لبنان ٢٤:
2025-03-10@03:34:55 GMT

النيتروسلولوز فجَّربطاريات الأجهزة

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

النيتروسلولوز فجَّربطاريات الأجهزة


كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في تقدير نخبة من الباحثين في الفيزياء والتكنولوجيا، من لبنانوخارجه، أنّ إسرائيل تلاعبت ببطاريات الليثيوم لجعل انفجارهاأشدّ عنفاً. لكنها لم ترتكب مخاطرة تلغيم الأجهزة، سواء فيالمصنع أو لدى الوكيل، لأنّ «حزب الله » الذي سيستوردها سيدققفي هذه الأجهزة ويُخضعها لفحوص دقيقة يجريها خبراؤه قبلتسليمها إلى مسؤوليه الكبار وكوادره، وهو سيكشف على الأرجحوجود المواد المتفجرة.

ف «الحزب » له خبرة عمرها عقود في هذاالمجال، وهو لن يتهاون في التدقيق والتحرّي قبل توزيع آلافالأجهزة الجديدة، الآتية من الخارج، على كوادره والبدء فياستخدامها على نطاق واسع.
ويقول الخبراء في الفيزياء والتكنولوجيا، إنّ التفجيرات تتعلقبالإنجازات الهائلة في مجال الاتصالات وصناعة أجهزة الاتصال،ودور الذكاء الاصطناعي. ويشرح الباحث في الفيزياء وصاحببراءات الاختراع في التكنولوجيا المهندس غطاس القصيفيحيثيات ما جرى، فيقول: «كل جهاز يستخدم الموجات اللاسلكيةمعرّض للاختراق.
والموجات التي يستخدمها الجهاز تتميز بطول معيّن يمنحهاالسرعة، وبقوة معينة. وكلما قصرت الموجة تصبح السرعة أكبر. وقدتوصل العلم حالياً إلى تحقيق قدرات كبيرة على الاختراق. فلنفترض أنّ جهازاً أول يتميز بسرعة معينة يمكن تسميتها«السرعة أ »، ويتصل بقاعدة. وهذه القاعدة تتصل بجهاز ثانٍ. فمن يريد التدخّل في هذه الموجة، يلتقطها ويدخل إليها لتحقيقأهداف عدة: إما للتشويش على الموجة، وإما لقطعها، وإما للتآلفمعها أو للاندماج فيها modulation . ولكي يتمكن من تنفيذ مهّمةالاندماج، يجب أن تمتاز الموجة التي يستخدمها، أي الموجة الثانية)ب(، بسرعة تفوق سرعة الموجة أذا كانت الموجة )ب( بسرعةمساوية لسرعة الموجة )أ( أو أكثر بطئاً منها، فإنّ الاندماج لايتحقق. لذلك، استخدم الإسرائيليون موجة تفوق بسرعتها الموجاتالمعتمدة في الأجهزة المستهدفة.
ومن البديهي أن يكونوا قد راقبوا هذه الأجهزة، سواء «البيجر » أي أجهزة النداء، أو أجهزة اللاسلكي، وتعرفوا على موجاتهافدخلوها وقاموا بالاندماج فيها. وهذه الموجة قادتهم الى ان يتعرفواإلى ال) IC integrated circuit (. وبفضل ما أتاحته التكنولوجياالحديثة، دخل الإسرائيليون برامج الأجهزة، ووضعوا برنامجاًخبيثاً بدلاً منه. وهذا التعديل يسمح لهم بالآتي: إما تعطيلالجهاز، وإما نسف المعلومات التي يتضمنها، وإما التمركز فيداخله والتحكّم به، وهذا ما حصل.
لقد قام البرنامج الخبيث المزروع بإغلاق الدائرة الكهربائية في كلجهاز، ما أدّى إلى ارتفاع حرارة بطارية الليثيوم الموجودة فيه بقوة،إلى حدّ الانفجار. وهنا يكمن اللغز. فبطاريات الليثيوم في هذهالأجهزة تمّ تعديلها على الأرجح بإدخال هلام ) )gel
قابل للانفجار فيها، هو gel nitrocellulose الفيل بمضاعفة قوةانفجارها عشرات المرّات، فيما بطارية الليثيوم العادية يفترض أنّهاتتضمن هلام السيليكون فقط.وهذا الهلام وحده لم يكن كافياًلإحداث عمليات تفجير دموية. فإذا كان انفجار بطارية الليثيومالعادية، بهلام السيليكون، يقارب ال 50 كيلو مثلاً، فإنّ بطاريةالليثيوم التي أضيف إليها الهلام المتفجّر يصبح انفجارها بقوة500 كيلو أو طن، وهو ما يلحق أذى كبيراً بالأفراد. وهذا يعني أنّالتلاعب الذي يفترض التحرّي عنه حصل في تعديل مكوناتالبطاريات لا في زرع مواد أو شرائح متفجّرة داخل الجهاز
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سؤال في الدولة والمجتمع

واقع الدول اليوم

الدولة الحديثة تشكلت مع الثورة الصناعية وتحول الإقطاع إلى رأسمالية صناعية وزراعية وتدرجت لتشمل مناحي الحياة، ثم تبنت آليات وحوّرتها لتكون حامية للنظام، فمن تعريف الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه، باتت واقعا هي مفاضلة الشعب بين من يختارهم الحزب في مؤتمره ويفاضل بينهم وفق آليات متعددة. إذن هي ليست فعلا حكم الشعب لنفسه، وهذا ليس إلا مثالا على مجموعة الآليات، كالليبرالية، والعلمانية التي باتت انتقائية بعد أن أصبح العالم صغيرا وهاجر حملة الأديان الأخرى إلى الغرب طمعا في الهدوء وتحقيق الذات، وهو ما يصبح اليوم تحديا وجوديا لكثير من هؤلاء المهاجرين.

تقدم التقنيات وصغر العالم

ونرى تحديات عندما أدركنا صغر العالم بتقدم نظام المواصلات والاتصالات، وحاجة اليد العاملة الأرخص في المصانع لموازنة القيمة للسلع بوجود التنافس الشديد بين الغرب واستثمار الصين لمواردها البشرية، مما جعلها قطبا بارزا وتحديا للصناعة في الغرب وتنافسا في السوق، وهذا ذاته يشكل تحديا لنا عندما يتمكن في البلد من يبتعد تفكيره عن استثمار الموارد البشرية، ويحس بالنقص تجاه الغرب، فيسمع لمهندس مبتدئ أوروبي ولا يسمع لخبير من أبناء البلد مثلا، وهكذا بقية المهارات لتجد هذه المهارات طريقها إلى الهجرة أو الانزواء، خصوصا أن هنالك مقاومة وأذى للمبدعين كونهم يشكلون هاجسا وخوفا عند رؤسائهم، فلا هم قادرون على الإنجاز ولا على تدريب الكادر الذي سيعقبهم في قيادة المدنية في البلد. وهنا نرى بوضوح منظومة تنمية التخلف، فالتحديات من الداخل هي حصب المخططات الخارجية بإرادتهم أم بغيرها.

الصراعات المحلية والدولية:

في واقعنا هنالك مشاكل مركبة آتية من فوضى مركبة في تشوه معنى الدولة ومعنى المجتمع وفهم معنى الفكر والثقافة والتاريخ، ومعنى الدين وعزله عن المنظومة العقلية التي تقيد بدورها بمجمل محرمات خلاصتها التفكير حرام، بينما الإسلام وهو ما يمثل ثقافة المنطقة يدعو إلى التفكير وإعمال المنظومة العقلية ويخاطبها ويحفزها ويعيب التقليد للقديم الموروث.

في واقعنا هنالك مشاكل مركبة آتية من فوضى مركبة في تشوه معنى الدولة ومعنى المجتمع وفهم معنى الفكر والثقافة والتاريخ، ومعنى الدين وعزله عن المنظومة العقلية التي تقيد بدورها بمجمل محرمات خلاصتها التفكير حرام، بينما الإسلام وهو ما يمثل ثقافة المنطقة يدعو إلى التفكير وإعمال المنظومة العقلية ويخاطبها ويحفزها ويعيب التقليد للقديم الموروث
التربية الخطأ:

وأهمها تعليم التدين وتقوية غريزة التدين وتحفيظ بلا فهم، وملء الجهاز المعرفي بمعلومات غير معالجة، لهذا تجد متدينا ويتكلم في الدين لكنه بعيد عن الثقة أو الأمانة أو النزاهة أو الرغبة بالحق، كثير المداهنة، يقاوم أي تغيير بالتسفيه والجدل وعلو الأنا والتركيز على تحييد المخالف كانتصار شخصي له، ومن يخالفه فهو كافر مجرم فيكون نوعا من العصبية والتوتر، بينما هذا منكر في الإسلام بل محرّم، وتجد حكومات تزعم أنها إسلامية وتريد العمل بشرع الله يملؤها الفساد والتبرير له بل الصالح مبعد، فهي لم تسع عن فهم للإسلام وذاك ما يقود إلى البحث عن اجتهاد جديد يدير الواقع فترى العجز يرافق الفساد بدل الإصلاح وإغضاب الله بدل طاعته، وهذا في كل الأديان وليس دينا واحدا، لهذا تجد أن الرعوية أهم من القيم في منظومة تنمية التخلف.

الفشل في إدارة الواقع:

وهي مسالة مركبة تحمل سلبيات تكوين الجهاز المعرفي من الأسرة فالمدرسة فإدارة الحكم في البلاد، وتجعل الاهتمام بالمستقبل أمنيات بلا تخطيط صائب وإنما نوع من الاهتمامات الغريزية كالتملك والسيادة وغيرها، ولا قواعد ونظم للتنمية، فالحياة في أمجاد ماضي لم يصنعه المتمني ورغبة في استعادته بعقلية الناقل المثالية وليس وفق معطيات الواقع.

هنالك وجوب للمعرفة والتخطيط وفق الممكن بالمتاح فلا يمكن أن تضع خطة لتنفيد ما يحتاج مليون من عملة بلدك بينما أنت لا تملك إلا بضعة ألف منها، ولا يمكن أن تفكر بتحرير أرضك وفق المعادلة الصفرية وأنت مغلوب فيها، فالمتغيرات كثيرة هي لم تعد في طيار يقاتل بل في دقة مخترع ومطور لطائرة بلا طيار ومجموعة الاستخدام، وقد تكون هذه المجموعة تخاف السير لوحدها أو تتجمد من الخوف لنباح كلب أو حركة غريبة.

بناء المجتمع والدولة:

كلا الاثنين يعتمد على الفهم، فليس مهما تعدد العقائد والاختلافات وإنما العدل والإنصاف، وضمان الحقوق الخمس لكل المجتمع، أنت لن تغير الناس بإجبارهم على السفور كما يحصل في أوروبا ولا بإجبارهم على الحجاب عند من يزعم الدين من بلاد المسلمين، والنظرة إلى المرأة مهمة ومهم فهمها في الإسلام؛ ليس من التراث وإنما من القرآن والسنة النبوية، فهي كالرجل في الغرب وهذا متعب، لكنها كالرجل في الإسلام مع حقوق حماية إضافية. وهنا لا بد من فهم معنى القوامة أنها مسؤولية وليس سلطة أو تملك أو إجبار، فالعقد عقد رفقة بين الزوجين ولهذا كل حر بماله واسمه ونسبه إلا حق العائلة والمرأة على الرجل في الإنفاق حتى لو كانت متمكنة وذات مال. كثير من الأمور تحتاج نظرا بعيدا عن التدين الشعبي والفقه الذي لا يفهم أن الإنسان في امتحان وهو حر في خياراته لكي يكون ذا أهلية للحساب.

نحن بحاجة أن نفهم أسلوب الخطوات المتدرجة لتحصيل الحقوق وإنهاء تأثير الظلم من القوى المتغطرسة، وان قوتنا متى كانت ليست عدمية وإنما لها غايات هي إتاحة الفرصة للإصلاح والصلاح، ولعل نموذج غزة رغم كل شيء محاولة ودرس عميق في ضبط النفس والالتزام وما يعطي من نتائج قيمية مبهرة، وهذا موضوع ضمن مقال لاحق.

خلاصة باختصار:

إذن نستطيع أن نقيم الإنسان كما قيمنا إنسان القسام، برد فعله وسلوكه مع الأسرى وفي حرب ليس فيها تكافؤ مطلقا وبتفاصيلها المتعاكسة عند الطرفين سلوكيا، ونستطيع أن نقيم الدولة من خلال نظرتها إلى طرق الإصلاح ونظرتنا إلى المجتمع بنجاحه في الفهم والتطبيق والعيش المشترك.

مقالات مشابهة

  • ظاهرة جوية تضرب البلاد بعد الموجة القاسية.. ماذا يحدث في طقس الغد؟
  • إزالة 22 حالة غير مستوفية لضوابط التقنين ضمن الموجة 25 بالأقصر.. صور
  • الأنواء الجوية تقدم إحاطة حول الموجة المطرية في العراق
  • حوار الأمين.. إطلالة تلفزيونية لنعيم قاسم وهذا موعدها
  • انطلاق المرحلة الثانية من الموجة 25 لإزالة التعديات واسترداد أملاك الدولة بالمنيا
  • محافظ المنيا: انطلاق المرحلة الثانية من الموجة 25 لإزالة التعديات
  • إزالة 181 حالة تعد على الأراضي الزراعية بالأقصر
  • سؤال في الدولة والمجتمع
  • حلويات غير مطابقة للمواصفات في صيدا.. وهذا ما عُثر عليه
  • عون أطلع بري على محادثاته في الرياض.. وهذا ما بحثاه