في مقابل الصمت الذي تلتزم به إسرائيل تجاه مسؤوليتها عن الهجوم السيراني على عدد من المناطق اللبنانية الذي ادى الى سقوط أكثر من 30 شهيدا وأكثر من 3 آلاف جريح، أكدت معظم التصريحات الأميركية، وتلك المسربة عن مسؤولين، أن واشنطن لم تُنسق هذه الهجمات، على الرغم من تبلغها بها قبيل حصولها، من دون تفاصيل.

وكتبت" الشرق الاوسط": إن الخطر من إمكانية توسع الحرب، دفع بوزير الدفاع الأميركي إلى تكثيف اتصالاته مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، كان آخرها اتصالاً هاتفياً مساء الأربعاء، «لمراجعة التطورات الأمنية الإقليمية، وتأكيد دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل في مواجهة التهديدات من إيران و(حزب الله) وشركاء إيران الإقليميين الآخرين»، وفق بيان البنتاغون الذي صدر في أعقاب الاتصال.

لكن أوستن شدّد «على التزام الولايات المتحدة بردع الخصوم الإقليميين والجهود المبذولة لتهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة».
وأكد أوستن مجدداً «أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يُعيد الرهائن الذين تحتجزهم (حماس)، والتوصل إلى حل دبلوماسي دائم للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يسمح للمدنيين من الجانبين بالعودة إلى منازلهم».
ونقل عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن انطباع الوزير أوستن هو أن إسرائيل تدرس خيارات عسكرية جديدة للبنان.
وحتى قبل التفجيرات، يومي الثلاثاء والأربعاء، قال أوستن لمسؤولين كبار آخرين في البنتاغون في اجتماع يوم الاثنين، إنه يخشى أن تشن إسرائيل هجوماً قريباً، بعد أشهر من تبادل الهجمات الصاروخية والجوية مع «حزب الله». وتزايدت حدة إنذار الولايات المتحدة بشأن غزو محتمل منذ وقوع التفجيرات الأخيرة في لبنان. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع، مردداً تعليقات أدلى بها مساعدون آخرون في البنتاغون يوم الثلاثاء: «أنا قلق للغاية بشأن خروج هذا الأمر عن نطاق السيطرة».
غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قال للصحافيين يوم الأربعاء، إنه لا تزال هناك طريقة لإنهاء الأزمة من خلال الدبلوماسية، وليس الحرب. وقال عن الصراع المحتمل: «لا يوجد شيء لا مفر منه».
موقف كيربي، لحقت به تعليقات عدة من مشرعين أميركيين، عبّروا فيها عن «اندهاشهم» من العملية الإسرائيلية، و«إعجابهم» بها.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن النائب الديمقراطي، آدم سميث، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، قوله: «سأفاجأ بشدة إذا تحدثت إسرائيل معنا عن أي شيء يتعلق بالعملية، أو حتى عما سيحدث بعد ذلك».
وقال سميث ومسؤولون آخرون، إن الآلاف من الأجهزة المتفجرة يجب «بحق» أن تُثير الخوف بين صفوف «حزب الله» حول مدى عمق اختراق إسرائيل للجماعة، وما الذي يمكن أن تفعله أيضاً لإلحاق الضرر.
وأشار سميث إلى أن العملية قد تدفع «حزب الله» للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال أحد مساعدي الأمن القومي في الكونغرس إن الهجوم الإسرائيلي، إما أن يكون بمثابة مقدمة لهجوم عسكري أكبر، وإما أن ينقل إلى «حزب الله» رسالة أن إسرائيل «في كل مكان بكل أنظمتك».
يقول بريان كاتوليس، كبير الباحثين في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، إنه من المحتمل أن تؤدي الهجمات الأخيرة إلى تقويض الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لاستخدام الدبلوماسية لتهدئة التوترات وإنهاء الصراعات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الجهود المستمرة منذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. ويضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن حقيقة حدوث ذلك بينما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رحلته العاشرة إلى المنطقة منذ بدء الحرب، تؤكد «التأثير الهامشي» لدبلوماسية بايدن في تهدئة التوترات في المنطقة.
ورغم قيام الجيش الإسرائيلي بنقل فرقة من جنود الكوماندوز والمظليين إلى الشمال في الأيام الأخيرة، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا حتى الآن أي مؤشرات عن غزو وشيك، مثل استدعاء إسرائيل لقوات الاحتياط. وحتى بعد اتخاذ القرار، قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن تصبح القوات الإسرائيلية في وضع يسمح لها بشن هجوم كبير.
لكن مسؤولين دفاعيين أميركيين قالوا إن إسرائيل يمكن أن تقوم بعملية عسكرية أصغر وبسرعة أكبر، من دون اللجوء إلى اجتياح واسع.
وهو ما أوحت به تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يوم الأربعاء، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنهم سيبدأون مرحلة جديدة في صراعهم مع «حزب الله»، ما لم يسحب قواته من جنوب لبنان، ويوقف الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون عبر الحدود.
وأثناء زيارته للقيادة الشمالية، حذّر هرتزل هاليفي، رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، من «أننا مستعدون للقيام بكل ما هو مطلوب حقاً» لإنهاء قصف «حزب الله». وقال إن «الثمن بالنسبة لـ(حزب الله) سيكون باهظاً».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير لـWall Street Journal: واشنطن قلقة من شنّ حرب برية على لبنان

ذكرت صحيفة "Wall Street Journal" الأميركية أن "موجة الانفجارات القاتلة لأجهزة "البيجرز" وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي يحملها مقاتلو "حزب الله" في لبنان أدت إلى تفاقم مخاوف البنتاغون من احتمال اندلاع حرب برية في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل. ونهار
 الإثنين، أي قبل يوم من تفجير "البيجرز"، أخبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مسؤولين كبارا آخرين في البنتاغون في اجتماع أنه يخشى أن تشن إسرائيل هجومًا قريبًا، بعد أشهر من الهجمات الصاروخية والجوية المتبادلة مع "حزب الله". 

وبحسب الصحيفة، "لقد تزايدت حدة القلق في الولايات المتحدة بشأن احتمال غزو إسرائيل للبنان. وقال مسؤول دفاعي كبير: "أنا قلق للغاية بشأن خروج هذا الوضع عن السيطرة". من جانبه، نقل الجيش الإسرائيلي فرقة من جنود الكوماندوز والمظليين إلى الشمال في الأيام الأخيرة، بعد
 أن عملت لعدة أشهر في غزة، وفقًا لشخص مطلع على الأمر". 

وتابعت الصحيفة: "شدد المسؤولون الأميركيون على أنهم لم يروا حتى الآن أي مؤشرات تدفع إلى استدعاء قوات الاحتياط للإشارة إلى غزو وشيك. وحتى بعد اتخاذ القرار، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن تكون القوات الإسرائيلية في وضع يسمح لها بشن هجوم كبير. ولكن مسؤولين دفاعيين
 أميركيين قالوا إن إسرائيل قد تأمر بعملية أصغر حجماً بسرعة أكبر، دون الحاجة إلى تحركات عسكرية كبرى أخرى. وقال مسؤولون إسرائيليون يوم الأربعاء إنهم بدأوا مرحلة جديدة في صراعهم مع "حزب الله" ما لم يسحب قواته من جنوب لبنان ويوقف هجمات الصواريخ وقذائف الهاون عبر
 الحدود". 

وأضافت الصحيفة: "من جانبه، تعهد "حزب الله" بالرد على الهجمات الإسرائيلية السرية التي طالت اتصالاته. وأطلق حزب الله مئات الصواريخ على شمال إسرائيل، أغلبها على أهداف عسكرية، وقد اعترضت أنظمة الدفاع الإسرائيلية أغلبها، كما استهدف مناطق سكنية. وقال حزب الله إنه
 سيوقف هجماته عندما توقف إسرائيل هجومها على حماس في غزة. وتردد الجانبان في تصعيد الصراع، خوفًا من العواقب التي من المرجح أن تكون مدمرة لكلا الجانبين. وتأتي التوترات المتزايدة بين "حزب الله" وإسرائيل بعد أقل من شهر من تراجع الخصمين عن الاشتباك الوشيك في أعقاب
 اغتيال إسرائيل لفؤاد شكر، وهو زعيم كبير في "حزب الله" في بيروت واغتيال زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران".  

وبحسب الصحيفة، "يمتلك "حزب الله" ترسانة هائلة من الأسلحة تشمل 150 ألف صاروخ يمكنها الوصول إلى أي مدينة في إسرائيل، فضلاً عن 30 ألف مقاتل. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للمبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين يوم الاثنين في تل أبيب إن "الطريقة الوحيدة
 المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي من خلال العمل العسكري"، وفقًا لبيان صادر عن مكتب الوزير. وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الانطباع هو أن إسرائيل تدرس خيارات عسكرية جديدة للبنان. وقال مسؤول دفاعي سابق: "إنك تفعل هذا الأمر باعتباره تشكيلاً أولاً قبل القيام
 بشيء آخر"، في إشارة إلى توقيت تفجيرات أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وقال مسؤول في الشرق الأوسط يوم الأربعاء إن "المنطقة تتجه نحو الفوضى"." 

وتابعت الصحيفة: "تحتفظ الولايات المتحدة بحاملة طائرات في المنطقة، وهي يو إس إس أبراهام لينكولن، كما وضعت سفينة هجومية برمائية تحمل مشاة البحرية وطائرات هليكوبتر في اليونان، إلى جانب سفن أخرى وغواصة تحمل صواريخ، وهي يو إس إس جورجيا. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت
 الولايات المتحدة سربًا من مقاتلات إف-22 النفاثة ووسعت دفاعاتها الجوية حول المنطقة لحماية القوات البرية المتمركزة هناك. وحذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأميركيين منذ أشهر من مغادرة لبنان بسبب مخاطر تصاعد القتال. ووضعت الولايات المتحدة خططاً لإجلاء الأميركيين
 وغيرهم من غير المقاتلين من لبنان. وقال مسؤولون دفاعيون إن إحدى الخطط تتضمن إجلاء نحو 50 ألف مواطن أميركي ومقيم وأسرهم إلى قبرص. وتنص الخطة على أن تقوم السفن المدنية بنقل النازحين لمسافة 160 ميلا بحريا تقريبا عبر البحر الأبيض المتوسط من لبنان إلى قبرص. وقال
 ثيودوروس جوتسيس، المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية، في مقابلة إن واشنطن ستضطر إلى تقديم طلب رسمي لاستخدام منشأة إجلاء في الجزيرة. وأضاف في الوقت نفسه أن "التنسيق مستمر لمواجهة أي طارئ"." 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أوستن يؤجل زيارته إلى إسرائيل وسط مخاوف من اندلاع حرب مع لبنان
  • أوستن يؤجل زيارته إلى إسرائيل وسط مخاوف حرب مع لبنان
  • تقرير لـWall Street Journal: واشنطن قلقة من شنّ حرب برية على لبنان
  • واشنطن تخشى اندلاع "حرب برية" بين إسرائيل وحزب الله
  • وول ستريت جورنال: البنتاجون يخشى من عملية برية إسرائيلية في لبنان
  • أوستن يبحث مع غالانت التصعيد في المنطقة
  • أوستن يبجث مع غالانت التصعيد في المنطقة
  • البنتاغون: صاروخ الحوثيين الذي استهدف إسرائيل لم يكن “فرط صوتي”
  • تصريحات لـ "البنتاغون" بشأن نوعية الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل وتتهم إيران بتزويدهم