موقع 24:
2025-03-11@11:27:14 GMT

تقرير: تفجيرات "البيجر" تنذر بحقبة جديدة من التخريب

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

تقرير: تفجيرات 'البيجر' تنذر بحقبة جديدة من التخريب

عندما حشدت إسرائيل والولايات المتحدة جهودهما قبل 15 عاماً لتنفيذ هجوم إلكتروني، تمثّل في حقن تعليمات برمجية ضارة في محطات التخصيب النووية الإيرانية أدى إلى خروجها عن نطاق السيطرة، تمت مراجعة العملية من المحامين وصانعي السياسات لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.

كانت الأجهزة المستهدفة في جيوب البنطلونات وعلى الأحزمة وفي المطبخ


وقرر الجانبان المضي قدماً لأن المعدات المستهدفة كانت عميقة تحت الأرض.

وتم التأكيد للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إمكانية احتواء التأثيرات بشكل صارم. ومع ذلك، كانت هناك مفاجآت: فقد تم الكشف عن رمز الكمبيوتر السري، وقام ممثلون آخرون بتعديل البرامج الضارة وتحويلها ضد مجموعة متنوعة من الأهداف.
ويستعيد الكاتب ديفيد سانغر في صحيفة "نيويورك تايمز" ما حصل ليقارن مع آلاف عمليات التخريب الإسرائيلية المزعومة للمئات من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي وغيرها من الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، والتي أخذت التخريب الإلكتروني الغامض إلى آفاق جديدة ومخيفة. هذه المرة، كانت الأجهزة المستهدفة في جيوب البنطلونات وعلى الأحزمة وفي المطبخ. وتم تحويل أجهزة الاتصال العادية إلى قنابل يدوية مصغرة.

 

A New Era in Sabotage: Turning Ordinary Devices Into Grenades, on a Mass Scale https://t.co/PPJG4vfJ3h

— ebabahan (@ebabahan) September 19, 2024


وبينما كان الهدف مقاتلي حزب الله، فإن الضحايا كانوا جميع من يقفون حولهم، بمن فيهم  الأطفال. وتقول السلطات اللبنانية إن 11 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 2700 آخرين في هجوم يوم الثلاثاء. ويوم الأربعاء، قُتل ما لا يقل عن 20 شخصًا آخرين وأصيب 450 آخرين في الجولة الثانية من الهجمات بأجهزة اتصال لاسلكية متفجرة.
ويقول الكاتب إنه لا جديد في تخريب الهواتف أو زرع القنابل، فقد فعل الإرهابيون ووكالات التجسس ذلك لعقود من الزمن. ما جعل هذا مختلفًا هو النطاق الواسع، وزرع المتفجرات على العديد من الأجهزة في وقت واحد. وتنفيذ مثل هذه الحيلة صعب، لأنها تتطلب التوغل في سلسلة التوريد. وهذا، بطريقة ما، هو أفضل سبب لعدم خوف الناس من ثلاجاتهم وأجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت.

أسلحة فتاكة


وربما يكون الشعور بالضعف إزاء تحول الأدوات اليومية المتصلة بالإنترنت إلى أسلحة فتاكة  في بدايته.
وقال غلين غيرستيل، المستشار العام لوكالة الأمن القومي يوم الأربعاء: "قد تكون هذه أول لمحة مخيفة لعالم لا يمكن فيه الوثوق بشكل كامل بأي جهاز إلكتروني، من هواتفنا المحمولة إلى أجهزة ضبط الحرارة".
وأضاف: "رأينا بالفعل روسيا وكوريا الشمالية تطلقان أسلحة سيبرانية لم يكن لديهما سيطرة عليها، وألحقت أضرارًا عشوائية بأجهزة كمبيوتر في جميع أنحاء العالم"، وتساءل: "هل يمكن أن تكون الأجهزة الشخصية والمنزلية الأخرى هي التالية؟".
وإذا كان غيرستيل على حق، فإن هذا يثير بحسب الكاتب التساؤل عما إذا كانت هذه الهجمات، المنسوبة على نطاق واسع إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تستحق الثمن في الشعور المشترك بالضعف. ولم يكن للانفجارات أي غرض استراتيجي. وكما قال دبلوماسي غربي يتمتع بخبرة طويلة في التعامل مع الشرق الأوسط، فإنها ليست على وشك إجبار قادة حزب الله على التخلي عن قضية حاربوا من أجلها لمدة 4 عقود.

الابداع السيبراني


ولكن من غير الواضح إلى أي مدى كان الإبداع السيبراني، إن وجد، متورطاً في الانفجارات القاتلة. فقد بدت أجهزة النداء، التي لجأ إليها حزب الله خوفاً من أن تكون إسرائيل قد اخترقت هواتفه المحمولة، جذابة للحزب على وجه التحديد، لأنها كانت منخفضة التقنية، ولم تكن تعمل عبر شبكات الهاتف المحمول الضعيفة والإنترنت.

 

A New Era in Sabotage: Turning Ordinary Devices Into Grenades, on a Mass Scale https://t.co/lQ9OFgYQgG

— Anthony Samrani (@AnthonySamrani) September 19, 2024


وتتعدد النظريات حول كيفية وضع المتفجرات في الأجهزة. وفي السيناريو الأكثر احتمالاً، قام عملاء إسرائيليون بحشو البطاريات بالمتفجرات عندما تم تصنيع الأجهزة، بواسطة شركة وهمية في بودابست حصلت على ترخيص باستخدام تكنولوجيا أجهزة النداء القديمة من شركة تايوانية. ويعتقد آخرون أن الأجهزة ربما تم تعديلها في مرحلة ما بين تصنيعها وتوزيعها على قادة حزب الله ومقاتليه.
ولكن أياً كانت وسائل التخريب فإن النتيجة كانت واحدة: فقد كانت بضع أوقيات من المتفجرات مخبأة في أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية قادرة على التسبب في إصابات خطيرة، تتجاوز الضرر الذي قد يحدث، إذا ارتفعت درجة حرارة البطاريات في الأجهزة واشتعلت فيها النيران.

تسخين البطاريات


ومن الممكن أن تكون هذه الانفجارات قد حدثت فقط من خلال رسالة أرسلت في نفس الوقت إلى أجهزة النداء. أو من الممكن أن يكون المهاجمون قد تمكنوا من تسخين البطاريات وتفجير الشحنات المتفجرة، من خلال استغلال ثغرة في الكود الأساسي الذي يعمل على تشغيل أجهزة النداء.
ولكن بعض الخبراء يقولون إن الإسرائيليين ربما استخدموا أيضاً العمليات السيبرانية، أو اعتراض الإشارات لمجرد معرفة كيفية الوصول إلى أجهزة النداء نفسها.
قال جيسون هالي، الخبير في مجال الإنترنت في جامعة كولومبيا، إن العمليات السيبرانية الرئيسية ربما قدمت معلومات استخباراتية فقط تفيد بأن حزب الله قدم طلبًا ضخمًا لأجهزة النداء ومكانها في سلسلة التوريد في أوقات محددة. على الأكثر، تم إرسال إشارة ما أدت إلى تفجير المتفجرات. ربما استخدم هذا بالفعل بعض الثغرات لتسخين البطارية مما تسبب في الانفجار".


الطرد المركزي النووي


وأضاف الكاتب أن الدخول في سلاسل التوريد لتخريب العمليات ليس بالأمر الجديد. قبل أكثر من عقد من الزمان، اعترض المسؤولون الأمريكيون إمدادات الطاقة المتجهة إلى إيران لتشغيل أجهزة الطرد المركزي النووية في البلاد - وبالتالي قدرتها على إنتاج الوقود الذي يمكن تحويله إلى مشاريع الأسلحة.
كذلك، اعترض المسؤولون الأمريكيون مولدات طاقة صينية عملاقة أثناء إدارة ترامب اعتقدوا أنها تم تعديلها لإدخال "مفتاح قتل" يمكن تشغيله من خارج البلاد. ومنذ أكثر من عام، حذر المسؤولون الأمريكيون من "Volt Typhoon"، وهي عملية استخباراتية صينية لتزوير شبكات الطاقة الأمريكية ببرامج ضارة يمكن أن تطفئ الأضواء وإمدادات المياه، وخاصة أثناء الصراع على تايوان.

ومع ذلك، تشير الأدلة المبكرة إلى أن مثل هذه التقنيات يمكن أن تحقق ميزة تكتيكية ولكن تأثيرات استراتيجية قليلة. وحتى الهجمات الإلكترونية الأمريكية الإسرائيلية على أجهزة الطرد المركزي في إيران ــ وهي عملية سرية للغاية ومكلفة تحمل الاسم الرمزي "الألعاب الأولمبية" ــ أعادت البرنامج الإيراني إلى الوراء لمدة عام أو 18 شهراً فقط. وفي نهاية المطاف دفعت البرنامج إلى مزيد من السرية.
ولكن الهجمات مثل تلك التي استهدفت أجهزة الطرد المركزي، أو شبكات الطاقة، موجهة إلى البنية الأساسية الضخمة، وليس الأجهزة المحمولة باليد. وعلى هذا فإن الهجمات في لبنان قد تبشر ببداية جديدة في مثل هذا التخريب، المصمم لإصابة الأجهزة المحمولة باليد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان الطرد المرکزی أجهزة النداء إلى أجهزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة

ألقى الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومدير اعتماد التعليم الأزهري بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، محاضرة عامة لطالبات السنة السادسة (الثالثة الثانوية) بتربية المعلمين بدار النجاح في جاكرتا، إندونيسيا، وللمعلمات،تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتناولت المحاضرة عدة موضوعات:
مكانة المرأة في الإسلام وصور من رحمة النبي بها.


استهل الدكتور سليمان المحاضرة بالتأكيد على أن الإسلام كرَّم المرأة وأعلى من شأنها، ومنحها حقوقها كاملة في جميع مراحل حياتها، سواء كابنة، أو زوجة، أو أم، أو أخت أو حفيدة، أو أي امرأة في المجتمع.


وأكد سليمان أنَّ الرسول (ﷺ) جاء رحمة مُهداة للإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد، وقد أوصي بالرحمة بالبنات والنساء والرفق بهن؛ فقد بشَّر بعهدٍ جديد يُكرِّم المرأة، وينهي ممارسات الجاهلية التي كانت تُلحق الأذى بالبنت والمرأة، سواء بالقتل، أو الإهمال، أو غير ذلك من صور الظلم. 


وتابع: ففي العصر الجاهلي، كانت البنات تُعدّ عبئًا يُتخلَّص منه، بل كانت بعض المجتمعات تُقدم على وأدهن -أي قتلهن أحياء- ظلمًا وعدوانًا، فجاء الإسلام ورسوله العظيم (رحمة الله للعالمين) ليُغيِّر هذه المفاهيم، ويُعلن أن المرأة أمانةٌ من الله ونعمةٌ عظيمة، يجب الحفاظ عليها وصيانهتا وإكرامها. 


وواصل: وقد حرَّم النبي (ﷺ) كلَّ ما يُلحق الأذى بالبنات، وأوصى برعايتهن ومعاملتهن بالرحمة والاحترام، مؤكدًا أن من رزقه الله بنتًا فأحسن إليها، كان ذلك سببًا في البركة ودخول الجنة. وجاءت هذه التعاليم النبوية لتصحيح المفاهيم الاجتماعية، وجعل حقوق النساء واحترامهن جزءا مهما من تعاليم الإسلام. 


وأكمل: ويُشير مصطلح "وأد البنات" إلى تلك العادة الجاهلية القاسية، حيث كانت بعض القبائل تقدم على قتل البنات خوفًا من العار أو الفقر. فجاء الإسلام رحمةً من الله تعالى، فحرَّم قتل البنات، وأمر بحمايتهن ورعايتهن، مؤكِّدًا أنهن نعمةٌ عظيمة ومصدر للخير والبركة في الدنيا والآخرة. وقد شكَّل هذا التحريم تحولًا جذريًّا في المفاهيم السائدة آنذاك، ورسَّخ مبدأ الاعتراف الكامل بحقوق المرأة وتقدير مكانتها. قال تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ» (سورة النحل: 58-59).


وأردف: ولقد كان النبيُّ (ﷺ) مِثالًا في تواضعه، ورحمتِه، وبِرّه، وعطفِه، ووفائه، وعدلِه مع زوجاتِه وأهلِ بيته.  لقد توغَّلَ النبيُّ في فهمِ شخصية المرأة وفي أعماقِها الرقيقة.. يُناجيها بدفء العاطفة، ويُعينُها على العمل لدينِها ودنياها؛ فاستطاعتِ المرأةُ بتَوجيهاتِه الجليلةِ أن تُصلحَ ما بينها وبين ربها، فأصلحَ اللهُ أمرَ دينها ودنياها. وتؤكدُ السيدةُ عائشة (رضي الله عنها) هذه المعاني بقولها: "ما ضرَبَ رسولُ اللهِ (ﷺ) بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ، وما ضرَب امرأةً قطُّ ولا خادمًا له قطُّ" (أخرجه ابن حبان في سننه).. وكان (ﷺ) يوصي بالنساءِ خيرًا، فيقول: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي) (أخرجه الترمذي في سننه). 

دعاء مؤثر من أستاذ صحة نفسية حال تعرضك للهجر وقلة التقدير.. فيديوأدعية قرآنية تريح القلب وتشرح الصدر.. رددها يومياً تصب عليك الخير صباً

وأكمل: لقد كان النبيُّ زوجًا، وأخًا، وأبًا، وصديقًا لكلِّ زوجاته، وكان يقابلُ إساءتهنَّ بالإحسان، ويحثُّ أتباعَه والمسلمين مِن بعده على الرِّفق بهن، وورَدَ أنَّ النبيَّ (ﷺ) كان في سفَرٍ، وكان غُلامٌ يُقالُ له أنجَشَةُ يَحدو بهنَّ (أي يسوق الإبل وهو يغني لها ليحثها على السير والسرعة)، فقال له النبيُّ (ﷺ): (رُوَيدَك يا أنجَشَةُ سَوقَك بالقَواريرِ) (أخرجه البخاري في صحيحه)، والمعنى: رفقًا بالقوارير، فما أعظمَ هذا التَّعبير النَّبوي الراقي، وما أبلغَه! حيث شبَّه النساءَ في رقَّتِهنَّ وخِلقَتِهن بالزُّجاج الرَّقيق، في إشارةٍ منه إلى ضرورة مُعاملتِهنَّ بالرِّفق واللين وبالراحة والرحمة. كان يَحنو على زوجاتِه أيَّما حُنُو، ويرحمهنَّ أيَّما رحمة!، ويخفِّف آلامهنَّ وهُمومهنَّ وأتْعابهنَّ، ويُعلِّمهنَّ ويساعدهنَّ في شتَّى الأعمال.. ولم يدَّخرْ وسْعًا في ذلك.

وواصل: وهكذا، حمل رسول الله (ﷺ) إلى البشرية رسالة العدل والرحمة، فألغى الظلم والممارسات الجائرة، وأكَّد أن لكل بنتٍ حقَّها في الحياة والكرامة، وهو ما يُجسِّد أحد أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية.


وأوضح أن المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة، وأسهمت عبر العصور في مجالات: العلم، والدعوة، والتربية، والسياسة، والإدارة، وغيرها.



وسلط الدكتور أحمد علي سليمان الضوء على الدور الريادي والحضاري لأمهات المؤمنين، وخص بالذكر ثلاث شخصيات عظيمة كان لهن أثر بالغ في نصرة الإسلام ونشر تعاليمه:
 

 السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها): كانت أول من آمن بسيدنا محمد (ﷺ)، ووقفت بجانبه في أصعب مراحل الدعوة. قدمت كل ما تملك من مال وجهد لدعم رسالة الإسلام، وكانت مصدر الطمأنينة والدعم النفسي للنبي (ﷺ)، حتى قال عنها: (إني رزقت حبها). كما كانت نموذجًا للمرأة المسلمة في الحكمة والوفاء والتضحية.


السيدة عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنها): كانت من أكثر نساء المسلمين علمًا وفقهًا، وروت عن النبي (ﷺ) كثيرا من الأحاديث التي شكلت أساسًا مهمًا للفقه الإسلامي. وأدت دورًا بارزًا في نشر السنة وتعليم الأجيال، حتى قيل إنها كانت مرجعًا لكبار الصحابة في الفتوى، مما يعكس مكانة المرأة في التعليم والتوجيه.


 السيدة أم سلمة (رضي الله عنها): عُرفت برجاحة عقلها وحكمتها، وكانت صاحبة المشورة التي غيرت مجرى الأحداث في صلح الحديبية، عندما أشارت على النبي (ﷺ) بحل الإحرام، فكان لرأيها أثر كبير في تهدئة الصحابة وقبولهم للاتفاق. كما كانت من المحدثات الفقيهات اللاتي أثرين العلوم الإسلامية.


تفعيل دور المرأة المسلمة في العصر الحاضر:


أكد الدكتور أحمد علي سليمان على ضرورة استلهام الدروس من سير أمهات المؤمنين لتفعيل دور المرأة المسلمة في مجتمعاتنا اليوم، خاصة في مجالات التربية والتعليم والتهذيب. 


وشدد على أن المرأة المسلمة تستطيع أن تكون عنصرًا فاعلًا في بناء الأجيال، ونشر القيم الإسلامية، وتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي.


وقال: من الحقائق التي نؤمن بها، ويجب أن نسعى لترسيخها: أنَّ بناء المرأة بناء سليمًا في عصر شديد التعقيد، وتشكيل وعيها وتأهيلها؛ يُعدُّ بناء للمجتمع وتشكيل وعيه السليم.
 

 وأنَّ تمكين المرأة -لاسيما تربويًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا؛ تمكين للأسرة وتأمين للنشء والشباب، وأنَّ تحصين المرأة؛ يُعدُّ تحصينًا للنشء والأسرة وتحصين لشتى أفرادها.


ونبه على أن المرأة المسلمة يمكن أن تُسهم بسهم وافر في تقوية الجهاز المناعي للأمة الإسلامية، وتُرسِّخ الحصانة الفكرية والسلوكية لدى النشء المسلم، من خلال برامج التربية الإيمانية والإعلامية، التي تنمي معارفهم ووعيهم ومداركهم ومسؤولياتهم تجاه دينهم وأوطانهم ومقدساتهم وهُويتهم وأيضًا تجاه التحديات التي تواجههم؛ حتى يتأهلوا لحمل راية دينهم وأوطانهم.


واستطرد: لكي تقوم المرأة بذلك يجب أن تؤهل لتحقيق ذلك؟!، ومن ثم يجب أن نُعنى بهذه في إطار خطة إسلامية عامة، تستهدف الاستثمار الاستراتيجي في بناء المرأة وتكوينها وتأهيلها. من خلال: أولا: الإيمان بالقدرات الخلاقة التي يمكن أن تقوم بها المرأة في الحياة.  ثانيا: تكاتف شتى المؤسسات التربوية والإعلامية والدينية والثقافية لبناء وعي المرأة، وتنمية قدراتها.  ثالثا: تدريب المرأة على منهجية التفكير الناقد لتمكينها من عمليات الفرز والانتقاء والغربلة من الوافد العاتي عبر التقانات الحديثة، وإكسابهن القدرة على النقد والتحليل والتركيب واستشراف المستقبل؛ من أجل المحافظة على كينونة النشء وهُويتهم الثقافية وخصائصهم الحضارية.


رابعا: توجيه وسائل بناء الوعي للتركيز على القضايا الكبرى التي تتعلق بالمصالح العليا للأمة، والسعي الحثيث لبناء القيم الدينية والأخلاقية، والعادات والتقاليد، والموروث الثقافي للمسلمين، مع ضرورة التحاور مع الثقافات الأخرى من منطلق الندية لا التبعية، وإبراز التحديات التي تواجه المجتمع في شتى المجالات، وسبل مواجهتها، وتعزيز المسؤولية الفردية والجماعية في المجتمع.


خامسا: تربية الوالدين تربية إعلامية تمكنهم من تدريب النشء المسلم على الاستخدام الأمثل والآمن لوسائل الإعلام المختلفة، وبما يساعد على تنميتهم في شتى الجوانب: العقلية والمعرفية والوجدانية والنفسية والسلوكية والعملية، وذلك يستلزم تزويد الوالدين بالعلوم والمعارف ومصادر التربية الإعلامية من منظور إسلامي، وبما يُحقق مصلحة النشء والشباب في حدود الضوابط الشرعية والقانونية، ويعمق ثقافتهم الدينية، ويحمي صحتهم الجسدية والعقلية، ويقيهم مخاطر المعلومات الضارة ويحصنهم ضد مظاهر الاختراق التي تُبث من خلال الإعلام الجديد وغيره، والتي تستهدف -في كثير منها- زعزعة الإيمان والتأثير السلبي في ملامح هُويتهم وتمسكهم بثوابتهم الدينية. 


رمضان.. فرصة لتعزيز العلاقة بالله وتحقيق التوازن الروحي


كما تحدث الدكتور سليمان عن أهمية شهر رمضان في تهذيب النفس، وتقوية الصلة بالله، وتحقيق التوازن النفسي والجسدي والروحي. وأوضح أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل تهذيب الأخلاق، وتزكية النفس، وتدريبها على الصبر والعطاء.


كما أشار إلى فضل ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا النبي (ﷺ)، مبينًا أن هذه الأعمال الروحانية تسهم في طمأنينة القلب، وزيادة القرب من الله، وتحقيق الراحة النفسية، ومن ثم ينعكس إيجابيا على أداء الشخص في علاقاته بالله وبنفسه وبالناس وبشتى مفردات الطبيعة والكون والحياة.


شهدت المحاضرة والإفطار مع الالطالبات حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم: 
د. بسطامي إبراهيم، رئيس مؤسسة دار النجاح
أ. مختار غزالي، مدير رعاية الطلبة بمعهد دار النجاح الإسلامي المركزي
أ. جنيدي ريانطو، مدير معهد الثانوي الإسلامي بدار النجاح
أ. ميسرة، مديرة معهد الثانوي العامة بدار النجاح
أ. لطيفة حذيدة، نائبة مدير رعاية الطلبة للشؤون الطالبات بدار النجاح.

مقالات مشابهة

  • ضبط أجهزة عسكرية في المهرة.. كيف تصل تقنيات الحرب إلى الحوثيين عبر المنافذ الشرعية؟
  • الجمارك تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة في منفذ صرفيت في المهرة
  • أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت
  • بدون إصابات.. التحريات في حريق مخزن السيدة زينب: ماس كهربائي
  • كانت مُخبأة في إرسالية “أجهزة تكييف”.. إحباط محاولة تهريب 1.364.706 حبوب “كبتاجون” عبر منفذ البطحاء
  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • تفاصيل جديدة.. تقرير يكشف: جيش الاحتلال أخفى معظم حقائق 7 أكتوبر
  • قيام الليل في رمضان.. معجزة لمن كانت له حاجة عند الله
  • ميار الببلاوي: قطة الشاشة كانت عايزة تخطف جوزي مني