

مرحلة جديدة

قد يدفع تفجير أجهزة النداء الآن الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى مرحلة جديدة. لقد تكبد حزب الله عدداً كبيراً من الضحايا. وليس من الواضح عدد مقاتلي حزب الله الذين تأثروا. مع ذلك، أعلنت الجماعة عن سقوط ثمانية وثلاثين عضواً. وهذا يعني أن الجماعة فقدت حتى الآن 478 عضواً منذ أن بدأت هجماتها على إسرائيل. إن حصيلة القتلى في حادثة أجهزة النداء المتفجرة في 17 سبتمبر هي الآن أكبر حصيلة قتلى في يوم واحد للجماعة منذ أكتوبر 2023. سيريد حزب الله الرد.

 

Analysis | Right now is the closest Israel has been to a full war with Hezbollah since October 7, and sources have told the Jerusalem Post that this time, a major operation could be very real.

✍️by @jeremybob1 https://t.co/p6kY8u5GUe

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) September 16, 2024


في الوقت نفسه، يستعد الجيش الإسرائيلي لهذا الاحتمال. أرسل فرقته 98 التي تتألف من الكوماندوز والمظليين إلى الشمال للاستعداد للتصعيد. لعبت الفرقة 98 دوراً رئيسياً في القتال في غزة. كانت الفرقة هي التي انتزعت خان يونس من حماس في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2024، في قتال عنيف تطلب من الكوماندوز ومهندسي القتال دخول الأنفاق لاستئصال مقاتلي حماس. اكتسبت الفرقة 98 المزيد من الخبرة في عدد من الغارات على غزة بين مايو (أيار) ويوليو (تموز) 2024.
ستنضم الفرقة 98 إلى الفرقة المدرعة 36 التي أعاد الجيش نشرها من غزة إلى الشمال في وقت سابق من هذه السنة. وإلى جانب هذه الوحدات، يضم الجيش الفرقة 91، وهي الفرقة الرئيسية المسؤولة عن تأمين الحدود مع لبنان. وتضم هذه الوحدات ألوية احتياطية تم نقلها دورياً إلى الشمال وتدريبها أيضاً طوال الحرب للاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله.

انتظار مرهق بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، كانت هذه لعبة انتظار طويلة. لا يدرب الجيش الوحدات على الجلوس في معسكرات والبقاء في موقف دفاعي. تدربت إسرائيل لسنوات على المناورة البرية السريعة للقوات باستخدام أحدث التقنيات للعمل بشكل وثيق مع القوات الجوية والبحرية لضرب أعداء مثل حزب الله.
في الواقع، إن التدريب الرئيسي لوحدات مثل الفرقة 36 كان للحرب في الشمال. وكانت وحداتها مثل مشاة غولاني والفرقة المدرعة السابعة، تتدرب في كثير من الأحيان على مهاجمة التضاريس الجبلية والتلال، كما هي الحال في جنوب لبنان. والجنود الإسرائيليون على استعداد جيد للتعامل مع مثل هذه التضاريس.
السؤال الذي تواجه القيادة السياسية الإسرائيلية ومؤسستها الأمنية هو نوع الاستراتيجية التي لديها الآن للجبهة اللبنانية وغزة. في غزة، تم تقليص القتال منذ الاشتباكات العنيفة خلال الأشهر الأولى من الحرب. لدى الجيش الإسرائيلي فرقتان في غزة، واحدة على الحدود المصرية وأخرى في وسط غزة. حرب لا يستطيع الطرفان توقعها فقدت حماس العديد من المقاتلين ولديها عدد أقل من الصواريخ بالمقارنة مع بداية الحرب. مع ذلك، لا تزال المجموعة مميتة. في 17 سبتمبر (أيلول)، أعلن الجيش عن مقتل 4 جنود وإصابة عدد آخر في جنوب غزة. القتال مستمر ضد حماس التي لا تزال تسيطر على أجزاء من وسط وشمال غزة.
في لبنان، عانى حزب الله من نكسة. مع ذلك، لا يزال لديه أكثر من 30 ألف مقاتل تحت السلاح. لقد حفر أنفاقاً في الريف الصخري واستعد لحرب كبرى. بدعم من إيران، تتوقع المجموعة أيضاً تلقي الدعم من جبهات أخرى، مثل الميليشيات الإيرانية الوكيلة في سوريا والعراق. ولدى حزب الله قوات في سوريا.
وكتب فرانتزمان أن حزب الله يدرك قدرات إسرائيل ويدرك أن إسرائيل تركز الآن قواتها في الشمال. لكنه يعتقد أيضاً أن لديه من القدرات ما يكفي ليشكل تهديداً خطيراً لإسرائيل. إذا اختار حزب الله أن يضرب إسرائيل، فهو بذلك يطلق العنان لحرب لا يستطيع أي من الطرفين أن يتوقع نتائجها ودينامياتها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی على إسرائیل من الصواریخ فی الشمال حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

معركة دير نيقولاوس.. استعادة روسية تؤكد تصعيد الحرب عبر الحدود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تطور ميداني جديد يُسلّط الضوء على تعقيد المشهد العسكري المتصاعد بين موسكو وكييف، أعلنت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم الثلاثاء عن استعادة القوات الروسية السيطرة على دير القديس نيقولاوس بيلوجورسكي في منطقة كورسك، شمال غرب روسيا، بعد معارك شرسة استمرت عشرة أيام ضد قوات أوكرانية كانت قد تحصّنت داخله.

ووفقاً لما أوردته وكالة "تاس" نقلاً عن مصادر أمنية، فإن البلدة التي يقع فيها الدير، وتُعرف باسم جورنال، كانت نقطة ارتكاز ميدانية للقوات الأوكرانية، تم فيها نشر وحدات مشاة ومدفعية وقاذفات طائرات مسيرة، ما جعلها مركزاً لعمليات هجومية داخل الأراضي الروسية.

أبعاد العملية الميدانية

هذا التطور يكشف تصعيداً لافتاً في طبيعة المواجهات الجارية، حيث لم تعد العمليات مقتصرة على الأراضي الأوكرانية، بل امتدت إلى العمق الروسي، وتحديداً إلى مناطق ذات رمزية دينية وثقافية مثل الأديرة، وهو ما يعكس تحولاً خطيراً في استراتيجيات الاشتباك وتوسيع نطاق الاستهداف العسكري.

الدير، الذي يتسم بأهمية دينية وتاريخية في منطقة كورسك، تحوّل إلى مسرح عسكري، في تجسيد صارخ لمدى تغلغل الحرب في البنية المدنية والدينية، واستخدام الأماكن الرمزية كتحصينات عسكرية، سواء لأغراض دفاعية أو دعائية.

 

منطقة كورسك، الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، شهدت في أغسطس الماضي توغلاً أوكرانياً مفاجئاً في إطار ما يبدو أنه محاولة لفتح جبهة جديدة تضغط على روسيا من الداخل. ورغم أن العملية لم تكن واسعة النطاق، فإنها دفعت موسكو إلى استنفار عسكري واسع، شمل إرسال تعزيزات ضخمة، بعضها من خارج حدود روسيا التقليدية.


دور كوريا الشمالية.. تحالفات تتبدل؟

من أبرز ما يلفت الانتباه في هذا التطور هو الإشارة إلى مشاركة جنود من كوريا الشمالية في دعم القوات الروسية. ورغم عدم تأكيد موسكو الرسمي لهذا التفصيل، فإن تكرار الإشارات الإعلامية إليه يثير تساؤلات جدية حول طبيعة التحالفات العسكرية التي بدأت تتشكل منذ اندلاع الحرب، وخاصة مع تصاعد التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، بما في ذلك صفقات الأسلحة والمساعدات اللوجستية.

هذه المشاركة، إن صحّت، تمثل خروجاً صريحاً لكوريا الشمالية عن إطار الحذر الدولي، وتؤشر إلى اصطفاف واضح ضمن المحور الروسي، ما يعكس بدوره استقطاباً عالمياً جديداً قد تتوسع دائرته مستقبلاً لتشمل دولاً أخرى مناهضة للغرب.


دلالات الاستراتيجية


استعادة روسيا لدير نيقولاوس لا تُعد فقط انتصاراً رمزياً، بل هي جزء من محاولة موسكو فرض سيطرتها على حدودها الشمالية المتوترة، وصد الهجمات الاستباقية الأوكرانية التي تستهدف زعزعة أمن الجبهة الداخلية الروسية.

العملية قد تُمهّد لسياسات أكثر تشدداً من جانب روسيا، ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، الذي قد يستخدم رمزية استهداف دير ديني لتأجيج المشاعر القومية والدينية، بما يخدم حشد الدعم الداخلي لاستمرار الحرب.

 

 

مقالات مشابهة

  • انسحبت منها إسرائيل.. الجيش اللبناني يواصل انتشاره في القرى الجنوبية
  • خبيرة خرائط: خريطة إسرائيل لـ طابا كانت مزورة والنقطة 91 كشفت الحقيقة
  • حوار عون وحزب الله لم ينطلق بعد
  • مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
  • الجيش السوداني يكذب الدعم السريع ويحذر ويكشف حقيقة فيديوهات ويعلن مقتل وإصابة 33 مواطنًا
  • “ناشيونال إنترست”: إغراق قوات صنعاء لحاملة طائرات أمريكية احتمال وارد
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • قتيلان من الجماعة الإسلامية وحزب الله بغارتين اسرائيليتين على لبنان
  • جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
  • معركة دير نيقولاوس.. استعادة روسية تؤكد تصعيد الحرب عبر الحدود