موقع 24:
2024-09-20@08:59:20 GMT

تقرير: تفجيرات "البيجر" لن تردع حزب الله

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

تقرير: تفجيرات 'البيجر' لن تردع حزب الله

قدّم المحلل والصحفي لشؤون الشرق الأوسط جوناثان سباير نظرة متعمقة للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، مع التركيز على الحادث الأخير حيث انفجر 5 آلاف جهاز بيجر في وقت واحد في لبنان، ما أسفر عن مقتل العديد من أعضاء حزب الله.

إسرائيل وحزب الله يواجهان قرارات صعبة

وفي حين تمثل هذه العملية انتصاراً تكتيكياً لإسرائيل، فإنها لا تغير المشهد الاستراتيجي بشكل أساسي.



ويشير سباير في مقاله بمجلة "سبكتيتور" البريطانية إلى أن حادثة انفجار أجهزة البيجر، التي أدت إلى شلل أعضاء حزب الله فجأة، كشفت عن نقاط الضعف العميقة التي يعاني منها الحزب وسلطت الضوء على قدرة إسرائيل على التسلل إلى عملياتها. ويشير الانفجار، إلى جانب حوادث سابقة مثل عمليات اغتيال لكبار أعضاء حزب الله فؤاد شكر ومحمد قاسم الشاعر، إلى ارتفاع مستوى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله. ومع ذلك، يزعم سباير أنه في حين توفر مثل هذه الانتصارات التكتيكية دفعة مؤقتة للمعنويات الإسرائيلية، فإنها لا تغير بشكل كبير ديناميكيات المواجهة الطويلة الأجل بين إسرائيل وحزب الله.
ورغم هذه النجاحات التكتيكية، اضطرت إسرائيل إلى التنازل عن السيطرة على مساحة من الأراضي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما أدى إلى نزوح حوالي 60 ألف إسرائيلي من منازلهم. ويشير سباير إلى أن هذا الوضع غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، حيث يواصل حزب الله شن هجمات يومية بالصواريخ والطائرات دون طيار عبر الحدود.

 

 

"Killing Ayyash didn’t stop Hamas, which carried on sending suicide bombers to continue his bloody legacy. And the pager bombs won’t stop Hezbollah, though they’ve damaged and set back the terror group."https://t.co/104TmcrKHp

— The Spectator World (@TheSpectator) September 18, 2024


وبينما يوجد نزوح للمدنيين اللبنانيين على الجانب الذي يقف فيه حزب الله، يؤكد سباير أن هذا لا يؤثر في عمليات حزب الله، لأن قاعدة دعمه ومشروعه لا يعتمدان على موافقة السكان المحليين. ويتناقض تجاهل حزب الله لرفاهية المدنيين بشكل حاد مع تركيز إسرائيل على مواطنيها النازحين.
وأشار سباير إلى أنه في حين أن التفوق العسكري الإسرائيلي واضح، وخاصة من حيث عدد القتلى - حيث قُتل حوالي 460 مقاتلاً من حزب الله مقارنة بـ 20 جندياً و 26 مدنياً في إسرائيل - فإن هذا لم يحل القضية الأوسع والتي تتمثل في إخلاء المناطق الشمالية من إسرائيل، بما يشكّل تحدياً كبيراً. ويقترح سباير أن الطريقة الوحيدة لإعادة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال لن تتم إلا من خلال عملية عسكرية كبرى لدفع قوات حزب الله إلى الشمال.

معضلات أمام عملية برية


مع ذلك، يحدد سباير العديد من المعضلات التي تواجه إسرائيل لتنفيذ عملية برية لدفع حزب الله إلى نهر الليطاني؛ فهذه العملية ستتطلب موارد كبيرة، بما في ذلك القوات التي استنفدت حالياً بعد عام من القتال في غزة، كما تتطلب دعماً أمريكياً، وخاصة فيما يتصل بإعادة إمداد الأسلحة. لكن توقيت الانتخابات الأمريكية يجعل من غير المرجح أن تدعم واشنطن أي تصعيد كبير في المنطقة.

 

 

The small battery and electronics in a pager cannot create the explosive effect witnessed in footage of the widespread blasts targeting Hezbollah operatives in Lebanon.

Here’s why: https://t.co/8xEYOGV07Y pic.twitter.com/IqBbAiEyoe

— Rolling Stone (@RollingStone) September 18, 2024


ويؤكد سباير أن هناك مصدر قلق آخر مهم، وهو ما إذا كان المجتمع الإسرائيلي، بعد الصدمات الشديدة التي تعرض لها في العام الماضي، مستعداً لتحمل الخسائر الفادحة المحتملة التي قد يجلبها مثل هذا الغزو البري.
وفي حين أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم يدرسون القيام بعملية، يشير سباير إلى التحديات التي تترتب على الاحتفاظ بمثل هذه الأراضي بمجرد الاستيلاء عليها، وخاصة في ضوء إخفاقات الجهود الإسرائيلية السابقة للحفاظ على منطقة أمنية في جنوب لبنان من عام 1985 إلى عام 2000.


شعور عميق بالإذلال


ويرى مسؤولو حزب الله أن أجهزة البيجر المتفجرة خلقت شعوراً عميقاً بالإذلال، كما يزعم سباير، حيث يمثل الهجوم ضربة خطيرة لسمعة الحزب. ويشير سباير إلى أن حزب الله من المرجح أن يسعى إلى الانتقام، وإن كان حريصاً على عدم تصعيد الموقف إلى حرب شاملة مع إسرائيل. وقد حاول كل من حزب الله وداعميه الإيرانيين تجنب المواجهة الكاملة، خاصة وأن تركيز إيران ما يزال منصباً على أولويات إقليمية أخرى، مثل دعمها لحماس.
وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية السابقة، مثل اغتيال فؤاد شكر في يوليو (تموز)، رد حزب الله بهجمات طفيفة، مدعياً في كثير من الأحيان نجاحات مبالغاً فيها. ويتكهّن سباير بأن حزب الله قد يجرب تكتيكاً مماثلاً هذه المرة، لكنه يحذر من أنه قد يندفع إلى رد أكثر قوة. ومع ذلك، فإن أي تصعيد من هذا القبيل يخاطر بانزلاق الحزب إلى صراع يريد تجنبه. وتشكل هذه المعضلة محوراً لصناع القرار في حزب الله وهم يحاولون التعامل مع الحاجة إلى الظهور بمظهر الأقوياء دون إثارة حرب لا يستطيعون السيطرة عليها.


قرارات صعبة وتوازن هش


ولفت سباير النظر إلى أن إسرائيل وحزب الله يواجهان قرارات صعبة. فالوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل غير قابل للاستمرار، ويبقى السؤال ما إذا كانت ستختار عملية برية كبرى. في هذه الأثناء، تضررت سمعة حزب الله بشدة من هجوم البيجر الأخير، ولابد وأن يرد بطريقة ترضي أنصاره ولكنها لا تؤدي إلى حرب شاملة.
وأشار الكاتب إلى التوازن الهش للقوة بين إسرائيل وحزب الله، قائلاً إن الانتصارات التكتيكية، مثل عملية تفجير البيجر، لن تكون كافية لحل التحديات الاستراتيجية الأساسية على الجانبين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان إسرائیل وحزب الله حزب الله فی حین إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟

قال محللون إن تفجير إسرائيل أجهزة البيجر اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله"، شكلت نجاحاً تكتيكياً، دون أن تترك أثراً استراتيجياً.

القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله


وكتب باتريك كينغسلي في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أنه بينما عرضّت التفجيرات حزب الله للإحراج وأعاقت الكثير من مقاتليه، فإنها لم تغير حتى الآن التوازن العسكري على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من الجانبين بسبب القتال المنخفض الوتيرة. وحافظ حزب الله والجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على النسق ذاته، من تبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بوتيرة من الاشتباكات اليومية على جانبي الحدود منذ أكتوبر (تشرين الأول).
ورغم أن هجوم الثلاثاء كان بمثابة عرض ملفت للنظر لبراعة إسرائيل التكنولوجية، إلا أن إسرائيل لم تسع أول الأمر، إلى الاستفادة من الارتباك الذي زرعته، من خلال توجيه ضربة حاسمة ضد حزب الله وغزو لبنان.
وإذا كان الهجوم قد أثار إعجاب الكثير من الإسرائيليين، الذين انتقد بعضهم حكومتهم لفشلها في وقف ضربات حزب الله، فإن إحباطهم الأساسي يظل قائماً إذ لا يزال حزب الله راسخاً على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو ما يمنع عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى ديارهم.
ورأت ميري آيسين الزميلة الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يتخذ إسرائيل مقراً له،: "هذا حدث تكتيكي مذهل".

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/soFhz9G7Zw

Although the attack on Tuesday was an eye-catching demonstration of Israel’s technological prowess, Israel has not so far sought to capitalize on the confusion it sowed.

— Sean Graf (@seangraf) September 19, 2024


وقالت آيسين، وهي ضابطة استخبارات كبيرة سابقة: "لكن لن يتحرك أي مقاتل من حزب الله بسبب هذا.. إن امتلاك قدرات مذهلة لا يشكل استراتيجية".
وينقسم الإسرائيليون حول ما إذا كان الهجوم قد نتج عن انتهازية قصيرة المدى، أم عن تفكير مدروس على المدى الطويل. ويعتقد البعض أن القادة الإسرائيليين يخشون أن يكون نظرائهم في حزب الله قد اكتشفوا مؤخراً قدرة إسرائيل على تخريب أجهزة النداء، مما دفع القادة الإسرائيليين إلى تفجيرها على الفور أو المخاطرة بفقدان القدرة إلى الأبد.
ويقول آخرون إن إسرائيل كانت لديها نية استراتيجية محددة. وربما كانت تأمل أن تؤدي جرأة الهجوم وتعقيده إلى جعل حزب الله في نهاية المطاف أكثر قابلية للقبول بوقف النار في الأسابيع المقبلة، إن لم يكن فوراً.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين إن "الهدف من العملية، إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراءها كما يدعي حزب الله، ربما كان هو القول للحزب إنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً، إذا واصل هجماته على إسرائيل، بدلاً من التوصل إلى اتفاق".

 

This headline would describe a lot of Israeli military operations nowadays:
"Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say"https://t.co/0sVI4nnZ4O

— Evan Dyer (@EvanDyerCBC) September 18, 2024


وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أوائل أكتوبر تضامناً مع حماس، بعد أن أغارت حليفته الفلسطينية حماس على جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى شن إسرائيل هجوماً مضاداً واسع النطاق على غزة. ومذذاك ربط حزب الله مصيره بمصير حماس، وتعهد أنه لن يتوقف عن القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة.
وبناء عليه، فإن مسؤولين على جانبي الحدود كانوا يتوخون منذ أشهر بأن هدنة في غزة ستتيح ابرام اتفاق موازٍ في لبنان. وجال وسطاء أمريكون وفرنسيون يتقدمهم المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين بين بيروت والقدس، ممهدين الأرضية لهدنة بين إسرائيل وحزب الله في حال التوصل إلى هدنة في غزة.
ومع وصول المفاوضات حول غزة إلى طريق مسدود، فإن القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله لإقناع الحزب بفك ارتباطه مع حماس، وفق ما يقول محللون. وفي الأيام الأخيرة، صعدت القيادة الإسرائيلية من تركيزها على حزب الله، مع تهديد وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع بأن "العمل العسكري" هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للنزاع.
وقال يادلين إن "الغاية هي فصل الحرب التي أعلنها حزب الله على إسرائيل عن الحرب مع حماس". وأضاف أن العملية منحت هوكشتاين "أداة أخرى لاستخدامها عندما سيتحدث إلى حزب الله: الأفضل لك أن تتوصل إلى اتفاق أو أنك ستواجه مزيداً من الهجمات الأساسية والمفاجئة".

هل يغير المسار؟


لكن آخرين يبدون متشككين، ويجادلون بأنه من غير المحتمل أن يغير "حزب الله" المسار، حتى ولو تعرض للخسارة والتشويش بسبب الهجوم.
وينظر حزب الله إلى نفسه على أنه الحليف الإيراني الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، وسيحاول تفادي خلق انطباع بأنه تخلى عن حماس، وفق ما تقول سيما شاين الضابطة السابقة في الموساد.

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/iuyEuxLGFv US asked Israel not to risk expanding the war. It risked it but not take any risk to secure Gaza cease fire. It prefers military options knowing the US has its back

— Christian VanSchayk (@chrisvsch) September 18, 2024


وسلط الهجوم الضوء أيضاً على التنافر بين انضباط وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، التي لديها القدرة على التخطيط للعمليات قبل أشهر أو حتى سنوات، والتفكير الفوضوي قصير الأمد للقيادة السياسية الإسرائيلية.
وبحسب شاين إن "هذا موقف غريب جداً". وأضافت أنه يظهر "تلك الهوة بين السياسيين والمؤسسة الأمنية".

مقالات مشابهة

  • تقرير: تفجيرات "البيجر" تنذر بحقبة جديدة من التخريب
  • تحرك بمطار بيروت عقب هجمات البيجر واللاسلكي.. وحزب الله يتبنى ضربة شمال إسرائيل
  • تقرير: إسرائيل استغلت شركة وهمية في تنفيذ تفجيرات "البيجر"
  • ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • ضربة افتتاحية لحرب واسعة.. تقرير يكشف ما بعد تفجيرات البيجر
  • تقرير أمريكي يدين إسرائيل في تفجيرات لبنان
  • بعد تفجير إسرائيل أجهزة البيجر.. هل تتسع رقعة الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟.. اللواء نصر سالم يجيب
  • 9 قتلى و2750 جريحًا في انفجار أجهزة "البيجر" وحزب الله يحمل إسرائيل المسؤولية: "العدو سينال قصاصه"