لبنان ٢٤:
2024-09-20@08:25:55 GMT

حزب الله أمام مرحلة جديدة

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

حزب الله أمام مرحلة جديدة

من كان يتوقع عندما أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" قبل سنة إلا نصف شهر تقريبًا أن الحرب الضروس التي شنتّها إسرائيل على قطاع غزة ستدوم طيلة هذا الوقت، ومن كان يتصّور أن ثمن هذه العملية كان باهظًا من حيث النتائج، ومن حيث الأضرار البشرية والحجرية؟ ومن كان يعتقد أن الحرب التي فتحت على لبنان من خلال جبهته الجنوبية ستتحوّل إلى حرب استنزاف، بعدما فتحها "حزب الله" في وجه إسرائيل إسنادًا لفلسطينيي القطاع ولإشغال الجيش الإسرائيلي، الذي لم تشغله الجبهة الجنوبية عن دكّ غزة، ولم يكتفِ بهذا القدر، بل صبّ جام حقده على القرى الجنوبية، التي حوّلها إلى قرى متساوية منازلها مع الأرض وفارغة من سكانها، الذين تهجرّوا، مكرهين، إلى جنوب نهر الليطاني، ولم يكتفِ أيضًا بكل ما تسبّب به من مآسٍ وويلات في الجنوب والبقاع، بل زاد على كل هذا لم  يكن يخطر على بال أحد، لأن ما قامت به في اليومين الماضيين في أكثر من منطقة لبنانية، وبالأخصّ في المناطق المنتمية جغرافيًا ودينيًا وسياسيًا لبيئة "حزب الله"، يفوق أي تصّور، حتى أن حروب الماضي الأكثر بشاعة في التاريخ  لم تشهد مثيلًا لهكذا نوع من الاجرام ؟
صحيح أن إسرائيل، وبعد عام تقريبًا من حربها المدمّرة على غزة، وحربها الاستنزافية في لبنان، لم تحقّق الأهداف، التي رفعتها حكومتها الحربية بقيادة بنيامين نتنياهو، وصحيح أن مشاكلها الداخلية قد أصبحت لا تُعدّ ولا تُحصى، ولكن الصحيح أيضًا، وهو ما يؤسف له، هو أن قطاع غزة لم يعد صالحًا للسكن، وأن فلسطينييه الذين يبلغ تعدادهم ما يقارب المليونين قد أصبحوا من دون مأوى، ويفتك بهم جوع كافر، بعدما استشهد منهم ما يقارب الخمسين ألفًا.

والصحيح أيضًا أن لبنان المستنزف بقدراته الشحيحة لم يعد قادرًا على الصمود اجتماعيًا، وإن كان قادة "المقاومة الإسلامية" يؤكدون أن مقاتليهم قادرون على الصمود في وجه العدو ليس سنة فحسب، بل سنوات. وقد زادت هذه القناعة أكثر بعد مجازر 17 و18 أيلول الأسودين.
الخبراء في الشؤون العسكرية يؤكدون في توقعاتهم أن إسرائيل لن تشّن حربًا واسعة وشاملة ضد لبنان، ليس لأنها عاجزة وغير قادرة، بل لأنها لم تستطع أن تُقنع الولايات المتحدة الأميركية بإعطائها الضوء الأخضر. فإذا شنّت حربها الواسعة من دون هذا الضوء تكون كمن يفتح على نفسه أبواب جهنم. ولكن في المقابل لم تستطع واشنطن عبر موفدها آموس هوكشتاين أن تقنع تل أبيب بأن حربها المستمرة ضد غزة وضد لبنان عبر بوابتيه الجنوبية والبقاعية ستُدخل المنطقة بأسرها في دوامة من الفوضى لن تكون نتائجها لمصلحة الدول، التي لا تزال تدور في الفلك الأميركي، خصوصًا أن الأميركيين مقبلون على انتخابات مفصلية لم تشهدها القارة الأميركية من قبل، وهي المقسومة أفقيًا بين جمهوريين وديمقراطيين، من دون أن تغيب عن أذهانهم ما أدّت إليه خلافات أهل الشمال مع أهل الجنوب من نتائج لا يزال صداها رطبًا في أذهان البعض.
ومن يراقب عن كثب ما تقوم به إسرائيل في القطاع، الذي أنهكته، وفي الضفة الغربية المقبلة على حال غير آمنة وغير مستقرّة، وفي لبنان عبر تفريغ قراه الأمامية من أهلها بعدما حوّلتها ومزارعها وحقولها إلى أرض محروقة، يدرك بما لا يقبل الشكّ أن تل أبيب ماضية في مخططها التفريغي والتهجيري مع ما يتلاءم مع أطماعها التاريخية، وبالتوازي فإن أمن مستوطناتها الشمالية يبقى هاجسًا لن يتبدّد إلا إذا استطاع جيش العدو فرض سيطرته النارية على المناطق المقابلة لتلك المستوطنات، والتي كانت تعيش في أمان قبل فتح جبهة المساندة تمامًا كحال القرى الجنوبية الأمامية المنتشرة من البحر إلى تلال كفرشوبا.  
وبعدما اعتقد الإسرائيليون أن مهمتهم الأمنية في القطاع قد شارفت على الانتهاء يبدو أن أولويتهم حاليًا تتجه للتركيز على الجبهة اللبنانية، إذ أن التصعيد الكلامي على لسان السياسيين والعسكريين يحمل تهديدات متكرّرة بإعطاء أولوية لـ "جبهة الشمال"، تلميحا أو بطريقة مباشرة، تبدو كجزء أساسي في الحرب النفسية تجاه العدو في الشمال. يترافق ذلك مع تصعيد في القوة النارية، وإن بقي ضمن قواعد الاشتباك التي بقيت ناظمة للحرب الدائرة. 
وقد تعزّزت هذه القناعة لدى الخبراء العسكريين، الذين أصبحوا على يقين بأن الحرب الشاملة والواسعة واقعة لا محال، خصوصًا بعد كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي فُهم منه أنه لم يعد لديه ما يخسره، وأن ما كان قد سمي بـ "الخطوط الحمر" قد سقطت بعدما أقدمت إسرائيل على ما أقدمت عليه.
 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

توجيهات جديدة من الجبهة الداخلية لمستوطنات شمال إسرائيل



أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أنه بعد تقييم الوضع تقرر رفع القيود المفروضة على عدد من المستوطنات شمال البلاد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "بعد تقييم الوضع ووفقا لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية، تقرر رفع القيود التي فرضت الخميس على مستوطنات مروم هجليل، الجليل الشمالي، كريات شمونة، مفوت هحرمون، يسود هامعلا، حتسور، روش بينا، صفد، المطلة والمستوطنات في شمال الجولان شمال كتسرين".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "يجب الاستمرار في اتباع الإرشادات المنشورة على القنوات الرسمية لقيادة الجبهة الداخلية، على أن يتم تحديث التعليمات الكاملة على بوابة الطوارئ الوطنية وتطبيق قيادة الجبهة الداخلية".

ودوت صباح اليوم الجمعة، صافرات الإنذار في إصبع الجليل، وتحدثت وسائل الإعلام العبرية عن إطلاق صاروخين من جنوب لبنان تجاه المطلة.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت اليوم، أن حزب الله شن يوم أمس الخميس 17 عملية ضد مواقع ومراكز للجيش الإسرائيلي، وهو من أعلى الأرقام التي تم تسجيلها في يوم واحد منذ بداية الحرب.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس مجلس مستوطنة المطلة قوله عن هجمات الليلة الماضية على المستوطنة إنه "دمار هائل، لم أر مثل هذا منذ بداية الحرب".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن مستوطنة المطلة تدخل في سيناريو "ألتا"، حيث لا كهرباء ولا اتصالات جراء سقوط صواريخ ثقيلة أطلقها حزب الله.

يأتي ذلك، غداة هجوم استهدف أجهزة النداء والأجهزة اللاسلكية التي يحملها خصوصا عناصر حزب الله في لبنان، ما أدى إلى انفجارها ومقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف.

وحمل حزب الله إسرائيل مسؤولية الهجوم وتوعد بالرد، وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بكلمة له يوم الخميس، بتلقي الحزب "ضربة كبيرة"، لكنه أكد أن إسرائيل تجاوزت كل الضوابط والأخلاق، وأن هجومها  يعد بمثابة "إعلان حرب"، مضيفا أن ما حدث "سيواجه بقصاص عادل وحساب عسير".

وأكد نصرالله أن السبيل الوحيد لعودة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم هو وقف الحرب على غزة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن بوقت سابق، عقب هجوم أجهزة "البيجر" في لبنان، انتقال مركز ثقل الحرب إلى شمال إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في الحرب

مقالات مشابهة

  • توجيهات جديدة من الجبهة الداخلية لمستوطنات شمال إسرائيل
  • وزير دفاع صنعاء: المرحلة الخامسة من التصعيد مليئة بالمفاجآت وستفتح باب الجحيم على “إسرائيل” وتدشن مرحلة جديدة من الحرب البرية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب مع “حزب الله”
  • نصرالله يؤكد المؤكد اليوم والمُواجهات الى مرحلة جديدة
  • إسرائيل تعلن مرحلة جديدة للحرب وتتعهد بإعادة سكان الشمال
  • مرحلة جديدة من الحرب بدأت.. اعتراف ضمني لوزير الدفاع الإسرائيلي بعملية حزب الله
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: بدأنا مرحلة جديدة في الحرب مع لبنان
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: مركز الثقل ينتقل شمالا ونحن في مرحلة جديدة من الحرب
  • وزير دفاع الاحتلال: نحن في بداية مرحلة جديدة من الحرب